في بادرة هي الأولى من نوعها منذ تأسيس شركة الطيران الأروبية "إيرباص"، يتسلم مهندس ألماني رئاسة العملاقة الأوروبية. ورافق تسلم جوستاف هيمبرت رئاسة شركة صناعة الطائرات إعلانها أن طلبات شراء طائرات الشركة وصلت إلى حد يفوق قدرتها الإنتاجية الحالية. ويدور الحديث قبل كل شيء عن الطائرة الجديدة A380 التي بلغ عدد الطلبات عليها حتى عام 2010 حوالي 159 طائرة.

طلب متزايد

ووفقا لمصادر الشركة فقد أغرقت الشركة بطلبات الشراء التي تفوق القدرة الإنتاجية لها، إذ تجد الشركة نفسها عند الحدود القصوى لقدرتها الإنتاجية. وهذا ينطبق بالتحديد على الطائرة العملاقة الجديدة A380 التي ستبدأ الشركة في إنتاج سلسلة منها العام القادم. وفي هذا السياق يقول رئيس قسم التسويق في الشركة جون لياهي إن الشركة ستكون قادرة على بيع 30 طائرة إضافية A380 فورا لو كان لشركته القدرة الإنتاجية الإضافية اللازمة.

حجوزات حتى عام 2010

تجدر الإشارة إلى أنه هناك حتى الآن 159 طلب لشراء A380 وصلت إلى الشركة وتتم المفاوضات مع زبائن جدد بخصوص طلبات جديدة. غير الرئيس الجديد للشركة لا يرى ضرورة لزيادة القدرة الإنتاجية لمواجهة الطلب المرتفع على هذا النوع من الطائرات. وعزا هيمبرت ذلك إلى اعتقاده بإنه لن يكون هناك دائما طلبات كثيرة كما هو الحال في هذا العام، الأمر الذي لا يستدعي رفع نسبة القوى العاملة للشركة عن 55.000 عامل وهو عدد العاملين في الوقت الحالي.

ألماني على رأس "ايرباص"

لأول مرة في تاريخ الشركة الأوروبية المشتركة "ايرباص" ينتقل أحد المهندسين الألمان إلى الصف الأول ويتربع على كرسي رئاسة الشركة. المهندس جوستاف هيمبرت الذي خلف الفرنسي نويل فورجيارد، كان يعمل رئيسا لقسم مكتب العمليات إلى جانب عضويته في مجلس إدارة "ايرباص" قبل أن يتولى رئاسة الشركة. ومن المعروف أن رئاسة "ايرباص" التي تتخذ من مدينة طولوز الفرنسية مقرا لها كانت دائما في أيد فرنسية. وفي تصريح لوسائل الإعلام قال جوستاف هيربرت إن جنسية رئيس الشركة ليست مهمة، مؤكدا أن جنسيته هي ايرباص وهدفه أن تكون "ايرباص" هي الاولى في عالم صناعة الطيران المدني. يذكر أن رئاسة "ايرباص" التي كانت بداياتها كمشروع فرنسي ـ ألماني مشترك هو منصب سياسي بالدرجة الأولى.

مناصفة مع "بوينج"

ربما لا يوجد قطاع صناعي بهذه الأهمية تتقاسم فيه فقط شركتان عملاقتان السوق العالمية كما هو الحال بالنسبة لسوق الطيران الذي تسيطر علية شركتا "بوينج" من جهة و"ايرباص" من جهة اخرى. فحتى نهاية تسعينيات القرن الماضي كانت شركة تصنيع الطائرات المدنية "بوينج" تسيطر على حوالي 80% من السوق العالمية فيما يتعلق بطلبات الشراء لطائراتها التي لا يتجاوز عدد المقاعد فيها 100 مقعدا. غير أن الوضع في الوقت الحالي تغير، إذ تتقاسم الشركتان المتنافستان "بوينج" و "ايرباص" السوق العالمية بالتساوي تقريبا.

عملاق الجو "ايرباص" A380

ستكون شركة الخطوط الجوية السنغافورية أول شركة جوية تستلم طائرة A380 العملاقة لتضمها إلى أسطولها الجوي بنهاية عام 2006. وهو موعد تسليم متأخر ستة أشهر. غير أن الشركة تعتقد أنها ستتمكن من الوفاء بالطلبات حسب الموعد المتفق عليه. وكانت شركة الخطوط الإماراتية قد قامت قبل عامين بإبرام أكبر صفقة في تاريخ الطيران وذلك بطلبها شراء 43 طائرة A380 بقيمة 19 مليار دولار. ومن المقرر أن تقوم الطائرة العملاقة A380 بأولى رحلاتها لأسطول طيران الإمارات ابتداء من شهر أكتوبر / تشرين الأول 2006.

وتعد طائرة "ايرباص" A380 أكبر طائرة في العالم. فهي أوسع بمقدار 15 متراً وأعلى بأربعة أمتار وأطول بمترين وأثقل بـ 118 طناً من طائرة بوينغ 747 جامبو التي كانت تعتبر أكبر طائرة في العالم على مدى العقود الأربعة الماضية. ويعادل طول الطائرة 8 من حافلات لندن الشهيرة ويتسع جناحاها لصف 70 سيارة. وتتسع الطائرة لـ 555 راكباً بينما تتسع بوينغ 747 لـ 416 راكباً. وتضم الطائرة ركناً للمشروبات وحجرات للبلياردو وكبائن للاستحمام ومكتبات كما تضم منطقة مخصصة لنوم أفراد الطاقم.

دويتشه فيله