القصف على الغوطة لم يتوقف حتى مع دخول قافلة المساعدات
٥ مارس ٢٠١٨
واصل النظام السوري غاراته على الغوطة الشرقية مع وصول قافلة مساعدات هي الأولى منذ أكثر من أسبوعين. الغارات أوقعت عشرات القتلى من المدنيين حسب ناشطين. كما طالب الرئيس الفرنسي نظيره الروسي بضمان احترام دمشق للهدنة.
إعلان
قتل 45 مدنياً، بينهم خمسة أطفال، في قصف لقوات النظام السوري منذ منتصف ليل الأحد/ الاثنين (الخامس من مارس/ آذار 2018) على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، في حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان المحسوب على المعارضة.
وكان المرصد السوري قد وثق صباح اليوم الاثنين مقتل 14 مدنياً في القصف بعد منتصف الليل وصباح الاثنين، أي قبل بدء الهدنة الروسية اليومية عند الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي. إلا أن الحصيلة واصلت الارتفاع، بحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن "نتيجة استمرار انتشال الضحايا من تحت الأنقاض".
وبعد ظهر الاثنين، وثق المرصد مقتل مدني في بلدة كفر بطنا وإصابة آخرين في مناطق أخرى نتيجة تجدد القصف الجوي، الذي أسفر أيضاً عن إصابة أكثر من 170 آخرين بجروح.
وسجلت مدينة حمورية الحصيلة الأكبر، إذ قتل فيها 19 مدنياً ليل الأحد وصباح الاثنين. ومع انتشال مزيد من الضحايا من تحت الأنقاض ومقتل آخرين، ارتفعت حصيلة الضحايا المدنيين منذ بدء حملة القصف على الغوطة الشرقية في الثامن عشر من فبراير/ شباط إلى 740 قتيلاً، بينهم أكثر من 170 طفلاً.
وإلى جانب الحملة الجوية، بدأ الجيش السوري، الذي تلقى تعزيزات عسكرية، هجوماً برياً ازدادت وتيرته تدريجياً، وتركز على الجبهة الشرقية. وباتت قوات النظام، بحسب المرصد السوري، تسيطر على ثلث مساحة الغوطة الشرقية المحاصرة.
وتُعد الغوطة الشرقية إحدى بوابات دمشق، ولطالما شكلت هدفاً للجيش السوري الذي يفرض عليها حصاراً منذ العام 2013.
وكانت قافلة مساعدات إنسانية – هي الأولى إلى الغوطة الشرقية منذ بدء التصعيد قبل أكثر من أسبوعين – قد دخلت إلى مناطق القتال. وتتألف القافلة المشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري من 46 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والطبية تكفي لـ27500 شخص في معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق.
ولم تسمح قوات النظام بإدخال العديد من المواد الطبية الضرورية، بينها حقائب الإسعاف الأولية، بحسب الامم المتحدة.
مطالبات غربية لمحاسبة دمشق على ما يجري في الغوطة الشرقية
24:34
ماكرون يطالب بوتين بضمان احترام سوريا للهدنة
من جهة أخرى، قال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه حث نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي الاثنين على ضرورة أن تقبل سوريا "دون أدنى لبس" قرار الأمم المتحدة الداعي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً. وذكر قصر الإليزيه في بيان: "مع الإقرار بقبول الجماعات المعارضة المسلحة للهدنة الإنسانية وعدم كافية ‘التوقف‘ الإنساني لخمس ساعات الذي قررته روسيا، شدد ماكرون على ضرورة تمكين قوافل المساعدات الإنسانية من الوصول إلى كل السكان المحتاجين دون معوقات ودون مزيد من التأخير".
هذا وكانت الإدارة الأمريكية قد أدانت "الحملة العسكرية المستمرة ضد سكان الغوطة الشرقية". وكان منسق المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا، بانوس مومتزيس، قد تحدث عن "تصاعد العنف" و"عقوبات جماعية على المدنيين"، وذلك أثناء ما كان يتم إفراغ شاحنات المساعدات في مدينة دوما.
ويصرّ الرئيس السوري بشار الأسد على استعادة الغوطة الشرقية، التي يعيش فيها نحو 400 ألف شخص، بأي ثمن. وتعيش المنطقة حصاراً مطبقاً من قبل قوات النظام السوري والقوات المتحالفة معها منذ عام 2013.
ي.أ/ أ.ح (أ ف ب، رويترز)
الغوطة الشرقية.. أطراف الحرب وضحاياها من المدنيين
في وجه الهجوم الشرس للنظام السوري وحلفائه تستميت فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية في الدفاع عن آخر معاقلها قرب العاصمة. ما هي أبرز أطراف النزاع على الجانبين؟ وما حجم معاناة السكان هناك؟
صورة من: Getty Images/AFP/H. Al-Ajweh
"جيش الإسلام"
يعد "جيش الإسلام" أبرز فصائل المعارضة في المنطقة، والذي أسسه وتولى قيادته زهران علوش عام 2013 إلى حين مقتله إثر غارات جوية روسية عام 2015. وتكون "جيش الإسلام" نتيجة اتحاد أكثر من 45 فصيلاً من "الجيش الحر". ويضم قرابة 10 آلاف مقاتل ويسيطر على نصف مساحة منطقة الغوطة الشرقية وتحديداً مدينة دوما ومحيطها.
صورة من: Getty Images/AFP/A.AlmohibanyGetty Images/AFP/A.Almohibany
"فيلق الرحمن"
يعد "فيلق الرحمن" ثاني أكبر الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، بعد "جيش الإسلام". وتأسست نواته الأولى التي كانت تسمى بـ"لواء البراء" في آب/ أغسطس 2012، وتغير اسم الجماعة المسلحة مع تزايد أعداد أفرادها إلى فيلق "الرحمن". وتضم الجماعة ما يقرب من تسعة آلاف مقاتل وتسيطر على ما يسمى بالقطاع الأوسط الذي يضم مدناً عدة أبرزها عربين وحموريه، بالإضافة إلى أجزاء من حي جوبر في شمال شرق دمشق.
صورة من: Getty Images/AFP/A.Eassa
"حركة أحرار الشام"
تنفرد "حركة تحرير الشام" بالسيطرة على أجزاء من مدينة حرستا ومحيطها على أطراف الغوطة الشرقية. وخاضت إلى جانب "هيئة تحرير الشام" عدة معارك ضد قوات النظام في المنطقة، رغم الخلاف الكبير بينهما.
صورة من: Getty Images/AFP/B. al-Habibi
"هيئة تحرير الشام"
تضم "هيئة تحرير الشام"، والتي كانت تُعرف سابقاً بجبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا)، مئات المقاتلين إلى جانب عدد كبير من المقاتلين الأجانب. ويترأسها في الغوطة المدعو بالشيخ أبوعاصي. وتقتصر سيطرتها على بعض المراكز المحدودة في القطاع الأوسط في الغوطة.
صورة من: Rami Al-Sayed/AFP/Getty Images
النظام السوري وحلفاؤه
على الجانب المقابل يخوض جيش النظام السوري وحلفاؤه من ما يُطلق عليها "القوات الرديفة" معارك شرسة ضد قوات المعارضة. ولا يعرف على وجه الدقة من هي المجموعات والميلشيات التي تساند الأسد في الحرب في منطقة الغوطة. هذا ويتم الحديث عن مشاركة ميلشيات تابعة لإيران وأخرى عراقية وحزب الله اللبناني.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
واشنطن تتهم وموسكو تنفي
نفى الكرملين ضلوع روسيا في القصف على الغوطة الشرقية. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين "إنها اتهامات لا أساس لها" بعدما اتهمت الخارجية الأميركية روسيا بأنها "مسؤولة" عن هذه الهجمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/E. Shtukina
المدنيون يدفعون الثمن دائماً
يعيش في المنطقة المحاصرة من الغوطة الشرقية قرابة 400 ألف شخص، وهي منطقة مؤلفة من مدن وبلدات ومزارع تحاصرها قوات النظام والميليشيات الموالية لها منذ 2013. وتعد الغوطة الشرقية آخر معقل لمقاتلي المعارضة قرب دمشق. ولاقى منذ بداية الغارات الجوية والقصف، الذي يشنه النظام السوري على الغوطة الشرقية، لحد الآن أكثر من 417 مدني حتفه، من بينهم نحو مئة طفل، وأصيب مئات آخرين بجروح.
صورة من: picture alliance/abaca/A. Al Bushy
تفاقم الوضع الإنساني
ولليوم السادس على التوالي قصفت طائرات حربية الغوطة الشرقية. وذكرت منظمات خيرية طبية إن الطائرات أصابت أكثر من عشرة مستشفيات الأمر الذي يجعل مهمة علاج المصابين شبه مستحيلة. وصرحت منظمة "أطباء بلا حدود" أن القصف أدى إلى هدم وتدمير 13 مشفى وعيادة تدعمها. إعداد: إيمان ملوك