ملاكمة أم عرض سيرك.. تايسون أمام يوتيوبر يصغره بـ 31 عاما
١٤ نوفمبر ٢٠٢٤
يعود الأسطورة مايك تايسون إلى عالم الملاكمة بعد عشرين عاما على اعتزاله لمنافسة اليوتيوبر جايك بول الذي يصغره بـ 31 عاما. وتعرض النزال لانتقادات. فما السبب؟
إعلان
سيدخل مايك تايسون البالغ من العمر 58 عامًا إلى حلبة الملاكمة مرة أخرى يوم غد الجمعة (15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024) من أجل نزال يخوضه ضد اسم ربما غير معروف للكثيرين حول العالم ألا وهو: صانع المحتوى على موقع يوتيوب جايك بول الذي يصغره بـ 31 عاما.
سيخوض أسطورة الملاكمة تايسون نزال الجمعة، الذي ستنقله منصّة نتفليكس، بعد قرابة 40 عاما من نزاله الأول الاحترافي وبعد 19 عاما على اعتزاله.
وستكون ساحة النزال ملعب "إيه تي أند تي" في أرلينغتون بولاية تكساس، موطن فريق دالاس كاوبويز لكرة القدم الأمريكية.
ويتألف النزال من ثماني جولات مدة كل منها دقيقتان وسط تساؤلات حيال صحة الأسطورة تايسون، الذي أرعب منافسيه في فئة الوزن الثقيل في حقبتي الثمانينات والتسعينات، بعد إصابته بقرحة نازفة ما أدى إلى تأجيل المنافسة عدة مرات.
منافسة حقيقية أم عرض سيرك؟
وعلى وقع حالته الصحية، تعرض النزال إلى انتقادات؛ إذ اعتبروه البعض أشبه بـ "عرض في سيرك" يقدّم مستوى غير مقبول من المخاطرة بالنسبة لتايسون الذي كان آخر ظهور له في عالم الاحتراف عام 2005، عندما هُزم بالضربة القاضية بعد انسحابه أمام الملاكم الإيرلندي كيفن ماكبرايد.
وقال مروّج النزالات البريطاني إيدي هيرن: "قبل عشرين عاما، اعتزل مايك تايسون الملاكمة، وتم تمزيقه إلى أجزاء، أليس كذلك؟ أعني، تمزق إلى أجزاء بالكامل".
وأضاف بالقول: "إذا كان أي شخص يعتقد أن مايك تايسون يجب أن يكون داخل الحلبة في هذا العمر، فإما أنه لا يشعر بأي مشاعر عاطفية تجاه الرجل، أو أنه أحمق. لا ينبغي أن يحدث هذا".
في المقابل، لم تجد هذه التصريحات صدى عند تايسون الذي سيتقاضى نحو 20 مليون دولار مقابل النزال؛ إذ أكد في المؤتمر الصحافي الاخير قبل النزال في تكساس: "أنا مستعد للقتال فقط. أتطلع للقتال".
ويقف بول الذي وُلد قبل ستة أشهر من قضم تايسون لجزء من أذن إيفاندر هوليفيلد في "نزال القرن" عام 1997، تحت الأضواء بعدما انتقل من مؤثر على موقع يوتيوب إلى ملاكم على الحلبات.
ومنذ نزاله الأول أمام صانع محتوى آخر على يوتيوب في عام 2018، ارتدى بول القفازات لمنازلة لاعب كرة سلة ونجوم في فنون القتال المختلطة (أم أم ايه) وملاكمين محترفين. وفي 11 نزالا، فاز بـ 10، سبعة منها بالضربة القاضية، وخسر مرة واحدة.
وفاز تايسون الملقّب بـ "الرجل الحديدي" بلقب بطل العالم للوزن الثقيل لأول مرة عام 1986 واحتفظ باللقب من 1987 إلى 1990. وبعد خسارته الكبيرة التي مُنيَ بها أمام جيمس "باستر" دوغلاس عام 1990 في طوكيو، عاد تايسون إلى البطولة العالمية في 1996 لكنه خسر النهائي أمام إيفاندر هوليفيلد.
ولم يفز تايسون بطل الملاكمة الأمريكي العالمي السابق (50 فوزاً بينها 44 بالضربة القاضية و6 خسائر)، بأي نزالٍ منذ فوزه على كليفورد إتيان في 2003.
في رحلتهن الطويلة إلى التعافي من آثار الصدمة، اختارت بعض النساء والفتيات الإيزيديات الناجيات من الإبادة الجماعية والعبودية الجنسية، التي ارتكبها "داعش" بحقهن، الملاكمة. وسيلة تساعدهن أيضاً على استعادة الثقة بأنفسهن.
صورة من: DW/F. Campana
"أخوات الملاكمة"
تم إطلاق برنامج "أخوات الملاكمة" في أواخر عام 2018 من قبل لوتس فلاور، وهي منظمة غير حكومية بريطانية في كردستان العراق. على مدار خمسة أيام في الأسبوع تجتمع نساء وفتيات إيزيديات في دورة تدريبية لمدة ساعتين في مخيم روانجا. العديد منهن تعرضن للعنف الجسدي والنفسي والجنسي أثناء احتجازهن من قبل تنظيم "داعش" قبل وصولهن المخيم.
صورة من: DW/F. Campana
تأهيل.. جسدي ونفسي
لم تكن الملاكمة أول نشاط بدني تدرجه منظمة لوتس فلاور للنساء والفتيات داخل مخيم روانجا، لكنه كان الأكثر شعبية. وتقول فيان أحمد، المديرة الإقليمية للفريق: "لقد فكرنا أنه سيكون من الجيد لو عملنا على تأهيل النساء على المستويين الجسدي والنفسي".
صورة من: DW/F. Campana
تجاوز الطاقة السلبية
"في كثير من الأحيان عندما أمارس الملاكمة، تقفز إلى ذهني اللحظات التي كنت أشعر فيها بالألم والاكتئاب بداخلي وأحاول التخلص منها من خلال الملاكمة"، تقول حسنة سعيد يوسف. تعيش حسنة وعائلتها في مخيم روانجا منذ أن هاجم داعش قريتها في سنجار في عام 2014. وعندما علمت عائلتها باقتراب داعش من منطقتهم، فروا إلى الجبال واختبأوا هناك لمدة أسبوع، حتى تمكنوا من الوصول إلى المخيم.
صورة من: DW/F. Campana
شغف الرياضة منذ الصغر
لطالما أحبت حسنة سعيد يوسف، البالغة من العمر 18 عاماً، الرياضة. ومنذ صغرها كانت تمارس رفع الأثقال مع عمها في صالة الألعاب الرياضية المؤقتة في المنزل، لكن الملاكمة، كما تقول، شيء مميز. على الرغم من رغبتها في أن تصبح طبيبة ذات يوم، لكنها تقول: "في الوقت نفسه، لا أريد أن أترك الملاكمة".
صورة من: DW/F. Campana
ترحيب بعد الرفض
في البداية، لم تكن الكثير من العائلات في المخيم على استعداد للسماح للفتيات بحضور دروس الملاكمة. لكن بعد عدة أسابيع تنقل خلالها موظفو منظمة لوتس فلاور من منزل إلى منزل لشرح فوائد هذا النشاط البدني، بدأت الأمور تتغير. وتقول فيان أحمد: "لم نعتقد أن يلقى الموضوع هذا الترحيب الكبير خلال هذه الفترة القصيرة".
صورة من: DW/F. Campana
داخل الحلبة
في أبريل/ نيسان، عملت بعض النساء على تدريب أنفسهن في دروس الملاكمة، حتى يتسنى لهن تعليم الملاكمة للنساء والفتيات الأخريات داخل مخيمات أخرى في المنطقة. وبدأت حسنة سعيد يوسف تعليم الملاكمة للفتيات داخل مخيمها.
صورة من: DW/F. Campana
فرصة ثانية
عندما لا تكون هناك دروس للملاكمة، بإمكان الفتيات حضور دروس اللغة الإنجليزية أو " حكايات الأخوات" ، وهي حلقة دراسية للرواية المرئية. البعض منهن يكملن تعليمهن الثانوي بسبب انقطاعهن على الدراسة، بعد الهجوم على قراهن في عام 2014 من قبل داعش. والآن أصبح لديهن فرصة أخرى لإكمال تعليمهن. إعداد: فهرنيزا كامبانا (دهوك، كردستان العراق)/ ترجمة: إيمان ملوك