1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الغواصات: "جواسيس" باهظو الثمن تحت الماء

٦ يونيو ٢٠١٢

كانت ألمانيا على الدوام وجهة دائمة للدول الراغبة في الحصول على الغواصات. وخلال الخمسين عاما الماضية باعت شركة (HDW) حوالي 170 غواصة. وحتى عام 2020 سيتم تصنيع 25 غواصة أخرى، رغم أن بعض الدول المشترية ترزح تحت وطأة الديون.

ARCHIV - Das U-Boot 33 der Bundesmarine legt am 16.07.2008 im Marinehafen von Eckernförde an. Am Mittwoch (26.10.2011) verkündet der Verteidigungsminister, welche Folgen die Bundeswehrreform konkret haben wird. Das Land zwischen den Meeren dürfte einige tausend Dienstposten verlieren. Foto: Carsten Rehder dpa/lno (zu lno-KORR: «Bangen und Hoffen im Norden vor Standortentscheidungen» vom 23.10.2011) +++(c) dpa - Bildfunk+++ pixel
صورة من: picture-alliance/dpa

اضطر الوزير إيفانغيلوس فينيزيلوس للاعتذار قبل الموعد بوقت قصير، ليحل قائد البحرية اليونانية محل الوزير ذي الوزن الثقيل. وهكذا جاء قائد البحرية في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 2010 إلى مدينة كيل ووقف على رصيف الميناء لاستلام الغواصة بابانيكوليس من حوض بناء السفن لشركة  HDW الألمانية. يبدو أن الوزير فينيزيلوس لم يكن في مزاج يسمح له بالاحتفال، ربما لأنه ليس باستطاعة بلاده أن تدفع ثمن الغواصة الذي يصل إلى مئات الملايين من اليوروهات. ولكن ما تم التعاقد عليه يجب الوفاء به، وهكذا يفترض أن يحصل اليونانيون على خمس غواصات أخرى، ولكن تصنيعها لن يكون في مدينة كيل وإنما في حوض لبناء السفن في اليونان.

الغواصات الألمانية بعيدا عن الوطن

جدل كبير أثارته الغواصات الألمانية المصنعة لإسرائيلصورة من: Reuters

ومن خلال الغواصة التي تعمل بخلايا الوقود يبدو أن حوض بناء السفن لمجموعة تيسن كروب للأنظمة البحرية (TKMS) يصنع نموذجا سيسيل له لعاب عدد من الدول في الخارج. فإلى جانب اليونان هناك البرتغال وتركيا وإسرائيل وكوريا الجنوبية تعاقدت للحصول عليها، فيما تعثرت المفاوضات مع باكستان. وإن كان لدى الدول المعنية أسباب مختلفة لشراء الغواصة، إلا أن أهم ما يميز الغواصة "U 214"، وهو الاسم الرسمي لها، هو نظام الدفع الخارجي غير المعتمد على الهواء. وهذه الخاصية للغواصة الصغيرة نسبيا (27 جنديا) كانت مقتصرة فقط على الغواصات النووية (حوالي 130 جندي).

يمكن لغواصة U 214 أن تعمل تحت الماء لعدة أسابيع متواصلة، على النقيض من غواصات الديزل، التي يجب أن تصعد بانتظام فوق سطح الماء للتزود بالوقود. "الحد الأقصى لطول مدة رحلات الغوص في المرحلة الراهنة يعتمد على الطاقم والمواد الغذائية والأسلحة (وليس على الوقود)"، كما يقول يورغ كورزنر، الخبير الاستراتيجي البحري ورئيس تحرير "مجلة القوة العسكرية" السويسرية.

صناعة الغواصات وتأمين فرص للعمل

بالنسبة لقطاع صناعة السفن الألماني فإن تصنيع الغواصات هو هبة من السماء. فبعد أن انتقل مركز بناء السفن الكبرى إلى حد كبير نحو الصين وكوريا الجنوبية، فإن صناعة الغواصات التي تعمل بخلايا الوقود بالإضافة إلى السفن المتخصصة بتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح وكذلك البواخر الفاخرة العملاقة من الأوراق الرابحة القليلة المتبقية. ولأن صناعة السفن في ألمانيا باتت مقتصرة على قطاعات قليلة فقد اضطرت شركة (TKMS) ومقرها مدينة إيسن، إلى التخلي عن قسم بناء السفن المدنية، مطلع هذا العام، لمستثمر مالي. تريد شركة (TKMS) أن تركز جهودها بالكامل على المجال العسكري، وهذا ما تقوم به في المقام الأول، عبر شركتها التابعة (HDW). الغواصات التي طلبتها تركيا فقط قبل عام واحد والتي تتضمن شراء ست غواصات، ستؤمن خلال السنوات المقبلة بتأمين وظائف كثيرة في كيل.

الغواصة بابانيكوليس في ميناء كيل: ربما سيضطر اليونانيون لبيعها بسبب الأزمة المالية.صورة من: picture alliance

وكذلك الجيش الألماني يسعى لزيادة أسطوله من الغواصات. بيتر زيغر، المدير التنفيذي لشركة التعدين في كيل، يقول: "ليس لدينا أي قلق حاليا بسبب الوظائف في هذا القطاع". موظفو شركة (TKMS) وعددهم يقارب 3700 موظف في مجال صناعة الغواصات و السفن يعتمدون على دعم الدولة. فبالإضافة إلى عقود الجيش الألماني تقوم الحكومة الاتحادية بدفع جزء كبير من تكلفة بناء الغواصات المصنوعة لإسرائيل.

الغواصات قطاع ناجح، واستمراره لا يقتصر على المساهمة الحكومية وإنما على الأهمية المتزايدة للغواصات، فهي، كما يلخص الخبير العسكري البحري يورغ كورزنر مهامها بالقول: "حراسة الموانئ، ومرافقة السفن التجارية المشبوهة، دون أن يشعر بها أحد، ومراقبة السواحل. كما أنها تراقب الكترونيا الاتصالات اللاسلكية للدول الأخرى".

تقنيات جديدة

ويتم الآن تحديث الغواصات التي يجري بناؤها للجيش الألماني. كما بات بإمكان الضفادع البشرية اليوم أن تغادر الغواصة بالفعل وذلك عبر أنابيب الطوربيد. كما ينتظر أن يتم توسيع الاستخدامات الممكنة للوحدات الخاصة من خلال غواصات  U35 و U36. بالإضافة إلى أن الغواصات ستزود بتقنيات حساسة أكثر تطورا لتتمكن من توسيع المساحة البحرية التي تراقبها، وكذلك من إطلاق صواريخ وطائرات بدون طيار.

ولكن بالنسبة للشركاء المتعثرين ماليا من حلف الناتو تبقى مثل هذه القدرات المكلفة أمرا مستقبليا بعيد المنال. فمع الغواصات "بابانيكولوس" ليس من المؤكد ما إذا كانت القوات المسلحة اليونانية ستستمر في الحصول عليها باستمرار. أو ربما ستضطر اليونان لبيعها لدولة أخرى، بعد أن لمح إلى ذلك وزير دفاعها لأنها مشروع باهظ التكاليف.

 

أندرياس نول/ فلاح آل ياس

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW