1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العودة إلى سوريا ـ نقاش سياسي يربك السوريين في ألمانيا

٢٣ نوفمبر ٢٠٢٥

يتصاعد الجدل في ألمانيا حول عودة اللاجئين السوريين، ليصل تأثيره إلى الأطفال في المدارس ويثير مخاوف الجالية. وبين الخطاب السياسي والواقع الميداني في سوريا، يجد السوريون أنفسهم أمام أسئلة مصيرية حول مستقبلهم واندماجهم.

ألمانيا، دويسبورغ 2024 | نساء سوريات يحتفلن بنهاية نظام الأسد
الجدل حول عودة السوريين لألمانيا يؤثر على الأطفال والجالية، وسط مخاوف من المستقبل وصعوبات الاندماج في ألمانيا.صورة من: Jochen Tack/picture alliance

"أمي، هل سنعود الآن إلى سوريا؟"، سؤال أصبح يطرحه الأطفال السوريين في الآونة الأخيرة. تقول نهلة عثمان إن النقاش حول العودة إلى سوريا قد وصل حتى إلى أصغر الأطفال. المحامية الألمانية السورية هي نائبة رئيسة جمعية الجمعيات الألمانية السورية لتقديم المساعدة، وهي تستمع إلى مخاوف الجالية في ألمانيا. أفاد العديد من الآباء مؤخرا أن النقاش الذي يدور في الأوساط السياسية الألمانية بخصوص اللاجئين السوريين قد وصل منذ فترة طويلة إلى ساحات المدارس الألمانية.

"للأسف سمعنا كثيرا أن الأطفال يُقال لهم: أنت من سوريا؟ عد إلى بلدك. كثير من الأطفال لم يعودوا يجرؤون على التحدث باللغة العربية. لكن من ناحية أخرى لدينا أيضا العديد من الجيران والمبادرات والجمعيات التي تقول: أنتم جزء من ألمانيا، ونحن ندعمكم"، كما قالت عثمان في مؤتمر صحفي افتراضي نظمته خدمة الإعلام للتكامل.

السفر إلى سوريا يهدد بفقدان وضع الحماية

بعد مرور عام على سقوط نظام الأسد يطالب العديد من السياسيين الألمان بأن يغادر السوريون ألمانيا الآن ويقوموا بإعادة بناء بلدهم. وقد قارن رئيس كتلة الاتحاد المسيحي الديمقراطي في البوندستاغ ينس شبان ذلك بإعادة إعمار ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وقال إن اللاجئين السوريين يتحملون مسؤولية و"واجب وطني" للمساعدة في  إعادة الإعمار.

لكن إذا أراد السوريون تكوين صورة شخصية عن الوضع على الأرض، فإنهم يخاطرون بفقدان وضعهم كلاجئين. وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت لا يزال يرفض السماح برحلات استطلاعية قائلا إن الناس يمكنهم الحصول على معلومات عن الوضع في وطنهم عبر هواتفهم الذكية. 

"هل يمكن العودة مع الأطفال؟ هل يمكن العودة كشخص مريض؟ لا يمكن اتخاذ هذا القرار من خلال مكالمة هاتفية مع الأقارب"، تنتقد نهلة عثمان التي زارت سوريا عدة مرات مؤخرا. "علينا أن نركز على محادثات العودة الطوعية طويلة الأمد".

نحو مليون شخص من سوريا في ألمانيا

وحسب منتدى خدمة "الإعلام حول الاندماج" (Mediendienst Integration)، وهي منصّة معلومات مستقلة ومجانية تُقدّم معلومات وحقائق موثوقة حول قضايا الهجرة والاندماج واللجوء، يعيش حاليا 948.000 مواطن سوري في ألمانيا نحو 667.000 منهم يحملون تصريح إقامة مؤقت. وحسب معلومات الحكومة الألمانية هناك 10.700 سوري مطالب بمغادرة البلاد أي ما يزيد قليلا عن واحد بالمائة.

منذ يناير/ كانون الثاني يمكنهم العودة إلى وطنهم من خلال برنامج دعم. النتيجة: لم يستفد من هذا البرنامج الذي يشمل تكاليف السفر والمساعدة المالية الأولية سوى 2900 شخص حتى الآن.

"لقد استثمر الكثير من السوريين الكثير من الوقت والموارد هنا على مدى السنوات العشر الماضية من أجل بناء حياة جديدة في ألمانيا.  والعودة إلى الوطن تعني انقطاعا آخر في سيرتهم الذاتية"، تقول الباحثة في  شؤون الهجرة نورا رجب. "في سوريا لا يمكنك أن تبدأ من حيث توقفت، بل ربما لا يكون منزلك موجودا بعد الآن والوضع الاقتصادي صعب للغاية ولا تزال هناك أعمال عنف في أماكن مختلفة. كل هذا النقاش (حول عودة اللاجئين السوريين) تتجاهل الجهد الذي بذله الكثير من الناس للوصول إلى هنا والاندماج في المجتمع".

ثلث السوريين في ألمانيا هم من القاصرين

درست رجب تطور المجتمع المدني السوري بعد سقوط الأسد. تحدثت مع سوريين وسوريات حول  إمكانية العودة. استنتاجها: المساعدة في إعادة الإعمار لا تتطلب عودة دائمة. الدعم المؤقت مهم أيضا مثل دعم الأطباء الذين يجرون العمليات الجراحية ويقدمون المشورة للنظام الصحي.

هناك نقطة أخرى حسب رجب لا تحظى باهتمام كافٍ في النقاش حول عودة السوريين وهي التركيبة السكانية للسوريين في ألمانيا. "أكثر من ثلثهم من الأطفال والشباب دون سن 18 عاما. أي أن هناك جيلا كاملا  نشأ وترعرع في ألمانيا".

الجدل حول سوريا يطال المجتمع المدني النشط بشكل خاص

كما قامت كارولين بوب بدراسة السوريين في ألمانيا عن كثب. "الشتات وأكثر، المشاركة المدنية للمجتمعات الأفغانية والسورية في ألمانيا" هو عنوان الدراسة التي أجرتها الباحثة في مجلس الخبراء للاندماج والهجرة في برلين. وترى الدراسة أن المجتمع المدني السوري نشط في ألمانيا على الرغم من تعرضه في كثير من الأحيان للقمع في وطنه.

"الخطر كبير جدا خاصة في إثارة استياء أولئك الذين يشاركون بالفعل في الحياة الاجتماعية ولديهم رغبة قوية في المشاركة"، تقول بوب عن الجدل الدائر في ألمانيا حول العودة. "المناخ السياسي والخطاب السياسي لا يمران دون أن يتركا أثرا على الجالية السورية. وهذا يسبب الكثير من عدم اليقين. هذا الشعور بأنه مهما بذلت من جهد فلن تنتمي أبدا بشكل كامل حتى مع حصولك على جواز سفر ألماني"، تقول بوب.

التجنيس يمكن أن يدعم العودة إلى سوريا

بالإضافة إلى ذلك: الحكومة الألمانية الجديدة المكونة من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي  وحزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي وحزب الاشتراكي الديمقراطي ترسل حاليا بعض الإشارات إلى أنها تريد أن تجعل التجنيس أكثر صعوبة في المستقبل. ما يسمى بالتجنيس السريع للأجانب المندمجين بشكل جيد بعد ثلاث سنوات فقط، والذي أدخلته الحكومة السابقة تم إلغاؤه. ويريد السياسيون في الاتحاد الأوروبي سحب جوازات السفر الألمانية بشكل أسرع من حاملي الجنسية المزدوجة الذين ارتكبوا جرائم كما أن الجنسية المزدوجة ستكون استثناءً في المستقبل.

كارولين بوب تطالب في المقابل بإعادة التفكير: تقول إن التجنيس في ألمانيا هو أقوى أداة لتمكين العودة إلى سوريا على المدى الطويل. يمكن أن يكون وضع الإقامة الآمن أو الجنسية المزدوجة عنصرا مهما لتمكين السكان المنفيين من المشاركة مرة أخرى في بلدهم الذي يشهد تغيرات جذرية. "هناك صلة مباشرة بين التجنيس   والعودة"، كما تقول بوب. لكن السياسيين لا يرون ذلك.

أعده للعربية: م.أ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW