1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الغوطة الشرقية.. كيف يغير خروج "جيش الإسلام" خارطة الصراع؟

٢ أبريل ٢٠١٨

فيما تحدثت وسائل إعلام رسمية عن بدء خروج مقاتلي جيش الإسلام من دوما، آخر معاقل المعارضة في الغوطة الشرقية، التزمت الجماعة الصمت، لماذا؟ وإلى أين يتم ترحيل هؤلاء المقاتلين؟ وماذا تعني للأسد السيطرة على كامل الغوطة؟

Syrien Evakuierung von Rebellen aus Damaskus hat begonnen
صورة من: picture alliance/dpa/Photoshot/A. Safarjalani

أفادت وسائل إعلام رسمية في سوريا بأن آخر جماعة معارضة في منطقة الغوطة الشرقية القريبة من دمشق بدأت الانسحاب اليوم الإثنين (الثاني من أبريل/ نيسان 2018) بموجب اتفاق مع الحكومة، لكن مصدراً عسكرياً قال إن مجموعة من المقاتلين لا تزال ترفض القبول بالاتفاق مع الدولة.

وظلت جماعة جيش الإسلام تقاتل في مدينة دوما، إحدى مدن الغوطة الشرقية، في مواجهة هجوم عنيف تشنه القوات الحكومية المدعومة من روسيا، لكن الجماعة لم تؤكد التوصل لاتفاق مع الحكومة. وفي مؤشر على وجود انقسامات داخل الجماعة قال مصدر عسكري سوري إن بعض المقاتلين يرفضون الاتفاق وإن الجيش سيلجأ إلى القوة ما لم يقبلوا به. وتابع: "سيضطرون جميعا للقبول بالتسوية في النهاية".

ولم يصدر جيش الإسلام أي تعليق حول اتفاق الإجلاء إلى شمال سوريا، فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن خلافات داخل الفصيل المعارض بين موافقين على الاتفاق وقياديين متشددين معارضين له.

وإذا تأكد التوصل إلى اتفاق فإن مغادرة جيش الإسلام لمدينة دوما تعني نهاية الصراع على الغوطة وسحق المعارضة في معقلها قرب دمشق وبالتالي تعزيز موقف الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب. وسيمثل ذلك أيضاً أكبر انتصار للأسد على المعارضة منذ استعادة السيطرة على شرق حلب عام 2016.

المعارضة لم تؤكد الاتفاق

وذكر التلفزيون السوري أن ثماني حافلات تقل 448 شخصاً، وهم مقاتلون من المعارضة وأسرهم- غادرت دوما اليوم الإثنين في طريقها إلى شمال البلاد. وقالت وسائل إعلام رسمية إن من المقرر انسحاب مقاتلي المعارضة إلى مناطق قريبة من الحدود التركية تسيطر عليها جماعات معارضة.

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا مساء الإثنين "خروج 20 حافلة تقل 1065 إرهابياً من جيش الإسلام وعائلاتهم من دوما تمهيداً لنقلهم إلى جرابلس" الواقعة تحت سيطرة فصائل سورية موالية لانقرة في ريف حلب الشمالي الشرقي.

 وتأتي عملية الإجلاء بموجب اتفاق أعلنته روسيا مساء الأحد، وأشارت وسائل إعلام رسمية إلى أن اتفاق دوما يقضي بأن تسلم جماعة جيش الإسلام أسلحتها الثقيلة والمتوسطة وتقر باستعادة الحكومة السورية السيطرة على المدينة و"خروج الإرهابيين من دوما.. وتسوية أوضاع المتبقين" على أن تجري "عودة جميع مؤسسات الدولة وتسليم الإرهابيين أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للدولة".. حسب ما نشرته وسائل إعلام حكومية.

ومن جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عشرات الحافلات كانت قد دخلت دوما في ساعة مبكرة من اليوم الإثنين، استعداداً لإجلاء مقاتلي المعارضة وأسرهم إلى مدينتي جرابلس والباب الواقعتين في شمال سوريا قرب الحدود التركية.

وتقع المدينتان داخل قطاع من الحدود أقامت فيه تركيا منطقة عازلة يسيطر عليها جيشها ومقاتلون متحالفون معها من جماعات الجيش السوري الحر المناهض للأسد.

وكانت الغوطة أكبر مركز حضري في ضواحي دمشق الشرقية تهيمن عليه المعارضة المسلحة وفقدت الحكومة السورية السيطرة عليها في المراحل المبكرة من الحرب الأهلية التي دخلت عامها الثامن.

وغادر آلاف المقاتلين وأسرهم ومدنيون آخرون بالفعل أنحاء أخرى من الغوطة الشرقية باتجاه إدلب، وهي منطقة أخرى تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا. كما فر عشرات الآلاف إلى ملاجئ في منطقة تسيطر عليها الحكومة قرب الغوطة.

من الصعب السيطرة على كامل سوريا

وكان هجوم قوات النظام على الغوطة واحداً من أكثر الحملات دموية خلال الحرب، إذ قتل خلاله أكثر من 1600 مدني وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وتقول الحكومة إنها تستعيد الأمن في دمشق التي تعرضت بانتظام لعمليات قصف من الغوطة الشرقية خلال الحرب.

ويسيطر الأسد، الذي يحظى بدعم عسكري من إيران وروسيا، حالياً على معظم سوريا غير أنه ربما يكون من الصعب عليه استعادة مزيد من الأراضي دون المخاطرة بصدام مع قوى أجنبية أخرى لديها قوات في سوريا.

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على ثاني أكبر جزء من الأراضي السورية. وقوات سوريا الديمقراطية تحالف من فصائل مسلحة تشكل وحدات حماية الشعب الكردية، المدعومة من تحالف تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، رأس الحربة فيه. وأضفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مزيداً من الغموض على آفاق الصراع في سوريا، عندما لمح الأسبوع الماضي إلى أن الولايات المتحدة ستغادر سوريا قريباً.

وعززت تركيا، التي يقلقها نمو النفوذ الكردي، وجودها في شمال سوريا بالسيطرة على منطقة عفرين بشمال غرب البلاد بعد دحر وحدات حماية الشعب، بدعم من فصائل مسلحة سورية حليفة لتركيا. ولا تزال المعارضة تسيطر على منطقة كبيرة على الحدود مع الأردن وإسرائيل اللتين تخشيان أيضاً نمو النفوذ الإيراني في سوريا.

ع.ج/ ع.غ (ا ف ب، رويترز)

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW