الفيلسوف الألماني هابرماس يرفض جائزة الشيخ زايد للكتاب
٣ مايو ٢٠٢١
كشف موقع "شبيغل أونلاين" أن الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس رفض الحصول على جائزة الشيخ زايد للكتاب بقيمة ربع مليون يورو تقريبا. هابرماس قال إن قبوله التكريم في البداية كان "قرارا خاطئا، تم تصحيحه الآن".
إعلان
أفاد موقع "شبيغل أونلاين" مساء أمس (الأحد الثاني من مايو/ أيار 2021) أن الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس رفض الحصول على "جائزة الشيخ زايد للكتاب" في فئة "شخصية العام الثقافية"، بقيمة قدرها ربع مليون يورو تقريبا، وبذلك "يظل الفيلسوف مخلصًا لقيم فكره التنويري" كما وصف موقع "شبيغل" القرارا. وحسب موقع "جائزة الشيخ زايد للكتاب" فإن "جائزة شخصية العام الثقافية" "تُمنح لشخصية اعتبارية أو طبيعية بارزة، على المستوى العربي أو الدولي، بما تتميز به من إسهام واضح في إثراء الثقافة العربية إبداعاً أو فكراً، على أن تتجسَّد في أعمالها أو نشاطاتها قيم الأصالة، والتسامح، والتعايش السِّلمي".
وفي توضيح مقتضب، ذكر هابرماس أنه اتخذ "قرارًا خاطئًا" عندما قبل في البداية بـ"جائزة الشيخ زايد للكتاب" وأضاف الفيلسوف البالغ من العمر 91 عاما: "لم أفهم بشكل كافٍ الصلة الوثيقة جدًا بين المؤسسة التي تمنح هذه الجوائز في أبو ظبي والنظام السياسي القائم هناك."
وأضاف الموقع أن "النظام في الإمارات يقوم على انعدام الحرية وعلى قمع منهجي للمطالب الديمقراطية. المعارضون ينتهي بهم الأمر بسهولة في السجن. لا توجد انتخابات جديرة بهذا الاسم. تعيش النخبة الحاكمة في عالم من الامتيازات والحقوق الخاصة".
وأوضح المقال أن الغربيين الذين يزورون الإمارات يلاحظون بالكاد ذلك، حيث ينبهرون بروح التسامح والجمال المعماري وبالثقافة الرائعة، ويلتقون بمخاطبين من ذوي التعليم العالي. "الكثير من هذا يجب تصنيفه كجزء من الدعاية".
كارل ماركس- مفكر ألماني غيّر وجه التاريخ
يُعد كارل ماركس أحد أكثر الفلاسفة الألمان تأثيرا في الفكر المعاصر. وقد تحولت أفكاره إلى تطبيق سياسي وهو أمر نادر الحدوث، لكنّ الكتلة الشيوعيىة التي بنيت على الفكر الماركسي انهارت، ما اعتبر فشلاً للفلسفة الماركسية.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الاقتصاد والتاريخ في نظرية
كارل ماركس لم يكن مفكرا بارعا فحسب، بل كاتبا كبيرا ومنظرا اقتصادياً. وتحليلاته الاقتصادية هي نظريات معتمدة، ووصف للحياة والتاريخ وتغيرات الوعي البشري في آن واحد. وتحت ضغط الاقتصاد يكون الناس "أخيرا مجبرين على النظر إلى علاقاتهم المتبادلة بأعين واقعية". الرأسمالية والتنوير، كما يقول الفيلسوف تربطهما علاقة خفية.
صورة من: Getty Images/H. Guttmann
مفكر نشأ على شاطي موزل على حدود فرنسا
ترعرع كارل ماركس في محيط رومانسي. فسهل الموزل الذي تقع على ضفافه مدينته الأصلية ترير يُعتبر من أجمل البقاع الطبيعية في ألمانيا. ومن هنا لا تبعد فرنسا. "الحرية والمساواة والأخوة" بعيدا، وهكذا انتقلت مثل كبرى سمعت إبان الثورة الفرنسية عام 1789 الى مدينة ترير.
صورة من: imago/Chromorange
روح جميلة
في سنوات شبابه كان ماركس شاعرا رومانسيا. "ينتابني ضغط أبدي، وفورة مستمرة ، وحرارة أبدية"، كما ورد في إحدى قصائده. وهذه الكلمات كانت موجهة لعشيقته جيني فيستفالن: وفي تموز/ يونيو 1843 تزوج الاثنان في البداية إداريا ثم بعدها في الكنيسة رغم عدم إيمان ماركس.
صورة من: picture-alliance/akg-images
فريدريش أنغلز صديق الى الأبد
لم يحسن ماركس طوال حياته التعامل بالمال، وكانت عائلته مفلسة على مدى حياته. ولم يكن ذلك من حسن حظه إعلاميا، بل أيضا اقتصاديا تعرفه في منتصف عام 1840 على فريدريش إنغلز، الذي كان ابن صاحب مصنع ثري ومثقف، وبات شريكه في الفكر وفي صياغة البيان الشيوعي الشهير فيما بعد. أنغلز قدم له الدعم بانتظام.
صورة من: imago/Caro
تجريد الملاك من الملكية
لترويض الرأسماليين، هناك حاجة إلى "تأميم وسائل الانتاج"، كتب ماركس في مؤلفه الرئيسي "رأس المال". وعلى إثره سينفجر نهائيا "الغطاء الرأسمالي". ثم يختنق أيضا "المستغلون". "الملاك يتم تجريدهم من الملكية". ماركس وصديقه انغلز درسا الفلسفة واتقنا بالطبع اللغة اللاتينية التي تقوم عليها الفلسفات الغربية وعلم المنطق.
صورة من: picture-alliance/akg-images
التاريخ ككارثة ـ أو حيلة
نظر ماركس بإمعان عندما عين رئيس الدولة شارل لوي نابليون بونابارت نفسه في 1851 قيصرا للفرنسيين. "هيغل لاحظ بأن الحقائق التاريخية الكبرى والأشخاص يتكررون مرتين"، علق ماركس. "ونسي أن يضيف بأن ذلك يحصل مرة ككارثة والمرة الأخرى كحيلة".
صورة من: picture-alliance/akg-images
ماركس.."لست ماركسيا"
باسم ماركس قاتلت أنظمة استبدادية في كثير من أجزاء العالم من أجل السلطة. بالعنف كانوا ينفذون ذلك المذهب السياسي الذي ظنوا انهم عرفوه عبر مؤلفات ماركس. ويبدو أن ماركس تعرف في وقت مبكر على هذا الشر. "ما أعرفه هو أنني لست ماركسيا"، كما قال. ولا يمكن تأكيد صحة هذه المقولة ـ لكنها تشرف المعالم الليبرالية لمؤلفاته.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الشرق "الأحمر"
الشرق "أحمر" ـ حتى في إفريقيا. هكذا يتم الاحتفال بماركس وإنغلز في إثيوبيا. سوياً ومعهم لينين كانوا يُعتبرون ضامني المستقبل الكبير الذي ستناضل من أجله البلاد. وباسم هذا المستقبل تم إعلان إنجازات ماركس كمذهب ضروري. الجماهير كانت تحتفي بهذا المذهب ـ مثل هنا في 1987 في أديس أبابا خلال الاحتفال بالذكرى السنوية الـ 13 لتسلم السلطة من قبل هايلي مينغيستو ميريام.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Joe
لا شيء إلا المغادرة
حتى 1989 ظلت فلسفة ماركس في خدمة الأنظمة الشمولية في شرق أوروبا. وفقدت عنفوانها ماديا. وفجأة انهارت الدول الاشتراكية. وكأول بلد فتحت المجر حدودها باتجاه الغرب. ومواطنو ألمانيا الديمقراطية كانوا يريدون شيئا واحدا: هو المغادرة. وابتداء من 1989 أحاط الصمت لأول مرة بماركس وتطبيقات نظريته في أوروبا الشرقية.
صورة من: picture-alliance/dpa
مشروع الثورة غير المنتهي
بعد بضع سنوات من انهيار الشيوعية ظهر ماركس مجددا ـ هنا كرسم على الجدار في برلين. "قلت لكم كيف بوسعكم تغيير العالم"، كُتب على قميصه. أما صورت هنا فتظهره متقاعداً يجمع القناني الزججي ليبقى بثمن تأميناتها على قيد الحياة. والثورة، قد نعتقد هي مشروع غير متناهٍ، ولكن يجب أولا أن تنطلق.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/A. Widak
الإنسان الكبير
تمثال ماركس الذي يتجاوز أربعة أمتار من عمل الفنان الصيني فو فايشان. " شعره الطويل ومعطفه الطويل يجسدان حكمته"، كما يشرح فايشان نظرته إلى الفيلسوف. وترددت ادارة مدينة ترير طويلا قبل قبول التمثال من الصين المعروفة بوخامة أوضاع حقوق الانسان فيها.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Tittel
نداء أخير
توفي ماركس في 1883 عن عمر ناهز 64 عاما في لندن. وهو مدفون منذ تلك اللحظة في مقبرة Highgate بلندن . "يا عمال العالم اتحدوا" ، هذا النداء المعروف للفيلسوف دونه النحات Laurence Bradshaw على شاهدة قبره.
صورة من: picture-alliance/akg-images
12 صورة1 | 12
ويذكر أن هابرماس قبل بالجائزة في مرحلة أولى قبل أن يتراجع عنها. ففي مقال نقدي سابق، استعرضت "شبيغل" انتهاكات حقوق الإنسان في الإمارات العربية المتحدة اعتمادا على تصنيف منظمة "فريدوم هاوس" الحقوقية حيث حصلت الدولة الخليجية على تصنيف متدني جدا (17 نقطة فقط من أصل مائة). ونقلت "شبيغل" عن هابيرماس قوله "بالطبع كنت مرتابًا واطلعت على المؤسسة والفائزين بالجائزة قبل قبولي للجائزة". وأضاف أن معظم المعلومات التي تلقاها بخصوص الجائزة حصل عليها من يورغن بوس مدير معرض فرانكفورت للكتاب وعضو اللجنة العلمية لجائزة الشيخ زايد.
وفي التوضيح الأخير الذي نُشر أمس الأحد كتب الفيلسوف "لقد أعلنت عن استعدادي لقبول جائزة الشيخ زايد للكتاب لهذا العام. كان هذا قرارًا خاطئًا، وأنا الآن أصححه".
الجهة المنظمة تأسف لقرار هابرماس
من جهتها أعربت الجهة المشرفة على "جائزة الشيخ زايد للكتاب" عن أسفها لتراجع هابرماس عن قبول الجائزة وقال المشرفون على الجائزة في بيان مقتضب "تعرب جائزة الشيخ زايد للكتاب عن أسفها لتراجع السيد يورغن هابرماس عن قبوله المسبق للجائزة، لكنّها تحترم قراره". وأضافوا "تجسّد جائزة الشيخ زايد للكتاب قيم التسامح والمعرفة والإبداع وبناء الجسور بين الثقافات، وستواصل أداء هذه الرسالة".
ويعتبر هابرماس أحد أهم الفلاسفة وعلماء الاجتماع والسياسة المعاصرين في ألمانيا والعالم. ويعد أحد أهم منظري مدرسة فرانكفورت النقدية وله ازيد من خمسين مؤلفا في الفلسفة وعلم الاجتماع وهو صاحب نظرية الفعل التواصلي.