العرب في كيمنتس.. بين جهل "المشوّشين" وعنف "المتطرّفين"
محي الدين حسين
٢٧ أغسطس ٢٠١٨
وسط الصدمة التي تعيشها مدينة كيمنتس في ألمانيا، بعد اعتداءات جماعية على مهاجرين، يخشى ذوو الأصول العربية الذين يعيشون في المدينة من تداعيات هذه الحوادث على العيش المشترك.
إعلان
"الجوّ متوتّر ونحن في وضع حرج"، تقول البروفيسورة الألمانية ذات الأصول التونسية، ألفة كانون، التي تعيش في مدينة كيمنتس الألمانية التي شهدت اعتداءات جماعيّة ضدّ المهاجرين بعد مظاهرة دعا لها حزب البديل من أجل ألمانيا الشعبوي إثر مقتل ألمانيّ وجرح اثنين في المدينة.
ورغم عدم كشف الشرطة الألمانية عن أصول شخصين قبضت عليهما ومتهمين بجريمة القتل، إلا أن مئات المتظاهرين نزلوا إلى الشوارع وأطلقوا هتافات ضد الأجانب، في إشارة إلى أن من ارتكبوا جريمة القتل قد يكونون من أصول عربية.
تقول كانون لـDWعربية: "أشعر بالقلق لأن هذه الحوادث لها تداعيات علينا فدائماً ما يتم تضخيم هذه القصص واستغلالها من قبل كلّ طرف لتمرير أغراضه السياسية"، وتضيف: "مؤسف أننا نتحمّل مسؤولية تصرفات بعض المشوّشين العرب والمتطرّفين الألمان".
"أمر فظيع"
وقد دفعت هذه التطوّرات المفاجئة سلطات كيمنتس إلى إلغاء احتفالية المدينة التي كانت جارية، وذلك لأسباب أمنية. وقالت عمدة المدينة باربارا لودفيغ في تصريح لمحطة "إم.دي.إر": "حينما أفكر في المشاهد التي جرت هنا يوم الأحد فإنني أشعر بالرعب"، وأضافت "أنه لأمر فظيع أن يتجمع الناس هنا (...) ويقوموا بإلغاء حفل المدينة وتهديد الناس".
وتروي كانون، البروفيسورة في جامعة كيمنتس التقنية، كيف أن الأجواء كانت طبيعية قبل الحادثة، مؤكّدة أن "غالبية الناس في المدينة طيبون ومنفتحون، إلا أن من يقومون بأعمال الشغب هم بعض الذين يكرهون الأجانب والذين يستغلّون أيّ فرصة لزيادة التوتر".
وقد تداول بعض الأشخاص في وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات تظهر مهاجرين يتعرّضون لاعتداءات، بالإضافة إلى فيديوهات تظهر فيها بعض الشعارات التي يتم ترديدها في المظاهرات، مثل "نحن الشعب" و"فليخرج الأجانب" وحتى بعض الشعارات التي تحرض على العنف مثل "مقابل كل ألماني يُقتل، اقتلوا أجنبياً".
تحذيرات من تنامي اليمين
وقد تفاعل الألمان ذوو الأصول المهاجرة مع الأحداث في كيمنتس، حيث اتّهم الناشط ناصر أحمد حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي بالوقوف وراء الأحداث، مضيفاً في تغريدة على تويتر: "هذا هو الوجه الحقيقي لليمينيين الجدد".
وحتى السياسية الألمانية ذات الأصول الفلسطينية، سوسن شبلي، والتي تشغل منصب مفوّض برلين لدى الحكومة الاتحادية، ربطت الأحداث بتنامي تيار اليمين في ألمانيا، وكتبت في تغريدة: "يصبح اليمين أقوى، وأعلى صوتاً وأكثر عدوانية وأكثر تطرفاً وأكثر ثقة بالنفس، لكننا مازلنا أكثر، إلا أننا صامتون ومنقسمون وغير منظمين وخائفون. نحن لسنا متطرفين".
وتوالت تغرديات مستاءة ترد على ما قالته شبلي، وذهب بعضها إلى أن "السياسية شبلي تصب النار على الزيت" فيما غرد آخر"غواصة أسلامية".
ورغم تأكيد البروفيسورة ألفة كانون على المضايقات التي يقوم بها اليمينيون المتطرفون للأشخاص ذوي الأصول المهاجرة والأجانب، إلا أنها تشير إلى أن مسؤولية الأحداث تقع على عاتق الأجانب الذين يستخدمون العنف ويستجيبون لمحاولات التحريض التي يقوم بها المتطرفون الألمان أيضاً. "حوادث فردية"
وتستمر تحقيقات السلطات الألمانية في الموضوع، حيث تمّ تقديم أربعة بلاغات على الأقل من قبل أشخاص تعرضوا للاعتداء، منهم سوريّ وبلغاريّ، حسبما كشفت متحدثة باسم شرطة المدينة لموقع شبيغل أونلاين، كما ناشدت الشرطة المواطنين على تويتر للابتعاد عن مشاركة التكهنات والإشاعات.
وتشدّد البروفيسورة في جامعة كيمنتس التقنية على ضرورة توضيح الصورة للناس البسطاء هو أن ما يحصل من حوادث جنائية هي حوادث فرديّة، لكي لا يقوموا بالتعميم وإطلاق الأحكام المسبقة على الأجانب أو الألمان ذوي الأصول المهاجرة.
وتقول كانون: "عشت في العديد من المدن الألمانية إلا أنني وجدت أن سكان كيمنتس أكثر انفتاحاً من مدن أخرى، ولذلك فإن ربطها في الإعلام باليمين المتطرف يعتبر ظلماً لأهلها".
محيي الدين حسين
عشرة أسباب تشجعك على زيارة مدينة دريسدن
موقعها المميز على نهر الألبه، وجمال العمارة الباروكية وقيمتها التاريخية، أضفت على مدينة دريسدن الألمانية سحراً خاصاً. حيث يوجد العديد من المواقع الجذابة التي من شأنها أن تبهر الزوار. نستعرض هنا بعضاً منها:
صورة من: picture-alliance/ZB
لتتمتع بمنظر مذهل، توجه إلى جسر أوغسطس، حيث وقف الفنان الإيطالي كاناليتو عام 1748 ورسم لوحته للمشهد الشهير في مدينة دريسدن. إلقاء نظرة واحدة من هنا على المنظر، الذي يضم "Frauenkirche/ كنيسة النساء" وقلعة دريسدن والكاتدرائية، ستدرك مباشرة سبب تسمية دريسدن بـ "فلورنسا على نهر الألبه".
صورة من: picture-alliance/A. Franke
تحتفظ كنيسة النساء بقيمة تاريخية خاصة، إذ دمرت كلياً خلال الحرب العالمية الثانية. وأصبحت بعد مرور 50 عاماً على تدميرها نصباً تذكارياً للحرب. وبعد الوحدة الألمانية، ساعد متبرعون من أنحاء العالم على إعادة بنائها. وتمثل في الوقت الحالي أحد رموز التفاهم الحضاري وشاهدا على المصالحة.
صورة من: picture-alliance/Arco Images
يعد قصر "تسفينغر" من أهم الأبنية التي تعود إلى الحقبة الباروكية. أمر حاكم سكسونيا ببناء هذا القصر في مطلع القرن الثامن عشر مع حدائق رائعة للاحتفالات. وفي القرن التاسع عشر، تحول القصر إلى متحف للوحات والأعمال الفنية والأدوات العلمية التاريخية.
صورة من: picture-alliance/ZB/R. Hirschberger
على بعد كيلومترين خارج مركز المدينة، ستجد الحديقة الكبرى، التي صممت على الطراز الباروكي، وهي مزينة بأجمل أنواع الزهور الملونة. بنيت الحديقة بأمر من حاكم سكسونيا آنذاك جون جورج الثالث. وقد اعتاد حكام سكسونيا قضاء أشهر الصيف في قصر الحديقة، حيث عرفت بالحفلات والمهرجات الكثيرة.
صورة من: picture-alliance/Arco Images
استخدمت قلعة دريسدن عبر العصور كمقر الإقامة الملكي لحكام وملوك سكسونيا. وفي الوقت الحالي تحتضن مجموعات دريسدن الفنية. وكباقي المباني دمرت القلعة خلال الحرب العالمية الثانية. بدأت أعمال إعادة البناء عام 1985 إبان الحكم الشيوعي قبل توحيد ألمانيا، وما تزال قائمة حتى يومنا هذا.
صورة من: picture-alliance/ZB/A. Burgi
تمتلك قلعة دريسدن أكبر قاعة كنوز في كل أنحاء أوروبا، إذ تضم 4 آلاف قطعة. وكان أوغسطس القوي أول من قدم القطع الفنية الخاصة بالبلاط للعامة عام 1724. وتعرض هذه القطع الثمينة الآن في متحف "غرين فالوت" التاريخي و"غرين فالوت" الحديث. أما "غولدن كافي سرفيس" فيعد أبرز القطع الفنية التي صنعها صائغ البلاط يوهان ملكيور دينغلينغر.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/M. Hiekel
من أهم المعالم المميزة أيضاً "فيورستن تسوغ/ موكب الأمير". اللوحة الجدارية الضخمة التي تعني موكب الأمراء من حكام سكسونيا. موجودة على الجدار الخلفي لساحة اسطبلات قاعة دريسدن. وتستعرض صوراً لـ35 من الحكام العسكريين والملوك والأمراء. ولحماية هذا العمل من المياه والعوامل الجوية، استبدلت الألوان بـ 23 ألف قطعة من البورسلان الصيني بين عامي1904 و1907.
صورة من: picture-alliance/Arco Images GmbH
تعتبر دار "سيمبر" للأوبرا بدريسدن من أجمل دور الأوبرا في أوروبا. ركز المهندس المعماري غوتفريد سيمبر على مثالية الشكل والصوت، واستكمل البناء عام 1878. وتشتهر هذه الدار عالمياً بسبب جودة الصوت فيها. إلا أنها قد دمرت كلياً إثر قصف جوي خلال الحرب العالمية الثانية، وقد أعيد بناؤها وافتتحت مجدداً عام 1985.
صورة من: picture-alliance/Arco Images
يمكنك أن تحظى بمناظر بانورامية مدهشة على ضفتي نهر الألبه، التي تتحول خلال أمسيات الصيف إلى مسارح للاحتفالات وسينما كبيرة في الهواء الطلق، بالإضافة إلى عروض الألعاب النارية.
صورة من: picture-alliance/A. Franke
يضيف نهر الألبه لمدينة دريسدن جاذبية فريدة، كما تشكل ضفتاه امتداداً لغرفة المعيشة للسكان الذين يرغبون بالهروب من صخب المدينة إلى التنزه بأحد القوارب البخارية التاريخية. إذ تستحوذ دريسدن على أكبر وأقدم قوارب بخارية في العالم، يعود تاريخ معظمها إلى القرن التاسع عشر. آنيه تيرميشه/ ريم ضوا.