1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الغنوشي والشاهد.. هل أطفأ قيس سعيّد شعلة المعارضة بالقضاء؟

جنيفر هولايس | طارق القيزاني
١٤ يوليو ٢٠٢٥

أثارت أحكام بالسجن ضد أبزر خصوم الرئيس التونسي قيس سعيد، لاسيما راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، جدلا داخل تونس وخارجها. فهل نجح سعيد في خنق المعارضة بذريعة محاربة الفساد لتوطيد حكم الرجل الواحد؟

مظاهرة نظمتها المعارضة في تونس (ارشيف)
تصف المعارضة التونسية قرارات قيس سعيد من 2021 بأنها انقلاب قوض الديمقراطية التي فجرت شرارة انتفاضات الربيع العربي عام 2011.صورة من: Chedly Ben Ibrahim/NurPhoto via AP Photo

أطفأ الرئيس التونسي قيس سعيد نيران القلق التي كانت تستعر في داخله، إذ لم يعد يشعر بأي قلق حيال انتقادات واحد وعشرين من أشرس خصومه السياسيين لمقبل السنوات.

فقد أصدر القضاء التونسي قبل أيام أحكاما بالسجن لمدد تتراوح بين 12 و35 عاما بحق واحد وعشرين سياسيا من بينهم راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة المسجون حاليا.

وعقب هذه الأحكام، يمكن القول إن قيس سعيد قد أرخى سلاح الترقب حيال ما يصدره هؤلاء المعارضون من انتقادات.

وفي هذه القضية، التي أُطلق عليها اسم "ملف التآمر على أمن الدولة 2"، حُكم على الغنوشي، الذي قاطع جلسات المحاكمة، بالسجن لمدة 14 عاما.

والغنوشي، الذي كان رئيسا للبرلمان الذي حله سعيد، مسجون منذ عام 2023، وقد صدرت بحقه ثلاثة أحكام بالسجن لمدة تبلغ 27 عاما في قضايا منفصلة خلال الأشهر القليلة الماضية.

ومن بين السياسيين الـ 21، عشرة في السجن بالفعل، و11 فرّوا من البلاد.

ومن بين المحكوم عليهم نادية عكاشة، مديرة ديوان الرئيس قيس سعيد السابقة، ورئيس جهاز المخابرات السابق كمال القيزاني، ورئيس الوزراء السابق يوسف الشاهد، ووزير الخارجية السابق رفيق عبد السلام، ومعاذ الغنوشي، نجل راشد الغنوشي.

وبما أن كثيرا من المحكوم عليهم خارج البلاد، فإن هذه الأحكام تعني عمليا منعهم من العودة أو ممارسة أي نشاط سياسي في تونس لعقود مقبلة.

وفي مقابلة مع DW، قال رياض الشعيبي، المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، إن الأحكام الصادرة في قضية "التآمر 2" ليست سوى "فصل جديد من اضطهاد المعارضة ومحاولة عزلها وتهميشها".

وأضاف أن "خضوع القضاء للتوجيهات السياسية يعني أن هذه الأحكام لا تعكس سيادة القانون، ولا تعكس العدالة وشروط المحاكمة العادلة. هذه الأحكام ذات دوافع سياسية بحتة".

ويرى بسام خواجة، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، أن الأحكام الأخيرة جزء من نمط أوسع يرمي إلى استهداف المعارضة السياسية.

وقال في مقابلة مع  DW  لم نطلع على "جميع الأدلة في هذه القضايا، لكن السلطات تستخدم في كثير من الأحيان اتهامات الفساد أو الجرائم المالية لملاحقة المعارضين السياسيين والنشطاء والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان بطريقة مسيئة بشكل واضح للغاية".

وأضاف: "من الجلي القول إن هذه المحاكمات لا تتسم بالعدالة. إنها تمهد الطريق لضمان عدم وجود معارضة سياسية داخل تونس".

صدرت ضد الغنوشي ثلاثة أحكام بالسجن لمدة تبلغ 27 عاما.صورة من: Chokri Mahjoub/ZUMA Wire/IMAGO

من مهد الربيع العربي إلى حكم الرجل الواحد

تتناقض حملات قيس سعيد المتنامية ضد رموز المعارضة مع التصريحات التي أطلقها فور فوزه بالانتخابات الرئاسية عام 2019.

فبعد وصوله إلى قصر قرطاج، تعهد سعيد بمكافحة الفساد وتحديث الدولة مع الحفاظ على الديمقراطية التونسية. لكن بعد عامين، بدأ في توطيد سلطته.

ففي عام 2021، حل البرلمان وبدأ الحكم بالمراسيم، ثم حل المجلس الأعلى للقضاء المستقل وأقال عشرات القضاة، وهي خطوات وصفتها المعارضة بأنها انقلاب على الديمقراطيةالتي فجّرت شرارة الربيع العربي عام 2011.

وفي أواخر عام 2024، حصل سعيد على فترة ولاية ثانية في انتخابات اعتبرها مراقبون غير حرة ولا تفي بالمعايير الديمقراطية.

تزامن ذلك مع تدهور أوضاع الحقوق والحريات في تونس، حيث جرى استبعاد أو سجن معظم المرشحين، مع الزج بعشرات الصحفيين والنشطاء في السجون.

ويرفض سعيد هذه الاتهامات، ويؤكد أن خطواته قانونية وتهدف إلى إنهاء سنوات من الفوضى والفساد المستشري في أوساط النخبة السياسية.

 

حملة ضد الفساد أم ذريعة لتصفية الخصوم؟

من جانبه، يشير ريكاردو فابياني، مدير مشروع شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، إلى أن "مشكلة الفساد الهيكلي" في تونس متجذرة.

وأضاف في مقابلة مع DW أنه "لا شك أن هناك الكثير من السياسيين ورجال الأعمال في تونس الذين خالفوا القانون وقدموا رشاوي لتحقيق أهدافهم، سواء أكانت سياسية أو تجارية".

وقال إن حملة قيس سعيد ضد الفساد تفتقر إلى "الرغبة الصادقة لاقتلاع الفساد. يحاول الرئيس من خلال الملاحقات بدعوى الفساد خنق المعارضة.. فهي ليست سوى ذريعة".

وأضاف أن سعيد لا يواجه في الوقت الحالي أي ضغوط سياسية تجبره على تغيير مساره غير الديمقراطي.

وقال "لا يوجد استنفار داخلي قوي بما يكفي ضده وضد حكمه الاستبدادي المتزايد، كما لا يوجد أي ضغط خارجي، خاصة من أوروبا، نظرا لأن الاتحاد الأوروبي والحكومات الأوروبية تستفيد من دور تونس في السيطرة على الهجرة".

ورغم كل ذلك، أكد رياض الشعيبي عدم الاستسلام. وفي حديثه إلى DW، قال "سنواصل النضال لاستعادة العملية الديمقراطية وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين... الأصوات كثيرة في هذا البلد وسوف ننتصر في نهاية الأمر".

أعده للعربية: محمد فرحان

تحرير: عادل الشروعات

جنيفر هولايس محررة ومحللة تركز على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW