"العمل الدولية" تنتقد "وفيات بلا تفسير" لعمال أجانب في قطر
١٩ نوفمبر ٢٠٢١
اتهمت العمل الدولية قطر بعدم الإبلاغ عن كل الوفيات المرتبطة بالعمل، متحدثة عن "وفيات بلا تفسير" طالت عمالا كانوا بـ "صحة جيدة". كما ذكرت المنظمة أن 50 عاملاً توفوا العام الماضي. بينما تقول قطر إنها "تراجع" هذه التوصيات.
إعلان
قالت منظمة العمل الدولية اليوم الجمعة (19 تشرين الثاني/نوفمبر 2021) إن قطر لا تحقق في الوفيات المرتبطة بالعمل ولا تبلغ عنها على نحو دقيق، بما في ذلك وفيات بلا تفسير لعمال يتمتعون بصحة جيدة فيما يبدو.
ويشكل الأجانب غالبية سكان قطر التي تواجه اتهامات بشأن انتهاك حقوق العمال لديها قبل استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وذكرت المنظمة أن البيانات التي جمعتها مراكز تديرها الحكومة لعلاج الإصابات والإسعاف في 2020 كشفت أن 50 عاملاً توفوا وأكثر من 500 تعرضوا لإصابات بالغة.
وقال التقرير: "معظم الإصابات في صفوف العمال المهاجرين من بنغلادش والهند ونيبال، لا سيما من يعملون في قطاع البناء والإنشاءات. وتمثلت الأسباب الأكثر شيوعاً للإصابات الخطيرة في السقوط من أماكن مرتفعة والحوادث المرورية، يليها تساقط الأشياء في مواقع العمل". وذكرت المنظمة أن الأعداد قد تكون أعلى، لكن السلطات لا تصنف كافة الوفيات المرتبطة بالعمل على هذا النحو، ويشمل ذلك وفيات بلا تفسير لعمال أصحاء ووفيات مرتبطة بالحرارة.
وقال ماكس تونيون، رئيس مكتب مشروع منظمة العمل الدولية في قطر، إنه يتعين حل مشكلة الثغرات في البيانات عن طريق تحسين التحقيق في الحوادث.
قطر "تراجع" توصيات العمل الدولية
من جهتها، قالت وزارة العمل القطرية في بيان أصدره مكتب الاتصال الحكومي: "ما من دولة أخرى تمكنت من تحقيق الإنجازات ذاتها بهذه السرعة". لكنها أضافت أن نظام العمل لا يزال في حاجة لمزيد من الجهود، وذكرت أنها تراجع توصيات منظمة العمل الدولية.
يذكر أن منظمة العفو الدولية انتقدت في آب/أغسطس الماضي مجددا قطر، لتقاعسها عن التحقيق بشأن آلاف الوفيات غير المفسرة. وخلص تحليل لصحيفة الغارديان في شباط/فبراير جرى تناقله على نحو واسع إلى أن 6500 عامل مهاجراً من جنوب آسيا توفوا في قطر منذ عام 2010. لكن رئيس منظمة العمل الدولية حذر من أن بيانات وفاة العمال في قطر كثيراً ما تعلن بدون الدّقة المطلوبة.
مونديال قطر 2022: اتهامات متلاحقة...فهل ستفسد العرس الكروي؟
01:48
وقالت منظمة العمل "أعداد (الغارديان) تشمل جميع الوفيات بين المهاجرين... بدون التمييز بين من كانوا من العمال المهاجرين أم من المهاجرين عموماً، ناهيك عن أن تكون هذه الوفيات ناتجة عن إصابات عمل". وأجرت قطر عدة إصلاحات في أوضاع العمال في الأعوام الماضية تشمل تشديد قواعد مصممة لحماية العمال من الحرارة ورفع الحد الأدنى للأجور.
وفي تقرير جديد صدر الثلاثاء الماضي، قالت منظمة العفو الدولية إن "الواقع اليومي للعديد من العمال الأجانب في البلاد لا يزال قاسياً، على الرغم من التغييرات القانونية التي أُدخلت منذ عام 2017". ودعت المنظمة إلى إلغاء نظام الكفالة الذي يحمل عدداً من النقاط الإشكالية حسب منظور المنظمة الحقوقية من بينها السماح للشركات بمنع عمالها من تغيير وظائفهم أو مغادرة البلاد.
وإلى جانب منظمة العفو الدولية، تقود الاتحادات الخمسة لكرة القدم في دول الشمال الأوروبي حملة لدفع الدوحة والاتحاد الدولي للعبة (فيفا) لتحسين ظروف العمال الأجانب في الإمارة الخليجية. وتمضي اتحادات السويد والنرويج والدنمارك وفنلندا وأيسلندا قدماً في حملتها الضاغطة، رغم عدم انضمام أي من اتحادات فيفا التي يزيد عدد أعضائها عن 200 عضو إلى تلك المبادرة.
م.ع.ح/و.ب (رويترز ، أ ف ب)
في صور.. معتقلو رأي وملفات حقوقية ساخنة في الخليج
يوم 17 يونيو 2012 شهد اعتقال رائف بدوي. ليس هذا المدون السعودي معتقل الرأي الوحيد في الخليج، بل هناك العشرات غالبيتهم تتركز في السعودية والإمارات والبحرين. ورغم كل المناشدات إلاّ أن عددا منهم لا يزالون رهن الاعتقال.
صورة من: picture-alliance/dpa/empics/Canadian Press/P. Chiasson
أحمد منصور- الإمارات
يوجد العديد من معتقلي الرأي في الإمارات، منهم الناشط الحقوقي الإماراتي أحمد منصور الذي حُكم عليه عام 2018 بالسجن لمدة 10 سنوات وغرامة مليون درهم إماراتي (حوالي 270 ألف دولار أمريكي) بسبب منشورات على مواقع التواصل. قالت منظمات حقوقية إنه يتعرض لانتهاكات خطيرة منها السجن الانفرادي وتدهور وضعه الصحي. عُرف بنشاطه الحقوقي الذي جلب له متاعب كبيرة مع السلطات الإماراتية.
صورة من: Reuters/N. Monteiro
رائف بدوي- السعودية
هو المؤسّس المشارك للشبكة الليبرالية السعودية، اعتقل عام 2012 بتهمة "إهانة الإسلام" وحُكم عليه بألف جلدة وبالسجن عشر سنوات. وتسبب تنفيذ حكم الجلد عليه علناً في إثارة انتقادات دولية واسعة للسعودية. يسعى البرلمان الكندي لمنح الجنسية له للضغط من أجل إطلاق سراحه. اعتقلت كذلك أخته سمر بدوي نتيجة نشاطها الحقوقي، ولا تزال في السجن منذ 2018 رفقة مجموعة من معتقلي الرأي.
صورة من: picture alliance/dpa
سلمان العودة- السعودية
الداعية الشهير اعتقلته السلطات السعودية عام 2017 في أعقاب الأزمة مع قطر، جاء اعتقاله بعد تدوينة دعا فيها الله إلى "التأليف بين قلوب ولاة الأمور لما فيه خير الشعوب". واتهمته السلطات بالانتماء إلى جماعة محظورة لكن لم تصدر حكما في قضيته. يعاني متاعب صحية كبيرة في السجن وتقول مواقع معارضة إن اعتقاله أتى بعدما رفض كتابة تغريدات تقف إلى جانب السلطة في ملف الأزمة مع قطر.
صورة من: Creative Commons
الخواجة وعلي سلمان - البحرين
لا تختلف البحرين في قضبتها الحديدية عن جارتها السعودية، يوجد عدد من معتقلي رأي لديها منهم عبد الهادي الخواجة، مؤسس مركز الخليج لحقوق الإنسان، والذي يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة منذ الحكم عليه منذ عام 2011 بسبب مشاركته في الاحتجاجات السلمية في سياق الربيع العربي. كما يقضي الأمين العام لحزب الوفاق، الشيخ علي سلمان عقوبة مشابهة.
صورة من: DW
العمالة الأجنبية في قطر
اعتقل الناشط الكيني مالكولم بيدالي شهر مايو/أيار 2021، وهو حارس أمن ومدون اشتهر بالكتابة عن أوضاع العمال الأجانب في قطر. طالبت العفو الدولية بالإفراج عنه، لكن السلطات وجهت له تهمة تلقي أموال أجنبية بغرض نشر معلومات مضللة، قبل أن تفرج عنه لاحقا. ولم ترد تقارير من المنظمات الحقوقية الدولية عن وجود معتقلين قطريين حاليين في السجون لكن هناك انتقادات كبيرة لقطر في ملف العمالة الأجنبية.
صورة من: Maya Alleruzzo/AP Photo/picture-alliance
معتقلو "البدون" ـ الكويت
أكبر معركة حقوقية في الكويت هي معركة البدون "عديمي الجنسية". أدى نشطاء الضريبة غاليا بسبب احتجاجات سلمية. أدين ثلاثة منهم عام 2020 بالسجن بين المؤبد و10 سنوات. اعتبرت منظمة العفو الدولية الأحكام بحقهم دليلا آخر على رفض السلطات الاعتراف بحقوقهم وإلغاء التمييز المجحف بحقهم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
اعتقالات مضادة
لا تعتقل الدول الخليجية مواطنيها فقط، بل حتى الحاملين لجنسيات جيرانها، سبق لعمان أن حكمت بالسجن على مواطنين إماراتيين ضمن ستة متهمين بـ"المساس بسلامة أراضي البلاد"، قبل أن تفرج عنهم عام 2021 في سياق صفقة تبادلية مع الإمارات التي أفرجت بدورها عن العماني عبد الله الشامسي وهو طالب أدين بتهمة التخابر مع قطر عام 2017 وذلك في سياق توتر عماني إماراتي صامت.