نجح مسلحون فلسطينيون اليوم الخميس في استعادة السيطرة على قسم كبير من مخيم اليرموك، الواقع جنوبي دمشق، ودحر مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى أطرافه، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
إعلان
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مسلحين فلسطينيين ومقاتلين من المعارضة السورية استعادوا اليوم الخميس (الثاني من أبريل/نيسان 2015) السيطرة على أقسام كبيرة من مخيم اليرموك، جنوب دمشق، بعد أن اقتحمه مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" يوم أمس الأربعاء. وتابع المرصد أن عددا من المجموعات المسلحة في مخيم اليرموك "تمكنت من استعادة السيطرة على كل المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية". وكان الجهاديون اقتحموا المخيم أمس الأربعاء مما أثار مخاوف حول آلاف المدنيين الموجودين فيه حول اقتراب الجهاديين إلى هذا الحد من العاصمة السورية. بيد أن جماعات فلسطينية مسلحة شنت بدعم من مسلحين من المعارضة المحلية هجوما مضادا في وقت لاحق الأربعاء. وأعلن رامي عبد الرحمن مدير المرصد أن "مقاتلين من المعارضة السورية دخلوا المخيم وساعدوا الفلسطينيين في صد تنظيم الدولة الإسلامية بعد مواجهات عنيفة".
وقال أنور عبد الهادي، رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق، إنه تم صد تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى "أطراف المخيم". وتابع أن كتائب "أكناف بيت المقدس" التابعة لحركة حماس اشتبكت مع تنظيم "الدولة الإسلامية" خلال الليل. وأضاف أن ستة أشخاص قتلوا وأصيب 17 آخرون بجروح، لكن دون أن يتمكن من إعطاء تفاصيل حول الحصيلة. وتابع المرصد من مقره في لندن أن التنظيم الجهادي لا يزال يسيطر على "بعض المناطق" في المخيم، إلا أنه حدد الحصيلة بثلاثة قتلى.
مخيم اليرموك في كماشة الأزمة السورية
يجد فلسطينيو مخيم اليرموك في دمشق أنفسهم محاصرين منذ عدة أشهر في كماشة بين قوات نظام الأسد من جهة والمسلحين الثوار من جهة أخرى، فالغذاء يصلهم بشكل غير منتظم، كما ليس بوسعهم الهرب لبلدان الجوار لأنه غير مرغوب فيهم هناك.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
في انتظار الغذاء
انتشرت هذه الصورة بسرعة على شبكات التواصل الاجتماعية، وهي تمثل لاجئين في مخيم اليرموك في انتظار الغذاء والمساعدات الطبية. صورة تختزل المأساة السورية، حيث تفاقم الجوع وسيادة العنف وتدهور كارثي للوضع الصحي.
هذه الصورة جزء من حملة على الانترنت، وتم وضعها أيضا على لوحة إعلانات في تايمز سكوير في نيويورك، صورة تعبر عن ما وصلت إليه سوريا، وتسعى لتذكير الناس بأن هذا البلد في حاجة لمساعدة إنسانية عاجلة.
صورة من: unrwa.org/Alexandra Eurdolian
الحرب والحياة اليومية
رغم قرار مجلس الأمن الدولي الذي دعا أطراف النزاع السوري إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، فإن الواقع لا يزال كما هو ولم يتغير. الأطفال يعانون من ويلات الحرب ومن سوء التغذية.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
طفل تاجر خردة
في الماضي كان يقطن في مخيم اليرموك حوالي 160 ألف فلسطيني جنبا إلى جنب مع سوريين في تعايش مع كل الطوائف والأديان. أما اليوم فإن عددهم لا يتعدى 18 ألف، بقوا لأنه ليس لهم خيار آخر ويكافحون كل يوم من أجل لقمة عيش كما هذا الطفل الذي يتاجر في الخردة.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
خراب ودمار
زار فليبو غراندي رئيس الأونوروا (وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين) مخيم اليرموك قبل أسابيع وعاد بانطباعات كارثية نظرا لحجم الدمار الذي لحق المخيم.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
لا أمل في الأفق!
قال فليبو غراندي أن المخيم يبدو وكأنه مدينة أشباح، وحسب الأمم المتحدة فإن ما لا يقل عن عشرة ملايين شخص في سوريا في حاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
صعوبة وصول المساعدات
مساعدات الأورونوا تصل بصعوبة للمخيم، ويتطلب الأمر أحيانا أسابيع قبل وصول دفعة منها بعد مفاوضات مع النظام السوري الذي يسيطر على مداخل المخيم.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
من يسيطر على دمشق؟
منذ أشهر ومختلف الفرقاء والجماعات المسلحة يتواجهون بالسلاح في اليرموك. ومن يضمن السيطرة على هذا الحي يبسط سلطته أيضا على دمشق كما يقول كريستوف غونيس المتحدث باسم الأورونوا.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
8 صورة1 | 8
من جهتها، أعربت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن "قلقها الشديد" إزاء سلامة المدنيين في مخيم اليرموك. وأعلن المتحدث باسم الأونروا كريس غانيس أن "الاونروا تقدر وجود 3500 طفل من أصل 18 ألف مدني يقيمون في مخيم اليرموك. وتعرض المواجهات المسلحة العنيفة الأطفال لخطر الإصابة بجروح خطيرة أو الموت". ويعاني مخيم اليرموك (ستة كلم جنوب دمشق) نتيجة حصار النظام من نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية ما تسبب في وفاة نحو مائتي شخص. وتراجع عدد سكانه من نحو 160 ألفا قبل اندلاع النزاع إلى نحو 18 ألفا.