1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الفن متجذر في الثقافة المصرية ومستقبله متوقف على أسلوب حكم الإسلاميين"

عبد الرحمان عمار - كولونيا٢٥ يناير ٢٠١٣

بدعوة من معهد البحوث الفنية التابع لجامعة كولونيا، يعرض الفنان التشكيلي والمخرج المصري خالد حافظ بعضاً من أعماله في الجامعة الألمانية. DW عربية زارت المعرض وحاورت صاحبه حول آرائه الفنية والسياسية.

Khaled Hafez ist ein Künstler aus Ägypten. Auf den Bildern sind seine Arbeiten zu sehen. Er verbindet die Pharaonische Epoche und die Moderne Ägyptens. Zeichnungen und Screenshots der Videopräsentation. (Copyright: Khaled Hafez). Zugeliefert von Abderrahmane Ammar
صورة من: Khaled Hafez

أولا نود أن نعرف كيف كانت البداية؟

خالد حافظ: درست الطب والفنون الجميلة بكلية الفنون الجميلة في وقت واحد، إذ كنت أتابع دروساً ليلية في الفن على يد مصورين مشهورين في تاريخ الفن المصري الحديث وهما زكريا زيني وحامد نادر.

هناك من يرى أن الفن يحتاج للموهبة فقط بينما آخرون يشترطون دراسته. ما رأيك؟

حافظ: هذا سؤال جوهري والإجابة عليه صعبة. من المهم جداً الوعي بأهمية الدراسة. لكن هناك نوعان من الدراسة: دراسة داخل أسوار الكليات وأخرى خارجها. وترتبط الأخيرة بعدد الساعات التي يستثمرها الفنان في التدريب والقراءة والتثقيف ومتابعة أعمال الآخرين. فعلى الفنان اكتشاف نقاط قوته. من المؤكد أن الدراسة توسع الأفق وتزود الفنان بالمهارات. لكن هذه المهارات والمعارف يمكن أن تُكتسب داخل أسوار الكليات والمدارس الفنية أو خارجها، بغض النظر عن المدة الزمنية التي تخصص لذلك. فقد تطول سنوات أو شهور فقط، إلا أن المهم هو اكتساب المعارف.

الفن مدارس وتيارات، فما هي المدارس التي تأثرت بها وتميل إليها؟

حافظ: "الرسم عادة تعود إلى العهد الفرعوني"صورة من: Khaled Hafez

حافظ: بدأت بتأهيل أكاديمي تقليدي في الفن الذي يعتمد على رسم نموذج موجود سلفاً من خلال محاكاته بالأخص للمناظر الطبيعية. لكنني بدأت بعدها أتحرر من تلك القيود الأكاديمية، وأصبحت أرجع إليها فقط من حين لآخر. أنا أنتمي إلى مدرسة التشخيصية الجديدة، التي تعتمد على إبراز التشخيص على اللوحة والسرد وليس على البعد التجريدي وضربات الفرشاة. وتركز التشخيصية على الطباعة على القماش والضوء وتقنيات القص واللصق.

بالإضافة إلى براعة الألوان والمواضيع فإن ما يثير الانتباه في لوحاتك هو المزج بين عناصر من الثقافة المصرية المعاصرة والرموز والوجوه المستمدة من الثقافة الفرعونية. ما دلالة ذلك؟

حافظ: أنا لا أسمي ذلك ثقافة فرعونية بل المصرية القديمة، التي تتضمن العناصر الثقافة العربية الإسلامية والمسيحية واليهودية. فأنا أستخدم رموزاً من تلك الحقبة توجد في المعابد الدينية. ما أقوم به من خلال لوحاتي هو البحث في الهوية المصرية المركبة لأنها هوية إفريقية متوسطية شرق أوسطية عربية إسلامية ذات جذور قبطية يهودية وروافد إغريقية رومانية. وبالتالي فكل حقبة عبارة عن طبقة ضرورية لنا ومفيدة للتراكم الثقافي. وأنا ضد من يدعو إلى اختزال التعدد في ثقافة واحدة، وأقصد بذلك المنتمين إلى التيار الإسلامي المصري.

ما تفضلت به يجرنا إلى السؤال التالي. الإسلاميون يتعاملون عموماً مع الفن بذهنية التحريم ويدعون إلى فن نظيف. كيف ينظر إسلاميو مصر إلى الفن التشكيلي؟

حافظ: في مصر هناك ميزة مهمة وهي أن مصر لم تفقد يوماً تاريخها القديم، خصوصاً تقاليد فن التصوير المتجذرة في تاريخها. تم تحريم التصوير في بعض الحقب من التاريخ المصري. لكن في الأقصر وأسوان، لم يستطع الإسلاميون والمحافظون منع المصريين من رسم العديد من الطقوس والأحداث المهمة، كسفر الحجاج وعودتهم. وهو نفس الشيء الذي يفعله المسيحيون واليهود المصريون أيضاً. فالمصريون في هذه المناطق يحولون جدران منازلهم إلى لوحات ومعارض فنية.

ينتقد حافظ التيارات الإسلامية المتشددة في مصر، والتي تنظر إلى الفن على أنه حرامصورة من: Khaled Hafez

وعموماً، فالرسم هو عادة تعود إلى العهد الفرعوني. وهناك تيار الوسط، الذي يدافع عن ما يسميه بـ"الفن النظيف"، ولديهم شركات لإنتاج الأفلام والموسيقى. أما التيارات الأكثر تشدداً، فتنظر إلى الفن على أساس أنه حرام.

كيف تنظر إلى مستقبل الفن في مصر في ظل حكم الإسلاميين؟

حافظ: هذا يتوقف على الطريقة التي سيحكم بها الإسلاميون. لأن الإسلاميين لديهم آراء ومواقف وتوجهات متباينة. ولا يجب أن ننسى وجود قوى سياسية أخرى كاليسار واليمين. فالفن سيتأثر بالمهادنات والمواجهات السياسية التي ستعرفها الساحة السياسية المصرية مستقبلاً.

هل مُورست يوما ما الرقابة ضد أعمالك؟

حافظ: لا. حتى الآن لم يُمَارس أي شكل من أشكال الرقابة على أعمالي. لكن حدث يوماً أن أسيئ فهم بعض لوحاتي من إخواننا الأقباط، ولم أكن أقصد إطلاقاً جرح مشاعرهم، فقمت بإبعاد اللوحتين من المعرض، فيما يشبه رقابة ذاتية.

المخرج المصري خالد حافظ(يمين) متحدثا للزميل عبد الرحمن عمارصورة من: A. Ammar

أنت من بين الفنانين القلائل الذين يزاوجون بين التشكيل والإخراج السينمائي. فلماذا اللجوء إلى هذين الجنسين لإيصال رسائلك الفنية؟

حافظ: أنا أؤمن بفكرة أن المضمون هو الذي يحدد الوسيط الذي يعتمد عليه الفنان لإيصال رسالته. أحياناً تكون عندي فكرة وأرى أنني سأفشل في التعبير عنها من خلال الرسم، فألجأ إلى الفيلم لأنه يتيح إمكانية استخدام الصور المتحركة والصوت. وأحياناً تكفي اللوحة للتعبير عن الفكرة.

ما هي علاقتك بألمانيا وبالمتلقي الألماني؟

حافظ: هذا ليس أول عرض لي في ألمانيا، فقد سبق لي أن عرضت أعمالي في مدن ألمانية، سواء بشكل فردي أو مع فنانين مصريين آخرين. وقد حظيت تلك المعارض بتجاوب من طرف الزائرين الألمان. علاقتي بألمانيا لا تقتصر فقط على المشاركة في المعارض، فأنا من المتأثرين بالتجربة الفنية الألمانية، خصوصاً للفنانين "أنسليم كايفر" و "غيرهارد ريشتر".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW