أعلن مسؤولون تمديد محادثات القاهرة الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار بغزة لكن "على مستوى أدنى"، بحسب مصادر أكدت عودة الوفد الإسرائيلي إلى بلده. وتناقش بيربوك موضوع الهدنة بغزة في خامس زيارة إلى إسرائيل منذ بدء الحرب.
إعلان
أفادت تقارير إعلامية بأن المفاوضين في القاهرة لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق لتحقيق وقف لإطلاق النار في غزة وتبادل المزيد من الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين، لكنهم سيواصلون المحادثات.
ووافق ممثلون بارزون من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر ومصر على تمديد المحادثات ثلاثة أيام، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلًا عن مسؤول مصري لم تذكر اسمه. وسيستمر الآن في المحادثات مسؤولون على مستوى أدنى، وفقًا للتقرير. كما تحدثت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن تمديد المفاوضات. ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن "مسؤول مصري رفيع المستوى" لم تسمّه أنّ المحادثات جرت "في أجواء إيجابية". وأكد المسؤول المصري نفسه أنّ "المفاوضات ستستمرّ خلال الأيام الثلاثة المقبلة".
وعاد الوفد الإسرائيلي، برئاسة رئيس جهاز المخابرات (الموساد) ديفيد برنياع، من القاهرة، حسبما ذكرت الصحيفة الإسرائيلية ليل الثلاثاء/الأربعاء (14 شباط/فبراير 2024)، نقلًا عن ممثل عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وجرت المباحثات في القاهرة الثلاثاء بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنياع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومسؤولين مصريين.
وقالت مصادر في حركة حماس إن الحركة لم ترسل ممثلًا لها إلى القاهرة، حيث تنتظر نتائج "الاجتماعات الجارية" و "المحادثات مع الوسطاء مستمرة". وفي الوقت نفسه، التقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في قطر. ونقل بيان لحماس عن هنية قوله في المحادثات: "أي اتفاق يجب أن يضمن وقف إطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة وإتمام صفقة تبادل جادة".
وتضغط مصر وقطر والولايات المتحدة من أجل وقف أطول لإطلاق النار في حرب غزة. وكجزء من اتفاق محتمل، سيتم تبادل الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة مقابل أسرى فلسطينيين في إسرائيل على عدة مراحل. ولم تحرز المفاوضات سوى تقدم بطيء في الآونة الأخيرة.
ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن "مسؤول مصري رفيع المستوى" لم تسمّه أنّ المحادثات جرت "في أجواء إيجابية". وأضاف المسؤول المصري نفسه أنّ "المفاوضات ستستمرّ خلال الأيام الثلاثة المقبلة" في ظلّ تزايد الضغوط الدولية للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس بعدما أعلنت الدولة العبرية عزمها على شنّ هجوم وشيك على رفح، الملاذ الأخير لأكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة.
وخلال وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه مصر وقطر والولايات المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تم إطلاق سراح 105 رهائن مقابل 240 سجينًا فلسطينيًا. ولا يزال هناك حاليا 134 شخصًا محتجزين لدى حماس، لكن إسرائيل تقدر أن 30 منهم على الأقل لم يعودوا على قيد الحياة.
بيربوك في إسرائيل للمرة الخامسة منذ بدء الحرب
وتبدأ وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم الأربعاء زيارة لإسرائيل هي الخامسة منذ هجوم حركة حماس الإرهابي على الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. ومن المقرر أن تلتقي بيربوك لدى وصولها إلى القدس نظيرها الإسرائيلي يسرائيل كاتس. وتعتزم الوزيرة الألمانية لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ظهر اليوم. كما من المقرر أن تلتقي زعيم المعارضة يائير لابيد. كما تلتقي بيربوك الرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتسوغ غدًا الخميس.
وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية بأن محادثات بيربوك في إسرائيل ستركز على المسار السياسي نحو وقف إنساني جديد لإطلاق النار في غزة. وأضاف أن هذا ينبغي أن يفتح الباب أمام فرصة لإطلاق سراح المزيد من الرهائن والانخراط في مفاوضات بشأن وقف دائم لإطلاق النار.
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية طالبت الثلاثاء إسرائيل بشكل عاجل بالعمل على توفير أفضل حماية ممكنة للسكان المدنيين في رفح خلال الهجوم البري الذي أعلنت إسرائيل اعتزامها القيام به على حركة حماس في المدينة الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر.
وخلال لقاء مع وزير خارجية السلطة الفلسطينية رياض المالكي، قالت بيربوك في برلين الثلاثاء إن المدنيين البالغ عددهم أكثر من مليون شخص في رفح والمنطقة المحيطة بها " لا يمكن أن يختفوا في الهواء. بل إن هناك حاجة إلى ممرات آمنة حتى يمكن للناس أن يصلوا إلى مكان آمن".
وطالبت بيربوك أيضًا بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وأعربت بيربوك عن شعورها بالقلق حيال الهجوم البري الواسع النطاق الذي أعلنت إسرائيل اعتزامها شنه في مدينة رفح، وأكدت أن "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة الإرهاب الوحشي لحركة حماس بموجب القانون الدولي شأنها في ذلك شأن أي دولة أخرى في العالم. وإسرائيل ملزمة مثلها مثل أي دولة أخرى في العالم بأن تراعي في ذلك القانون الدولي الإنساني".
يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
م.ع.ح/ح.ز (د ب أ ، أ ف ب)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance