العفو الدولية: القوى العالمية وفرت بيئة خصبة للصراعات
٢٩ مارس ٢٠٢٢
في تقريرها السنوي، اتهمت منظمة العفو الدولية الدول الكبرى بتوفير أرضية خصبة للصراع سواء تعلق الأمر بالغزو الروسي على أوكرانيا الذي اعتبرته "تكرارا" لما حدث في سوريا، أو بجائحة كورونا وتردي الوضع الحقوقي في العالم.
إعلان
قالت منظمة العفو الدولية اليوم الثلاثاء (29 مارسم آذار 2022)، في تقريرها السنوي الذي يوثق حالة حقوق الإنسان في 154 دولة إن المجتمع الدولي شهد العام الماضي "صراعات جديدة فضلا عن تعميق الصراعات التي لم تحل". وذكر التقرير إنه "في أفغانستان وبوركينا فاسو وإثيوبيا وإسرائيل/فلسطين وليبيا وميانمار واليمن، على سبيل المثال لا الحصر، تسبب الصراع في انتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي على نطاق واسع".
وذكرت منظمة العفو الدولية أن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان تمر دون عقاب من جانب القوى العالمية. وأضافت أنه "وفي حالات قليلة جدا جاءت الاستجابة الدولية اللازمة، وفي حالات قليلة جدا تم تحقيق العدالة والمساءلة. وبدلا من ذلك، توسع الصراع".
وبخصوص الغزو الروسي لأوكرانيا، شددت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان، أنه "تكرار" للحرب في سوريا، مشيرة إلى أن النزاع المستمرّ منذ أكثر من شهر في الجمهورية السوفياتية السابقة يشهد "تزايداً في جرائم الحرب".
وقالت الأمينة العامة للمنظمة غير الحكومية أغنيس كالامارد لوكالة فرانس برس إنّ "ما يحدث في أوكرانيا هو تكرار لما رأيناه في سوريا"، مشيرة: "نحن أمام هجمات متعمّدة على بنى تحتية مدنية ومساكن" وقصف لمدارس، متّهمة روسيا بتحويل ممرات إنسانية إلى "مصيدة للموت".
وفي مؤتمر صحافي موازٍ في باريس، قالت ماري ستروثرز، مديرة أمنستي في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، إنّ "باحثينا على الأرض وثّقوا على مدى عشرة أيام استخدام نفس التكتيكات التي اتّبعت في سوريا والشيشان"، بما في ذلك هجمات تستهدف مدنيين وذخيرة يحظرها القانون الدولي.
كما أعربت أمنستي عن أسفها للموقف الذي اتّخذته حوالى 20 دولة أفريقية في الأمم المتّحدة في مطلع آذار/مارس وامتنعت فيه عن التصويت على قرار يدعو لانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا، معتبرة أنّه "في مواجهة روسيا، لا يمكن أن يكون هناك حياد".
وقال التقرير السنوي لعام 2021: "قامت الدول ذات الدخل المرتفع بتخزين ملايين الجرعات أكثر مما يمكنها استخدامه، مما أتاح القدرة لبعض الدول على تطعيم جميع سكانها من ثلاث إلى خمس مرات". في الوقت نفسه، أعطت شركات الأدوية، المدعومة من حكومات قوية، أولوية كبيرة لإيصال اللقاحات إلى البلدان ذات الدخل المرتفع". كما انتقدت المنظمة شركات وسائل التواصل الاجتماعي، التي اتهمتها بتوفير أرضية خصبة للمعلومات المضللة عن كوفيد19- من جميع الأنواع.
و.ب/ع.ش (أ ف ب، رويترز)
بالصور: 60 عاماً على منظمة العفو الدولية
من الدفاع عن السجناء السياسيين إلى الضغط لوقف صفقات السلاح الكبرى، هكذا نمت مبادرة فردية لأحد المحامين إلى أهم شبكة حقوقية في العالم. تأريخ المنظمة في صور.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Neal
"آمنستي" تتذكر السجناء المنسيين
في عام 1961 اعتُقل طالبان في العاصمة البرتغالية لشبونة لأنهما رفعا نخباً للحرية. لذلك، وبسبب تأثره بهذا الخبر، كتب المحامي البريطاني بيتر بينينسون مقالاً كان له أثر عالمي. طالب بينينسون في المقال بدعم كل من يتعرضون للملاحقة بسبب قناعاتهم. هذا المقال كان بذرة تكوين منظمة العفو الدولية "آمنستي"، التي ما تزال تناضل حتى اليوم ضد انتهاكات حقوق الإنسان.
صورة من: Miguel Riopa/AFP/Getty Images
حملة لإنقاذ الأرواح
في البداية، ركزت منظمة العفو الدولية على الدفاع عن السجناء السياسيين غير المتورطين في العنف. تلقى العديد من النشطاء السياسيين، من بينهم نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا وأليكسي نافالني في روسيا، لقب "سجناء الرأي". أضافت المنظمة فيما بعد إلى نشاطاتها الاحتجاج على استخدام التعذيب وعقوبة الإعدام.
صورة من: Getty Images/S. Barbour
حملة ضد التعذيب
عندما أطلقت المنظمة حملتها العالمية الأولى ضد استخدام التعذيب في سبعينات القرن الماضي، كان كثير من جيوش العالم تستخدمه، وبشكل مستمر مع السجناء السياسيين. ساهمت هذه الحملة في رفع مستوى الوعي وساعدت على اعتماد قرار الأمم المتحدة ضد استخدام التعذيب، الذي وقعت عليه أكثر من 150 دولة حتى الآن.
صورة من: Tim Sloan/AFP/Getty Images
تحقيقات في ساحات الحروب
تبني منظمة العفو الدولية حملاتها على التحقيقات التي يجريها تشطاؤها. في ساحات الحروب، حيث يكون المدنيون في أضعف موقف أمام الجيوش والمليشيات، من المهم توثيق انتهاكات حقوق الإنسان من أجل محاسبة مجرمي الحرب. تحتفظ المنظمة بسجل متاح للعامة يوثق جرائم الحرب التي ترتكبها كل من روسيا والنظام السوري والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا.
صورة من: Delil Souleiman/AFP/Getty Images
عمل دؤوب لوقف تدفق الأسلحة
تسعى منظمة العفو الدولية أيضاً إلى وقف تصدير الأسلحة إلى مناطق الحروب والصراعات، حيث تُستخدم ضد المدنيين. وبالرغم من وجود اتفاقية دولية لتنظيم تجارة السلاح حول العالم، إلا أن بيع وشراء الأسلحة ما يزال في ازدياد. بعض أكبر مصدري السلاح حول العالم، مثل الولايات المتحدة وروسيا، لم تصادق بعد على هذه الاتفاقية، بينما لا تلتزم دول كثيرة بها.
صورة من: Chris J Ratcliffe/Getty Images
حملة من أجل إجهاض آمن وقانوني
يشمل عمل منظمة العفو الدولية المساواة بين الجنسين وحقوق الأطفال ودعم مجتمع الميم. تعرضت "آمنستي" لانتقادات الحكومات والمؤسسات الدينية بسبب دعمها لحقوق مثل حق الإجهاض. في الصورة وضع نشطاء في الأرجنتين أكاليل من البقدونس وأعشاب أخرى تستخدم في تحفيز الإجهاض أمام بوابة مبنى البرلمان في العاصمة بوينس آيرس.
صورة من: Alejandro Pagni/AFP/Getty Images
شبكة عالمية مزدهرة
منذ بدايتها في الستينات، نمت "آمنستي" إلى شبكة عالمية تضم من النشطاء الذين، بالإضافة إلى مشاركتهم في حملات تضامن دولية، يعملون من أجل التعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان في دولهم. حالياً تضم المنظمة ملايين الأعضاء والداعمين حول العالم، ونجحت في إنقاذ آلاف السجناء من الموت والاحتجاز. إعداد: منير غائدي/ ي.ب