العفو الدولية تتهم روسيا بقتل مئات المدنيين بسوريا
٢٢ ديسمبر ٢٠١٥
دعت منظمة العفو الدولية إلى التحقيق في انتهاكات محتملة في سوريا، نتجت عن غارات جوية روسية تقول إنها قتلت مئات المدنيين. وقالت المنظمة إن الجنود الروس يستخدمون ذخيرة عنقودية وقنابل بدون أنظمة توجيه في مناطق سكنية.
إعلان
قالت منظمة العفو الدولية إن الغارات الجوية الروسية في سوريا تسببت في مقتل مئات المدنيين وإلحاق أضرار جسيمة بمناطق سكنية. وذكرت المنظمة اليوم الثلاثاء (22 ديسمبر/ كانون الأول 2015) في لندن أن هذه الغارات أصابت مسجدا وسوقا وأحد المؤسسات الصحية.ورأت المنظمة الحقوقية أن هذه الهجمات تضاهي جرائم الحرب، مركزة على ستة هجمات روسية استهدفت مدن حمص وإدلب وحلب قتل خلالها نحو 200 مدني.
واتهمت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان موسكو بإعطاء معلومات خاطئة بشأن الضحايا المدنيين لغاراتها في سوريا. وقالت إن هناك أيضا دلائل على استخدام الجنود الروس ذخيرة عنقودية وقنابل بدون أنظمة توجيه في مناطق كثيفة بالسكان وأن هذه الهجمات تكون أحيانا بلا هدف عسكري واضح.
وجاء في بيان المنظمة الذي أصدره فيليب لوثار، مدير المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط و أفريقيا أنه "من الضروري التحقيق في هذه الانتهاكات المحتملة بشكل مستقل وبلا تحيز". وقال لوثار إن المنظمة استعانت في تقريرها بأقوال شهود عيان وبتقييم مواد مصورة.
ويشار إلى أن روسيا تقول إن غاراتها في سوريا تستهدف مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بيد أن الولايات المتحدة والدول الغربية عموما تتهمها باستهداف فصائل المعارضة المعتدلة بهدف تقوية حليفها الرئيس السوري بشار الأسد.
من جهة أخرى قتل 23 مدنيا اليوم الثلاثاء في مدينة دير الزور في شرق سوريا، 11 منهم جراء قذائف أطلقها تنظيم "الدولة الإسلامية" على إحدى المدارس ومحيطها فيما قتل الآخرون في غارات لقوات النظام، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المقاتلة في ريف دمشق، قتل 19 مدنيا على الأقل جراء غارات شنتها قوات النظام على بلدة بزينة، بحسب المرصد المعارض.
المدنيون في سوريا..ضحايا سنوات الحرب الطاحنة
مضت خمس سنوات على اندلاع الحرب في سوريا، والتي راح ضحيتها لغاية اليوم مئات الآلاف من المدنيين، الذين عانوا الأمرين من بطش النظام ونيران تنظيم "داعش" والتنظيمات الأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa
المدنيون، وخاصة الأطفال، هم أكثر المتضررين من الحرب. انعدام مياه الشرب دفع هذا الطفل في مدينة حلب إلى الشرب من المياه المتجمعة في الشارع. مأساة إنسانية كبيرة في سوريا.
صورة من: Reuters
مضت أربع سنوات على اندلاع الحرب في سوريا، والتي راح ضحيتها لغاية اليوم مئات الآلاف من المدنيين، الذين عانوا الأمرين تحت نيران تنظيم "داعش" الإرهابي والتنظيمات المعارضة الأخرى، ومن الدمار والبراميل المتفجرة من قبل نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Muzaffar Salman
الطفولة تضيع بين ركام المعارك. أطفال في مدينة حمص يجلبون المياه لأهاليهم، وهذه قد تكون النزهة الوحيدة لهؤلاء الأطفال خارج المنزل.
صورة من: Reuters
تعاني مناطق عدة في ريف دمشق، كما مدينة دوما، من دمار شامل شل الحياة فيها جراء قصف طائرات حربية أو من البراميل المتفجرة، التي تلقيها مروحيات عسكرية تابعة لنظام الأسد.
صورة من: Reuters/Mohammed Badra
أحد عناصر "الحسبة" وهي الشرطة "الداعشية" يقوم بتفحص بضائع محل للعطور في الرقة، معقل تنظيم "داعش" في سوريا. يفرض عناصر التنظيم المتطرف قيودا شديدة على جميع المحلات والبضائع في المناطق التي يسيطرون عليها.
صورة من: Reuters
نقص المواد الغذائية والطبية، الذي تعاني منه أغلب المدن السورية، تسبب بمئات الوفيات.
صورة من: picture-alliance/dpa
نازحون من مدينة كوباني الكردية قرب الحدود السورية التركية. آلاف اللاجئين الأكراد فروا إلى تركيا بعد المعارك الطاحنة في مدنهم وقراهم ضد تنظيم "داعش".
صورة من: DW/K. Sheiskho
مسيحيو سوريا هم الضحية الجديدة لإرهاب تنظيم "داعش"، وقد شكلوا وحدات لحماية قراهم بعد خطف العشرات منهم في شمال شرق سوريا.
صورة من: DW/K. Sheikho
مخيمات اللاجئين ممتلئة بملايين السوريين الفارين من بطش النظام ونيران "داعش".
صورة من: Reuters/H. Khatib
واعترفت قياديون من "الجيش الحر" بانتهاكات جرت على يد عناصرهم. يذكر أن الجيش الجيش الحر فقد نفوذه على معظم المناطق التي كان يسيطر عليها لصالح مجموعات معارضة أخرى.
صورة من: KHALED KHATIB/AFP/Getty Images
اتهم محققو الأمم المتحدة مقاتلين سوريين مناهضين للحكومة باقتراف جرائم ضد الإنسانية. وقالت اللجنة في تقريرها الذي صدر العام الماضي أن "جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام الإسلامية" و"كتيبة الشهيد وليد السخني" جميعها تدير مراكز اعتقال وتعذيب.
صورة من: Fadi al-Halabi/AFP/Getty Images
أما مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، كمخيم اليرموك، فأصبحت جزءا من المشهد السريالي الحزين لمأساة المدنيين من الحرب في سوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
12 صورة1 | 12
وفي نيويورك أصدر مجلس الأمن الدولي الثلاثاء قرارا جديدا سعيا لتسهيل نقل المساعدات الإنسانية إلى ملايين السوريين، علما بأن قراراته السابقة نفذت بشكل جزئي. ومثل القرارات السابقة أقر النص الجديد بالإجماع، بما يشمل روسيا حليفة دمشق، وهو ينص على التمديد لمدة عام ينتهي في 10 كانون الثاني/ يناير 2017 للإذن الممنوح لقوافل الأمم المتحدة لعبور الحدود الخارجية لسوريا.
،وحسب القرار فإن بإمكان هذه القوافل دخول سوريا من دون موافقة مسبقة من دمشق لإغاثة مئات ألاف المدنيين لا سيما في مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة. كما يطلب النص من السلطات السورية الاستجابة إلى المطالب الإنسانية "لتوصيل المساعدات عبر خطوط الجبهة" بين مناطق النظام والمعارضة.