القاعدة تطلب فدية مالية للإفراج عن رهائن اسبان
٣١ ديسمبر ٢٠٠٩ذكرت صحيفة "إل موندو" الإسبانية اليوم الخميس أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب يطالب بسبعة ملايين دولار وكذلك بالإفراج عن عدد من عناصره المعتقلين في موريتانيا مقابل الإفراج عن ثلاثة اسبان يجري احتجازهم في مالي. يشار إلى أنه تم اختطاف المواطنين الاسبان في 29 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في شمال موريتانيا عندما كانوا ينقلون مساعدات إنسانية إلى غرب إفريقيا ضمن قافلة إغاثة. ويعتقد أن الرهائن نقلوا إلى شمال مالي النائي، حيث يعمل مزيج من المهربين وقطاع الطرق والجماعات على صلة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب.
وبحسب الصحيفة، التي لم تكشف عن مصادر معلوماتها، فقد تم إبلاغ الحكومة الاسبانية بمطالب الخاطفين، مشيرة إلى أن الرئيس المالي أمادو توماني توري يلعب "دورا أساسيا في المفاوضات". ويرجح مراقبون أن يكون الرئيس المالي قد أرسل قنصله في السعودية إياد غالي وهو متمرد سابق من الطوارق، للتفاوض إلى شمال مالي، حيث يُعتقد أن الاسبان محتجزون في هذه المنطقة الصحراوية المتاخمة لحدود الجزائر.
هذا، ورفضت وزارة الخارجية الإسبانية التعليق على هذه المعلومات، بحسب ما أوردت وكالة فرنس برس. وأورد المصدر نفسه أن إياد غالي على اتصال على ما يبدو بزعيم قبلي في شمال مالي للتفاوض بشأن الإفراج عن الاسبان الثلاثة وكذلك عن رهينة فرنسي، خطف في 26 تشرين الثاني/نوفمبر، والمواطنين الإيطاليين، اللذين خطفا في 18 من الجاري. وبحسب معلومات حصلت عليها وكالة فرانس برس قبل أيام يحاول ثلاثة وسطاء على الأقل التوصل إلى الإفراج عن الرهائن الأوروبيين. يشار إلى أن عائلات الرهائن الأسبان قد ناشدوا محتجزيهم في بيان أمس الأربعاء من أجل الإفراج عنهم لأسباب إنسانية. ويقول البيان إن أحد الضحايا المختطفين يعاني من إصابة طلق ناري أصيب به خلال عملية الاختطاف.
نشر صور مختطفين
وفي غضون ذلك ذكر مركز "أنتيلسنتر" للمراقبة ومقره الولايات المتحدة اليوم الخميس (31 ديسمبر / كانون الأول) أن فرع تنظيم القاعدة بشمال إفريقيا نشر صورة لاثنين من الإيطاليين المختطفين في موريتانيا قبل أسبوعين. وفي بيان، ترجمه مركز "أنتيلسنتر"، ذكرت القاعدة أنها "اختطفت المواطنين الاثنين احتجاجا" على ما وصفته "بالجرائم التي ترتكبها حكومة رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني ضد الإسلام والمسلمين في أفغانستان والعراق".
وتزامن البيان، الذي ذكر المركز أنه صدر أمس الأربعاء، مع إعلان إيطاليا أن وزير الخارجية فرانكو فراتيني من المقرر أن يتوجه إلى موريتانيا في زيارة تستمر يومين في 11 كانون الثاني/يناير المقبل. ومن جهته، أكد السفير الايطالي لدى موريتانيا جيوسيب جالفيتا في بيان صادر من السفارة في السينغال المجاورة "أن بلاده تربطها بموريتانيا علاقات صداقة"، مشيرا إلى رغبة حكومته في "تطوير العلاقات معها على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية و التجارية." وشدد على أن "زيارة وزير الخارجية الايطالي من شأنها أن تشكل تحولا مهما في العلاقات بين موريتانيا وإيطاليا."
(ش.ع/ د.ب.ا/أ.ف.ب/رويترز)
مراجعة: هشام العدم