يتصاعد الجدل في ألمانيا حول عودة اللاجئين السوريين، ليصل تأثيره إلى الأطفال في المدارس ويثير مخاوف الجالية. وبين الخطاب السياسي والواقع الميداني في سوريا، يجد السوريون أنفسهم أمام أسئلة مصيرية حول مستقبلهم واندماجهم.
الجدل حول عودة السوريين لألمانيا يؤثر على الأطفال والجالية، وسط مخاوف من المستقبل وصعوبات الاندماج في ألمانيا.صورة من: Jochen Tack/picture alliance
إعلان
"أمي، هل سنعود الآن إلى سوريا؟"، سؤال أصبح يطرحه الأطفال السوريين في الآونة الأخيرة. تقول نهلة عثمان إن النقاش حول العودة إلى سوريا قد وصل حتى إلى أصغر الأطفال. المحامية الألمانية السورية هي نائبة رئيسة جمعية الجمعيات الألمانية السورية لتقديم المساعدة، وهي تستمع إلى مخاوف الجالية في ألمانيا. أفاد العديد من الآباء مؤخرا أن النقاش الذي يدور في الأوساط السياسية الألمانية بخصوص اللاجئين السوريين قد وصل منذ فترة طويلة إلى ساحات المدارس الألمانية.
"للأسف سمعنا كثيرا أن الأطفال يُقال لهم: أنت من سوريا؟ عد إلى بلدك. كثير من الأطفال لم يعودوا يجرؤون على التحدث باللغة العربية. لكن من ناحية أخرى لدينا أيضا العديد من الجيران والمبادرات والجمعيات التي تقول: أنتم جزء من ألمانيا، ونحن ندعمكم"، كما قالت عثمان في مؤتمر صحفي افتراضي نظمته خدمة الإعلام للتكامل.
السفر إلى سوريا يهدد بفقدان وضع الحماية
بعد مرور عام على سقوط نظام الأسد يطالب العديد من السياسيين الألمان بأن يغادر السوريون ألمانيا الآن ويقوموا بإعادة بناء بلدهم. وقد قارن رئيس كتلة الاتحاد المسيحي الديمقراطي في البوندستاغ ينس شبان ذلك بإعادة إعمار ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وقال إن اللاجئين السوريين يتحملون مسؤولية و"واجب وطني" للمساعدة في إعادة الإعمار.
لكن إذا أراد السوريون تكوين صورة شخصية عن الوضع على الأرض، فإنهم يخاطرون بفقدان وضعهم كلاجئين. وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت لا يزال يرفض السماح برحلات استطلاعية قائلا إن الناس يمكنهم الحصول على معلومات عن الوضع في وطنهم عبر هواتفهم الذكية.
"هل يمكن العودة مع الأطفال؟ هل يمكن العودة كشخص مريض؟ لا يمكن اتخاذ هذا القرار من خلال مكالمة هاتفية مع الأقارب"، تنتقد نهلة عثمان التي زارت سوريا عدة مرات مؤخرا. "علينا أن نركز على محادثات العودة الطوعية طويلة الأمد".
نحو مليون شخص من سوريا في ألمانيا
وحسب منتدى خدمة "الإعلام حول الاندماج" (Mediendienst Integration)، وهي منصّة معلومات مستقلة ومجانية تُقدّم معلومات وحقائق موثوقة حول قضايا الهجرة والاندماج واللجوء، يعيش حاليا 948.000 مواطن سوري في ألمانيا نحو 667.000 منهم يحملون تصريح إقامة مؤقت. وحسب معلومات الحكومة الألمانية هناك 10.700 سوري مطالب بمغادرة البلاد أي ما يزيد قليلا عن واحد بالمائة.
منذ يناير/ كانون الثاني يمكنهم العودة إلى وطنهم من خلال برنامج دعم. النتيجة: لم يستفد من هذا البرنامج الذي يشمل تكاليف السفر والمساعدة المالية الأولية سوى 2900 شخص حتى الآن.
"لقد استثمر الكثير من السوريين الكثير من الوقت والموارد هنا على مدى السنوات العشر الماضية من أجل بناء حياة جديدة في ألمانيا. والعودة إلى الوطن تعني انقطاعا آخر في سيرتهم الذاتية"، تقول الباحثة في شؤون الهجرة نورا رجب. "في سوريا لا يمكنك أن تبدأ من حيث توقفت، بل ربما لا يكون منزلك موجودا بعد الآن والوضع الاقتصادي صعب للغاية ولا تزال هناك أعمال عنف في أماكن مختلفة. كل هذا النقاش (حول عودة اللاجئين السوريين) تتجاهل الجهد الذي بذله الكثير من الناس للوصول إلى هنا والاندماج في المجتمع".
إعلان
ثلث السوريين في ألمانيا هم من القاصرين
درست رجب تطور المجتمع المدني السوري بعد سقوط الأسد. تحدثت مع سوريين وسوريات حول إمكانية العودة. استنتاجها: المساعدة في إعادة الإعمار لا تتطلب عودة دائمة. الدعم المؤقت مهم أيضا مثل دعم الأطباء الذين يجرون العمليات الجراحية ويقدمون المشورة للنظام الصحي.
هناك نقطة أخرى حسب رجب لا تحظى باهتمام كافٍ في النقاش حول عودة السوريين وهي التركيبة السكانية للسوريين في ألمانيا. "أكثر من ثلثهم من الأطفال والشباب دون سن 18 عاما. أي أن هناك جيلا كاملا نشأ وترعرع في ألمانيا".
الجدل حول سوريا يطال المجتمع المدني النشط بشكل خاص
كما قامت كارولين بوب بدراسة السوريين في ألمانيا عن كثب. "الشتات وأكثر، المشاركة المدنية للمجتمعات الأفغانية والسورية في ألمانيا" هو عنوان الدراسة التي أجرتها الباحثة في مجلس الخبراء للاندماج والهجرة في برلين. وترى الدراسة أن المجتمع المدني السوري نشط في ألمانيا على الرغم من تعرضه في كثير من الأحيان للقمع في وطنه.
"الخطر كبير جدا خاصة في إثارة استياء أولئك الذين يشاركون بالفعل في الحياة الاجتماعية ولديهم رغبة قوية في المشاركة"، تقول بوب عن الجدل الدائر في ألمانيا حول العودة. "المناخ السياسي والخطاب السياسي لا يمران دون أن يتركا أثرا على الجالية السورية. وهذا يسبب الكثير من عدم اليقين. هذا الشعور بأنه مهما بذلت من جهد فلن تنتمي أبدا بشكل كامل حتى مع حصولك على جواز سفر ألماني"، تقول بوب.
التجنيس يمكن أن يدعم العودة إلى سوريا
بالإضافة إلى ذلك: الحكومة الألمانية الجديدة المكونة من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي وحزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي وحزب الاشتراكي الديمقراطي ترسل حاليا بعض الإشارات إلى أنها تريد أن تجعل التجنيس أكثر صعوبة في المستقبل. ما يسمى بالتجنيس السريع للأجانب المندمجين بشكل جيد بعد ثلاث سنوات فقط، والذي أدخلته الحكومة السابقة تم إلغاؤه. ويريد السياسيون في الاتحاد الأوروبي سحب جوازات السفر الألمانية بشكل أسرع من حاملي الجنسية المزدوجة الذين ارتكبوا جرائم كما أن الجنسية المزدوجة ستكون استثناءً في المستقبل.
كارولين بوب تطالب في المقابل بإعادة التفكير: تقول إن التجنيس في ألمانيا هو أقوى أداة لتمكين العودة إلى سوريا على المدى الطويل. يمكن أن يكون وضع الإقامة الآمن أو الجنسية المزدوجة عنصرا مهما لتمكين السكان المنفيين من المشاركة مرة أخرى في بلدهم الذي يشهد تغيرات جذرية. "هناك صلة مباشرة بين التجنيس والعودة"، كما تقول بوب. لكن السياسيين لا يرون ذلك.
سوريا.. سقوط حكم عائلة الأسد بعد أكثر من خمسة عقود من السلطة
فر بشار الأسد من سوريا في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول عام 2024. وكتب هذا الفرار نهاية حكم عائلة الأسد الذي استمر خمس عقود ونصف. هنا لمحة عن أبرز المحطات التي مرت بها سوريا منذ بدء حكم عائلة الأسد وحتى نهايته.
صورة من: Hussein Malla/AP/dpa/picture alliance
نهاية حقبة حكم بيت الأسد
8 ديسمبر/ كانون الأول، 2024 نقطة فاصلة في تاريخ سوريا.. فقد أسقطت المعارضة المسلحة نظام الرئيس بشار الأسد، الذي أضطر لترك منصبه وغادر دمشق إلى مكان مجهول، وذلك على وقع الأحداث المتسارعة التي بدأت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
صورة من: Iranian Presidency Office/ZUMAPRESS/picture alliance
هجوم المعارضة المسلحة
في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2024، اعتبر الأسد هجوم المعارضة المسلحة، الذي بدأ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، "محاولة لتقسيم المنطقة وتفتيت دولها، وإعادة رسم الخرائط من جديد"، بيد أن هذه المزاعم لم تجد هذه المرة.
صورة من: Bakr Alkasem/AFP/Getty Images
حرب أهلية دموية مدمرة
أتى سقوط نظام بشار الأسد بعد أكثر من 13 عاما على بدء انتفاضة شعبية في خضم "الربيع العربي"، والتي تحولت إلى حرب أهلية دموية أسفرت عن مقتل أكثر 300 شخص ما بين 2013 و2021، بحسب الأمم المتحدة، وفرار الملايين إلى خارج البلاد أو نزوجهم داخل البلاد.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
تهاوي سلطة بشار
تمسك بشار الأسد بالسلطة وقاوم بشرسة الاحتجاجات الشعبية والدعوات الدولية للتنحي عن السلطة، مستعينا بدعم عسكري من روسيا وإيران وحزب الله. لكن عندما تخلت عنه هذه الأطراف لم يكن أمامه سوى الفرار.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
تراجع الدعم العسكري الروسي
كان للدعم العسكري الروسي المباشر لبشار ألأسد دورا في صموده خلال الحرب الأهلية، لكن بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجنب مواصلة دعم الأسد أمام هجوم المعارضة المسلحة، كونه بوتين لديه جبهة حرب أخرى مفتوحة في أوكرانيا.
صورة من: Valeriy Sharifulin/IMAGO/SNA
احتجاجات تحولت إلى نزاع دامٍ!
في العام 2011، لحقت سوريا بركب الثورات في دول عربية عدة، أبرزها مصر وتونس، في ما عُرف بـ"الربيع العربي". ومع اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظامه، قمع الأسد المتظاهرين السلميين بالقوة، وتحولت الاحتجاجات نزاعاً دامياً، سرعان ما تعددت جبهاته والضالعين فيه. وأودى النزاع المستمر بأكثر من 388 ألف شخص وهجّر وشرّد الملايين داخل البلاد وخارجها، وسوّى مناطق كاملة بالأرض.
صورة من: AFP/O. H. Kadour
بقاء على رأس السلطة بدعم روسي
في سنوات النزاع الأولى، فقدت قوات الحكومة السورية سيطرتها على مساحات واسعة من سوريا بينها مدن رئيسية. لكن وبدعم عسكري من حلفائها، إيران ثم روسيا، استعادت القوات الحكومية تدريجيًا نحو ثلثي مساحة البلاد، إثر سياسة حصار خانقة وعمليات عسكرية واسعة ضد الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية. ولعب التدخل الجوي الروسي منذ خريف 2015 دوراً حاسماً في تغيير موازين القوى لصالح دمشق.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
الوصول إلى الحكم عبر التوريث
2000، ورث بشار الأسد الحكم عن والده الراحل، حافظ الأسد، الذي حكم سوريا من خلال زعامة حزب البعث الموجود في السلطة منذ أكثر من خمسين عاما. أصبح بشار الأسد، وهو في الرابعة والثلاثين من العمر، رئيسا عن طريق استفتاء لم يشهد أي معارضة.
صورة من: Louai Beshara/AFP
تولي الحكم بعد انقلاب "الحركة التصحيحية"
في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1970، نفّذ حافظ الأسد الذي كان يتولّى منصب وزير الدفاع انقلاباً عسكرياً عُرف بـ"الحركة التصحيحية" وأطاح برئيس الجمهورية حينها نور الدين الأتاسي. في 12 آذار/مارس 1971، انتخب الأسد الذي كان يترأس حزب البعث العربي الاشتراكي، رئيساً للجمهورية ضمن انتخابات لم ينافسه فيها أي مرشح آخر. وكان أول رئيس للبلاد من الطائفة العلوية التي تشكل عشرة في المئة من تعداد السكان.
صورة من: AP
"حرب تشرين"
في السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973، شنّت مصر وسوريا هجوماً مفاجئاً على إسرائيل من جهة قناة السويس غرباً، ومرتفعات الجولان شرقاً، في محاولة لاستعادة ما خسره العرب من أراض خلال حزيران/يونيو 1967، لكن تمّ صدهما. في أيار/مايو 1974، انتهت الحرب رسمياً بتوقيع اتفاقية فضّ الاشتباك في مرتفعات الجولان.
صورة من: Getty Images/AFP/GPO/David Rubinger
علاقات دبلوماسية بين واشنطن ودمشق!
في حزيران/يونيو 1974، زار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون دمشق، معلناً إعادة إرساء العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بعدما كانت مجمّدة منذ العام 1967. في الصورة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون مع وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي وقتها هنري كيسينجر.
صورة من: AFP/Getty Images
هيمنة على لبنان
في 1976 تدخّلت القوات السورية في الحرب الأهلية اللبنانية بموافقة أمريكية، وبناء على طلب من قوى مسيحية لبنانية. وفي 1977، بدأت المواجهات بين القوات السورية، التي انتشرت في معظم أجزاء البلاد ما عدا المنطقة الحدودية مع إسرائيل، وقوات مسيحية احتجت على الوجود السوري. وطيلة ثلاثة عقود، بقيت سوريا قوة مهيمنة على المستوى العسكري في لبنان وتحكمت بكل مفاصل الحياة السياسية حتى انسحابها في العام 2005.
صورة من: AP
قطيعة بين دمشق وبغداد!
في العام 1979، تدهورت العلاقات بين سوريا والعراق، اللذين حكمهما فرعان متنافسان من حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد اتهام الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين الوافد حديثاً إلى السلطة، دمشق بالتآمر. وقطعت بغداد علاقتها الدبلوماسية مع دمشق في تشرين الأول/أكتوبر 1980، بعدما دعمت الأخيرة طهران في حربها مع العراق. في الصورة يظهر الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين (يسار) مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد (وسط).
صورة من: The Online Museum of Syrian History
"مجزرة حماه"
في شباط/فبراير 1982، تصدّى النظام السوري لانتفاضة مسلّحة قادها الإخوان المسلمون في مدينة حماه (وسط)، وذهب ضحية ما يعرف بـ"مجزرة حماه" بين عشرة آلاف وأربعين ألف شخص. وجاء ذلك بعد قرابة ثلاث سنوات من هجوم بالرصاص والقنابل اليدوية على الكلية الحربية في مدينة حلب، أسفر عن مقتل ثمانين جندياً سورياً من الطائفة العلوية. وتوجّهت حينها أصابع الاتهام إلى الإخوان المسلمين بالوقوف خلف الهجوم.
صورة من: picture alliance /AA/M.Misto
محاولة انقلاب فاشلة
في تشرين الثاني/نوفمبر 1983، أصيب الأسد بأزمة قلبية نقل على إثرها إلى أحد مشافي دمشق. ودخل في غيبوبة لساعات عدّة، حاول خلالها شقيقه الأصغر رفعت الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب فاشل، قبل أن يستعيد الأسد عافيته. وبعد عام، أُجبر رفعت على مغادرة سوريا. الصورة لحافظ الأسد (يمين) مع أخيه رفعت.
صورة من: Getty Images/AFP
تقارب مع الغرب!
بدأ الجليد الذي شاب علاقات سوريا مع أمريكا والغرب بالذوبان، عقب انهيار الاتحاد السوفياتي. انضمت سوريا إلى القوات متعددة الجنسيات في التحالف الذي قادته أمريكا ضد صدام حسين بعد غزو العراق للكويت. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1994، زار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الأسد في دمشق. بعد أربع سنوات، زار الأسد فرنسا في أول زيارة له إلى بلد غربي منذ 22 عاماً، واستقبل بحفاوة من نظيره الفرنسي جاك شيراك.
صورة من: Remy de la Mauviniere/AP Photo/picture alliance
الابن يخلف أباه في الرئاسة!
توفي الأسد في 10 حزيران/يونيو 2000، عن عمر ناهز 69 عاماً، وكان شيراك الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر جنازته.
وبعد شهر، تولّى نجله بشار السلطة، بعد تعديل دستوري سمح له بالترشّح. وحاز في استفتاء لم يضم أي مرشح آخر سواه على 97 في المئة من الأصوات.
صورة من: picture-alliance/dpa
انفتاح نسبي ولكن..!
بين أيلول/سبتمبر 2000 وشباط/فبراير 2001، شهدت سوريا فترة انفتاح وسمحت السلطات نسبياً بحرية التعبير. في 26 أيلول/سبتمبر 2000، دعا نحو مئة مثقّف وفنان سوري مقيمين في سوريا السلطات إلى "العفو" عن سجناء سياسيين وإلغاء حالة الطوارئ السارية منذ العام 1963. لكنّ هذه الفسحة الصغيرة من الحرية سرعان ما أقفلت بعدما عمدت السلطات إلى اعتقال مفكرين ومثقفين مشاركين في ما عُرف وقتها بـ"ربيع دمشق". م.ع.ح/م.ع/ع.ج.م