حسم باحثون الجدل بشأن أصل "إنسان كينويك"، الذي يعتبر أحد أقدم الهياكل العظمية المكتشفة في أمريكا الشمالية، بعد أن نجح الباحثون في تحديد أصله معتمدين على نتائج الحمض النووي المأخوذ من عظام يد الهيكل العظمي.
إعلان
قال فريق دولي من الباحثين أمس الخميس (18 يونيو/حزيران) إن النتائج التي طال انتظارها لدراسة الحمض النووي (دي ان ايه) المأخوذ من عظام يد ما يعرف باسم "إنسان كينويك" تشير إلى أنه يمت بقرابة وثيقة الصلة بالسكان الأصليين في قارة أمريكا الشمالية. وعثر على الهيكل العظمي "لإنسان كينويك" الذي يرجع عهده إلى 8500 عام في ولاية واشنطن عام 1996.
وتتعارض نتائج الحمض النووي -التي أوردتها دورية نيتشر على موقعها الالكتروني- مع دراسة أجريت عام 2014 تستند إلى معلومات تشريحية تشير إلى أن هذا الهيكل العظمي يمت بصلة قريبة لسكان بولينيزيا الأصليين في اليابان.
وظل "إنسان كينويك" -الذي سمي تيمنا باسم موقع اكتشافه قرب ضفاف نهر كولومبيا في كينويك بولاية واشنطن- بؤرة نزاع قانوني مرير بين العلماء الذين يريدون دراسة الحفرية وتحالف من قبائل السكان الأصليين بأمريكا الذي يطالبون بإعادة دفن الهيكل العظمي. وانتهى النزاع عام 2004 بحكم قضائي يؤيد إجراء مزيد من الأبحاث على الحفرية.
وتوصلت نتائج دراسة نشرت عام 2014 إلى أن الصفة التشريحية "لإنسان كينويك" أوضحت أنه يضاهي كثيرا سكان (إينو) الأصليين وقبائل بولينيزيا باليابان. إلا أن اسكي ويلرسليف عالم الوراثة بجامعة كوبنهاجن الذي أشرف على البحث قال إنه يعتقد أن التقارير الخاصة بالبحث الأخير والمستقاة من تحليل الحمض النووي لحفرية الهيكل العظمي تحسم الجدل بشأن أصل "إنسان كينويك"، مشيرا إلى أن أقرب الأقارب "لإنسان كينويك" ممن هم على قيد الحياة هم السكان الأصليون في أمريكا.
شعوب الإيروكوا أشهر قبائل الهنود الحمر
الإيروكوا هم الشعب الأكثر حضورا في ثقافات الهنود الحمر وأثروا في الخيال الأوروبي حول الهنود. معرض "تقفي آثار الإيركوا" الذي يقام في مدينة بون الألمانية يقدم صورة شاملة عن ثقافة ذلك الشعب من البداية إلى اليوم.
صورة من: Kunst- und Ausstellungshalle der Bundesrepublik Deutschland
الإيروكوا هم الأكثر تأثيرا
لم يستطع أي شعب من الشعوب الأصلية في أمريكا الشمالية أن يؤثر في خيال الأوروبيين وانطباعاتهم عن الهنود الحمر كما فعل الإيروكوا. هذا الشعب ترك بصماته في جميع أنحاء العالم، حتى لو كانت تلك الآثار تعود لشعوب أخرى. تأثيرات الإيروكوا تمتد من أولى الحركات النسائية مرورا بالصناعات الحديثة وصولا إلى ثقافة البوب.
صورة من: picture-alliance/dpa
أسطورة "هندي أحمر"
قاعة الفن الاتحادية في مدينة بون تريد تقديم الصور الحقيقية عن "الهنود الحمر"، بعيدا عن تلك الصور النمطية السائدة، وذلك من خلال 500 عمل فني. المعرض افتتح في الثاني والعشرين من مارس/ آذار 2013 ويستمر حتى مطلع أغسطس/ آب القادم.
صورة من: Kunst- und Ausstellungshalle der Bundesrepublik Deutschland/Mark Brandenburgh
محاربون شرسون ودبلوماسيون حكماء
في البداية استوطنت مجموعات الإيروكوا مناطق معدودة في شرقي أمريكا الشمالية. ثم شكلت بعد ذلك اتحاد الإيروكوا الكونفدرالي الذي تألف من ست قوميات هي: الموهوك، أونايدا، أنونداغا، كيغا، سينيكا، وتوسكارورا. وفي القرنين 17 و18 كان الاتحاد يعتبر الأقوى في أمريكا الشمالية. المستعمرون كانوا يخشون خصومهم الهنود، ولكنهم كانوا معجبين بدبلوماسيتهم وفن الحكم لديهم.
صورة من: Art Gallery of Windsor, Ontario
حزام وامبوم رمز لاحترام العهد
حزام وامبوم (Wampum)، وهو حزام مصنوع من المحار والخرز الأبيض والبنفسجي، يرمز إلى اتفاق مهم بين طرفي المعاهدة. خطان متوازيان يرمزان لطرف الإيروكوا في الاتفاق والطرف الآخر من غير الإيروكوا. لونان مختلفان، ولكنهما يسلكان طريقان محترمان.
صورة من: Ananda Grade
البيوت الطويلة
لم يعش الإيروكوا كما كان يعيش شعب لاكوتا مثلا، في خيام صغيرة (تيبيس)، وإنما كانت تعيش عدة عائلات في بيوت طويلة. أطلقوا على أنفسهم اسم "هودنوسوني" ( وتعني شعب البيت الطويل). وفي ساحة متحف القاعة الاتحادية في بون تم بناء مثل هذا المنزل بطول 20 مترا وارتفاع 6 أمتار.
صورة من: Ananda Grade
خلق البشرية
البيت الطويل في بون محاط بحديقة أعشاب طبية على شكل سلحفاة. ووفقا لمعتقدات الإيروكوا يبدأ العالم بقصة امرأة حامل تسقط من السماء تلتقطها الطيور وتحط بها على ظهر سلحفاة في البحر البدائي. ثم تنجب المرأة توأمان هما: تاونهيافاغون (حامل السماء) وتاويسكارون (حجر الصوان).
صورة من: Ananda Grade
"لاكروس" كتدريب على الحرب
في ألعاب الإيروكوا كان هناك فريقان دائما. كان ذلك رمزا للتوأم الذي بدأ به الخلق. كانت الألعاب تتمتع بأهمية دينية واجتماعية. هكذا كان الأمر أيضا في لعبة "لاكروس"، الذي ما زال يمارس في جميع أنحاء العالم إلى اليوم. أحيانا عندما تكون هذه الألعاب تدريبا للاستعداد للحرب مع القبائل الأخرى كانت تنتهي بالموت.
صورة من: Rochester Museum and Science Center
المرأة القوية
العديد من الحركات السياسية والثقافية تأثرت بالإيروكوا، مثل الناشطات من أجل حقوق المرأة في القرن العشرين في انجلترا والولايات المتحدة الأمريكية. ويعود ذلك إلى أن نساء الإيروكوا كانت تحتل مكانة خاصة في المجتمع، ليس فقط بسبب مهارتها في الصناعات اليدوية. كانت المرأة الأقدم ("المربية") هي رئيسة البيت الطويل وهي التي تسهر على سير النظام الاجتماعي والسياسي فيه.
صورة من: Musée du quai Branly, Paris
الإيروكوا وصرعات قصات الشعر
قصة الشعر لرجال الإيروكوا سحرت الناس في جميع أنحاء العالم. سابقا كانت القوات الخاصة الأمريكية تتميز بتلك القصة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن القصة التقليدية تختلف عما انتشر لاحقا ونُسب إليها. حيث كان الإيروكوا يحلقون معظم شعر الرأس ويتركون جديلة في مؤخرة الرأس على شكل ذيل الحصان.
صورة من: picture-alliance/dpa
تسويق المنتجات التقليدية
في القرنين 18 و19 فقدت شعوب الإيروكوا سلطتها نتيجة الحروب وحركات النزوح. والمناطق السياحية في الولايات المتحدة وكندا بدأوا في تسويق منتجاتهم التقليدية. النساء تبيع السلال والمنتجات المصنوعة من الخرز. وهذا خلق اتجاهات جديدة في الموضة.
صورة من: Ananda Grade
خبراء في بناء ناطحات السحاب
بينما عرض الرجال ملابسهم وأدوات الفنون القتالية المستخدمة في أفلام "الويسترن" التي أنتجتها السينما العالمية. ولكن في قطاع البناء كانوا موضع ترحيب أيضا. ولأنه لم يكن لديهم خوف من الأماكن المرتفعة وكانوا يجيدون التسلق، جرى الاستعانة بهم في بناء ناطحات السحاب في المدن الأمريكية الكبرى مثل نيويورك.
صورة من: DW/Delcker
فن الإيروكوا الحديث
اليوم يمزج الفنانون المتخصصون بفنون الإيروكوا بين الثقافة الحديثة وثقافة الهنود الحمر. هذه الصورة تظهر رائد فضاء مع "أفعى الثلج" للفنان كارسون ووترمان، واحد من الفنانين الأكثر شهرة في مجال فنون "الأمة الهندية".
صورة من: Kunst- und Ausstellungshalle der Bundesrepublik Deutschland
12 صورة1 | 12
وقام الباحثون بمضاهاة الحمض النووي المأخوذ من عظام يد الهيكل العظمي بمثيله من القبائل الحالية للسكان الأصليين في أمريكا وسكان العالم الآخرين وخلصوا إلى أن "إنسان كينويك" قريب الصلة بهؤلاء السكان الأصليين وانه بعيد كل البعد عن سكان آخرين مثل عرق (إينو) باليابان أو شعوب منطقة بولينيزيا ما يقوض أركان النظرية القديمة السابقة.
وفي واقع الأمر فإن الحمض النووي للهيكل العظمي يضاهي بدرجة كبيرة بعض أفراد قبائل الهنود الحمر بمحمية كولفيل الكونفيدرالية التي تطالب بحقها في الحصول على الهيكل العظمي إلا أن الدراسة لم تقدم مقارنة حاسمة. ولم يتضح ما إذا كانت هذه النتائج ستكون كافية لحل الصراع بشأن الحفريات مثار الجدل وهي مجرد واحدة من هياكل عظمية أخرى محفوظة جيدا لهياكل من أمريكا الشمالية يزيد عمرها على ثمانية آلاف عام.