اقترح باحثون استخدام الكميات الكبيرة من الغبار الموجودة بين الأرض والشمس بشكل مظلة يمكن أن تحدّ من كميات الضوء التي تتلقاها الأرض، للمساهمة في مكافحة التغير المناخي. لكن بعض الأوساط العلمية تعاملت مع ذلك بشيء من التحفظ.
إعلان
قد يشكّل الغبار القمري المنتشر في الفضاء حماية فاعلة للأرض من أشعة الشمس تساهم في مكافحة التغير المناخي، بحسب ما رأى فريق من الباحثين في دراسة نشرتها أمس الأربعاء (الثامن من فبراير/شباط 2023) مجلة "بلوس كلايمت" (PLOS Climate).
وكتب هؤلاء العلماء المقيمون في الولايات المتحدة أن "الكميات الكبيرة من الغبار" الموجودة بين الأرض والشمس يمكن أن "تحدّ من كميات ضوء الشمس التي يتلقاها" كوكب الأرض.
وتتمثل الفكرة في إقامة ما يشبه حاجزاً يتيح حجب جزء من الإشعاع للتخفيف من التغير المناخي.
وأجرى الباحثون محاكاة لعدد من السيناريوهات، من بينها نثر جزيئات غبار من منصة فضائية تقع في إحدى نقاط لاغرانج، حيث تتوازن قوى الجاذبية بين الأرض والشمس.
خرسانة أكثر رفقا بالبيئة
02:31
ويرجّج أن يشكل هذا الغبار بالتالي حاجزاً واقياً ولكن يمكن أن يتشتت بسهولة، مما يتطلب إعادة نثر الغبار كل بضعة أيام. واقترح العلماء كذلك حلًا آخر رأوه واعداً وهو نثر الغبار القمري مباشرة من سطح القمر في اتجاه الشمس بواسطة الصواريخ.
وأوضح هؤلاء أنهم حددوا "المدارات التي تتيح لحبيبات الغبار توفير الظل لأيام". وشرحوا أن حسنات هذه الطريقة تتمثل في أن هذا المورد وفير على القمر، وأنها تستلزم استهلاكاً أقل للطاقة مما يتطلب الإطلاق من الأرض.
لكنهم أقروا بأن الأمر يقتصر راهناً على استطلاع إمكان اعتماد هذا الحل نظرياً، ولم يصل إلى حد درس جدوى هذه التقنية. وقال أستاذ الفيزياء وعلم الفلك في جامعة يوتا بن بروملي وهو المعدّ الرئيسي للدراسة "لسنا خبراء في التغير المناخي أو هندسة الطيران".
وكثرت أخيراً مشاريع الهندسة الجيولوجية الهادفة إلى الحد من الاحترار المناخي الذي تعانيه الأرض باطراد، لكنّ بعضها لا يعدو كونه مجرّد خيال علمي. ومن أبرز هذه المشاريع إضافة جسيمات معلقة في طبقة الستراتوسفير عن عمد لصدّ قسم من أشعة الشمس.
انتقادات للدراسة
لكنّ الأمم المتحدة حذرت من أن تكنولوجيا كهذه يمكن أن يكون لها آثار سلبية على طبقة الأوزون. أما استخدام الغبار القمري، بعيداً من الغلاف الجوي للأرض، فمن شأنه تجنب هذه المشكلة.
إلا أن الأوساط العلمية تعاملت مع الدراسة التي نشرت الأربعاء بشيء من التحفظ. وإذ أكد ستيوارت هازيلداين من جامعة إدنبره أن الغبار القمري يمكن أن يُستخدم بالفعل كمظلة، شدد على ضرورة اختيار "شكل الجسيمات المناسب والحجم المناسب والمكان المناسب تماماً"، وهو ما ليس سهلاً.
أما جوانا هاي من جامعة "إمبريال كوليدج لندن" فرأت أن "المشكلة الرئيسية هي الإيحاء بأن مشاريع من هذا النوع ستحل الأزمة المناخية، بينما هي تعطي الملوثين ذريعة لعدم التحرك" للمعالجة.
ز.أ.ب/ع.ج.م (أ ف ب)
تداعيات التغير المناخي في عام 2022 ـ جفاف وفيضانات وأعاصير مدمرة
الحرارة والجفاف وعواصف قوية وفيضانات طبعت هذا العام المشهد على مستوى العالم وكانت متأثرة بصفة مباشرة أو غير مباشرة بتغير المناخ. إليكم لمحة مصورة.
صورة من: Thomas Coex/AFP
أوروبا: 2022 حرارة وجفاف بلا مثيل
حرارة مفرطة وجفاف شديد يطبعان منذ 500 عام فصل الصيف في أوروبا. وفي إسبانيا توفي أكثر من 500 شخص بسبب موجة الحرارة التي تم تسجيلها والتب تجاوزت 45 درجة. وفي بريطانيا وصلت الحرارة لأول مرة لأكثر من 40 درجة. وأجزاء من القارة تعاني من الجفاف منذ أكثر من 1000 عام، والكثير من المناطق تقوم بترشيد المياه.
صورة من: Thomas Coex/AFP
حرائق تدمر مساحات في أوروبا
من البرتغال وإسبانيا وفرنسا غربا مرورا بإيطاليا اليونان أو قبرص في الشرق وصولا إلى سيبيريا ـ في كل مكان في القارة اشتعلت حرائق الغابات في عام 2022. وبسبب النيران احترق حتى منتصف السنة حوالي 660.000 هكتار من الأراضي ـ في رقم قياسي من عام 2006.
صورة من: /Service Communication-Protocole SDIS 33/AP/dpa/picture alliance
فيضانات في كثير من بلدان آسيا
في باكستان هطلت أمطار موسمية قوية، وحوالي ربع مساحة البلاد غمرتها المياه طوال أسابيع و33 مليون شخص فقدوا مأواهم وأكثر من 1100 شخص لقوا حتفهم وانتشرت أمراض. وحتى أفغانستان شهدت هطول أمطار قوية. والآلاف من الهكتارات دُمرت والمجاعة زاد في حجمها.
صورة من: Stringer/REUTERS
آسيا: الحرارة والعواصف تغمر القارة
وقبل الفيضانات عانت أفغانستان وباكستان من حرارة مفرطة وجفاف مثل الهند. وفي الصين سُجل أخطر جفاف منذ 60 عاما وأقوى حرارة منذ بدء رصد التغييرات. وحتى بداية الخريف مرت على الصين 12 عاصفة قوية. وحتى كوريا الجنوبية والفلبين واليابان أو بنغلاديش عانت من عواصف قوية تزداد حدة بسبب تغير المناخ.
صورة من: Mark Schiefelbein/AP Photo/picture alliance
تبعات قوية لأزمة المناخ في افريقيا
في القارة الإفريقية يزداد المناخ سخونة بشكل سريع، وعليه فإن إفريقيا متأثرة بشكل ملفت بهطول الأمطار والجفاف والفيضانات. وفي الصومال بلغ الجفاف في 2022 مستوى قياسيا منذ 40 عاما مضت. وهناك أُجبر مليون شخص على مغادرة وطنهم.
صورة من: ZOHRA BENSEMRA/REUTERS
الهجرة والمجاعة في البلدان الافريقية
في كثير من المناطق في القارة الإفريقية تناقصت تربية الماشية أو الزراعة بسبب الجفاف أو الفيضانات. وبالتالي أصبح أكثر من 20 مليون شخص مهددين بالمجاعة لاسيما في أثيوبيا والصومال وكينيا.
صورة من: Dong Jianghui/dpa/XinHua/picture alliance
حرائق وفيضانات في الولايات المتحدة
في أواخر الصيف الماضي انتشرت لاسيما في ولايات كاليفورنيا ونيفادا وأريزونا حرائق قوية. وعمت الولايات الثلاثة موجة حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية. وفي بداية الصيف أدت أمطار غزيرة إلى فيضانات في منتزه يليستون الوطني وكذلك في ولاية كينتاكي.
صورة من: DAVID SWANSON/REUTERS
أمريكا والكاريبي: عواصف قوية
في سبتمبر تسبب إعصار يان في خسائر كبيرة في ولاية فلوريدا. والسلطات تحدثت عن "خسائر بحجم تاريخي". وقبلها اجتاح "يان " كوبا حيث انقطع طوال أيام التيار الكهربائي. والإعصار المداري فيونا استمر حتى السواحل الشرقية لكندا بعدما تسبب في خسائر قوية في أمريكا اللاتينية.
صورة من: Giorgio Viera/AFP/Getty Images
عواصف استيوائية مدمرة في أمريكا الوسطى
ليس فقط "فيونا" اجتاح أمريكا الوسطى. ففي أكتوبر تسبب الإعصار يوليا في خسائر قوية في كولومبيا وفنزويلا، ونيكارغوا والهندوراس والسلفادور. وبسبب سخونة الأرض تزداد حرارة الطبقة العليا للمحيطات ما يزيد من قوية العواصف.
صورة من: Matias Delacroix/AP Photo/picture alliance
أمريكا الجنوبية تعاني من جفاف حاد
في جميع أنحاء قارة أمريكا الجنوبية تقريبا يعم الجفاف. وفي شيلي يتواصل الجفاف منذ 2007. وفي كثير من المناطق تراجع منسوب المياه في الأودية والبحيرات إلى أكثر من 90 في المئة. وفي المكسيك انقطعت الأمطار بسبب ذلك لعدة سنوات. وحتى الأرجنتين والبرازيل والأوروغواي وبوليفيا وبنما وأجزاء من الإكوادور وكولومبيا تعاني من الجفاف.
صورة من: IVAN ALVARADO/REUTERS
فيضانات في استراليا ونيوزيلاندا
في أستراليا أدت الأمطار الغزيرة في 2022 إلى فيضانات. ومن يناير حتى مارس هطلت أمطار في الساحل الشرقي بنسبة تفوق كمية الأمطار المسجلة في ألمانيا طوال العام. وحتى نيوزيلاندا تبقى متأثرة. والسبب في ذلك يعود لظاهرة لتغير المناخ لأن الأجواء الساخنة تمتص كمية كبيرة من الماء ما يجعل التساقطات المطرية أكثر قوة.