الفيفا يمهد الطريق أمام السعودية لاستضافة مونديال 2034
٨ أكتوبر ٢٠٢٣
يذهب البعض إلى أن منح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) شرف تنظيم كأس العالم 2030 لثلاث قارات هو خطة محكمة تمهد الطريق أمام استضافة السعودية مونديال عام 2034!
إعلان
حدد مجلس الفيفا، وهو أعلى هيئة في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وقائع ومجريات بطولة كأس العالم لكرة القادم عام 2030: حيث ستقام ثلاث مباريات في ثلاث من دول أمريكا الجنوبية: أورغواي والأرجنتين وباراغواي، وباقي المباريات ستقام في القارة الأوروبية في إسبانيا والبرتغال، وفي شمال إفريقيا بالمغرب. وبما أن مجلس الفيفا صوت بالإجماع على إقامة البطولة العالمية في ثلاث قارات، فإن تصويت مؤتمر الفيفا الذي سيعقد في مايو/ أيار 2024 بالعاصمة التايلاندية بانكوك، يعتبر أمراً شكلياً وتحصيل حاصل.
وبعد إعلان الفيفا عن أماكن إقامة كأس العالم عام 2030، قدمت السعودية عرضها رسمياً لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2034.
لماذا يعزز مونديال 2030 فرص السعودية لاستضافة مونديال 2034؟
"2030 سنشهد بصمة كروية عالمية فريدة"، هكذا عبر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، جياني إنفاتينو، عن سعادته بعد قرار مجلس الاتحاد بشأن مونديال 2030، وأضاف بأن كأس العالم لم يكن عالمياً خلال 100 عام من تاريخ البطولة كما سيكون في 2030.
ما يفترض أن يبدو كهدية للعالم، هو في الواقع هدية ثمينة للسعودية. وبما أن أوروبا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية ستستضيف بطولة 2030، فسيتم استبعادها من استضافة البطولة التالية بعد أربع سنوات عملاً بمبدأ التناوب بين القارات. الأمر نفسه ينطبق على أمريكا الشمالية والوسطى، اللتان تستضيف بطولة كأس العالم المقبلة عام 2026 والتي ستقام فعالياتها في كندا والولايات المتحدة والمكسيك.
ورغم إمكانية إقامة مونديال 2034 في أستراليا (قارة أوقيانوسيا) وقد أبدى الاتحاد الأسترالي لكرة القدم اهتمامه بذلك، إلا أن هذا غير مرجح، لأن دورة الألعاب الأولمبية 2032 ستقام هناك في بريسبان. وهكذا تبقى قارة آسيا هي المؤهلة لاستضافة مونديال 2034، وهي القارة التي تقع فيها السعودية التي قدمت عرضها رسميا لاستضافة مونديال 2034، في نفس اليوم الذي أعلن فيه مجلس الفيفا إقامة كأس العالم 2030 في القارات الثلاث (أمريكا الجنوبية، أوروبا، إفريقيا). وهذا لا يبدو كصدفة، وإنما هو بمثابة خطة مدبرة بعناية؛ إذ لا يوجد حالياً عرض آخر إلى جانب العرض السعودي، ولم يتبق سوى أقل من شهر لتقديم العروض، لأن الفيفا حدد موعداً نهائياً لتقديم الدول عروض الاستضافة رسمياً حتى 31 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
هل يمكن أن تنافس دولة آسيوية أخرى السعودية؟
نظرياً نعم، لكن حتى الآن لم تعرب أي دولة عن نيتها. ولم يعد يُسمع شيء من الصين التي روجت قبل عدة سنوات عن خططها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم؛ إذ يبدو أن حكام صين اليوم لم يعودوا مهتمين بكرة القدم.
الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أعلن وبشكل واضح عن دعمه لعرض السعودية باستضافة مونديال 2034 قائلاً: "ستدعم أسرة كرة القدم الآسيوية بأكملها مبادرة المملكة العربية السعودية المهمة، ونحن ملتزمون بالعمل بشكل وثيق مع أسرة كرة القدم العالمية لضمان نجاحها".
كيف تروج السعودية لاستضافتها مونديال 2034؟
في وسائل الإعلام السعودية الحكومية احتل ملف استضافة كأس العالم 2034 الصفحات الرئيسية في نشرات الأخبار. وعلى حد تعبير ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فإنه يعكس "تقدم البلاد في كافة المجالات". وأدلى وزير الرياضة عبد العزيز بن تركي الفيصل آل سعود بتصريحات مماثلة. وقال إن الفوز بكأس العالم 2034 سيكون "حجر أساس مهم في تحول البلاد". وأضاف: "باعتبار أننا بلد طموح يرحب بجميع الألعاب الرياضية، نعتقد أن استضافة كأس العالم لكرة القدم هي الخطوة التالية الطبيعية في رحلتنا في عالم كرة القدم".
وتستثمر السعودية منذ أعوام مبالغ طائلة في مجال الرياضة، مثل سباقات فورملا واحد، والغولف، وبشكل خاص في كرة القدم. حيث يلعب كبار نجوم كرة القدم مثل رونالدو ونيمار وساديو ماني وبنزيمة في الدوري السعودي. ومن المقرر أن تقام بطولة كأس العالم للأندية في السعودية لأول مرة في شهر كانون الأول/ ديسمبر القادم.
ماذا عن حقوق الإنسان؟
أعلن الفيفا "بدون عملية شفافة" أن كأس العالم 2030 ستقام في ثلاث قارات و"بذلك مهد الطريق أمام السعودية لتستطيع استضافة بطولة 2034 دون منافسة من أي دولة"، ينتقد مينكي ووردن من منظمة هيومن رايتس ووتش. ويعبر الحقوقي عن خشية المنظمة أن يحدث ما وقع قبل كأس العالم 2022 في قطر: "تعرض العمال المهاجرون لسوء المعاملة أثناء إقامة البنية التحتية لكأس العالم".
كما سلطت منظمة العفو الدولية الضوء على "التمييز المنهجي ضد النساء ومجتمع الميم" في السعودية. وتتهم المنظمتان المعنيتان بحقوق الإنسان، حكام الرياض منذ سنوات بـ"غسل الرياضة": فهم يريدون صرف الانتباه عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في البلاد، من خلال بريق الأحداث الرياضية، حسب المنظمتين الحقوقيتين.
وترى سيلفيا شينك، رئيسة مجموعة العمل الرياضية في "منظمة الشفافية الدولية" بألمانيا، أن قرار مجلس الفيفا يعد "نجاحاً"، فهو "استبعد استضافة السعودية لكأس العالم 2030" على حد تعبيرها. قبل بضعة أشهر كانت هناك تكهنات حول ترشح مشترك من قبل السعودية ومصر واليونان. ولا تعتقد سيلفيا شينك أن السعودية ستكون بشكل مؤكد الدولة المضيفة لمونديال 2034: "هذا ممكن وغير ممكن أيضاً. بعد استضافة قطر مونديال 2022، السؤال هو ما إذا كانت بقية قارة آسيا ستقول: دعونا نعطي الأولوية مرة أخرى لمنطقة الخليج".
بعض رابطات مشجعي كرة القدمانتقدت هي أيضاً إمكانية استضافة السعودية مونديال 2034، حيث قال مارتين إندمان من رابطة المشجعين "أنصار كرة القدم في أوروبا" (Football Supporters Europe): "عندما يكون هناك مرشح وحيد، لا تتوافر الفرصة للمقارنة وفق مبادئ حقوق الإنسان، كما لو كان سيكون عليه الحال عند تقديم أكثر من ملف".
شتفان نستلر/ عارف جابو
طريق الدموع إلى كأس العالم.. ميسي والأرجنتين وأرقام من ذهب
النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي يتوج مسيرته الكروية بالكأس الحلم بعد أن ذرف دموع الهزيمة مرات عدة، محطماً الكثير من الأرقام القياسية التي سيصعب على الأجيال القادمة كسرها. فما هي؟ وكيف كان الطريق إلى الفوز بالكأس؟
صورة من: Diego Radames/AA/picture alliance
بعد غياب طويل عن التتويج
أول لقب كأس عالم لميسي بعد أن غابت الأرجنتين عن التتويج به لـ 36 عاما. وبعد التتويج باللقب قال ليونيل ميسي إنه لا يصدق أن منتخب بلاده لكرة القدم أنهى فترة انتظاره الطويلة للتتويج ببطولة كأس العالم وذلك بعد الفوز المثير على المنتخب الفرنسي في المباراة النهائية لمونديال قطر 2022. حيث سبق للأرجنتين أن خسرت في تلك الفترة المباراة النهائية مرتين في نسختي 1990 و2014.
صورة من: Nick Potts/PA Images/IMAGO
دموع الهزيمة المريرة
شارك ميسي في خمس بطولات لكأس العالم خلال مسيرته وكان قريبا جداً من التتويج بالكأس المنشودة في نهائيات البرازيل عام 2014 لكن فريقه خسر النهائي أمام المنتخب الألماني بهدف في الدقائق الأخيرة، حيث ذرف دموع الهزيمة بعد أن تحطم حلم الطفولة في أن يرفع الكأس الذهبية بطلاً على العالم.
صورة من: Eibner-Pressefoto/picture alliance
الحلم الذي أصبح حقيقة
ليونيل ميسي هو أول لاعب في التاريخ يتوج بجائزة أفضل لاعب في المونديال مرتين، حيث توج بها في بطولتي 2014 و2022. وفي المرة الأولى التي أرتقى بها المنصة لنيل الجائزة بقيت عيناه تصبوان نحو الكأس المنشودة. التي رفعها بعد ثمانية أعوام من ذلك رفعها بطلاً في قطر ليصبح أول لاعب يخسرها قائداً للفريق ليعود للتتويج بها لاحقاً.
صورة من: Lui Siu Wai/ZUMA Press/picture alliance
الأكثر خوضاً للمباريات في نهائيات كأس العالم
بمجرد دخوله إلى مباراة نهائي قطر أمام فرنسا الأحد حطم ميسي رقماً قياسياً مزيحاً النجم الألماني السابق لوتار ماتيوس، إذ بات اللاعب الأكثر خوضاً لمباريات في نهائيات كأس العالم بـ 26 مباراة. وكان ماتيوس قد خاض مبارياته الـ25 في نهائيات 1982 و1986 و1990 و1994 و1998.
صورة من: Robert Michael/dpa/picture alliance
المشاركة في خمس نسخ من كأس العالم
وبمشاركته أصلاً في نهائيات مونديال قطر، وصل ميسي إلى رقم قياسي آخر متمثل بعدد كؤوس العالم التي خاضها (5)، على غرار غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي ودع البطولة من ربع النهائي، وماتيوس أيضاً.
صورة من: CARL RECINE/REUTERS
قائد فريقه في النهائيات
وانفرد ميسي الأحد أيضاً بالرقم القياسي لعدد المباريات في النهائيات التي خاضها كقائد بـ 19 مباراة، متفوقاً على المكسيكي رافايل ماركيس (18)، يليهما مواطنه الأسطورة دييغو مارادونا بـ 16.
صورة من: Tom Weller/picture alliance/dpa
من المجموعات حتى المباراة النهائية
بهدفه الأول في الشباك الفرنسية بات أول لاعب في التاريخ يسجل في دور المجموعات ودور الثمانية وربع النهائي ونصف النهائي ونهائي البطولة ذاتها، وهو رقم لم يسبقه إليه أي لاعب آخر.
صورة من: CARL RECINE/REUTERS
الأكثر خوضاً للدقائق
أضاف "البرغوث" رقماً قياسياً آخر الأحد كأكثر لاعب خوضاً للدقائق في المونديال بعدما رفعه الى 2314، متقدماً على الإيطالي باولو مالديني (2217 دقيقة).
صورة من: DYLAN MARTINEZ/REUTERS
تمريرات حاسمة
كما بات ميسي اللاعب الوحيد الذي قام بتمريرات حاسمة في كل من النسخ الخمس التي شارك فيها، ويأتي من بعده بيليه والبولندي غرزيغورز لاتو ومواطنه دييغو مارادونا والإنكليزي ديفيد بيكهام الذي صنعوا الأهداف في ثلاث نسخ مختلفة.
صورة من: Matthias Koch/picture alliance
يعادل ميروسلاف كلوزه
وأنفرد ميسي بإنجاز آخر فهو اللاعب الوحيد الذي سجل في كأس العالم وهو في سن المراهقة والعشرينيات من عمره والثلاثينيات، حقق ميسي حتى الآن 17 انتصاراً، معادلاً الرقم القياسي المسجل باسم ميروسلاف كلوزه.
صورة من: Jon Hrusa/dpa/picture alliance
رقم قياسي للأرجنتين
الفوز باللقب كتب لبلاد الأرجنتين رقماً قياسياً، فقد باتت أول بلد أول منتخب في التاريخ حامل لقب كوبا أمريكا يتوج بكأس العالم، بعد أن توجت في بطولة كوبا أمريكا 2021 وكان اللقب الأول لميسي في البطولة.
صورة من: Ricardo Moraes/REUTERS
المدرب الأصغر منذ مينوتي
أما المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني ليونيل سكالوني فقد بات أصغر مدرب يحرز كأس العالم بعمر 44 عاما و216 يوماً منذ مواطنه مينوتي مع الأرجنتين حين توج بكأس العالم عام 1978 بعمر 40 عاماً.
صورة من: Jose Breton/NurPhoto/picture alliance
ثالث مدرب
كما بات سكالوني أيضاً ثالث مدرب في التاريخ يتوج ببطولتي كوبا أمريكا وكأس العالم بعد ماريو زاغالو (مونديال 1970 وكوبا أمريكا 1997)، وكارلوس ألبرتو بيريرا (مونديال 1994 وكوبا أمريكا 2004).
صورة من: Kyodo/picture alliance
التسجيل في البطولات الكبرى
ليونيل ميسي أكثر لاعب من أمريكا الجنوبية يسجل أهداف في البطولات الكبرى بـ 26 هدفا (13 منها في كأس العالم، و13 أخرى في كوبا أمريكا)، بعدما كسر رقم الظاهرة البرازيلي رونالدو 25 هدفاً (15 في كأس العالم، 10 في كوبا أمريكا).
صورة من: MAURICE VAN STEEN/ANP/picture alliance
المجد الأبدي لميسي
تصدر عنوان "المجد الأبدي لميسي" الصحافة الأرجنتينية، ما يعكس الشعور العام السائد في الأرجنتين التي انتظرت قرابة عشرين عاماً أن ينجح نجمها في رفع الكأس الوحيدة الغائبة عن خزائنه، والانضمام الى الأسطورة الراحل دييغو مارادونا الذي منح البلاد لقبها الثاني عام 1986.
صورة من: JAVIER SORIANO/AFP/Getty Images
من الجنون ما حدث
بعد فوزه باللقب قال ميسي: "من الجنون أن ذلك حدث، لكنه مذهل. إنه لأمر مدهش أن تنتهي بهذه الطريقة. لقد قلت سابقًا إن الله سوف يمنحني هذا اللقب، لا أعرف لماذا ولكني شعرت أنها ستكون هذه المرة". واستبعد ميسي إمكانية إعتزال اللعب الدولي بعد تتويجه بلقب كأس العالم. وأوضح: "أريد أن أخوض بعض المباريات الأخرى كبطل العالم".
صورة من: Manu Fernandez/AP Photo/picture alliance
تهنئة من بيليه
هنأ الأسطورة البرازيلي بيليه ميسي وواسى مبابي بعد نهائي مونديال 2022. وكتب بيليه عبر منصة إنستغرام: "تهانينا للأرجنتين، دييجو يبتسم الآن". وأبدى النجم البالغ من العمر 82 عاما تعاطفه مع كيليان مبابي، والذي خسر اللقب رغم تسجيله هدفين من ضربة جزاء وسجل هدفا آخر ليصبح ثاني لاعب يسجل هاتريك في تاريخ المباريات النهائية بكأس العالم منذ النجم الإنجليزي السابق جيف هيرست عام 1966.
صورة من: Hans-Jürgen Schmidt/HJS-Sportfotos/picture alliance