العودة الطوعية ليست سبب تراجع عدد السوريين في ألمانيا!
عارف جابو د ب أ
٢٥ أبريل ٢٠٢٥
أشارت الداخلية الألمانية إلى تراجع عدد السوريين المقيمين في البلاد، ولكن السبب الرئيسي ليس العودة إلى بلدهم. فيما لا تزال الوزارة تدرس إمكانية السماح برحلات "استكشافية" إلى سوريا دون فقدان وضعية الحماية التي يتمتعون بها.
بعد سقوط الأسد لم يعد سوى عدد قليل من اللاجئين السوريين في ألمانيا إلى بلدهم ولا تزال الحكومة تدرس إمكانية السماح لهم بزيارة استكشافية لمرة أو مرتينصورة من: Jochen Tack/picture alliance
إعلان
انخفض عدد السوريين المقيمين في ألمانيا بشكل طفيف في الآونة الأخيرة، لكن السبب في ذلك لا يرجع في الأساس إلى عودة السوريين إلى بلدهم عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، بل إلى أن العديد من اللاجئين السوريين الذين دخلوا ألمانيا في عامي 2015 و2016 أصبحوا الآن مستوفين لمتطلبات التجنس، علما بأن أي شخص يصبح مواطنا ألمانيا لا يسجل باعتباره أجنبيا، حتى لو كان يحمل جنسية أخرى بجانب الألمانية.
وذكرت وزارة الداخلية الألمانية ردا على استفسار أنه وفقا لبيانات السجل المركزي للأجانب، بلغ عدد السوريين المقيمين في ألمانيا حتى نهاية شهر مارس/ آذار الماضي 968 ألفا و899 سوريا، من بينهم 10 آلاف و729 سوريا ملزمين بمغادرة البلاد، وحصل معظمهم ـ 9649 سوريا ـ على تسامح بالإقامة المؤقتة (دولدونغ).
وقبل ذلك بشهر واحد - بالتحديد حتى 28 فبراير/شباط الماضي - كان عدد السوريين المقيمين في ألمانيا يبلغ 972 ألفا و470 سوريا، أي أكثر بواقع 3571 سوريا مقارنة بنهاية مارس/آذار الماضي.
تجدر الإشارة إلى أنه لم تكن هناك أي عمليات ترحيل إلى سوريا من ألمانيا منذ عام 2012. وفي الحالات التي يجبر فيها طالبو اللجوء السوريون على مغادرة ألمانيا، يتم نقلهم إلى دولة أوروبية أخرى مسؤولة عن إجراءات لجوئهم بموجب ما يسمى بقواعد دبلن.
وبحسب وزارة الداخلية الألمانية، عاد أكثر من 600 شخص إلى سوريا منذ بداية عام 2024 بدعم مالي من هيئات حكومية ألمانية. ومنذ 13 يناير/كانون الثاني الماضي، يدعم المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين (بامف) المغادرة الطوعية إلى سوريا. وبالإضافة إلى ذلك، قامت الحكومة الألمانية الاتحادية في عام 2024 بإعادة تمويل مغادرة 87 شخصا إلى سوريا، بعد أن تلقوا دعما من خلال برامج خاصة بالولايات.
اللاجئون السوريون بألمانيا.. رحلة استكشافية أم عودة طوعية؟
06:59
This browser does not support the video element.
رحلات "استكشافية" إلى سوريا
وبحسب وزارة الداخلية الألمانية، تولت الحكومة الاتحادية تغطية التكاليف لـ 77 رحلة مغادرة في الربع الأول من هذا العام. وأشار متحدث باسم الوزارة إلى أنه ليس كل سوري حصل على دعم من الولايات لمغادرة ألمانيا تقدم بطلب لإعادة التمويل الجزئي من الحكومة الاتحادية، كما ليس كل سوري يغادر البلاد يسعى للحصول على دعم من الدولة.
ومع ذلك، يجب على أي شخص يريد أن يصبح ألمانيا إثبات قدرته على توفير سبل عيشه وإلمامه باللغة الألمانية. ويحظر على المدانين في جرائم جنائية خطيرة أو أنشطة مخالفة للدستور، الحصول على الجنسية الألمانية.
ومنذ 9 ديسمبر/كانون الأول 2024 عقب سقوط نظام بشار الأسد، تم تعليق البت بطلبات اللجوء المقدمة من المواطنين السوريين في ألمانيا لفترة أولية مدتها ستة أشهر بسبب الوضع غير الواضح في بلادهم. بعد انقضاء هذه الفترة، يتعين على المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين أن يدرس ما إذا كان ينبغي تمديد التعليق أو رفعه.
وبوجود أكثر من 50 ألف طلب لجوء لم يتم البت فيه، تظل سوريا البلد الرئيسي الأصلي للأشخاص الذين يتقدمون بطلبات اللجوء في ألمانيا. وفي الربع الأول من هذا العام، تقدم 9861 شخصا من سوريا بطلبات للحصول على الحماية في ألمانيا للمرة الأولى. وحتى 31 مارس/آذار، كان هناك 52.344 طلب لجوء سوري لا يزال معلقًا لدى "بامف".
وتعمل وزارة الداخلية الاتحادية منذ شهر يناير/كانون الثاني على إصدار استثناء يسمح للاجئين السوريين بالقيام برحلات "استكشافية" إلى بلدهم الأصلي دون أن يفقدوا وضع الحماية الذي يتمتعون به في ألمانيا. وهذا من شأنه أن يسمح إما برحلة واحدة تستمر لمدة أقصاها أربعة أسابيع أو رحلتين لمدة أقصاها أسبوعين لكل منهما، بهدف استكشاف ما إذا كانت العودة الدائمة ممكنة.
تحرير: عبده جميل المخلافي
سوريا.. سقوط حكم عائلة الأسد بعد أكثر من خمسة عقود من السلطة
فر بشار الأسد من سوريا في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول عام 2024. وكتب هذا الفرار نهاية حكم عائلة الأسد الذي استمر خمس عقود ونصف. هنا لمحة عن أبرز المحطات التي مرت بها سوريا منذ بدء حكم عائلة الأسد وحتى نهايته.
صورة من: Hussein Malla/AP/dpa/picture alliance
نهاية حقبة حكم بيت الأسد
8 ديسمبر/ كانون الأول، 2024 نقطة فاصلة في تاريخ سوريا.. فقد أسقطت المعارضة المسلحة نظام الرئيس بشار الأسد، الذي أضطر لترك منصبه وغادر دمشق إلى مكان مجهول، وذلك على وقع الأحداث المتسارعة التي بدأت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
صورة من: Iranian Presidency Office/ZUMAPRESS/picture alliance
هجوم المعارضة المسلحة
في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2024، اعتبر الأسد هجوم المعارضة المسلحة، الذي بدأ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، "محاولة لتقسيم المنطقة وتفتيت دولها، وإعادة رسم الخرائط من جديد"، بيد أن هذه المزاعم لم تجد هذه المرة.
صورة من: Bakr Alkasem/AFP/Getty Images
حرب أهلية دموية مدمرة
أتى سقوط نظام بشار الأسد بعد أكثر من 13 عاما على بدء انتفاضة شعبية في خضم "الربيع العربي"، والتي تحولت إلى حرب أهلية دموية أسفرت عن مقتل أكثر 300 شخص ما بين 2013 و2021، بحسب الأمم المتحدة، وفرار الملايين إلى خارج البلاد أو نزوجهم داخل البلاد.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
تهاوي سلطة بشار
تمسك بشار الأسد بالسلطة وقاوم بشرسة الاحتجاجات الشعبية والدعوات الدولية للتنحي عن السلطة، مستعينا بدعم عسكري من روسيا وإيران وحزب الله. لكن عندما تخلت عنه هذه الأطراف لم يكن أمامه سوى الفرار.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
تراجع الدعم العسكري الروسي
كان للدعم العسكري الروسي المباشر لبشار ألأسد دورا في صموده خلال الحرب الأهلية، لكن بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجنب مواصلة دعم الأسد أمام هجوم المعارضة المسلحة، كونه بوتين لديه جبهة حرب أخرى مفتوحة في أوكرانيا.
صورة من: Valeriy Sharifulin/IMAGO/SNA
احتجاجات تحولت إلى نزاع دامٍ!
في العام 2011، لحقت سوريا بركب الثورات في دول عربية عدة، أبرزها مصر وتونس، في ما عُرف بـ"الربيع العربي". ومع اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظامه، قمع الأسد المتظاهرين السلميين بالقوة، وتحولت الاحتجاجات نزاعاً دامياً، سرعان ما تعددت جبهاته والضالعين فيه. وأودى النزاع المستمر بأكثر من 388 ألف شخص وهجّر وشرّد الملايين داخل البلاد وخارجها، وسوّى مناطق كاملة بالأرض.
صورة من: AFP/O. H. Kadour
بقاء على رأس السلطة بدعم روسي
في سنوات النزاع الأولى، فقدت قوات الحكومة السورية سيطرتها على مساحات واسعة من سوريا بينها مدن رئيسية. لكن وبدعم عسكري من حلفائها، إيران ثم روسيا، استعادت القوات الحكومية تدريجيًا نحو ثلثي مساحة البلاد، إثر سياسة حصار خانقة وعمليات عسكرية واسعة ضد الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية. ولعب التدخل الجوي الروسي منذ خريف 2015 دوراً حاسماً في تغيير موازين القوى لصالح دمشق.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
الوصول إلى الحكم عبر التوريث
2000، ورث بشار الأسد الحكم عن والده الراحل، حافظ الأسد، الذي حكم سوريا من خلال زعامة حزب البعث الموجود في السلطة منذ أكثر من خمسين عاما. أصبح بشار الأسد، وهو في الرابعة والثلاثين من العمر، رئيسا عن طريق استفتاء لم يشهد أي معارضة.
صورة من: Louai Beshara/AFP
تولي الحكم بعد انقلاب "الحركة التصحيحية"
في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1970، نفّذ حافظ الأسد الذي كان يتولّى منصب وزير الدفاع انقلاباً عسكرياً عُرف بـ"الحركة التصحيحية" وأطاح برئيس الجمهورية حينها نور الدين الأتاسي. في 12 آذار/مارس 1971، انتخب الأسد الذي كان يترأس حزب البعث العربي الاشتراكي، رئيساً للجمهورية ضمن انتخابات لم ينافسه فيها أي مرشح آخر. وكان أول رئيس للبلاد من الطائفة العلوية التي تشكل عشرة في المئة من تعداد السكان.
صورة من: AP
"حرب تشرين"
في السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973، شنّت مصر وسوريا هجوماً مفاجئاً على إسرائيل من جهة قناة السويس غرباً، ومرتفعات الجولان شرقاً، في محاولة لاستعادة ما خسره العرب من أراض خلال حزيران/يونيو 1967، لكن تمّ صدهما. في أيار/مايو 1974، انتهت الحرب رسمياً بتوقيع اتفاقية فضّ الاشتباك في مرتفعات الجولان.
صورة من: Getty Images/AFP/GPO/David Rubinger
علاقات دبلوماسية بين واشنطن ودمشق!
في حزيران/يونيو 1974، زار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون دمشق، معلناً إعادة إرساء العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بعدما كانت مجمّدة منذ العام 1967. في الصورة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون مع وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي وقتها هنري كيسينجر.
صورة من: AFP/Getty Images
هيمنة على لبنان
في 1976 تدخّلت القوات السورية في الحرب الأهلية اللبنانية بموافقة أمريكية، وبناء على طلب من قوى مسيحية لبنانية. وفي 1977، بدأت المواجهات بين القوات السورية، التي انتشرت في معظم أجزاء البلاد ما عدا المنطقة الحدودية مع إسرائيل، وقوات مسيحية احتجت على الوجود السوري. وطيلة ثلاثة عقود، بقيت سوريا قوة مهيمنة على المستوى العسكري في لبنان وتحكمت بكل مفاصل الحياة السياسية حتى انسحابها في العام 2005.
صورة من: AP
قطيعة بين دمشق وبغداد!
في العام 1979، تدهورت العلاقات بين سوريا والعراق، اللذين حكمهما فرعان متنافسان من حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد اتهام الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين الوافد حديثاً إلى السلطة، دمشق بالتآمر. وقطعت بغداد علاقتها الدبلوماسية مع دمشق في تشرين الأول/أكتوبر 1980، بعدما دعمت الأخيرة طهران في حربها مع العراق. في الصورة يظهر الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين (يسار) مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد (وسط).
صورة من: The Online Museum of Syrian History
"مجزرة حماه"
في شباط/فبراير 1982، تصدّى النظام السوري لانتفاضة مسلّحة قادها الإخوان المسلمون في مدينة حماه (وسط)، وذهب ضحية ما يعرف بـ"مجزرة حماه" بين عشرة آلاف وأربعين ألف شخص. وجاء ذلك بعد قرابة ثلاث سنوات من هجوم بالرصاص والقنابل اليدوية على الكلية الحربية في مدينة حلب، أسفر عن مقتل ثمانين جندياً سورياً من الطائفة العلوية. وتوجّهت حينها أصابع الاتهام إلى الإخوان المسلمين بالوقوف خلف الهجوم.
صورة من: picture alliance /AA/M.Misto
محاولة انقلاب فاشلة
في تشرين الثاني/نوفمبر 1983، أصيب الأسد بأزمة قلبية نقل على إثرها إلى أحد مشافي دمشق. ودخل في غيبوبة لساعات عدّة، حاول خلالها شقيقه الأصغر رفعت الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب فاشل، قبل أن يستعيد الأسد عافيته. وبعد عام، أُجبر رفعت على مغادرة سوريا. الصورة لحافظ الأسد (يمين) مع أخيه رفعت.
صورة من: Getty Images/AFP
تقارب مع الغرب!
بدأ الجليد الذي شاب علاقات سوريا مع أمريكا والغرب بالذوبان، عقب انهيار الاتحاد السوفياتي. انضمت سوريا إلى القوات متعددة الجنسيات في التحالف الذي قادته أمريكا ضد صدام حسين بعد غزو العراق للكويت. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1994، زار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الأسد في دمشق. بعد أربع سنوات، زار الأسد فرنسا في أول زيارة له إلى بلد غربي منذ 22 عاماً، واستقبل بحفاوة من نظيره الفرنسي جاك شيراك.
صورة من: Remy de la Mauviniere/AP Photo/picture alliance
الابن يخلف أباه في الرئاسة!
توفي الأسد في 10 حزيران/يونيو 2000، عن عمر ناهز 69 عاماً، وكان شيراك الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر جنازته.
وبعد شهر، تولّى نجله بشار السلطة، بعد تعديل دستوري سمح له بالترشّح. وحاز في استفتاء لم يضم أي مرشح آخر سواه على 97 في المئة من الأصوات.
صورة من: picture-alliance/dpa
انفتاح نسبي ولكن..!
بين أيلول/سبتمبر 2000 وشباط/فبراير 2001، شهدت سوريا فترة انفتاح وسمحت السلطات نسبياً بحرية التعبير. في 26 أيلول/سبتمبر 2000، دعا نحو مئة مثقّف وفنان سوري مقيمين في سوريا السلطات إلى "العفو" عن سجناء سياسيين وإلغاء حالة الطوارئ السارية منذ العام 1963. لكنّ هذه الفسحة الصغيرة من الحرية سرعان ما أقفلت بعدما عمدت السلطات إلى اعتقال مفكرين ومثقفين مشاركين في ما عُرف وقتها بـ"ربيع دمشق". م.ع.ح/م.ع/ع.ج.م