1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الغرب والليبراليون سيكتشفون أن الإخوان ليسوا بعبعاً"

٩ يناير ٢٠١٢

بوصول القوى الإسلامية الأكيد إلى السلطة في مصر، ينظر الغرب بواقعية إلى كيفية التعامل مع النخبة السياسية الجديدة. الأسئلة الملحة هي حقوق الإنسان وحقوق الأقليات وحقوق المرأة في ظل مصالح مشتركة سيحتاجها الجميع.

الاخوان المسلمون من موقع المعارضة الى موقع السلطةصورة من: AP

تمخضت الثورات العربية عام 2011 عن وصول الإسلاميين إلى السلطة، وهو أمر فاجأ الإسلاميين قبل غيرهم. الواقع الجديد الذي ظهر في انتخابات مصر مثلا هو فوز الإخوان المسلمين في المراحل الثلاث يليهم السلفيون المرتبة الثانية مباشرة. ويرى مراقبون للشأن العربي أن على السياسة الغربية إعادة النظر في ثوابتها والتعامل مع الحركات الإسلامية وفقا للمتغيرات الجديدة، كما إن على الغرب احترام رغبة الشارع المصري.

بعض المختصين بالشأن المصري يرون أن التعامل مع الإخوان المسلمين أسهل من التعامل مع غيرهم من القوى الدينية لاسيما وأن إشارات عديدة صدرت عن قيادات الإخوان المسلمين، (التي انبثق عنها حزب الحرية والعدالة) بدا فيها أنهم لا ينوون انتهاج سياسات داخلية وخارجية يمكن أن تستفز قطاعات كبيرة من الشعب المصري أو يمكن أن تعرض علاقات مصر الدولية للخطر.

وإذا كان الأخوان المسلمون نواة لأي تحالف يشكل الحكومة القادمة فإن عليهم أن يثبتوا صدقيه الوعود التي بذلوها، كما يرى الصحفي الألماني المتخصص بشؤون الشرق الأوسط فولكهارد فيندفور، مدير مكتب مجلة دير شبيغل في القاهرة في حديث إلى دويتشه فيله، مشيرا إلى أنّ " إثبات الأخوان المسلمين لصدقية مزاعم الوعود التي بذلوها يمكن أن يرضي الغرب وحتى الليبراليين في مصر، وأعتقد أن الأخوان عقلاء وقد فهموا هذه المعادلة وأرى أنهم خلال المستقبل المنظور على الأقل- أي خلال عامين أو ثلاثة- لن يعتمدوا سياسيات يمكن أن تخيف الغرب أو الليبراليين في الداخل".

وزير الخارجية المصري السابق محمد العرابي في لقاء مع موقع إيلاف أعتبر أن العديد من الدبلوماسيين الغربيين باتوا يتعاملون مع المدّ الإسلامي في المنطقة على أنه أمر مسلّم به. وأوضح أن إسرائيل أيضا فهمت الدرس بعد الربيع العربي، ولم تعد تتعامل مع العرب بفوقية والدليل حسب وصفه قبول إسرائيل لصفقة شاليط، التي حاولت مصر إنجازها في السابق، لكن تل أبيب كانت ترفض.

حقوق الإنسان والأقليات والمرأة: الثابت أم المتغير؟

لكن المراقب للشأن العربي يعرف أن الغرب يهتم إلى حد كبير بحقوق الإنسان وحقوق الأقليات وحقوق المرأة، و غالبا ما شكلت هذه الحقوق نقطة خلاف الغرب مع الأنظمة العربية.

هنا يثار سؤال مهم: كيف سيكون وضع هذه الحقوق مع حكومة إسلامية في مصر؟ في إجابة هذا السؤال يذهب الصحفي فولكهارد فيندفور إلى أن " الأخوان سوف يتصرفون في الغالب حيال هذه الحقوق كما يتصرف حزب النهضة في تونس، بمعنى أنهم سيحاولون تجنب الصدام مع الداخل الرافض لتصورات مقيدة لحقوق المرأة وحقوق الإنسان وحقوق الأقليات، ولذلك لا اعتقد أنهم سيحاولون الحد من هذه الحقوق، بل أرى أنهم متعقلون بشكل غير عادي وهذه مفاجأة كبيرة لكثيرين لم يكونوا يتصورا أن حكومة إسلامية في دولة عربية تستطيع أن تتجنب هذه التغييرات التي يمكن أن تجرح كثيرين في الداخل والخارج".

إسلاميو مصر: علاقة ملتبسة بإسرائيل

علاقة مصر بإسرائيل بعد سقوط نظام حسني مبارك صارت في رأي الكثيرين على المحك، وبرز ذلك في سلّة المخاوف التي حملها الجميع بعد الهجوم على سفارة إسرائيل في القاهرة، ويُرجع خبراء الشرق الأوسط تلك المخاوف إلى أن أدبيات الإسلاميين كانت تعارض دائما سياسة التطبيع مع إسرائيل، لاسيما و أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي قاد وأرسى سياسة التطبيع مع إسرائيل لقي مصرعه على يد احد القريبين من التيار الإسلامي في مصر.

الهجوم على سفارة اسرائيل في مصر يثير اسئلة عن مستقبل اتفاقية السلام بين البلدينصورة من: picture alliance/dpa

وفي قراءة لمستقبل علاقة مصر في ظل حكومة إسلامية بإسرائيل أستبعد الصحفي الألماني فولكهارد فيندفور قيام مشاكل كبيرة بين البلدين، معللا ذلك بـ" أسباب كثيرة في مقدمتها أن الأخوان في وضع لا يسمح لهم باختيار أي بديل عن اتفاقية السلام الحالية مع إسرائيل، ولكني لا استبعد أنهم سيصرون على مناقشة بعض بنود الاتفاقية ".

مصالح مشتركة مع الشريك الجديد في مصر

العلاقات بين الدول ترتبط في الأساس بالمصالح المشتركة، والغرب تربطه بمصر علاقات مشتركة عريضة وتاريخية، وقد نشرت صحيفة "نويه زيوريخر تسايتونج آم زونتاج" السويسرية قراءة لعلاقة أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بالإخوان المسلمين في مصر، مشيرة إلى أن "من الواضح أن كل طرف يحتاج إلى الآخر. فواشنطن تبحث عن شريك جديد موثوق به في مصر، والأخوان المسلمون يحتاجون بشدة إلى المساعدات المالية الأمريكية التي تقدر بالمليارات لخلق فرص عمل وتحجيم السلفيين الذين لديهم استعداد للعنف".

فيما ذهب الخبير في الشؤون المصرية فولكهارد فيندفور إلى أبعد من ذلك في تشريح هذه العلاقة، مشيرا إلى" أن عشرات الألوف من الأخوان ومؤيديهم هربوا من مصر أيام القمع وذهبوا إلى السعودية ودول عربية أخرى، كما أن عددا كبيرا منهم لجأوا إلى أوروبا وأمريكا، ومنهم عدد كبير في ألمانيا حيث أنشأوا مركزين إسلاميين كبيرين في مدينتي ميونخ وآخن ولم يقترفوا أي أفعال أو جرائم سياسية تجعل الحكومة الألمانية تتصرف معهم بشدة". ويعرب الخبير الألماني عن اعتقاده أن الأخوان المسلمين "دخلوا مرحلة جديدة بعد أن تعلموا من خلال تجربة 80 عاما، وهي فترة تعادل فترة النفوذ الشيوعي في العالم، وسوف يستفيدون من هذه التجربة، ومن تجارب إسلامية أخرى مثل طالبان وغيرهم ".

وفي رؤيته للجانب الآخر من الصورة ذهب فيندفور إلى " أن الليبراليين المصريين والغرب سوف يكتشفون أن الأخوان ليسو ذلك " البعبع" - واسمح لنفسي باستعمال هذا المصطلح المصري الدارج - الذي كانوا يتصورونه".

ملهم الملائكة

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW