1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

القدس تودع فرانسوا أبو سالم مؤسس المسرح الفلسطيني الوطني

٥ أكتوبر ٢٠١١

شكلت وفاة المخرج المسرحي الفلسطيني فرانسوا أبو سالم، ذي الأصل الفرنسي، صدمة لأصدقائه وجمهوره، وهو الذي يعتبر من أهم وجوه المسرح الفلسطيني الحديث. كما عرف بتأييده القوي للقضية الفلسطينية.

من أحد العروض المسرحية في رام اللهصورة من: Ruth Kinet

يشيع الأربعاء (05 اكتوبر/تشرين الأول 2011) في القدس جثمان المخرج والممثل المسرحي فرانسوا غاسبار أبو سالم، الذي توفي السبت، بعدما ألقى نفسه عن سطح مبنى في رام الله في الضفة الغربية. و يعتبر فرانسوا الفرنسي الأصل، من أهم الوجوه المسرحية الفلسطينية.

وأكد مدير شرطة رام الله أن "الطب الشرعي الفلسطيني، والنيابة العامة أكدا أن المخرج فرنسوا أبو سالم انتحر". ونقل أصدقاء أبو سالم جثمانه إلى المسرح الوطني الفلسطيني لوداع نهائي قبل أن يشيع للدفن في مقبرة اللاتين عند سور القدس القديمة. ووضعت صوره عند مدخل المسرح وفي داخله وكتب تحتها الحوار الختامي لمسرحيته الأخيرة التي ألفها ومثلها: في ظل الشهيد التي ألفها، وفيها "متعدد أنا.. جنية هشة أنا... عاشق ولهان أنا... طوفان دموع مكبوتة أنا... رؤية مستقبلية أنا". وعانى فرانسوا قبل وفاته من المرض ونقل إلى المستشفى. وقد أوصى بان يدفن في مدينة القدس أو في قرية بيت عور، قضاء رام الله.

وقالت والدته فرانسين غاسبار لفرانس برس "لم أفقد ابنا فقط بل فقدت صديقا ورفيق درب". وأضافت "قال لي مرة سأقتل نفسي. فقلت له إذا فعلت ذلك ستقتلني. فضحك وقال: أنا لا يمكن أن أقتلك". وقالت إن فرانسوا "كان يعاني من نوبات اكتئاب عميقة".

النشأة والبدايات

أحد مسارح رام اللهصورة من: Ruth Kinet

ولد فرانسوا غاسبار أبو سالم في 1951 ونشأ في القدس الشرقية، كما عاش في بيروت وفي فرنسا. وهو فرنسي الأصل لكنه اعتبر نفسه فلسطينيا وأضاف كنية أبو سالم في وثائقه الشخصية. وعاملته إسرائيل كأي فلسطيني وسحبت إقامته من مدينة القدس عندما جمعت فترات تغيبه عن القدس مدة ثلاث سنوات، لكنه توجه للقضاء لاستعادتها. وبدأ نشاطه المسرحي مع مسرح الشمس بإدارة أريان منوتشكين. وقد أسس فرقة بلالين وصندوق العجب وفرقة ومسرح الحكواتي في القدس الذي عرف من خلاله في نهاية السبعينات. وقد تغير اسم مسرح الحكواتي ليصبح المسرح الوطني الفلسطيني.

واشتهر فرانسوا أبو سالم كمخرج مسرحي، وقام بنقل العديد من المسرحيات إلى العربية مثل أعمال داريو فو وبرتولد بريشت. كما اخرج الكثير من العروض العالمية، ولا سيما "خطف في السراي" العام 1997 في أوبرا سالزبورغ. أخرج أبو سالم أول أوبرا فلسطينية "السلطانة بائعة السمك"، وأخرج عدة أفلام منها واحد عن القدس القديمة العربية لمتحف سميثونيانز الأميركي في واشنطن الذي لم يعرض بسبب الاحتجاجات الإسرائيلية.

"أبو المسرح الفلسطيني"

كتب فرنسوا أبو سالم العديد من المسرحيات بالعربية، مثل "ذاكرة للنسيان" التي استند فيها إلى عمل لمحمود درويش. وكانت آخر مسرحية له "ظل الشهيد" التي لقيت اقبالا واسعا. وقد تم تكريمه في بيروت تقديرا لهذا العمل. كما تسلم فرنسوا أبو سالم جائزة فلسطين العام 1998 من الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وأكدت والدته فرانسين غاسبار أنه "كان يعاني في الفترة الأخيرة من قلة النوم وقلة الأكل. كان هاجسه أن يبتكر عملا جديدا. كنت أقول له أنت إنسان متواضع لا تعرف قيمة ما فعلت، لديك أعمال كثيرة جميلة وحازت على جوائز".

وفي المسرح الوطني -الحكواتي سابقا - حيث تجمع زملاؤه المسرحيون والفنيون لوداعه، قال المخرج والممثل راضي شحادة، الذي قدم من قرية المغار شمال الجليل الأعلى لفرانس برس إن "فرنسوا هو أبو المسرح الفلسطيني الحديث". وأشار إلى مبنى المسرح الوطني الفلسطيني "بنيناه بأيدينا. كان فرنسوا قائدنا ويعمل أكثر من أي عامل. كان المبنى مهدما ومحروقا ومهجورا. عملنا مع أصدقاء ومتطوعين. ما فعلناه كان جنونا، لكننا بنينا أول مسرح فلسطيني حسب المواصفات العالمية".

انتماء لفلسطين

ستضم مقبرة اللاتين في القدس رفاة أبي سالمصورة من: Jan Zappner

وأضاف راضي شحادة إن " لدى فرنسوا قيادة إبداعية فيها دقة وصدق واجتهاد مكثف، عن وعي ثقافي متحيز للثقافة الفلسطينية. هو إنسان شمولي في الفكر الفلسطيني، وأهم ما فيه ليس قادما من فرنسا، بل هو فلسطيني في كل شيء، إضافة إلى مخزونه الثقافي الفرنسي والعالمي".وتابع "إن فرنسوا ينتمي إلى القضية الفلسطينية فهي قضية أخلاقية فكرية وليس مجرد علاقة دم وهذه عظمتها كقضية أممية، وهو كان إنسانا أمميا".

أما صديقه عامر خليل الذي كان آخر من تحدث معه بالهاتف فقال: "عندما أخبرته أني قادم لرؤيته بعد الانتهاء من البروفات المسرحية أجابني: يمكن ما تلحقني". وأضاف "وصل من فرنسا الجمعة وبدا عليه الإعياء والمرض، لكنه رفض الذهاب إلى الطبيب". ومضى عامر يقول "اعرفه منذ 31 عاما عندما كان عمري 17 عاما، اعتقد أن فرنسوا قد اتخذ قرارا بتحديد يوم موته بهذه الطريقة، التي ربما كان يبحث فيها عن الخلود".

ونعت رابطة المسرحيين والحركة المسرحية والثقافية عبر الصحف فرنسوا ابو سالم، وقالت إن "بفقدانه تفقد فلسطين أحد آباء ومؤسسي الحركة المسرحية الفلسطينية وأحد أعمدة الحركة الثقافية الفلسطينية، الذين أعطوا جل حياتهم للقضية والوطن فن أو ثقافة". وخلال تأبينه في المسرح الوطني، نقل شباب ممن تدربوا معه على المسرح عنه قوله في سيناريو فيم كان يعده عن قرية فلسطينية صودرت أراضيها، "كل حياتي كنت انتمي إلى هذا الشعب، ربما لا يريدني هذا الشعب، لا تخلطوا بيني وبين الأجانب الذين يحتلون بلادكم".

(ف. ي/ أ ف ب)

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW