1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةأوكرانيا

القرار الأوروبي بشأن انضمام أوكرانياـ رسالة إلى كييف وموسكو!

١٥ ديسمبر ٢٠٢٣

يرى خبراء أن موافقة الاتحاد الأوروبي على فتح مفاوضات الانضمام إليه مع أوكرانيا رغم امتناع المجر عن التصويت، بمثابة رسالة إلى كل من كييف وموسكو في آن واحد، فما فحواها؟

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أرشيف 15.09.2022)
يرى خبراء أن موافقة الاتحاد الأوروبي على فتح مفاوضات الانضمام إليه مع أوكرانيا، رسالة إلى كل من كييف وموسكو في آن واحد، فما هي؟صورة من: Efrem Lukatsky/AP/dpa

بعد طول انتظار، سمع الأوكران خبرا سارا مفاجئا من جيرانهم الأوروبيين في ظل المشهد القاتم لمسار الحرب الروسية على بلدهم إذ وافق الاتحاد الأوروبي على فتح مفاوضات الانضمام إليه مع كل من أوكرانيا ومولدافيا.

وعلى وقع هذا القرار، يمكن أن تبدأ كييف قريبا محادثات رسمية   للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي  بعد حصولها على الضوء الأخضر من زعماء الكتلة الخميس (14 ديسمبر / كانون الأول 2023).

وفيما يتعلق بالمجر، التي كانت هددت باستخدام حق النقض ضد قرار بدء مفاوضات الانضمام، فقد امتنعت عن التصويت في اللحظة الأخيرة.

وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على موقع إكس، تويتر سابقا، "هذا انتصار لأوكرانيا. انتصار لأوروبا بأكملها. انتصار يحفزنا ويلهمنا ويعزز قوتنا".

وقبل لقاء زعماء الاتحاد الأوروبي، كان القرار يبدو بعيد المنال بسبب معارضة المجر حيث أطلق رئيس حكومتها فيكتور أوربان تهديدات بالوقوف ضد انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، قائلا: "أوكرانيا ليست مستعدة لبدء مفاوضات الانضمام".

وعقب وصوله القمة الأوروبية، أكد أوربان أن بلاده تعارض فتح محادثات الانضمام مع أوكرانيا  في موقف أظهر أن المجر الدولة الوحيدة بين بلدان التكتل السبعة والعشرين التي تعارض ضم كييف إلى الاتحاد الأوروبي.

ومتحدثا أمام الصحافيين، قال أوربان: "لا يوجد سبب لفتح باب التفاوض بشأن عضوية أوكرانيا في الوقت الراهن"، مضيفا أن كييف لم تستوف جميع المتطلبات التي حددتها المفوضية الأوروبية في يونيو / حزيران 2022 في مجالات مثل مكافحة الفساد وحقوق الأقليات والحد من نفوذ نخبة من أصحاب النفوذ والسلطة ممن يُطلق عليهم " الأوليغارش".

وقال إنه لن يوقع على زيادة ميزانية الاتحاد الأوروبي بما في ذلك منح أوكرانيا مساعدات بقيمة 50 مليار يورو (55 مليار دولار) على مدى أربع سنوات، لكن بعد تسع ساعات، أعلن رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، عن قرار مفاجئ في تغريدة على منصة "إكس" – تويتر سابقا – جاء فيها: "قرر المجلس الأوروبي فتح مفاوضات الانضمام مع كل من أوكرانيا ومولدوفا مع منح جورجيا وضع المرشح  في خطوة هامة تمهد فتح مفاوضات الانضمام."

وخلال ساعة، نشر أوربان مقطعا مصورا على منصة إكس أعربه فيه عن معارضته الخطوة، قائلا: "قرار بدء المفاوضات مع أوكرانيا غير عقلاني وغير صحيح على الإطلاق. ورغم ذلك، أصرت الدول الـ 26 الأخرى على اتخاذ هذا القرار. ولهذا السبب، امتنعت المجر عن التصويت".

وقالت مصادر دبلوماسية لـ DW إن أوربان غادر الغرفة بناء على اقتراح من المستشار الألماني أولاف شولتس في خطوة مهدت الطريق أمام تمكن الدول الست والعشرين في التكتل الأوروبي على التصويت على القرار دون الخوف من إمكانية أن تقدم دولة على استخدام حق النقض "الفيتو" ضد القرار.

ويقول مراقبون إن مسار مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قد يستغرق سنوات وربما عقودا.

ورغم امتناعه عن استخدام الفيتو ضد القرار الأوروبي، إلا أن أوربان عاد إلى مقر انعقاد القمة ومنع التكتل من الموافقة على تقديم مساعدات بقيمة 50 مليار يورو لكييف، مما أدى إلى تأجيل المناقشات حتى العام المقبل.

وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن 26 دولة في الاتحاد الأوروبي وافقت على تقديم مساعدات لأوكرانيا من ميزانية الاتحاد الأوروبي حتى عام 2027، لكن  المجر عارضت هذا القرار الذي يتطلب الموافقة عليه الإجماع .

وقال روته "أنا على ثقة من إمكانية التوصل إلى اتفاق بهذا الخصوص مطلع العام المقبل ربما أواخر يناير / كانون الثاني".

رسالة إلى كييف وإلى موسكو

وبموجب قواعد الاتحاد الأوروبي، يجب على الدول الأعضاء  الاتفاق بالإجماع على مسائل مهمة وفي المقدمة انضمام دول أخرى إلى التكتل.

عارضت المجر فتح  الاتحاد الأوروبي باب مفاوضات الانضمام مع أوكرانيا على النقيض من موقف الدول الـ 26 داخل التكتلصورة من: Yves Herman/REUTERS

ورغم أن الامتناع عن التصويت يعد مسموحا به من الناحية الفنية، إلا أن العادة جرت على أن الدول تقضي أوقاتا طويلة في مسعى لتقليل فجوة الخلافات سعيا إلى التوصل إلى توافق في الآراء في القمم الأوروبية فيما كان امتناع المجر عن التصويت الاستثناء الوحيد.

وكانت المفوضية قد أوصت الشهر المنصرم ببدء محادثات الانضمام مع أوكرانيا  إذ قالت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين إن كييف استوفت 90 بالمئة من المعايير.

وأشادت المسؤولة الأوروبية بجهود أوكرانيا الأخيرة في إصلاح نظامها القضائي وتعزيز قوانين مكافحة غسيل الأموال.

بدوره، قال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو في تغريدة إن القرار الأوروبي الأخير "يبعث برسالة جلية لموسكو وللرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفادها: "نحن الأوروبيين، لن نترك أوكرانيا وحدها"".

بدوره، رأى سيمون شليجل، الباحث المتخصص في  الشأن الأوكراني  لدى مجموعة الأزمات الدولية، أن القرار الأوروبي بشأن بدء مفاوضات الانضمام مع أوكرانيا يبعث أيضا "برسالة قوية إلى كييف مفادها أن التصدي للغزو (الروسي) بالتزامن مع المضي قدما في عملية الإصلاح يستحق العناء".

وفي مقابلة مع DW، أضاف أن القرار "أثبت بلا أدنى شك أن استراتيجية موسكو المتمثلة في انتظار تآكل الوحدة الأوروبية بشأن دعم أوكرانيا استندت على سوء تقدير روسي".

احتفالات ولكن؟

وترى كييف أن القرار سوف يساهم في رفع  الروح المعنوية  لقواتها التي مازالت تخوض قتالا شرسا ضد الجيش الروسي منذ بدء موسكو توغلها العسكري في أراضي جارتها قبل 22 شهرا.

ويأتي ذلك في ضوء تضاؤل الأسلحة والأموال المقدمة للجانب الأوكراني وسط إشارات مقلقة يرسلها حلفاء كييف الرئيسيين في أوروبا وواشنطن بشأن قضية الدعم السياسي لمسار تقديم المساعدات المالية لأوكرانيا وتسليحها.

يتزامن هذا مع توقع أن يكون العام المقبل صعبا على أوكرانيا إذ مع انخفاض درجات الحرارة، كثفت روسيا قصفها ما يؤكد استمرارها في تحدي أوكرانيا والغرب بشكل عام.

وفي مقابلة مع DW، قالت أليسا دي كاربونيل، الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية، إن "الهجوم المضاد أدى إلى استنزاف عملية تسليح أوكرانيا فيما يواجه حلفاء كييف صعوبات من أجل تسريع هذه العملية".

أسباب الرفض المجري؟

وقبل قمة الخميس، تكهن كثيرون في أروقة الاتحاد الأوروبية حيال الهدف الذي يرغب أوربان في تحقيقه من خلال تهديده باستخدام حق النقض  ضد محادثات انضمام أوكرانيا إلى التكتل الأوروبي.

يسعى بايدن لطمأنة كييف بشأن استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا في ظل الخلافات داخل الكونغرس حيال استمرار المساعدات الأمريكيةصورة من: Evan Vucci/AP/picture alliance

فعشية القمة، قامت المفوضية الأوروبية بالإفراج عن عشرة مليارات يورو من أموال الاتحاد الأوروبي للمجر التي جرى تجميدها كعقاب على التراجع الديمقراطي في بودابست في ظل حكومة أوربان.

ولا يزال الاتحاد الأوروبي يجمد تمويلات أوروبية بقيمة 12 مليار يورو مخصصة للمجر، فيما لم يكن إلغاء تجميد الأموال موضع ترحيب أوروبي.

ففي تعليقه، قال عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر الألماني، دانيال فرويند، "أقدمت (رئيسة المفوضية الأوروبية ) فون دير لاين على دفع أكبر رشوة في تاريخ الاتحاد الأوروبي لفيكتور أوربان وهو حاكم مستبد وصديق (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".

وأضاف أن هذا الأمر "يبعث برسالة كارثية مفادها أن عملية الابتزاز التي شرع فيها أوربان آتت ثمارها".

وبعيدا عن موقف المجر، رحب العديد من  زعماء الاتحاد الأوروبي  بقرار بدء محادثات الانضمام مع أوكرانيا إذ قال رئيس الوزراء البولندي الجديد دونالد تاسك: "أهدي قرارنا اليوم بشأن توسيع (الاتحاد الأوروبي) إلى الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل أوكرانيا المستقلة والأوروبية".

أعده للعربية: محمد فرحان

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW