الفيضانات تحول أقدم حلبة سباق في ألمانيا إلى مركز مساعدات
١٩ يوليو ٢٠٢١
ما بين 15 إلى 17 من الشهر الجاري كان مقررا على حلبة نوربورغرينغ الشهيرة، سباق العربات من وزن خمسة أطنان، لكن الفيضانات غيّرت وبسرعة سيولها البرنامج وتحولت الحلبة إلى مركز مساعدة.
إعلان
معروف على الأوروبيين عامة والألمان خاصة هوسهم بسباقات السيارات أو المحركات بشتى أنواعها. وخاصة في فصل الصيف تنظم العديد من الفعاليات في هذا المجال من سباقات السيارات إلى الدراجات النارية وسباقات أولدتايمرز وغيرها. الكثير من هذه السباقات تقام في ألمانيا. وكانت الفترة بين الـ15 إلى و17 من الشهر الجاري، أي إلى غاية أول أمس السبت، مناسبة من نوع خاص. إذ كان مضمار حلبة نوربورغرينغ سيشهد منافسات لعربات من خمسة أطنان وما فوق، في موعد هو مقدس بالنسبة لسائقي الشاحنات خاصة وأن الأمر يتعلق ببطولة أوروبا لهذا النوع من السباق. لكن الفيضانات الهائلة التي اجتاحت ألمانيا وبلجيكا وألمانيا أطاحت بكل هذا.
من حكم إلى مساعد
حكم السباق فيري الهولندي الجنسية الذي كان من المفترض أن يعطي إشارة انطلاقه، تغيّر برنامجه لنهاية الأسبوع بسرعة السيول التي اجتاحت المدن والقرى. يقول لـDW: "بالطبع كنت أتخيل عطلة نهاية أسبوع بشكل مختلف تماما. ولكن في لحظات مثل هذه، يصبح كل شيء ثانويّاً. الآن الأولوية القصوى تكمن في تقديم المساعدة".
يوم الأربعاء الماضي، وبعد أن قطع مسافة 200 كيلومتر أمام سوبر ماركت في آرفايلر، جاءه اتصال من إدارة حلبة نوربورغرينغ، تطلب منه المساعدة على الفور.
التحق الرجل بمجموعة من مئات المتطوعين الذين أوكلت إليهم مهمة توزيع العصائر والماء والطعام إلى المتضررين.
"عندما تقف أمامك عائلة، امرأة بمنشفة فقط، رجل يرتدي ملابس الحمام وبيده طفل، فمهما كنت قويّاً، لا بد لك أن تنهار باكيا"، يقول فيري بتأثر واضح، مضيفا: "سبق لي أن عايشت فيضانات في هولندا، لكنني لم أر شيئًا كهذا من قبل".
مواساة المتضررين "أكبر تحدٍّ"
فيري ليس حالة منفردة، فغالبية عشاق السباقات الذين كانوا ينوون إبراز محركاتهم الهائلة، سارعوا بدورهم إلى تقديم المساعدة. كما هو حال سيمون بيكر السيدة التي تحجّ إلى نوربورغرينغ كلّ سنة لمدة 20 عامًا. في منتصف الليل، تسرد السيدة أنها وزوجها تلقيا مكالمة وطلب منهما دعم فوري. "زوجي لم يطرح أي سؤال على المتّصلين، فذهبنا فورا إلى السيارة وتوجهنا إلى عين المكان".
سيمون بيكر توّلت مهمة تنسيق المساعدات، والعزل بين مئات الأكياس الزرقاء وما تحتويه من ملابس وألعاب وغيرها. أصعب مهمة واجهتها: "التحدث إلى عشرات المتضررين الذين تم إيواؤهم من الشارع في فندق... بينما لا تملك خبرة في التعامل في مثل هذه الأحداث".
من حلب سباق إلى نقطة مساعدة
أربع قاعات مليئة بمواد الإغاثة، وعلى بعد خطوات قليلة من رفوف الملابس، يقف ألكسندر غيرهارد المتحدث الصحفي عن حلبة سباق نوربورغرينغ، الذي قام هو وفريقه بإعلان مركزه نقطة مساعدة وتجميع المعونات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. يقول ألكساندر غيرهارد: "بعد ذلك بوقت قصير جدًا، أصبحت لدينا أربع قاعات مليئة بالمعونات وأطنان من الملابس". المساعدات أتت من كل حدب وصوب، من جميع أنحاء ألمانيا وحتى من سويسرا.
وبسبب موقع نوربورغرينغ الاستراتيجي، اختير من قبل الشرطة ورجال الإطفاء ومنظمة الإغاثة الفنية كمكان لإدارة الأزمة. يقول ألكسندر غيرهارد: "ما يحدث هنا أمر غير عادي ، خاصة أن الرغبة في المساعدة ساحقة. الجميع يعمل ويقدم ما في وسعه، وهو أفضل ما يمكن".
دعم روحي
أما في فندق نوربورغرينغ Hotel am Ring الذي فتح ذراعيه للمتضررين، لا يبرح القس كلاوس كونز مكانه. وقد تحدث بالفعل إلى عشرات الأشخاص عندما زاره فريق DW. "همّ الناس الأكبر هو معرفة مكان أقاربهم"، ثم "ما إذا كانوا سيستطيعون العودة إلى منازلهم".
قسّ المنطقة سبق له أن واجه مثل هذه الكوارث، فقد غمرت المياه منزل والديه على نهر الموزيل عدة مرات بسبب الفيضانات، كما يقول، لكن "لا شيء يمكن مقارنته بما حدث". كبار السن مرهقون ولا يمكنهم الاتصال بذويهم لأنهم فقدوا أرقام هواتفهم بكل بساطة. ومع ذلك كلاوس كونز مؤمن أن الكوارث العظيمة مثل هذا الفيضان الهائل "تصنع الناس وتقربهم من بعضهم".
بيبر أولفر/ و.ب
قتلى ومفقودون بسبب تقلبات أحوال الطقس في أوروبا
تسببت العواصف الشديدة في حدوث فوضى في ألمانيا وعدة دول مجاورة. وأودت هذه العواصف بحياة 20 شخصًا على الأقل، فيما لا يزال كثير من الأشخاص في عداد المفقودين.
صورة من: Westend61/imago images
هيجان الأنهار
يعتبر "كيل" (Kyll) رافدا صغيرا من نهر موزيل الشهير الذي تتدفق مياهه من منطقة والونيا البلجيكية إلى ولايات شمال الراين وستفاليا وراينلاند بفالتس الألمانية. سقوط الأمطار بغزارة جعل الرافد "كيل" اللذي يمر عبر مركز "بيتبورغ بروم" بمنطقة "أيفل" التي تأثرت بشكل خاص بالعاصفة، يفيض ويغرق أجزاء من قرية "إيردورف".
صورة من: Harald Tittel/dpa/picture alliance
فيضان القرن في "آهر" (Ahr)
تسببت الأمطار الغزيرة الأربعاء (14 يوليو/ تموز 2021) في فيضان وادي "آهر" (Ahrthal)، حيث تجاوز منسوب المياه في النهر مترين مقارنة بأعلى معدل سجله مؤشر النهر، الذي حول شوارع بلدة "إش" (Esch) بمنطقة آرفايلر (Ahrweiler) إلى سيول، فيما غمرت المياه العديد من القرى والبلدات في المنطقة.
صورة من: Thomas Frey/dpa/picture alliance
تدخل الجيش الألماني
تم إطلاق نظام إنذار الكوارث في العديد من المناطق في غرب ألمانيا بهدف تسهيل التنسيق بين السلطات في المناطق المنكوبة وكذلك لفتح مجال التعاون مع قوات الجيش. في الصورة يظهر جنديين ألمانيين في مركبة إنقاذ مدرعة ووراءهما معدات تطهير ثقيلة لإزالة الأضرار التي لحقت بمدينة هاغن بسبب فيضان نهر "ناهمة" (Nahma).
صورة من: Roberto Pfeil/dpa/picture alliance
إجلاء السكان من بعض الأحياء السكنية
في مدينة لايشلينغن الصغيرة، لجأ السكان على مساعدة بعضهم البعض لتجاوز الفيضانات التي تسبب فيها نهر "فوبر" الذي ارتفع منسوب مياهه جراء هطول الأمطار الغزيرة. وقد استدعى ذلك إخلاء أجزاء من المدينة، خاصة في ظل المخاوف من انهيار أحد السدود.
صورة من: Roberto Pfeil/dpa/picture alliance
خسائر مادية جسيمة
خلفت الأمطار الغزيرة الني شهدتها ألمانيا وبعض الدول المجاورة لها خسائر مادية جسيمة تقدر بملايين اليوروهات. وفي الصورة تظهر سيارة مغطاة بالركام بعد فيضان نهر "ناهمة" في مدينة هاغن.
صورة من: Roberto Pfeil/dpa/picture alliance
حواجز خشبية لم تجد نفعا
حاول رجال الإطفاء في العديد من المناطق بتقليل الخسائر، كما هز الشأن هنا من خلال بناء جدار خشبي في منطقة "ميشوس" (Mayschoss) لحمايتها الفيضانات. لكن هذه المحاولات لم تجد نفعا أمام قوة المياه.
صورة من: Thomas Frey/dpa/picture alliance
أكثر من 20 قتيل وفقد العشرات
لقى ما لا يقل عن 19 شخصا حتفهم وفقد العشرات اليوم الخميس في ألمانيا بعدما تسببت الأمطار القياسية في غرب أوروبا في فيضان الأنهار على ضفافها لتجتاح المنازل وتغمر الأقبية. وقالت الشرطة إن أربعة أشخاص لقوا حتفهم فيما اعتبر 70 آخرون في عداد المفقودين في منطقة آرفيلر، التي تشتهر بزراعة العنب بولاية راينلاند بالاتينات بعد أن فاض نهر آر الذي يصب في نهر الراين على ضفتيه ودمر ستة منازل.
صورة من: Markus Klümper/dpa/picture alliance
اضطراب النقل العام
تسببت الأمطار في اضطراب النقل العام بشدة، إذ توقفت خدمة القطارات السريعة في ألمانيا، كما تعطلت حركة المرور المحلية والبعيدة المدى في أجزاء كبيرة من غرب ألمانيا. في الصورة يظهر قطار متوقف في محطة كورديل في منطقة ترير زاربورغ بولاية راينلاند بفالتس.
صورة من: Harald Tittel/dpa/picture alliance
قتلى في بلجيكا أيضا
في بلجيكا قُتل شخصان بسبب الأمطار الغزيرة وفُقدت فتاة تبلغ من العمر 15 عاما بعدما جرفها فيضان أحد الأنهار. وانهارت نحو عشرة منازل في بيبنستر بعدما فاض نهر فاسدري وأغرق البلدة الواقعة في شرق البلاد. وتم إجلاء السكان من أكثر من ألف منزل.
صورة من: Bruno Fahy/dpa/BELGA/picture alliance
أضرار في البنية التحتية
تسببت الأمطار في اضطرابات شديدة في وسائل النقل العام، كما تم تعليق حركة المرور على نهر الميز الممر المائي البلجيكي الرئيسي المهدد بخطر الفيضان. وستستغرق أعمال التهيئة في بلجيكا وقتًا طويلاً بعدما أدى هطول الأمطار الغزيرة إلى إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية في المناطق المتضررة. وتظهر في الصورة سيارة جرفتها المياه لتصطدم بسياج خشبي في شارع غمرته المياه.
صورة من: Valentin Bianchi/AP/dpa/picture-alliance
الخوف من "فيضانات القرن" في سويسرا
هطلت كميات هائلة من الأمطار في الأيام الأخيرة في سويسرا ما أدى إلى ارتفاع مستويات المياه بشكل خطير ودفع العاصمة برن إلى نشر سدود عائمة لمواجهة احتمال حدوث فيضانات غير مسبوقة. وتحت تأثير الأمطار الغزيرة، يستمر مستوى المياه في البحيرات في الارتفاع. وتوقف حركة الملاحة وتواصل الإبلاغ عن حدوث فيضانات وانهيارات أرضية بعدة مناطق. وتظهر هذه الصورة الجوية نهر ألين الذي فاضت ضفافه بسبب هطول الأمطار الغزيرة.
صورة من: Jean-Christophe Bott/dpa/Keystone/picture alliance