اتهمت منظمة العفو الدولية أنقرة بطرد نحو نصف مليون شخص من منازلهم في جنوب شرق البلاد. وأفاد تقرير صدر عن المنظمة أن ذلك جاء نتيجة لتكتيكات ترقى إلى مستوى "العقاب الجماعي".
إعلان
في تقرير صدر عن منظمة العفو الدولية اليوم الثلاثاء (السادس من ديسمبر/ كانون الأول 2016)، اتهمت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان أنقرة بطرد نحو نصف مليون شخص بشكل قسري من ديارهم، في إطار تجاوزات بمستوى "العقاب الجماعي".
وركز التقرير بشكل خاص على بلدة سور في مدينة ديار بكر الكردية، حيث ترك نحو 24 ألف شخص منازلهم وغادروا المنطقة بسبب حظر التجوال الذي فرضته السلطات.
وشهدت بلدة سور معارك بين حزب العمال الكردستاني المحظور وقوات الأمن منذ انهيار وقف إطلاق النار في تموز/يوليو 2015 بين تلك الجماعة والدولة التركية.
وبحسب التقرير، استغل الكثيرون الوقت المتاح بين فترات حظر التجوال للفرار من منازلهم بسبب المعاناة من نقص الغذاء والماء والخوف على حياتهم في ظل القتال المستمر، وذلك في الأحياء الستة من سور التي ما زالت خاضعة لحظر التجول.
وصادرت السلطات في آذار/مارس معظم أراضي البلدة، بحسب منظمة العفو التي حضت السلطات التركية على "الرفع الفوري لحظر التجول" واتخاذ تدابير تسمح بعودة النازحين إلى ديارهم.
وبحسب المنظمة، أرغم نحو 500 ألف شخص على مغادرة منازلهم منذ استئناف المعارك في جنوب شرق تركيا صيف العام 2015، والتي نسفت عملية السلام الرامية إلى إنهاء النزاع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص منذ عام 1984.
وقال الباحث المتخصص في الشأن التركي لدى المنظمة أندرو غاردنر لوكالة فرانس برس إنه "لا توجد خطة ملموسة ومحددة وذات صدقية لمعرفة كيف يمكن لهذه العائلات أن تعود إلى بيوتها".
و.ب/ح.ز (د ب أ، أ ف ب)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.