قضت محكمة العدل الأوروبية أنه عندما تتعرض المرأة للعنف المنزلي يمكنها اللجوء إلى القانون الدولي والاستفادة من أحكامه ومن ضمنها الحصول على حق اللجوء. خبراء رحبوا بقرار المحكمة، لكن يبقى السؤال هل سيتم تنفيذه والتقيد به؟
إعلان
يمكن للمرأة الحصول على حق اللجوء، إذا كانت في بلدها الأصلي مهددة "بالعنف الجسدي أو النفسي". وهذا يشمل العنف الجنسي والعنف المنزلي أيضا، بحسب قرار لمحكمة العدل الأوروبية أصدرته الثلاثاء (16 يناير/ كانون الثاني 2024).
ووفقا للمحكمة، فإن الدعوى الأساسية تتعلق بامرأة كردية تحمل الجنسية التركية، وتقول المرأة المسلمة المطلقة إن عائلتها أجبرتها على الزواج وتعرضت للتهديد والضرب من قبل زوجها. وفي حال عودتها إلى بلدها الأصلي ستكون حياتها مهددة، لذلك تقدمت في بلغاريا بطلب لجوء مطالبة بتوفير الحماية الدولية لها. وقد تعاملت محكمة العدل الأوروبية في هذه القضية وفقا بما يسمى بـ"القتل بدافع الشرف/ جرائم الشرف".
هكذا أوقفت امرأة في تركيا زوجها القاسي العنيف عند حده
05:01
النساء جزء من مجموعة اجتماعية معينة
وقالت المحكمة في قرارها، إن وضع اللجوء يسري حين يكون شخص ما مهدد بالملاحقة لأسباب عرقية أو دينية أو قومية أو بسبب آرائه السياسية أو انتمائه لمجموعة اجتماعية معينة وبسبب ذلك يضطر لمغادرة بلده.
وبهذا أوضحت المحكمة أنه يمكن النظر إلى النساء بشكل عام على أنهن مجموعة اجتماعية معينة. وفي حال تعرضت المرأة "في بلدها الأصلي بسبب الجنس للعنف الجسدي أو النفسي بما في ذلك العنف الجنسي والعنف المنزلي" حينها يمكن قبول طلب لجوئها ومنحها وضع لاجئ.
وفي حال لم تستوف المرأة شروط منحها "وضع لاجئ"، يمكن منحها الحماية الثانوية ، حسب المحكمة. وينطبق هذا في حال كان هناك خطر حقيقي يتهددها بأن تصبح ضحية للعنف أو القتل. وخاصة التهديدات من أحد أقاربها أو مجتمعها "بسبب انتهاك للمعايير الثقافية أو الدينية أو التقاليد" يمكن أن تكون مبررا لمنحها الحماية الثانوية، حسب المحكمة.
ترحيب من الساسة ومنظمات المجتمع المدني
"هذا حكم قضائي مهم جدا لحماية النساء من العنف المنزلي والعنف الجنسي" تقول عضو البرلمان الأوروبي من حزب الخضر، تيري راينتكه في تصريحات لـ DW. فهو يوضح تماما أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يؤمن للمرأة الحماية من العنف المنزلي في بلدها الأصلي أيضا، حتى لو لم تكن تحمل جواز سفر أوروبي.
ويرى روبرت بيدرون، رئيس لجنة حقوق المرأة من كتلة الاشتراكيين الديمقراطيين، أن الحكم "خطوة مهمة (من محكمة العدل الأوروبية) نحو تعزيز نهج متكامل ورحيم لسياسة اللجوء".
كذلك رحبت منظمتا "برو أزويل" و"تير دي فيم/ Terre des Femmes" بالحكم، ويرى كارل كوب المتحدث باسم برو أزويل للشؤون الأوروبية، أن الحكم يعزز الموقف القانوني للمرأة. كذلك شتفاني فالتر من منظمة "تير دي فيم" رحبت أيضا بالحكم لأنه يعزز فرص النساء اللواتي تعرضن للعنف المنزلي للحصول على حق اللجوء.
أهمية وشمولية القرار
لكن في حوارها مع DW أعربت فالتر عن تشككها فيما إذا كان قرار المحكمة الأوروبية سيغير شيئا في الممارسة العملية لألمانيا. فالمحاكم الإدارية في ألمانيا قد اتخذت قرارات في العديد من القضايا وفقا للمعايير التي حددها هذا الحكم. وترى فالتر أن "نقطة الخلاف" ليست هنا، فلكي تستطيع المرأة تقديم أسباب طلبها للجوء هناك حاجة لأطر معينة مثل توفير مكان إيواء آمن والوصول إلى المواقع المختصة بتقديم الاستشارة اللازمة.
وغالبا لا تعرف النساء أن الختان والزواج القسري والعنف المنزلي أسباب للجوء، والتي يجب ذكرها في المقابلة الأولى في إطار دراسة طلب اللجوء من قبل الدوائر الرسمية المختصة.
من جانبه يؤكد خبير شؤون الهجرة، كارل كوب أن قرار المحكمة الأوروبية يعتمد على التنفيذ في الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، وهو يقيم القرار وتأثيره بشكل عام على أنه إيجابي. وإذا تم تنفيذ القرار بشكل صحيح، فإن المزيد من النساء سيحصلن على الحماية مستقبلا، كما أنه يضمن أن "تنعكس منجزات اتفاقية إسطنبول بشكل كامل في إجراءات اللجوء" حسب كوب.
كليك - العنف ضد المرأة عبر الإنترنت
12:35
This browser does not support the video element.
أهمية معاهدة إسطنبول بالنسبة للحكم
إن "اتفاقية مجلس أوروبا للوقاية من العنف ضد النساء والعنف المنزلي ومكافحتهما"، والمعروفة بـ "اتفاقية إسطنبول" تلزم الموقعين عليها بمجموعة من الإجراءات التي ينبغي أن تحمي النساء من العنف المنزلي. وقد صادق الاتحاد الأوروبي على الانضمام بشكل رسمي إلى هذه الاتفاقية في الأول من يونيو/ حزيران 2023.
وصحيح أن كل دول الاتحاد الأوروبي وقعت على الاتفاقية، إلا أن بلغاريا والتشيك وهنغاريا وليتوانيا وسلوفاكيا لم تصادق عليها بعد. وفي حكمها استندت محكمة العدل الأوروبية بالتحديد على هذه الاتفاقية.
وحسب تقدير البرلمانية الأوروبية، تيري راينتكه، فإن انضمام الاتحاد الأوروبي إلى اتفاقية إسطنبول هو الذي أتاح للمحكمة إصدار هذا القرار، ودعت باقي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى التصديق على الاتفاقية.
والبولندي روبرت بيدرون، النائب في البرلمان الأوروبي أكد أن انضمام الاتحاد الأوروبي إلى اتفاقية إسطنبول هو أيضا "رمز لاستعداد الاتحاد الأوروبي للقضاء على العنف ضد المرأة" وهو ما سيقف المرء إلى جانبه.
أعده للعربية: عارف جابو
في يوم مناهضة العنف ضد المرأة.. احتجاجات حول العالم
منذ أكثر من خمسين عام يتم إحياء اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر. في هذا العام ومثل كل عام هناك احتجاجات ونشاطات عديدة بهذه المناسبة حول العالم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Ochoa
ثلاث من آلاف النساء
في كويتو، عاصمة الإكوادور، نظم اتحاد لمنظمات نسائية مظاهرة احتجاجية للمطالبة بإنهاء العنف ضد المرأة. وهؤلاء في الصورة هن ثلاث نساء شاركن في المظاهرة مع آلاف من زملائهن وصديقاتهن من الناشطات النسويات.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Ochoa
66 جريمة قتل ضد النساء
دعت منظمات نسائية خلال مظاهرة في عاصمة جمهورية الدومنيكان، سانتو دومينغو، إلى بداية جديدة وإنهاء العنف والقتل ضد النساء. وقبل مدة قصيرة نشرت النيابة العامة في جمهورية الدومينكان إحصائيات عن جرائم قتل النساء تشير إلى تراجعها، لكن رغم ذلك لا تزال مرتفعة إذ وصل عدد جرائم قتل النساء خلال العام الحالي 2019 إلى 66 جريمة قتل.
صورة من: Getty Images/AFP/E. Santelices
مظاهرة مسائية في عواتيمالا
"571" .. رقم تمت كتابته من قبل ناشطات نسويات بالشموع في إحدى ساحات غواتيمالا العاصمة مساء يوم الأحد 24 تشرين الثاني/ نوفمبر. وهذا الرقم يشير إلى إحصائية حزينة، هي عدد جرائم القتل ضد النساء في غواتيمالا خلال عام 2019، حسب منظمات نسائية.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Estrada
إجراءات جديدة للحد من جرائم القتل
نظمت ناشطات نسويات في مدينة تولوز الفرنسية يوم السبت (23 تشرين الثاني/ نوفمبر) مظاهرة مناهضة للقتل والعنف ضد المرأة في فرنسا. فخلال عام تعرض ما لا يقل عن 130 امرأة في فرنسا للقتل من قبل شريك حياتها الحالي أو السابق. ويرى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن ذلك "عار لفرنسا". وقد أعلنت الحكومة الفرنسية عن اتخاذ إجراءات للحد من تلك الجرائم، من بينها توسيع مراكز إيواء النساء.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/A. Pitton
أحذية حمراء
في العاصمة البلجيكية، بروكسل، شارك 10 آلاف شخص في مظاهرة احتجاجية ووضعوا أحذية حمراء في الشارع. "الأحذية الحمراء تشير إلى النساء اللواتي قتلن من قبل رجل" تقول جولي وترز من منظمة ميرابال المدافعة عن حقوق المرأة. وأشارت إلى وجود نحو 100 جريمة قتل للنساء في بلجيكا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ولكن يعتقد أن الرقم أعلى من ذلك بكثير.
صورة من: AFP/K. Tribouillard
خط أحمر ضد العنف
اللون الأحمر رمز ضد العنف في مدينة جنوه الإيطالية أيضا. فخلال مباراة فريقي جنوه وأودينزي في إطار الدوري الإيطالي لكرة القدم، رسم اللاعبون وأطفالهم خطا أحمر على خدهم، في إشارة إلى مناهضة العنف المنزلي ضد المرأة.
صورة من: Getty Images/P. Rattini
مهرجان في موسكو
للمرة الثالثة جرى الاحتفال في موسكو بمهرجان "فمفست" في الليلة التي تسبق اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة. وفي المهرجان الذي أقيم في صالة كبيرة كانت تابعة لمؤسسة البريد، كانت كل الأنشطة تدور حول النسوية والمساواة بين الجنسين وحرية الانتخاب.
صورة من: DW/E. Barysheva
مسيرة صامتة في إسبانيا
نظمت ناشطات نسويات مسيرة ليلية صامتة في مدينة ملقا، مساء يوم الأحد (24 تشرين الثاني/ نوفمبر). وحملت النساء المشاركات في المسيرة، صور نساء إسبانيات قتلهن شركاء حياتهن في السنوات الأحيرة.
صورة من: picture-alliance / ZUMAPRESS.com/SOPA Images/J. Merida
"أرقام مفزعة" في ألمانيا
في ألمانيا وحسب إحصائيات الدوائر الأمنية، قتلت 122 امرأة من قبل شريك حياتها الحالي أو السابق، خلال عام 2018. وبلغ عدد النساء من ضحايا العنف المنزلي أو التهديد 114755 امرأة. لكن إحصائيات غير رسمية تشير إلى أن نحو ثلث النساء تعرضن لأحد اشكال العنف خلال حياتهن. وعلقت على تلك الأرقام وزيرة الأسرة الألمانية، فرانسيسكا غيفي، بأنها "أرقام مفزعة".
صورة من: picturealliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الرجال الحقيقيون لا يغتصبون"!
بعد اغتصاب وقتل الطالبة أوينه مروتيانا، بمدينة كاب في جنوب أفريقيا، تعالت الأصوات التي تطالب بإنهاء العنف ضد المرأة وجرى تنظيم مظاهرات احتجاجية في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي بمدن عديدة في جنوب أفريقيا والعاصمة جوهانسبورغ، رفعت إحدى النساء (في الصورة) لافتة كتبت عليها "الرجال الحقيقيون لا يغتصبون"!
صورة من: Getty Images/AFP/G. Sartorio
مدافع بارز عن حقوق المرأة في باكستان
في باكستان النظام الأبوي متجذر في المجتمع، وينظر إلى الناشطات النسوية بدونية من قبل الرجال، وحتى الليبراليون منهم يصفون مطالب الناشطات بأنها "مبتذلة". لكن أحد أبرز النشطاء المدافعين عن حقوق المرأة في باكستان هو رجل اسمه نعيم ميرزا، الذي قال في حوار مع DW "لا يزال هناك الكثير الذي يجب فعله". لكن رغم صعوبة الوضع في باكستان، يزداد عدد الناشطات النسويات ويتعالى صوت النساء المطالبات بحقوقهن.