الغموض يكتنف مصير القذافي وأمريكا تستبعد ارسال قوات برية إلى ليبيا
٢٢ أغسطس ٢٠١١دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اليوم الاثنين (22 آب/ أغسطس) إلى الانتقال إلى الديمقراطية في ليبيا، بعد سيطرة الثوار على معظم العاصمة طرابلس. وقال أوباما :"الموقف مازال مائعا. مازالت هناك درجة من الغموض، ومازالت هناك عناصر من النظام تشكل تهديدا". وتابع :"لكن الأمر الجلي بشكل كبير هو أن نظام القذافي في سبيله للزوال، وأن مستقبل ليبيا في أيدي شعبها". وقال إن الولايات المتحدة سوف تظل "صديقة وشريكة" لليبيا عندما يتولى السلطة المجلس الانتقالي الوطني الليبي المعارض.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن الولايات المتحدة لا تعتزم إرسال قوات برية إلى ليبيا، للمساعدة في أي عمليات دولية لحفظ السلام بعد سقوط معمر القذافي. وبينما تبحث المعارضة عن القذافي الذي تخوض قواته المعركة الأخيرة في طرابلس، بدد البنتاغون تكهنات بشأن احتمال هروب القذافي من البلاد. وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ديف لابان "ليس لدينا أي معلومات عن مغادرته البلاد"، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل عن مكانه المفترض. وسبق أن استبعد الرئيس باراك أوباما إرسال قوات برية أمريكية إلى ليبيا، محاولا الحد من انزلاق الولايات المتحدة إلى صراع ثالث، بينما تلاقي قواته صعوبات في أفغانستان والعراق. وقال لابان "إذا كان من المفترض وجود مهمة انتقالية بشكل ما تشمل أي نوع من القوات الأجنبية فلن تكون هناك قوات برية أمريكية ضمن ذلك."
ومن المتوقع ان تتواصل عمليات الاستطلاع الأمريكية فوق ليبيا في إطار مهمة حلف شمال الأطلسي في الأيام المقبلة. وتشمل هذه العمليات استخدام طائرات بريديتور الأمريكية بدون طيار، والتي جرى نشر اثنتين أخريين منها في ليبيا الأسبوع الماضي. ورفض لابان فكرة أن ظروف المعركة داخل طرابلس أصبحت أكثر تعقيدا بدرجة لا تستطيع معها عمليات الاستطلاع الجوي التمييز بين المعارضين وقوات القذافي. وإذا صح ذلك فمن شأنه أن يعقد الدعم الجوي لحلف الأطلسي. وقال لابان "لا تزال لدينا صورة جيدة جدا لمكان تواجد القوات في ساحة المعركة."
وعود ألمانية بالمساهمة في إعادة البناء
من جانبها أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أن ألمانيا ستقدم معونات كبيرة لليبيا في مرحلة إعادة البناء. وقالت ميركل اليوم على هامش زيارة تقوم بها إلى العاصمة الكرواتية زغرب:"إنه لأمر سار أن يفقد القذافي سلطته السياسية". وأضافت:"الآن تبدأ عملية إعادة الإعمار في ليبيا كما تبدأ عملية تكوين هياكل ديمقراطية فيها". وذكرت المستشارة الألمانية أن المجتمع الدولي وألمانيا سيشاركون في هذا الأمر بقوة. ورحبت ميركل بعقد لقاء لمجموعة الاتصال الليبية خلال الأسبوع المقبل في باريس.
وأعلن عميد بالجيش الليبي يدعى عبد الرزاق الراجحي أن نظام القذافي كلفه بتفجير سفارة دولة عربية، لم يكشف عن اسمها، بالعاصمة التونسية، "بغرض الادعاء بوجود تنظيم القاعدة (في بلاد المغرب الإسلامي) في تونس، واستغلال فزاعة الإرهاب للتأثير في الرأي العام الغربي"، الذي دعا القذافي إلى التنحي عن الحكم. وقال مصدر مطلع شدد على عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن السفارة التي كان العميد الليبي ينوي تفجيرها هي سفارة دولة قطر. ودفعت تونس اليوم بتعزيزات أمنية مشددة حول سفارة دولة قطر، ووضعت للمرة الأولى أسلاكا شائكة في مدخل السفارة. وهاجم النظام الليبي في أكثر من مناسبة دولة قطر، واتهمها بدعم الثوار الليبيين عسكريا، وبالتحريض على نظام القذافي.
(ف. ي/ رويترز، د ب أ، أ ف ب)
مراجعة: عارف جابو