كثف الغرب من ضغوطه على روسيا لوقف غاراتها الجوية في سوريا من أجل استئناف محادثات السلام في جنيف. وموسكو تشير إلى احتمال وقف إطلاق النار في مطلع الشهر المقبل وتقول إن غارات أمريكية وليست روسية هي التي قصفت حلب الأربعاء.
إعلان
دعت دول أعضاء في مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء إلى وقفة بدافع إنساني للقتال في سوريا، مشيرة إلى أن تصعيد القتال من جانب الحكومة السورية بدعم روسي يعرقل محادثات السلام التي من المفترض أن تستأنف هذا الشهر. في المقابل نقلت وكالة تاس عن وزارة الدفاع الروسية اليوم الخميس (11 فبراير/شباط 2016) أن طائرات أمريكية وليست روسية هي التي قصفت حلب يوم الأربعاء.
من جهته، قال مسؤول غربي إن روسيا قدمت اقتراحا لبدء وقف إطلاق النار في سوريا في الأول من مارس/آذار المقبل لكنه أوضح أيضا بأنه لم يتم التوصل لاتفاق على العرض الروسي حتى الآن. وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة لديها بواعث قلق تجاه بعض عناصر الاقتراح الروسي. وفي واشنطن قال مبعوث لوزارة الخارجية الأمريكية للكونغرس إن الولايات المتحدة تحتاج إلى النظر في خيارات في حالة فشل المساعي الدبلوماسية. وردا على سؤال حول أقرب موعد محتمل لوقف إطلاق النار قال دبلوماسي روسي طلب عدم الكشف عن اسمه "ربما في مارس.. أعتقد ذلك".
وكانت بريطانيا وفرنسا قد دعتا روسيا إلى وقف الضربات الجوية والسماح بوصول المساعدات إلى المحتاجين. ورفضت روسيا المطالبات بوقف حملتها الجوية في سوريا، قائلة إن بعض أعضاء مجلس الأمن يستخدمون القضية الإنسانية للتأثير على المفاوضات السياسية. وفي سياق متصل، ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء اليوم الخميس نقلا عن وزارة الدفاع الروسية أن طائرات روسية نفذت 510 طلعات عسكرية في سوريا خلال الفترة من الرابع إلى الحادي عشر من فبراير/شباط. ونقلت تاس عن الوزارة أيضا القول إن الضربات دمرت نحو 1900 هدف للمتشددين.
مأساة اللاجئين السوريين على الحدود التركية
يواجه آلاف اللاجئين ظروفا صعبة جدا على الحدود السورية - التركية، بعد هروبهم من المعارك الدائرة في حلب، وهم ينتظرون أن تسمح لهم السلطات التركية بالدخول. ويعاني اللاجئون في منطقة أعزاز من البرد والجوع .
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
يحتشد عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين على الجانب السوري من الحدود التركية المغلقة في العراء رغم البرد القارس، بعد هروبهم من المعارك الدائرة في حلب، بانتظار السماح لهم بدخول تركيا.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
وصل نحو ثلاثين ألف سوري، معظمهم من النساء والأطفال يحملون بعض الأمتعة التي جمعوها على عجل إلى الحدود، وتجمعوا في بلدة باب السلامة الحدودية حيث عملت منظمات غير حكومية على تنظيم توجيههم إلى بعض المخيمات الموجودة في منطقة أعزاز.
صورة من: picture-alliance/AA/F. Aktas
مع امتناع الحكومة التركية عن السماح بدخول اللاجئين إلى أراضيها، وسعت المنظمات غير الحكومية التركية والسورية والدولية قدرات الاستقبال في المخيمات الثمانية المنتشرة حول أعزاز.
صورة من: picture alliance/AA/M. Etgu
كل يوم تجتاز شاحنات مؤسسة الإغاثة الإسلامية، المقربة من حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، والهلال الأحمر التركي الحدود مع سوريا لتوزيع الخيام والأغطية والماء والأغذية على النازحين من محافظة حلب.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
"نحن نعاني من الجوع والبرد، الناس يموتون على الطريق" هكذا صرحت لوكالة الأنباء الفرنسية عائلات سورية في منطقة أعزاز.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/IHH
مؤسسة الإغاثة التركية قالت إنها أقامت مخيما جديدا، يمكنه استيعاب عشرة آلاف شخص. وقال سركان نرجيس المتحدث باسم المؤسسة لوكالات الأنباء "هدفنا هو توفير المساعدات للناس داخل الأراضي السورية. نحن نوفر يوميا الطعام لعشرين ألف سوري".
صورة من: picture-alliance/AA/F. Aktas
نائب رئيس الهلال الأحمر التركي كريم كينيك صرح لوكالة الأنباء الفرنسية "انهم مدنيون يخشون أن يذهبوا ضحية مجزرة"، مشيرا إلى القصف الجوي الروسي الكثيف والهجوم الذي ينفذه الجيش السوري. وأضاف "الخوف ينتشر بسرعة كبيرة بين السكان".
صورة من: picture-alliance/AA/F. Aktas
رغم البرد القارس، لم تتمكن سوى مجموعة صغيرة من عبور مركز اونجو بينار التركي، بعد قصف استهدف بلدة أعزاز على بعد بضعة كيلومترات من المركز الحدودي.
صورة من: Imago/Zuma
رغم الجهود الدولية، لا يزال اللاجئون يواجهون ظروفا شديدة الصعوبة، الأمر الذي دفع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل إلى الإعراب عن "صدمتها" خلال زيارتها لأنقرة الاثنين.
صورة من: Reuters/O. Orsal
9 صورة1 | 9
في غضون ذلك، من المقرر أن تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على تعزيز الضغوط على موسكو الخميس في ميونيخ في محاولة لوضع أسس وقف لإطلاق النار في سوريا ووضع حد لتدفق اللاجئين الذين تجمعوا عند الحدود التركية هربا من القصف الروسي.