الفقر في ألمانيا ـ مشكلة على هامش الحملة الانتخابية للأحزاب
١٩ فبراير ٢٠٢٥
يطال الفقر في القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا أكثر من 13 مليون شخص ويرتفع الرقم إلى 17 مليون إذا ما أضيف إليهم عدد المهددين بالفقر؛ أي خمس السكان. وتتهم الأحزاب السياسية بتجاهل موضوع الفقر والتركيز أكثر على قضيا أخرى.
يطال الفقر أكثر من 13 مليون شخص بألمانيا ويتهدد 4 ملايين آخرين. وتتهم الأحزاب بتجاهل هذا الموضوع في حملاتها الانتخابية (أرشيف)صورة من: Wolfram Steinberg/dpa/picture alliance
إعلان
بعدما عملت لسنوات طويلة، تعاني الألمانية ريناته كراوزه من الفقر وهي على أبواب التقاعد، موضحة أنه من "الصعب" عليها احتمال "ازدراء" السلطات السياسية حيال الذين يعيشون في ظروف هشة.
وهذه المرأة البالغة 71 عاما هي من ضمن 13,1 مليون شخص يطالهم الفقر في القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا، ما يعني شخصا من أصل سبعة بحسب الإحصاءات الرسمية.
وإذا ما أضيف إليهم عدد الأشخاص المهددين بالفقر، عندها يرتفع الرقم إلى 17 مليونا، إي خمس التعداد السكاني الإجمالي، معظمهم نساء عازبات وعاطلون عن العمل لفترات طويلة، وعدد متزايد من المتقاعدين.
غير أن ريناته كراوزه تشير إلى أن الأحزاب السياسية الكبرى التي تتنافس في الانتخابات التشريعية المقررة في 23 شباط/فبراير "تتجاهل بصورة إجمالية" هذا الموضوع، فيما تسيطر مسألتا الهجرة والأمن على الحملة.
وترى هذه الأم لأربعة أولاد التي التقتها وكالة فرانس برس في شقتها الصغيرة عند أطراف مدينة كيل على ضفاف بحر البلطيق، أن ذلك يعكس "حملة ضد الفقراء" من قبل بعض الأحزاب، ولا سيما المحافظين الذين يتصدرون نوايا الأصوات، باعتبارها الفقر "قدرا شخصيا لا يجب الأخذ به في أي قوانين". وقالت "استخدمت مداخيلي لتمويل حياتي وضمان تعليم جيد لأولادي".
الأغنياء والفقراء في الهند
08:01
This browser does not support the video element.
وروت المرأة التي تتقن الخياطة والحياكة أنها بعدما كانت تعمل في مكتبة، قررت في الثمانينات العمل لحسابها ففتحت محلّ نسيج، ثم باعت منتجاتها في الأسواق. لكن هذا لم يكن كافيا للاستثمار في تأمين خاص للتقاعد، وهو ما كان يجدر بها أن تفعل بصفتها عاملة مستقلة.
وبعد طلاقها عام 2001، وإصابتها بورم سرطاني في عينها حدّ من رؤيتها، تخلت عن حياتها النشطة في 2015، قبل بضع سنوات من سن التقاعد المحدد بـ67 عاما.
وهي تتقاضى من خلال معاشها التقاعدي الأساسي والمساعدات الاجتماعية 1065,91 يورو في الشهر، وهو مبلغ دون عتبة الفقر.
وبعد حسم الإيجار والتدفئة، يبقى لها 678,51 يورو. وهي تؤكد أن كل الكماليات التي تملكها الآن من تلفزيون وأدوات كهربائية اكتسبتها قبل انحدارها إلى الفقر.
وتوضح أن الفقر يجعل الشخص يعيش في عزلة. فلا يمكنها مثلا أن تجلس في مقهى لتناول فنجان قهوة، ولا سيما مع تزايد الأسعار بسبب التضخم . وبما أن عائلتها مبعثرة في أنحاء ألمانيا، لا يمكنها "زيارة أحفادها السبعة".
إعلان
"لا نحارب الفقر بمحاربة الفقراء"
واعتمد زعيم المحافظين فريدريش ميرتس الذي يرجح أن يكون المستشار المقبل لألمانيا، خطا متشددا بشأن المساعدات الاجتماعية، مستهدفا بصورة خاصة "معاشا أساسيا" بقيمة 563 يورو يقدم للعاطلين عن العمل منذ فترة طويلة، إحدى الإصلاحات الرئيسية التي أقرتها حكومة وسط اليسار المنتهية ولايتها.
ومن بين حوالي 5,5 مليون شخص يتقاضون هذه المساعدة، هناك أكثر من 60% "ذوي أصول مهاجرة" بحسب البيانات الرسمية، وهي نسبة عالية مردّها أن العديد من اللاجئين الأوكرانيين الذين وصلوا مؤخرا يستفيدون منها.
وجعل اليمين المتطرف من هذه الأرقام أحد محاور حملته.
واعتبر ميرتس أن هذه المساعدة سخية أكثر مما ينبغي وقال هذا الأسبوع إن "الذين لا يعملون في حين أنه يمكنهم مزاولة وظيفة لن يتلقوا مساعدة البطالة في المستقبل".
غير أن هذا يشمل عددا ضئيلا من الأشخاص بحسب ميكايل دافيد، عالم الاجتماع في منظمة "دياكونيه" الخيرية البروتستانتية، وأوضح "لا نحارب الفقر بمحاربة الفقراء" داعيا بالأحرى إلى أنظمة طويلة الأمد لإعادة دمج العاطلين عن العمل في الحياة النشطة.
وكان مجلس أوروبا وجه تحذيرا العام الماضي إلى برلين بسبب مستوى الفقر والتفاوت الاجتماعي في ألمانيا، معتبرا أنه "غير متناسب مع ثروة البلد".
كما يواجه البلد الذي يعاني من شيخوخة سكانه ، تحدي تزايد عدد المتقاعدين المهددين بالفقر. وقدرت دراسة نشرت مؤخرا بـ2,8 مليون نسمة عدد المعنيين من جيل "طفرة المواليد" (منتصف القرن العشرين) عند تقاعدهم بحلول 2035.
وغالبا ما تدلي ريناته كراوزه بشهادة في إطار "المؤتمر حول الفقر"، وهو ائتلاف منظمات غير حكومية ينشط من أجل التوعية في هذا المجال.
وإن كان العديد من الفقراء يعتزمون مقاطعة الانتخابات ، فهي مصممة على القيام بـ"واجبها الديموقراطي" لأن "الذين لا يصوتون، فهم أذعنوا".
ع.ج.م/ح.ز ( أ ف ب)
الانتخابات الألمانية ـ أحزاب صغيرة تصارع لدخول البرلمان
يتنافس تسعة وعشرون حزباً في الانتخابات العامة التي ستُعقد في ألمانيا في الثالث والعشرين من فبراير/شباط. ومن المتوقع أن تفشل أغلب الأحزاب الصغيرة في تجاوز عتبة الـ 5 بالمائة اللازمة لدخول البرلمان الاتحادي (بوندستاغ).
صورة من: picture alliance/Wolfgang Minich
حزب حماية الحيوان والبيئة البشرية Tierschutzpartei
بلد محبي الحيوانات: يعيش في ألمانيا 34 مليون حيوان أليف. يمزج حزب حماية الحيوان والبيئة البشرية بين حقوق الحيوان، الأمر الذي يريد ترسيخه في الدستور الألماني، والعدالة الاجتماعية، ويدافع عن ضرورة وجود حد أدنى للدخل الأساسي لجميع المواطنين. تمكن الحزب من الحصول على مقعد واحد في البرلمان الأوروبي في عام 2024، وفاز بنسبة 1.5٪ من الأصوات في الانتخابات العامة لعام 2021.
صورة من: Victor Weitz/DW
الناخبون الأحرار Freie Wähler
الناخبون الأحرار هم حزب شعبي يتموضع من الناحية الإيدلوجية بين حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، يمين الوسط، وحزب "البديل من أجل ألمانيا"، اليميني الشعبوي المصنف متطرفا في بعض الولايات. يتمتع الناخبون الأحرار بقوة في المناطق الريفية في جنوب وشرق ألمانيا، ولديهم مقعدان في البرلمان الأوروبي ويسعون إلى دور أكبر على المستوى الوطني.
صورة من: Uwe Lein/dpa/picture alliance
حزب فولت ألمانيا Volt Deutschland
كان حزب فولت الألماني أول فرع وطني لحزب فولت الأوروبي الوسطي الذي تأسس في عام 2017. وجاء اسمه من وحدة قياس القوة الكهربائية فولت ليشير إلى "قوة جديدة" لأوروبا. ويسعى الحزب إلى اتحاد أوروبي أقوى وأكثر تقدمية وأكثر تكاملاً: دولة أوروبية اتحادية عظمى يتمتع فيها البرلمان بسلطة أكبر. وقد فاز الحزب بثلاثة مقاعد في البرلمان الأوروبي في عام 2024، و0.4% من الأصوات في الانتخابات العامة لعام 2021 في ألمانيا.
صورة من: Nikita Oshuev/DW
حزب الحزب Die Partei
أصبح الحزب اليوم من قدامى المحاربين في المشهد السياسي الألماني. وكان ممثلاً في البرلمان الأوروبي على مدى العقد الماضي بشخص الممثل الكوميدي والمحرر مارتن زونبورن الذي أثارت خطبه في البرلمان ضجة بما احتوتها من مزاعم فساد. وقد فاز الحزب بمقعدين في انتخابات البرلمان الأوروبي لعام 2024، وفي انتخابات البرلمان الألماني (بوندستاغ) الأخيرة فاز الحزب بأقل من 1% من الأصوات.
صورة من: Nikita Oshuev/DW
حزب رابطة ناخبي جنوب شليسفيغ SSW
يمثل الحزب الإقليمي في ولاية شليسفيغ-هولشتاين الواقعة في أقصى شمال ألمانيا الأقليات الدنماركية والفريزية، وبالتالي، لا يتعين عليه اجتياز عتبة 5% من الأصوات لدخول البرلمان. خاض الحزب الانتخابات العامة في ألمانيا حتى عام 1961، قبل أن يعود في عام 2021، حيث حصل على مقعد واحد. ويؤيد SSW دولة الرفاهية القوية، فضلاً عن سياسة السوق الحرة.
صورة من: Torsten Sukrow/SULUPRESS.DE/picture alliance
حزب القراصنة Pirate Party
تأسس حزب القراصنة في برلين عام 2006 اهتداء بحزب القراصنة السويدي، وهو جزء من حركة دولية. وينصب تركيزهم الرئيسي على سياسة الإنترنت، وحماية البيانات، والخصوصية. فاز حزب القراصنة بمقعد واحد في البرلمان الأوروبي من عام 2014 إلى عام 2024، وعدة مقاعد في برلمانات الولايات ومجالس المدن والبلديات. وفاز حزب القراصنة بنسبة 0.4% من الأصوات في الانتخابات العامة لعام 2021.
صورة من: dapd
حزب اتحاد القيم WerteUnion
تأسس حزب اتحاد القيم في عام 2024 من قبل مجموعة تدعي أنها تمثل "جوهر روح الاتحاد المسيحي المكون من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي (البافاري)". رئيس الحزب، هانز-غيورغ ماسن، هو الرئيس السابق لمكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانية) وهو معروف بتصريحاته المثيرة للجدل والتي يراها البعض معادية للسامية ويمينية متطرفة ومؤيدة لنظريات المؤامرة.
صورة من: Patrick Pleul/dpa/picture alliance
حزب العدالة - فريق تودنهوفر Die Gerechtigkeitspartei – Team Todenhöfer
تأسس الحزب عام 2020 على يد النائب السابق عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي يورغن تودنهوفر. وفاز الحزب بنسبة 0.5% من الأصوات في انتخابات البرلمان الألماني (بوندستاغ) لعام 2021. وتتضمن أهداف الحزب إنهاء عمليات نشر القوات المسلحة الألمانية في الخارج ووقف صادرات الأسلحة إلى جميع مناطق الأزمات. وقد حظي الحزب بدعم من منظمات مقربة من الحكومة التركية، وكذا لاعب كرة القدم الألماني السابق مسعود أوزيل.
صورة من: IMAGO/ZUMA Wire
حزب أبحاث إطالة العمر Partei für Verjüngungsforschung
يكرس هذا الحزب نفسه بشكل حصري لتعزيز الأبحاث الطبية الحيوية التي تهدف إلى تمكين الناس من العيش حياة صحية إلى أطول فترة ممكنة. ويزعم أن الاستثمار العام في هذا البحث سيتم تعويضه من خلال التوفير في العلاجات الطبية والرعاية. لا يريد الحزب الانخراط في قضايا سياسية أخرى. في الانتخابات العامة في عام 2021، حصد الحزب ما نسبته 0.1٪ من أصوات الناخبين في عموم ألمانيا.
أعده للعربية: خالد سلامة