الغذاء والسرطان.. كيف تؤثر خياراتنا اليومية على خطر الإصابة؟
سدوس الجهمي
٢٠ يونيو ٢٠٢٥
دراسات حديثة تربط الكالسيوم والألياف والقهوة بانخفاض خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي والرأس والرقبة.
دراسات حديثة تربط بين الكالسيوم والألياف والقهوة بانخفاض خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي والرأس والرقبة.صورة من: Colourbox
إعلان
تشير أبحاث حديثة إلى أن ما نأكله ونشربه قد يكون له تأثير أكبر مما كنا نظن على خطر الإصابة بالسرطان، خاصةً في الجهاز الهضمي. وبينما حذرت دراسات سابقة من تناول اللحوم الحمراء والمعالجة، تدفع نتائج جديدة نحو فهم أعمق للعلاقة بين التغذية والسرطان، مبينة أن بعض الأطعمة قد تساهم في الوقاية منه.
في يناير 2025، نشرت مجلة Nature Communications دراسة واسعة النطاق قادها باحثون من جامعة أوكسفورد، حلّلت بيانات أكثر من 542 ألف مشاركة في دراسة "مليون امرأة". وجدت النتائج أن تناول كميات كافية من الحليب ومنتجات الألبان الغنية بالكالسيوم ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولونبنسبة 17%.
وأشار الباحثون إلى أن المغذيات المصاحبة مثل الريبوفلافين والمغنيسيوموالفسفور والبوتاسيوم قد تلعب دورًا داعمًا. وأوضح البروفيسور توم ساندرز، خبير التغذية في كلية كينغز بلندن، أن الكالسيوم قد يقي من السرطان من خلال الارتباط بالأحماض الصفراوية الحرة في الأمعاء، ما يحد من تأثيرها الضار على الغشاء المخاطي للأمعاء.
نظام مناعي صحي
26:04
This browser does not support the video element.
الألياف والبكتيريا: تحالف داخلي ضد السرطان
أما الألياف، فقد أكدت دراسة أخرى نُشرت في Nature Metabolism، أن للأطعمة الغنية بها مثل الخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات دورًا هامًا في الوقاية من سرطان القولون. توصل الباحثون إلى أن الألياف تتحلل في الأمعاء بواسطة البكتيريا، فتُنتج أحماض دهنية قصيرة السلسلة (SCFAs) مثل البوتيرات والبروبيونات، التي بدورها تؤثر على التعبير الجيني في الخلايا.
وبحسب الباحثين، تعمل هذه الأحماض على إيقاف إنزيمات "هيستون ديستيلاز"، مما يؤدي إلى تغييرات في تنظيم الحمض النووي تُبطئ نمو الخلايا السرطانية أو تقتلها. وأوضحت الدكتورة شَبنَم أونلويشلَر، خبيرة الوراثة في "معهد لندن للتجديد"، أن هذا التغيير في التعبير الجيني قد يكون أحد المفاتيح للوقاية من السرطان.
وفي اكتشاف مفاجئ، وجدت دراسة نشرت في ديسمبر 2024 في مجلة Cancer أن شرب أكثر من أربعة أكواب من القهوةيوميًا قد يُقلل من خطر الإصابة بسرطانات الرأس والرقبة، بما فيها سرطانات الفم والبلعوم.
حللت الدراسة بيانات من 14 دراسة فردية من اتحاد وبائيات سرطان الرأس والرقبة الدولي (INHANCE). وأشارت إلى أن التأثير الوقائي كان أكثر وضوحًا بين من شربوا أكثر من أربعة أكواب من القهوة يوميًا، مقارنة بمن شربوا كميات أقل.
لكن الأطباء حذروا من الإفراط في تناول الكافيين، إذ قد لا يحتمله الجميع. الدكتور كنوار كيلي، أخصائي الأنف والأذن والحنجرة، علّق على النتائج قائلاً: "يبدو أن الكمية المفيدة من القهوة تفوق ما يشربه أغلب الناس عادة، وقد تكون غير مناسبة للبعض بسبب تأثير الكافيين".
تسعة أطعمة تمنع نمو الخلايا السرطانية في الجسم!
إذا كان التدخين والاضطرابات الهرمونية والجينات من أهم مسببات مرض السرطان، فإنّ الأطباء اكتشفوا أن بعض الأطعمة تساعد على محاربة الأورام السرطانية في الجسم.. تعرّف على أهمها في هذه الصور!
صورة من: Colourbox
الطماطم
فوائد الطماطم كثيرة فهي تحتوي على مادة "الليكوبين" التي تساهم في محاربة أمراض القلب والأوعية الدموية. لكنها أيضا تحتوي على مضادات للأكسدة وتساهم في محاربة الخلايا السرطانية. وحسب جامعة هارفارد الأمريكية في دراسة من عام 1999 فالطماطم تقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنحو 30 بالمائة شرط تناول أطباق غنيّة بالطماطم يوميّا.
صورة من: Colourbox
المواد الغنية بالألياف
ينصح بتناول المواد الغنيّة بالألياف خاصة لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، مقابل الابتعاد عن السكريات. وحسب دراسة أمريكية حديثة، فإنّ تناول 10 غرامات من الشوفان أو غيره يوميا، يكفي لكبح خطر الإصابة بسرطان الثدي أو البلعوم بواقع سبعة بالمائة.
صورة من: Fotolia/Printemps
الفراولة وأخواتها
هذه الفواكه تكبح نموّ الأورام، وذلك بفضل الكميات الهائلة من الغليكوسيد والمواد المضادة للأكسدة التي تحتوي عليها. وأظهرت العديد من الدراسات أن 15 حبّة منها يوميا، قادرة على المساعدة في محاربة سرطان الثدي والمريء.
صورة من: Colourbox/Moskalev
الخضار خضراء اللّون
بما في ذلك السلاطة والكرنب الأخضر والبروكولي وغيرها. خاصة البروكولي يقول الأطباء إنه يقضي على المواد المسببة للسرطان والتي تحتوي عليها اللحوم الحمراء.
الحوامض
الحوامض بدورها تساعد على وقف نمو الأورام. ويُنصح بتناول عصير الحوامض يوميا، على أن تكون عصائر طبيعية وغير جاهزة. كما أن قشرة الحوامض مفيدة جدا لتقليل السموم في الجسم، لكن يجب الانتباه أن تكون هذه القشرة طبيعية وخالية من المواد السّامة والمبيدات التي قد تستخدم في زراعة الفاكهة.
صورة من: Colourbox
الدواجن عوض الأبقار
بات معروفا أن اللحوم الحمراء من محفّزات نمو الأورام السرطانية في الجسم. ولهذا ينصح بتناول الدجاج عوضا عن الأبقار أو الأغنام، لكونها لا يحتوي على ذات القدر من البروتينات السامة.
صورة من: picture alliance/Food and Drink Photos/C. Bozzard-Hill
الجوز
الجوز غني بشكل خاص من فيتامين E يسمى غاما توكوفيرول المعروف عنه أنه يوقف مسار الإشارات لأنزيم البروتين المسمى Akt. هذا الأنزيم مسؤول عن تنظيم التمثيل الغذائي وبقاء الخلية، كما أنه يقوم بمهاجمة وتدمير الخلايا السرطانية، ويمنع على سبيل المثال وقف مستقبلات هرمون الأستروجين وبالتالي يمنع سرطان الثدي.
صورة من: picture-alliance/Arco Images
الأسماك
تعتبر الأسماك صحية لاحتوائها على أحماض أوميغا 3 الدهنية وفيتامين د. السلمون والرنجة توصف بقنابل فيتامين. وفحصت دراسة أمريكية حوالي 48 ألف رجل على مدى 12 عشر عامًا. أولئك الذين تناولوا الأسماك - ويفضل السلمون - أكثر من ثلاث مرات أسبوعيا، كانوا أقل عرضة بنسبة 40 في المائة للإصابة بسرطان البروستاتا المتقدم. ولدى النساء، يقال إن تناول الأسماك يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي إلى النصف تقريبًا.
صورة من: Kai Remmers/ dpa Themendienst/picture alliance
عدم الإكثار من الملح
تناول كميات كبيرة من الملح من شأنه زيادة نسبة الصوديوم في الجسم وهو عامل خطر للإصابة بسرطان المعدة. وفقًا لدراسة أمريكية، مات 1.6 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بسبب تناول الكثير من الملح. لذلك ينصح باستهلاك غرامين كأقصى ككميّة من الصوديوم يوميًا. عكس ذلك سوف يزيد من خطر الأورام في منطقة الجهاز الهضمي. و.ب/ أ.ح