العراق يعلن أنه بصدد استثمار الغاز المصاحب للنفط لأول مرة
٢٨ مارس ٢٠٢٥
تحدث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن مشاريع وتوجهات جديدة في مجال صناعة النفط في بلاده، معرجاً على قانون الحشد الشعبي وحماية الأقليات في سوريا.
رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني يعلن عن قرب استثمار الغازصورة من: Kin Cheung/Pool/AFP
إعلان
أعلن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، الجمعة (28 آذار/مارس 2025)، أن حكومة بلاده اتخذت خطوة مهمة لاستثمار الغاز المصاحب لإنتاج النفط الخام لأول مرة في تاريخ العراق وسيتم إيقاف الحرق بشكل تام مطلع عام 2028.
وقال السوداني في مقابلة مع محطة تلفزيون "دجلة" العراقية ووزعت مقتطفات منها الدائرة الاعلامية في الحكومة: "نعمل على إنجاز مشروع المنصة العائمة لإكمال مد أنبوب نقل الغاز إلى المحطات الكهربائية، وهناك دول أبدت استعدادها لإرسال بواخر محملة بالغاز لتجهيز العراق".
يأتي ذلك في وقت يسعى فيه العراق إلى إيجاد بدائل لوارداته من الغاز الإيراني قبل فصل الصيف، من أجل توليد الكهرباء. ومن الوجهات التي يقصدها الخليج، وذلك على خلفية تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران حول العقوبات الأميركية. ولم تمدّد الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب الإعفاء الممنوح للعراق منذ العام 2018 لشراء الكهرباء من طهران رغم العقوبات الأميركية على إيران.
وذكر السوداني أنه "سيكون لدى العراق اكتفاء ذاتي بالبنزين عالي الأوكتان لأول مرة عند اكتمال مشروع ( إف سي سي) في البصرة نهاية العام الحالي ولدينا مشاريع كبيرة مع شركات عالمية لإعادة تأهيل الأنابيب الناقلة للنفط للحفاظ على الثروة النفطية كما لدينا فرص استثمارية كبيرة في الصناعات البتروكيماوية والأسمنت والأسمدة، حققنا فيها الاكتفاء الذاتي".
وأوضح السوداني: "وصلنا إلى تحقيق 14% من الإيرادات غير النفطية، وهدفنا تحقيق نسبة أعلى من خلال الإصلاحات الحقيقية التي تبنتها الحكومة واتخذنا إجراءات مهمة لإصلاح الشركات الحكومية والقطاع المصرفي".
وقال" تعاقدنا مع شركات عالمية رصينة لإصلاح قطاع المصارف الأهلية ووصلنا إلى المراحل النهاية لتأسيس مصرف الرافدين الأول وتطوير النظام المصرفي يحقق التنمية".
وفي الشأن السياسي، ذكر السوداني أنه" لا يوجد أي تدخل خارجي بشأن الحشد الشعبي، وهو مؤسسة أمنية رسمية، وأن مشروع قانون الحشد الشعبي ينظم الهيكل التنظيمي للحشد وتشكيلاته ومستويات قياداته". وأقرت الحكومة مشروع القانون "بعد دراسة مستفيضة ومن الضروري إقرار قوانين الحشد الشعبي والتقاعد والضمان، من أجل ضمان حقوق المنتسبين، وهو جزء بسيط لتضحياتهم".
وشدد أنه "غير مسموح لأي طرف فرض إملاءات على العراق والقرار وطني بشأن قضاياه الداخلية وأكدنا على حماية الأقليات في سوريا، والعمل على مواجهة داعش الإرهابي الذي يشكل خطراً على دول المنطقة". وتابع "وموقفنا من سوريا عبر عنه العراق وفق المصالح العليا للبلد، ولدينا اجتماعات مع تركيا وسوريا والأردن ولبنان لمواجهة داعش".
خ.س/ف.ي (د ب أ)
يموت واقفًا.. نخيل العراق ضحية الحرب والدمار والإهمال
بعد أن تركت الحروب والنزاعات المسلحة آثاراً كارثية على أعداد النخيل في العراق، وجاء الجفاف وتقلص المساحات المزروعة ليجهز على الباقي، يحاول العراق بمشروعات طموحة لزراعة الصحراء بالنخيل واستعادة مكانته في تصدير التمور.
صورة من: Wisam
بدأت "العتبة الحسينية"،المؤسسة الدينية البارزة في كربلاء، مشروعاً ضخماً للحفاظ على النخيل التي تعد رمزاً وطنياً. وعلى أطراف صحراء كربلاء تصطف آلاف النخلات الصغيرة على مدّ النظر بغية زيادة عددها في العراق بعد تراجع جراء الحروب والإهمال والجفاف.
صورة من: Mohammed SAWAF/AFP
يمكن رؤية أشجار النخيل الصغيرة مزروعة على مسافات منتظمة قرب بعضها البعض عند أطراف كربلاء، على قطع أرض منفصلة ترويها برك مياه متلألئة تحت ضوء الشمس. ورغم أنها لا تزال فتيّة، تدلّت منها أغصان مليئة بثمار تمرٍ خضراء.
صورة من: HUSSEIN FALEH/AFP/Getty Images
يجري ريّ هذه الأشجار بالتنقيط وتزوّد المياه من أحد فروع نهر الفرات و10 آبار، خلافاً للطريقة التقليدية للريّ التي تقضي بغمر التربة بالمياه، وذلك لأن العراق يواجه موجةً من التصحر والجفاف.
صورة من: DW/A. Al-khashali
شكّلت النزاعات المتكررة التي ألّمت بالبلاد بدءا بالحرب بين إيران والعراق (1980 - 1988) حرب تحرير الكويت وغزو العراق عام 2003 التهديد الأبرز للنخيل، لكن التحديات البيئية والحاجة إلى إحداث نقلة نوعية بالقطاع تفرض نفسها اليوم.
صورة من: AFP/dpa/picture-alliance
التناقض صارخ مع البصرة الحدودية مع إيران والواقعة في أقصى جنوب العراق. هناك، تمتدّ على عشرات الكيلومترات الجذوع المقطوعة لما كان في الماضي شجرات نخيل، فيما سقط السعف الجاف أرضا. تكمن المفارقة في أن المنطقة تقع على ضفاف شطّ العرب حيث يلتقي نهري دجلة والفرات.
صورة من: Wisam
خلال الحرب العراقية الإيرانية، قطع نظام الرئيس الأسبق صدام حسين النخيل من مساحات شاسعة لمنع تسلل العدو. وباتت قنوات الريّ بدون فائدة، ولذا جرى وقف تدفقّها، أحياناً بجذوع الأشجار المقطوعة.
صورة من: ASAAD NIAZI/AFP/Getty Images
تعمل وزارة الزراعة حاليا على زيادة مساحات النخيل ويقول متحدث باسم الوزارة "خلال السنوات العشر الأخيرة، بدأنا من 11 مليون ووصلنا إلى 17 مليون نخلة". وبدأ هذا المشروع في 2010، لكنّه توقّف في العام 2018 بسبب انقطاع الدعم المالي.
صورة من: Muhsin
يرى الخبراء أن العقبة الأساسية التي تؤثر على زراعة النخيل هي "التجاوز على بساتين النخيل وتحويل البساتين إلى مناطق سكنية"، خصوصاً في بغداد وكربلاء. وارتفعت العديد من الدعوات للجهات الحكومية المسؤولة لمعالجة السكن من أجل أبعاد الناس عن التجاوز على المساحات الخضراء.
صورة من: DW:A. Malaika
في شرق العراق قرب الحدود مع إيران، تظهر نتائج الحرب أيضاً في بدرة في محافظة واسط، حيث تبدو جذوع بعض أشجار النخيل الشاهقة مقطوعة. ويندّد المسؤولون المحليون بصعوبة التزوّد بالمياه منذ أكثر من عقد، مع اتهام إيران بتحويل مجرى نهر "ميرزاباد" المسمّى محلياً نهر الكلّال.
صورة من: Wisam
أعلن العراق في آذار/ مارس الماضي عن تصديره نحو 600 ألف طنّ من التمر إلى الخارج لسنة 2021. ويعدّ التمر ثاني أكبر منتج يصدّره العراق بعد النفط، إذ يدرّ سنوياً على البلاد 120 مليون دولاراً بحسب البنك الدولي، الذي دعا بغداد إلى العمل على تحسين النوعية وتنويع الأصناف المنتجة.
صورة من: Aleksey Butenkov/Zoonar/picture alliance
وعلى الرغم من ضخامة المشروع الذي تديره وتموّله "العتبة الحسينية"، إلّا أن التحدّي لا يزال كبيراً أمام العراق الذي كان يضمّ في الماضي "30 مليون نخلة" وينتج أكثر من 600 نوع من التمر.
صورة من: The Print Collector/A. Kerim/Heritage Images/picture alliance