1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةروسيا الاتحادية

"العقيدة النووية الروسية" ـ متى قد تضغط موسكو على "الزر"؟

٦ أكتوبر ٢٠٢٤

بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن تناقش مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا في اجتماع بألمانيا القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الغربية. ويهدد الرئيس فلاديمير بوتين بتوجيه ضربة نووية. فهل تلجأ روسيا فعلا لهذا الخيار؟ ومتى؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع مجلس الأمن حول الردع النووي في الكرملين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع مجلس الأمن حول الردع النووي في الكرملين صورة من: Aleksei Nikolsky/Pool Sputnik Kremlin/AP/dpa/picture alliance

سافر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي  إلى الولايات المتحدة الأمريكية حاملاً  "خطة النصر"، لكن الرئيس الأوكراني لم يتلق الوعود المأمولة بدعم عسكري أكثر فعالية من الغرب في واشنطن. وحسب القيادة الأوكرانية سيتم الاتفاق عليها الآن في قمة أوكرانيا مع دول حلف شمال الأطلسي في 12 أكتوبر في رامشتاين بولاية  راينلاند ـ بفالس  الألمانية.

وتحث أوكرانيا شركاءها الغربيين منذ شهور على رفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الغربية  ضد روسيا. ولكن الدول الكبرى في حلف شمال الأطلسي مترددة حتى الآن ولا تريد إطلاق أسلحة بعيدة المدى لأهداف في المناطق الداخلية الروسية. ويبرر المستشار الألماني أولاف شولتس الرفض  بـ"ارتفاع مخاطر التصعيد". ومع ذلك يرى بعض شركاء الناتو الأمور بشكل مختلف.

بوتين يعلن عن "عقيدة نووية جديدة"

وفي هذا الاتجاه يحلل الخبراء أيضاً توسيع العقيدة النووية الروسية في نهاية سبتمبر الماضي. وهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارًا باستخدام الأسلحة النووية وأكد على ضرورة تكييف القواعد الحالية مع "الظروف الجديدة". وفي نهاية سبتمبر بث التلفزيون الروسي الرسمي تسجيلات لاجتماع "اللجنة الدائمة لمجلس الأمن حول الردع النووي" الذي كان سريا.

تتطلع أوكرانيا إلى استخدام الصواريخ الغربية لشن هجمات على المناطق الداخلية الروسيةصورة من: DW

وقال بوتين في الاجتماع إنه تم توسيع قائمة التهديدات العسكرية لروسيا التي يمكن استخدام الأسلحة النووية ضدها كرادع. وفي حالة وقوع هجوم واسع النطاق من الجو، أي بصواريخ كروز أو طائرات أو صواريخ أو أسراب من الطائرات بدون طيار، يمكن لموسكو الآن الرد  بالأسلحة النووية. وتنطبق القواعد المحددة حديثًا أيضًا على بيلاروسيا المجاورة التي تشكل دولة اتحاد مع روسيا.

الغرب كهدف لهجمات روسية مضادة؟

وتحتوي العقيدة المحدثة أيضًا على إشارة مباشرة إلى الغرب. وقال بوتين في الاجتماع: "تقترح النسخة المحدثة من الوثيقة أن العدوان ضد روسيا من قبل دولة غير حائزة للأسلحة النووية، ولكن بمشاركة أو دعم دولة حائزة للأسلحة النووية يجب أن يعتبر هجوماً مشتركاً على روسيا الاتحادية". وبالنسبة للقوى النووية الغربية يمكن أن تزيد هذه الصيغة الجديدة من خطر أن تصبح هدفاً لهجوم روسي مضاد.

ومع هذه العقيدة المعدلة تخفض موسكو رسمياً عتبة استخدام الأسلحة النووية وتوسع مجال المناورة لديها. وعليه فإن أي هجوم كبير بالطائرات بدون طيار من قبل أوكرانيا على روسيا، كما حدث بالفعل عدة مرات، يمكن أن يقابل برد نووي. ومع ذلك لا يزال من غير الواضح ما هي بالضبط النقطة التي قد تلجأ فيها روسيا إلى الأسلحة النووية، وما إذا كان الكرملين  يفكر في ذلك بالفعل. وقد وصفت موسكو الهجمات الصاروخية الأوكرانية على شبه جزيرة القرم  ذات مرة بأنها "خط أحمر".

لا يرى السياسيون والخبراء الأمنيون في الوقت الحالي أن العقيدة المعدلة تمثل "تغييراً ثورياً" ويشيرون من بين أمور أخرى إلى الضربات الاستباقية النووية التي لا يزال غير منصوص عليها في العقيدة. ومع ذلك فقد دعا المروجون والسياسيون الروس مرارًا إلى كسر هذا المحظور في الأشهر الأخيرة.

وحدات روسية تتدرب على استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في مايو 2024صورة من: Russian Defence Ministry/AFP

ويقول وزير الدفاع الليتواني لوريناس كاسيوناس إن الصياغة الجديدة في العقيدة في هذه المرحلة الزمنية "إشارة إلى الغرب". ويخشى بوتين أن يمنح الغرب أوكرانيا الفرصة لضرب عمق الأراضي الروسية. وحسب كاسيوناس "يعترف بوتين أساسًا بأن هذا سيؤدي إلى تفاقم الوضع بشكل خطير بالنسبة له. بالنسبة لنا هذا يعني أنه يجب علينا أن نعطي أوكرانيا أسلحة بعيدة المدى، ورفع القيود الجغرافية على الهجمات، وتزويد أوكرانيا بمعدات مستعملة أو الاستثمار في الصناعة العسكرية الأوكرانية حتى تتمكن من إنتاج هذه المعدات بنفسها".

ورد الكرملين أيضًا على انتقادات الغرب فيما يتعلق بالعقيدة النووية الموسعة. فحسب المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف فإن تكييف الرادع النووي ضروري لأن البنية التحتية لحلف الناتو تقترب أكثر من أي وقت مضى من حدود روسيا  ولأن القوى الغربية تريد تحقيق انتصار على موسكو من خلال شحنات الأسلحة التي ترسلها إلى أوكرانيا.

تاريخ طويل من إعادة التوجيه

وبدأت عملية إعادة توجيه السياسة النووية الروسية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما تدهورت علاقات روسيا مع  حلف الناتو  بشكل متزايد. وقد قامت موسكو بتحديث أسلحتها النووية الاستراتيجية والتكتيكية وتكييف استراتيجية نشرها. وقام الرئيس بوتين بتحديث العقيدة النووية  بشكل شامل في عام 2020. وأصبحت الاستراتيجية أكثر مرونة وعدوانية بشكل كبير. وتحتفظ روسيا بالحق في استخدام الأسلحة النووية إذا تعرضت البلاد أو حلفاءها للتهديد بهجمات تقليدية أو نووية.

وزير الدفاع الليتواني لوريناس كاشيوناسصورة من: privat

ويبقى دور الأسلحة النووية الاستراتيجية التي يمكن أن تدمر دولاً بأكملها عنصراً محورياً في سياسة الردع. ولكن في الوقت نفسه، يتم التأكيد أيضًا على أهمية الأسلحة النووية التكتيكية التي يمكن استخدامها في ساحة المعركة. وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز في ربيع هذا العام أن موسكو ستستخدم الأسلحة النووية التكتيكية إذا كانت الانتكاسة العسكرية "ستمنع الجيش الروسي بشكل لا رجعة فيه من وقف عدوان العدو الكبير". وحسب معلومات الصحيفة، فقد تمكنت من الوصول إلى وثائق سرية روسية من عام 2008 إلى عام 2014.

أعده للعربية: م.أ.م

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW