"القابلة"..مهنة مهددة بالانقراض
٢٣ يونيو ٢٠١٤تعمل القابلات أو المولٌدات على تقديم الرعاية للنساء المقبلات على الحمل والولادة. كما تقوم أيضا بتوفير الرعاية الصحية الأولية للمرأة ،و كذلك الرعاية الجيدة المتعلقة بالصحة الإنجابية والاختبارات السنوية لأمراض النساء خلال فترة ما بعد الولادة. غير أن هذه المهنة، التي امتدت على مدى العصور أصبحت مهددة بالانقراض لعدة عوامل.
ففي ألمانيا مثلا تعتبر القابلات ممارسات مستقلات(مهنة حرة) مختصات في الحمل منخفض المخاطر، والولادة، وما بعد الولادة. كما يعملن بشكل عام على مساعدة النساء للتمتع بحمل صحي وولادة طبيعية. ولكن القابلات الألمانيات تشتكين من ارتفاع تكاليف التأمين الصحي في حالة وقوع أخطاء عند الولادة، فشركات التأمين تطالبهن بمبالغ كبيرة. هذا بالإضافة إلى الأجر المنخفض، الذي غالبا لا يكفي لتغطية مصاريف الحياة.
ومن جهتها قدمت جمعية القابلات في ألمانيا عريضة إلى البرلمان، تنتقد فيها انخفاض الأجور وارتفاع تكاليف التأمين الصحي. وقد وقع على هذه العريضة أكثر من 50 ألف شخص، يطالبون بتحسين ظروف العمل لحوالي 3 آلف قابلة مستقلة في ألمانيا. خاصة وأن العديد من الألمان يفضلون الولادة الطبيعية بمساعدة القابلة، بدلا من المستشفى. حسب ما جاء في موقع " بايرن" الألماني. غير أن هذا لم يعد ممكنا في ظل الظروف الحالية بسبب تراجع ملحوظ في السنوات الأخيرة لممارسات هذه المهنة.
وحتى في العالم العربي يبدو أن هناك تراجع كبير لعدد القابلات، خاصة في المدن الكبرى، حيث يفضل النساء الحوامل الولادة في المستشفيات، تفاديا لأخطاء طبية وبسبب عدم وجود قوانين واضحة تؤطر مهنة القابلة في العديد من الدول العربية. وذلك بخلاف ألمانيا وغيرها من الدول الغربية،التي توفر تكوينا مستمرا وتعمل على تطوير آليات إعداد القابلات وتمكينهن من الاستجابة لحاجيات وخصوصيات النساء الحوامل.
وبالرغم من التهديد الذي يطال هذه المهنة العتيقة، إلا أن العالم بحاجة إليها، خاصة في بعض المناطق النائية، التي لا تتوفر على مستشفيات وتجهيزات للولادة.
أ.ب / DWم.س