القدس: إصابة عشرات الفلسطينيين وسط إدانات عربية وإقليمية
٨ مايو ٢٠٢١
تجددت المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية مساء السبت في القدس، وأوقعت عشرات الجرحى من الفلسطينيين. التطورات استدعت ردود فعل من الجامعة العربية والرئيس التركي ووزيري خارجية السلطة الفلسطينية والأردن.
وبحسب المصادر، اندلعت مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية قرب باب العامود في شرق القدس عقب تفريق عشرات المعتصمين الفلسطينيين من المكان بالقوة، بعد الاعتداء عليهم واعتقال عدد منهم. وفي تلك الأثناء، اندلعت مواجهات متفرقة في عدد من قرى وبلدات الضفة الغربية بين عشرات الفلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي خلال تظاهرات منددة بأحداث التوتر في القدس.
وتحدثت مصادر فلسطينية عن إصابة عشرات الفلسطينيين بالاختناق والرصاص المطاطي خلال مواجهات في قرية بدرس غرب رام الله، وعلى حاجز حوارة جنوب نابلس ومناطق أخرى في الضفة الغربية.
وفي السياق ذاته، تظاهر مئات الشبان الفلسطينيين عند الأطراف الشرقية لقطاع غزة قرب السياج الفاصل مع إسرائيل، وسط مواجهات متفرقة مع قوات الجيش الإسرائيلي المرابطة خلف السياج. وذكرت مصادر محلية أن شاباً على الأقل أصيب بالرصاص الحي والعشرات بالاختناق خلال المواجهات المستمرة ضمن فعاليات "الإرباك الليلي"، التي تم استئنافها احتجاجاً على ما يجرى في القدس.
وقررت الفصائل الفلسطينية في غزة تفعيل عمل ما يعرف بـ "الأدوات الخشنة" قرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل، والتي تشمل إطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة تجاه مستوطنات إسرائيلية محاذية للقطاع، بالإضافة إلى استئناف التظاهرات الليلية قرب السياج الفاصل.
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن رصد 12 حريقاً اندلعت منذ صباح اليوم في مناطق مفتوحة في جنوب إسرائيل بفعل إطلاق بالونات حارقة من قطاع غزة.
رمضان في القدس
02:05
This browser does not support the video element.
استنكار تركي وأردني
من جهة أخرى، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العالم وفي مقدمته الأمة الإسلامية إلى التحرك من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى والقدس ومنازل الفلسطينيين، حسبما أفادت وكالة أنباء الأناضول التركية السبت.
وقال أردوغان: "نؤمن بأن نظام التضامن والتعاون العالمي آلية مهمة لا يمكن تركها لأهواء 5 دول (في مجلس الأمن) ... من واجب كل إنسان الوقوف في وجه ظالمين يشنون اعتداءات وحشية لا أخلاقية على القدس موئل الديانات الثلاث".
وتابع الرئيس التركي قائلاً: "كل شخص دعم بشكل غير مباشر هجمات دولة إسرائيل على الأقصى من خلال الصمت أو عدم إظهار موقف جدير بالاحترام، شريك في الظلم الواقع بالقدس".
وبدوره، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي إنه تقرر عقد جلسة استثنائية على مستوى المندوبين الدائمين، بعد غد الإثنين، بناء على طلب "دولة فلسطين"، في ظل التطورات الأخيرة في القدس.
كما أكد وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكي، ونظيره الأردني، أيمن الصفدي، على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات فورية وفاعلة لوقف الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في القدس وفي المسجد الأقصى.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن المالكي والصفدي حملا، خلال محادثات أجرياها مساء السبت في إطار عملية تنسيق التحركات الإقليمية والدولية لمواجهة الممارسات والاعتداءات الإسرائيلية، إسرائيل مسؤولية التصعيد الخطير الذي تشهده القدس.
وشدد الوزيران على أن القدس ومقدساتها خط أحمر، والانتهاكات الإسرائيلية هي خرق فاضح للقانون الدولي واستفزاز لمشاعر ملياري مسلم وجريمة ستؤجج الصراع وستدفع المنطقة نحو المزيد من التصعيد والتأزيم.
وأكد الصفدي أن الأردن، وبتوجيه ومتابعة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، سيستمر في تكريس كل إمكاناته لحماية المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية، والوضع التاريخي والقانوني، مشيراً إلى استمرار العمل المشترك لحماية حق الفلسطينيين في حي الشيخ جراح في بيوتهم ومنع ترحيلهم من بيوتهم.
وحمّل الوزيران المالكي والصفدي إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، مسؤولية حماية حقوق الفلسطينيين في بيوتهم، وحذرا من أن ترحيل فلسطينيي الشيخ جراح من جريمة حرب وخرقاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف واتفاقية لاهاي.
ي.أ/ خ.س (د ب أ، أ ف ب)
في صور - محطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
الاختلاف في المواقف حول "صفقة القرن" بين إسرائيل والفلسطينيين، يخفي تاريخاً طويلاً من النزاعات والحروب بين الجانبين. في ما يلي نظرة عامة بالصور حول أبرز المحطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال العقدين الماضيين.
صورة من: AP
قمة كامب ديفيد عام 2000 / الانتفاضة الثانية
لم تنجح قمة كامب ديفيد، التي عُقدت في يوليو/ تموز عام 2000، وجمعت آنذاك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود براك، ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، بوساطة الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون في التوصل إلى اتفاق بشأن وضع القدس أو ترسيم الحدود بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وبعدها انطلقت شرارة الانتفاضة الثانية في سبتمبر/ أيلول عام 2000 على إثر زيارة ارييل شارون للمسجد الأقصى.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
الانسحاب من غزة
على إثر الانتفاضة الثانية، قررت إسرائيل الانسحاب الجزئي من الأراضي الفلسطينية. وانسحبت بعض القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ليتم بعدها إخلاء جميع المستوطنات الإسرائيلية البالغ عددها 21 مستوطنة في القطاع، وفقًا لخطة ارييل شارون. وبنت إسرائيل جداراً عازلاً يصل طوله إلى 750 كيلومتراً حول الضفة الغربية، بهدف منع وقوع هجمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Zaklin
حرب لبنان و الانقسام الفلسطيني الداخلي
بلغ الصراع في الشرق الأوسط ذروته عام 2006. في حين كانت إسرائيل تشن حرباً ضد حزب الله في لبنان، ساد الصراع الداخلي بين حركتي فتح وحماس على السلطة. وفي عام 2007، أضعف انقسام السلطتين الفلسطينيتين في الضفة الغربية وقطاع غزة ـ والذي لا يزال مستمراً حتى اليوم ـ الجانب الفلسطيني.
صورة من: AP
عملية "الرصاص المصبوب"
في ديسمبر/ كانون الأول 2008، شنت إسرائيل هجمات اسمتها عملية "الرصاص المصبوب" على مجموعة أهداف في غزة. الهدف من هذه العملية كان إضعاف حركة حماس والقضاء عليها. وسبق الضربة العسكرية الإسرائيلية، تصعيد للصراع بين حركتي فتح وحماس. لكن بعد سيطرة حماس على القطاع، عاد التوتر. وفي يناير/ كانون الثاني عام 2009، انتهى الصراع بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وفقًا للمصادر الفلسطينية.
صورة من: AP
عملية "عمود السحاب"
بقي الصراع مستمراً عام 2009، وفي 14 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012، اغتال سلاح الجو الإسرائيلي، نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، ما أجج الصراع بين الجانبين. في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، بدأت إسرائيل عملية اسمتها "عمود السحاب". بعدها وافقت الحكومة الإسرائيلية وحماس على وقف إطلاق النار مرة أخرى.
صورة من: Getty Images
عملية "الجرف الصامد"
تعد حرب غزة عام 2014 أو ما يعرف بعملية "الجرف الصامد" الصراع العسكري الأكثر عنفاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال العشرين سنة الماضية. الحرب، التي استمرت سبعة أسابيع، تسببت في مقتل أكثر من ألفي شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
في مايو/ أيار عام 2018، تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل. القرار أثار موجة احتجاجات واسعة، استمرت لأسابيع وخلفت أكثر من ألفي جريح و حوالي خمسين قتيلاً.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
القرار بشأن الجولان
لا تزال سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط تثير الكثير من الجدل. وقد أثار اعترافه مؤخرا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، ردود أفعال دولية غاضبة عبرت عن مخاوفها من تأجيج الصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Ting Shen
تجدّد التصعيد
تجدد التصعيد مرة أخرى بين الإسرائيليين و الفلسطينيين، بعد شن الطائرات الإسرائيلية غارات على غزة رداً على إطلاق صاروخ منها على شمال تل أبيب أواسط مارس/ آذار 2019. وعلى إثرها ازدادت وتيرة التصعيد في غزة واستهدفت الغارات الإسرائيلية مكتب زعيم حركة حماس إسماعيل هنية.
صورة من: picture-alliance/A.A. Alkahlout
موقف أمريكي جديد
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 أعلنت إدارة ترامب أنها لم تعد ترى في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية خرقا للقانون الدولي، وفيما رحبت إسرائيل بالموقف الأمريكي، أدانته السلطة الفلسطينية والأردن. فيما أكد الاتحاد الأوروبي أن موقفه لم يتغير، مؤكدا أن كل النشاط الاستيطاني بالأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني. فيما حذر مراقبون من تداعيات هذا الموقف على الوضع في الشرق الأوسط.
صورة من: imago images/UPI Photo
التمهيد لـ"صفقة القرن"
يُطلق مصطلح "صفقة القرن" على خطة السلام في الشرق الأوسط، التي عكفت إدارة ترامب منذ عام 2017 على إعدادها لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وكان من المتوقع أن يتم الكشف عنها مطلع 2018، لكنها تأجلت. وفي أول مؤتمر علني حول "صفقة القرن" في حزيران/ يونيو 2019 أطلق مستشار ترامب وصهره غاريد كوشنر الجانب الاقتصادي منها، في البحرين ضمن ورشة "من السلام إلى الازدهار"، وسط مقاطعة الفلسطينيين لها.
صورة من: Reuters
وسط ترحيب إسرائيلي ورفض فلسطيني
قوبل إعلان ترامب يوم 28 يناير/كانون الثاني 2020 عن خطته للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بترحيب إسرائيلي، ورفض وتنديد من قبل القيادة الفلسطينية. فيما توالت ردود فعل العواصم العربية والعالمية. ولا تتوفر حتى الآن معلومات دقيقة عن هذه الصفقة. غير أن ما رشح عنها يفيد بأنها تتضمن مفاوضات شاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمشاركة دول عربية كالأردن ومصر وبرعاية أمريكية. إعداد: شارلوته فوسه/ إيمان ملوك