القبطانة الألمانية راكيته تواجه السجن مجددا في إيطاليا
١٧ يوليو ٢٠١٩
بعد رفع الإقامة الجبرية عنها إثر اعتقالها لقيادتها سفينة الإنقاذ "سي ووتش 3" إلى جزيرة لامبيدوزا لتمنح المهاجرين فرصة الوصول إلى اليابسة، قدم الادعاء العام طعنا بقرار الإفراج عن كارولا راكيته، حسب مصادر إعلامية.
إعلان
ذكرت وكالات أنباء إيطالية اليوم الأربعاء (17 تموز/يوليو 2019) أن الادعاء العام الإيطالي قدم طعنا على قرار الإفراج عنكارولا راكيته قبطانةسفينة الإنقاذ الألمانية "سي ووتش3" التي كانت تحمل على متنها اكثر من 40 شخصا من المهاجرين أنقذتهم السفينة من الغرق وسط البحر المتوسط.
وذكرت وكلات أنباء إيطالية أن الادعاء العام في مدينة أغريغنتو الصقلية سلم اليوم الأربعاء الطعن لمحكمة النقض في روما، أعلى محكمة في إيطاليا.
من جانبه، أكد محامي الألمانية كارولا راكيته تقديم الادعاء العام للطعن في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، موضحا أن إجراء الطعن مستقل عن الاستجواب الذي ستخضع له موكلته غدا الخميس في أغريغنتو.
وكان متحدث باسم منظمة "سي ووتش" الألمانية الإغاثية، روبن نويغباور، ذكر من قبل أنه ليس من المحتمل أن يتم القبض مجددا على راكيته. وأصبحت راكيته متهمة جنائيا في إيطاليا في 29 من حزيران/يونيو الماضي، بعدما أبحرت بسفينة الإنقاذ التي كان على متنها 40 مهاجرا إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، رغم حظر السلطات الإيطالية ذلك.
وقد تم وضع راكيته قيد الإقامة الجبرية لدى وصولها، ولكن أحد قضاة التحقيق ألغى ذلك في الثاني من تموز/يوليو الجاري، مما أثار غضب وزير الداخلية الإيطالي اليميني الشعبوي ماتيو سالفيني.
وتواجه راكيته جلسة استجواب من قبل ممثلي الادعاءفي أغريغينتو غدا الخميس. وكان سالفيني قد منع السفينة من دخول المياه الإيطالية مهددا الربانة راكيته بالاعتقال إذا فعلت ذلك.
ح.ع.ح/أ.ح (د.ب.ا)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو