1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

القتل باسم الشرف: جرائم مستمرة رغم جهود التوعية

٦ مايو ٢٠١٠

يذهب قرابة 5000 شخص كل عام في أنحاء العالم ضحية لما يُسمى بجرائم الشرف، وأغلب هؤلاء من الفتيات والنساء اللواتي يعشن في بيئة اجتماعية إسلامية محافظة. ومنظمات حقوقية تعمل على مساعدة الفتيات المهددات من قبل عائلاتهن.

الجهود التوعوية في مجال منع جرائم الشرف مستمرة... لكن الجرائم لا تزال ترتكب

كل عام يذهب حوالي 5000 شخص ضحية لجرائم قتل ترتكب باسم حماية شرف العائلة في أنحاء متفرقة في العالم، وترتكب هذه الجرائم على الأخص بحق الإناث في المجتمعات التي تعيش وفق العادات والتقاليد الإسلامية المحافظة، برغم ازدياد جهود التوعية. ويوضح تقرير أعدته منظمة للأمم المتحدة أن أولئك النساء يُقتلن خنقاً أو حرقاً أو رجماً أو طعناً، لأنهن ألحقن العار بشرف العائلة، كما يزعم القتلة. ومعظم ضحايا هذه الجرائم هم من الفتيات والسيدات اللواتي يعشن في عائلات تعيش وفق ثقافة إسلامية محافظة.

نشاطات توعوية في الأردن


المحامية الأردنية لبنى ديواني تعمل جاهدة لوقف ارتكاب هذا النوع من الجرائم، وذلك في إطار عملها في المعهد الدولي لتضامن النساء، والذي أنشئ عام 1998. وسجل المعهد حوالي 23 ضحية لجرائم الشرف في الأردن العام الماضي فقط، إلا أن ديواني تعتقد بأن عدد الجرائم الحقيقي يفوق ذلك بكثير، إذ كثيراً من الجرائم لا يتم التبليغ عنها من قبل بعض العائلات، والتي تحاول إخفائها خلف ستار الحوادث العارضة أو حالات الانتحار. ولا تقتصر هذه المشكلة على الأردن وحسب، وإنما تمتد إلى العديد من الدول العربية المجاورة، والتي يتم التبليغ فيها عن عدد من ضحايا جرائم الشرف كل عام.

مقتل فتاة أفغانية على يد أحد أفراد عائلتها أعاد فتح هذا الملف الشائك في ألمانيا وربطه بموضوع اندماج المهاجرين في المجتمع الألمانيصورة من: picture alliance/dpa

وبفضل نشاطات التوعية التي يقوم بها المعهد والتقارير التي تعدها بعض الصحف الأردنية أصبح الحديث عن هذه الجرائم لا يعد من المحظورات، بحسب لبنى ديواني، فالمقالات التي تكتبها الصحافية الأردنية البارزة رنا الحسيني في جريدة "جوردان تايمز" منذ أكثر من عشر سنوات، "تغطي تفاصيل كل جريمة شرف ترتكب في الأردن، بما في ذلك دوافع الجريمة ومعلومات عن الضحية والقاتل أيضاً. لقد أصبحت جرائم الشرف موضوعاً يتداوله العامة بفضل تقاريرها الإخبارية".

وبالرغم من احتدام النقاش حول جرائم الشرف، إلا أن قانون العقوبات الأردني لا ينزل سوى أحكام مخففة بحق المذنبين، عند اعترافهم بأن دافع ارتكاب الجريمة كان الحفاظ على شرف العائلة. وفي هذا السياق تقول ديواني بأن البعض يقوم بارتكاب هذه الجرائم إذا ما راودهم أي شك - حتى وإن لم يكن مؤكداً - بأن الفتاة تقيم علاقة محرمة، مثلاً، مع شخص آخر. هذا وتثبت دراسة للمعهد الأردني للطب الشرعي أن حوالي 80 بالمائة من الفتيات ضحايا جرائم الشرف كن عذراوات عند قتلهن. وتعتقد ديواني أن هذه الحقائق قد تساعد على تغيير أنماط التفكير في المجتمع. وفي هذا الإطار يقوم المعهد بتوعية الفتيات في المدارس حول حقوق الإنسان، وحقوق النساء على الأخص، إضافة إلى إنشاء مجموعة ضغط لحث البرلمان على إعادة صياغة القوانين المتعلقة بعقوبات جرائم الشرف.

جرائم الشرف تمتد إلى أوروبا

القضاء مطالب بإنزال عقوبات عادلة بحق مرتكبي جرائم الشرفصورة من: picture alliance/dpa

ويعمل المعهد الدولي لتضامن النساء بالتعاون مع مؤسسة Surgir، والتي تعني بالفرنسية (انكشف)، والتي تم تأسيسها في سويسرا عام 2001 للعمل على حماية وإنقاذ النساء المهددات بالقتل عن طريق نقلهن إلى بيوت آمنة، وتعليمهن حرفاً تنفعهن في بدء حياة جديدة إذا لم يكن هذا ممكناً في موطنهم الأصلي. وتقول جاكلين ثيبو، مؤسسة Sugrir، أن مؤسستها تمكنت من جلب حوالي 60 فتاة إلى سويسرا منذ إنشائها، مؤكدة أن الخيار الأول هو ترك الفتاة في بلدها الأم ما أمكن ذلك، لأن جلبهن إلى سويسرا قد يخلق صعوبات في التأقلم مع الثقافة الجديدة. الأمر الذي يؤدي إلى حالات من الإحباط تتطلب رعاية نفسية مستمرة مكلفة، وهو غير ممكن حالياً في ظل الإمكانات المالية المحدودة للمؤسسة.

ولا تهدد جرائم الشرف الفتيات الصغيرات في الشرق الأوسط أو أمريكا اللاتينية فحسب، وإنما تمتد للمهاجرات الشابات في أوروبا، والتي يواجهن مشاكل التوفيق بين الثقافة المنفتحة التي يعشنها في أوروبا وعائلاتهن المحافظة التي يصعب عليها الاندماج في تلك المجتمعات، معتبرة الثقافات الأوروبية عدواً لعاداتها وتقاليدها.

من ناحية أخرى يقول روبرت إرمرز، الباحث في الثقافتين العربية والتركية، والذي يقدم الاستشارة للشرطة الهولندية، إن رجال الشرطة وموظفي مكتب الشؤون الاجتماعية عادة ما يزورون العائلات التي يخشى أن تقع فيها مثل هذه الجرائم، وذلك من أجل التحقق من وجود أي نزاعات. ويوضح إرمرز بأن العائلات لا تعتبر شرفها مهدداً إلا إذ شاع التصرف الفتاة، الذي تعتبره مشيناً، في المجتمع الذي تعيش فيه. ويبقى السبيل الوحيد لحماية الفتاة وإنقاذ شرف العائلة، بحسب الخبير الهولندي، هو الادعاء بأنها مختلة عقلياً، مما قد يساعد على تقبل عدم عقابها من قبل العائلات الأخرى.

وقد أسهم تدخل الشرطة الهولندية والإجراءات الوقائية التي تقوم بها في منع عدد من جرائم الشرف هناك، وفي حال وقوع بعض هذه الجرائم، فمن المهم أن تعاقب المحاكم كل من له ضلع في ارتكاب هذه الجرائم، لأن القتل باسم الشرف ليس سبباً في تخفيف الحكم.

الكاتب: سوزانا كراوزه/ ياسر أبو معيلق

مراجعة: عماد مبارك غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW