قال أحد الفلاسفة يوما: لايهم من تكون عندما تقبل إمرأة، فأنت بطبيعة الحال تنسى من أنت، وكذلك هو الحال بالنسبة للمرأة. فالقبلة لاتعني فقط التقاء شفيتن، بل ذوبان شخصين كل منهما في ثنايا الآخر. ونظراً لأهمية القبلة، فقد تم تخصيص يوماً عالمياً للتقبيل في في 6 يوليو/تموز من كل عام. وبهذه المناسبة التي تتمحور حول القبلة، تقوم بعض المحلات التجارية بعرض حلويات و قطع شوكلاته في شكل قلوب وقبلات بأسعار مناسبة.

ومن جانبهم، يستغل أطباء الأسنان هذه المناسبة للتذكير بأهمية نظافة الفم والأسنان لممارسة التقبيل. أما جمعية "أصدقاء التقبيل" في ألمانيا فتجدها مناسبة لمواصلة نضالها من أجل خلق ما تسميه "ثقافة التقبيل" وتطالب بتخصيص أكشاك خاصة للتقبيل في داخل المدن الرئيسية، يستطيع المرء الخلود إليها وقضاء وقت الراحة وممارسة التقبيل، هذا مع العلم أن التقبيل في الأماكن العامة في ألمانيا متاحا بكل أنواعه.

للتقبيل فوائد صحية ونفسية وجسدية

"القبلة تعبير عن الارتباط العاطفي"، كما يقول عالم النفس الألماني فولكر دريفيس، لكن أثناء التقبيل تحدث أشياء كثيرة أيضا، فنحن نتبادل الرسائل بطريقة لاشعورية حول ما إذا كان كل منا يناسب الآخر كيميائيا، وفوق ذلك فالتقبيل يقوي أيضا جهاز المناعة لدينا. ويضيف الخبير النفسي الألماني أن التقبيل مفيد للصحة، وكونه يعطي المتعة فتلك أشياء إضافية جميلة. وحول القبلة المثالية، يقول دريفيس: "ينبغي أن تكون مثيرة تحرك الأحاسيس والمشاعر، رومانسية، عاطفية وينبغي أن تسرق الحواس وتظل في الذاكرة".

ومن جهتها، تحث جمعية "أصدقاء التقبيل" في ألمانيا على ممارسة التقبيل وتعدد له مزايا كثيرة، منها أن له تأثير إيجابي على الحالة النفسية للشخص، فهو يزيل الإجهاد والإحباط والغضب، ويرفع من إنتاج هرمونات السعادة مثل الإندورفين. بالإضافة إلى ذلك، فهو يزيد من اللياقة البدنية لأنه ينشط الدورة الدموية،وترتفع دقات القلب إلى نحو 110 دقات في الدقيقة وتعمل الرئة بشكل أفضل. كذلك يؤدي تبادل اللعاب أثناء القبلة إلى تقوية جهاز المناعة، إذ يسعى الجسم إلى مقاومة البكتريا غير المتعارف عليها لدى الجسم والتي يحتويها لعاب الشخص الآخر عن طريق إنتاج الأجسام المضادة. وأخيرا وليس آخرا، فإن التقبيل يساعد على الرشاقة ويقضي على التجاعيد في الوجه ويزيد الإنسان جمالا وإشراقا، إذ أنه يعد مثل تمرين رياضي بسيط؛ فأثناء القبلة، يحرك الشخص نحو 38 عضلة من عضلات الوجه وبالتالي يقاوم نشأة تجاعيد الوجه، كما يساعد هذا "التمرين" على فقدان بعض السعرات الحرارية.

"قبلة الفم" كانت تعبير عن الالتزام والمسؤولية

من ناحية أخرى، أكدت خبيرة ألمانية في علوم الاجتماع أن تبادل القبلات بين البشر فقد في الوقت الحالي أهميته بعد أن كان يمثل ضرورة ملحة قبل مئات السنين. وقالت الخبيرة كريستينا كانتاوف في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بمناسبة اليوم العالمي للقبلات إن "قبلة الفم" في العصر الوسيط كانت تعني في الغالب الالتزام والمسئولية في الارتباط بين الرجل والمرأة عند الاحتفال بالخطوبة على سبيل المثال. وأشارت الخبيرة إلى أن "تبادل القبلات" كان يلعب في الماضي دورا هاما في الاعتداد به كوسيلة لمنح الطرف الثاني حق الاحتفاظ بالهدايا والممتلكات في حال وفاة الطرف الآخر قبل إتمام الزواج. وأوضحت الخبيرة أنواع القبلات المختلفة غير التقليدية في العصر الوسيط مثل قيام الرجل بتقبيل فستان محبوبته أو يدها أو السيف، في إشارة إلى خضوعه واعتزازه بهذا الحب.

كذلك أبرزت الخبيرة أهمية القبلات من الناحية الدينية، مثل تقبيل تماثيل السيدة العذراء والمسيح والصليب أو عتبات المعابد، وقبلة السلام، التي تعد علامة للأخوة بين المسيحيين في الكنائس حتى عندما يلتقون للمرة الأولى. وترى الخبيرة أن تبادل القبلات لا يرمز بالضرورة إلى الإيجابيات، بل قد يجسد معنى الخيانة مثل "قبلة يهوذا"، كما ورد في الإنجيل. وأعربت الخبيرة عن الأسف لتراجع الدور الذي تلعبه القبلة من الناحية الإنسانية والتاريخية ولكنها أضافت أن تبادل القبلات لم ولن يتوقف على مر العصور.

( ع ج م/د ب أ/ أو. ت.إس)

تحرير: سمر كرم