1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العنف في الجامعات تراكمات للوضع السياسي في مصر

ريهام مقبل -القاهرة١٩ أبريل ٢٠١٣

ضربت الفوضى عددا من الجامعات التي يشعر طلابها بحالة سخط علي ما يدور داخل الحرم الجامعي بعد انتهاكه، واختلفت حالات كل جامعة عن الأخرى بيد أن العنف كان السمة الرئيسية للمشهد. DW عربية تحاول معرفة أسباب العنف.

Violence in Egyptian Universities reflect wide political polarization. a Photo of students from different universities were rallied in High court of Justice to protest against bullying acts and violence in Universities.
Ägypten - Gewalt in ägyptischen Universitätenصورة من: DW/R. Mokbel

تحولت جامعات مصر إلى ساحة للعراك والشجار بعد تفاقم أعمال العنف والبلطجة التي من المفترض أنها مكان يتخرج منه ثمرة المجتمع من الأدباء والمثقفين والسياسيين. وشهدت الأيام الماضية أحداث عنف عديدة بدأت من جامعة المنصورة، التي شهدت اشتباكات بين طلابها على إثر مصرع الطالبة جهاد عماد موسى بحادث سيارة أستاذة جامعية. وهذا المشهد تزامن مع تكسير صندوق الاقتراع في الانتخابات التي أجريت في معهد إعداد القادة في حلوان بعد احتجاج طلاب جماعة الإخوان المسلمين على تحديد نسبة الأغلبية للفائز بالانتخابات.

 ومن جانب آخر، شهدت جامعة عين شمس وقوع اشتباكات عنيفة بين طلاب الحركات السياسية وأسرة "نيو فيجن"، بعد إلغاء النشاط الطلابى للأسرة بسبب استخدامها العنف وإحضار بلطجية من خارج الجامعة. واحتجت جامعات مصرية أخرى منها  القاهرة وحلوان على البلطجة في الجامعات واعتقال عدد من الطلاب في أحداث جامعة المنصورة. وبالتالي، يمكن القول أن هذه الأحداث لم تكن وليدة اللحظة إنما تراكمات بسبب  تفاقم الوضع الراهن في مصر وانتقال عدوة الشارع داخل الجامعات، مما قد ينفجر في أي لحظة وحينها ستكون عواقبه وخيمة على المجتمع ككل.

الجامعات المصرية بين العنف والسياسة

يرى عبد الله الشرقاوي، طالب بكلية الحقوق جامعة القاهرة، أن الجامعات تحولت إلى مكان للصراع السياسي بين مختلف القوى رغم أنها من المفترض أن تكون بمنأى عن الصراعات السياسية، لأن الطلبة غير مهيئون لقيادة فكر سياسي معين في الجامعة.

محمود عليبي، كلية الحقوق :"الجامعة تحولت إلى أماكن لممارسة البلطجة والعنف على مرأى ومسمع الجميع"صورة من: DW/R. Mokbel

ويقول محمود عليبي، طالب بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية، أن الجامعة تحولت إلى أماكن لممارسة البلطجة والعنف والتي أصبحت على مرأى ومسمع الجميع. وتابع قائلا "بالرغم من وجود حملات لنبذ العنف في الجامعة بيد أنها  لا ترقى إلى المستوى المطلوب، لأن جزءا كبيرا من هذه الحملات قائم على تشويه القوى المدنية".

وتؤكد ضحى حمدي حسن، طالبة بكلية الآداب جامعة عين شمس أن هناك أماكن بعينها داخل جامعة عين شمس لتجمع البلطجية، وهي لم تعد تشعر بالأمان عند ذهابها للجامعة.

وتعاطف محمد سامي، طالب كلية الهندسة جامعة القاهرة مع إضراب الطلبة عن الحضور في الجامعات قائلا " لا توجد هناك أية وسائل أخرى للضغط سوى الامتناع عن الحضور لتوصيل صوتهم". ولكنه أكد أن الموضوع لا يرتبط بالسياسة.

ومن جانبه، قال الدكتور أحمد علاء، أستاذ جامعي بكلية الطب جامعة المنصورة،إن  " المعارك لو صلت لحد استخدام الأسلحة البيضاء فليكن هذا خارج الحرم الجامعي وليس داخله". وتابع "حادثة الطالبة جهاد تسببت في "إرهاب" الطلبة". كما انتقد فكرة "طمس" الأدلة لأن الحادثة كانت أمام عدد كبير من الطلبة .

ورأى علاء أن الطلبة تريد تعطيل الدراسة، وأن هناك جهات تحركهم كأداة لتحقيق أغراضهم، لأن الطالب الذي يمتلك سلاح أبيض لا يمكن أن يكون صاحب حق. وقال علاء "أن الحادث تسبب في حالة احتقان داخل الجامعة فإذا كنت غير مؤيد للحادث فيتم تصنيفك بالإسلامي، وإذا كنت معارض لها فأنت من حزب التيارات الليبرالية أو أنك فلول".

تكسير الصناديق يعكس فكر الجامعة القائم على "التكويش"

يرى إسلام فوزي، رئيس اتحاد طلاب جامعة حلوان(مستقل) أن شباب الإخوان المسلمين في حواره للـ DW  عربية قاموا بتكسير الصناديق بمجرد شعورهم بالخسارة، وذلك اعتراضا على آلية التصويت التي كان تم الاتفاق عليها مسبقا بنسبة 50%+1. وتابع قائلا " ان الانتخابات "مسيسة" وتصب في هدف واحد وهو هيمنة طلبة جماعات الإخوان المسلمين على الانتخابات". وانتقد فوزي بشدة ضعف المنظمين على الانتخابات وتخاذلهم وعدم اتخاذ إجراءات صارمة لمعاقبة الطلبة التي قامت بتكسير الصناديق. وأضاف كل ذلك يعكس فكر الجماعة القائم على "التكويش" وصولا للعنف إذا لم تأتي النتائج على هواهم.

صورة من: DW/R. Mokbel

ولكن نفى عمر عبد الباسط، رئيس اتحاد طلاب جامعة المنيا (إخواني)، أن طلبة الإخوان هم من قاموا بتكسير الصناديق كما أن مشهد تكسير الصناديق نتج عن انفعال غير مقصود بسبب الضغط الكبير الذي يتعرض له الطلبة  من الدراسة. وقال "أن أعضاء الحركة جزء من كيان سياسي كبير وعند خسارتنا للانتخابات نهنئ الفائز، ولكن عن شعورنا بالظلم فلن نسكت على حقنا".

"انفجار الجامعات أصعب من انفجار الشارع"

ترى الدكتورة مي مجيب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة  في حديثها للـ DW  عربية أن انتشار العنف في الجماعات يعود إلى تدني المستوى الاجتماعي والتعليم والثقافي مع فروق الطبقات بين الطلبة، وكذلك انتشار التطرف الديني، لاسيما في الأماكن الأكثر فقرا. وترى مجيب أن سبب الفوضى هو غياب الحرس الجامعي خاصة في ظل الفوضى الأخلاقية حيث لم يعد هناك رادع ولا توجد إجراءات صارمة تتخذ ضدهم.

وترى مجيب أن الاستقطاب السياسي الحاصل في مصر له انعكاساته الايجابية والسلبية على أجواء الجامعات. يتمثل الجانب الايجابي منها في أنه أثرى الحياة السياسية وأصبح الطالب أكثر انخراطا في المعترك السياسي مع وجود منافسة شريفة بين الطلبة التي تنتمي لتيارات سياسية مختلفة وتنوع  شديد في نتائج الانتخابات. أما على المستوى السلبي فقد أدى إلى انتشار العنف مع غياب الأمن وغلق الجامعات كلما اشتعلت الأحداث في الخارج.

الدكتورة مي مجيب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة:"العنف في الجماعات يعود إلى تدني المستوى الاجتماعي والتعليم والثقافي مع فروق الطبقات بين الطلبة"صورة من: DW/R. Mokbel

تطرق صبحي عسيلة، الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية في حوره للـ DW عربية، إلى تداعيات انتشار العنف بين الشباب على المجتمع قائلا: "وجود جموع غفيرة من الشباب الثائر المتواجد في نفس المكان قد يكون شرارة تشعل المكان وخارجه لاسيما كونه مكانا مغلقا". وتابع "أن العنف المنتشر في الجامعات الغرض منه هو حصر الطلبة داخل أسوار الجامعات". وقال إن احتمالات القيام بوأد الحركات الطلابية وإبعادها عن العمل السياسي واردة، وهذه التخوفات مشروعة.

وفي هذا السياق، سيكون انفجار الجامعة من الداخل أصعب من انفجار الشارع لصعوبة السيطرة عليه. وتابع، في هذه الحالة ستكون حجج النظام غير مبررة، فإذا كان يتهم المعارضة بأنها مأجورة وممولة، فهذا لا ينطبق على الشباب الذي أشعل الثورة. وبالتالي كل ذلك من شأنه أن يقوض صورة النظام ما بعد الثورة، ويظهر مدى "فشله" في التعامل مع مطالب الطلبة البعيدة عن السياسة.  

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW