مجددا يسقط قتلى من المدنيين في الغوطة الشرقية إثر تجدد القصف على مدنها، وفق تأكيدات الأمم المتحدة والمرصد السوري لحقوق الانسان، رغم دخول الهدنة الروسية لخمس ساعات حيز التنفيذ.
إعلان
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، مقتل طفل وإصابة سبعة مدنيين اليوم الثلاثاء (27 فبراير/ شباط 2018)، جراء تجدد القصف من قبل قوات النظام والطائرات الحربية على مناطق في غوطة دمشق الشرقية.
وقال المرصد القريب من المعارضة، في بيان صحفي اليوم الثلاثاء، إن قوات النظام استهدفت بأربع قذائف على الأقل مناطق في بلدة جسرين ما تسبب بمقتل طفل وإصابة سبعة مواطنين آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، وهو أول قتيل منذ بدء سريان الهدنة الروسية "الإنسانية" في الغوطة الشرقية.
وحسب المرصد، نفذت الطائرات الحربية غارتين استهدفتا مناطق في مدينة عربين، في حين استهدفت بغارة مناطق في بلدة كفر بطنا، كذلك استهدفت غارتان مناطق في بلدة الأفتريس، وألقت مروحية تابعة للنظام برميلين متفجرين على مناطق في بلدة الشيفونية.
من جهتها، أكدت الأمم المتحدة احتدام القتال رغم وقف إطلاق النار الذي دعت إليه روسيا حليفة الرئيس السوري بشار الأسد لمدة خمس ساعات يوميا.
بسبب جحيم القصف.. الغوطة الشرقية تعيش كارثة إنسانية محققة
تشهد الغوطة الشرقية المحاصرة إحدى الفترات الأكثر دموية منذ بدء الحرب في سوريا. معاناة مستمرة وعنف متواصل في الغوطة جعل المنظمات الدولية تندد بـ"الجرائم" المرتكبة في حق هؤلاء، محذرة من "خروج الوضع عن السيطرة".
صورة من: picture alliance/abaca/A. Al Bushy
قتل البراءة
تحصد عمليات القصف على منطقة الغوطة الشرقية آلاف الأرواح لأطفال سوريين. إذ تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من سبعين طفل قتلوا من بين مجموع الضحايا منذ بدء التصعيد. وفي هذا الصدد، أصدرت اليونسيف بيانا بسطور فارغة لوصف معاناة أطفال الغوطة وشقائهم اليومي والمستمر.
صورة من: picture alliance/AA/Q. Nour
معاناة النساء
تعاني النساء بشكل كبير في الغوطة الشرقية التي تتعرض إلى أحد أعنف عمليات القصف منذ اندلاع الحرب عام 2013. وتشكل النساء جزءاً مهما من ضحايا القصف الذي تجاوز 250 قتيلا خلال يومين في المعقل الأخير لفصائل المعارضة السورية في ريف دمشق.
صورة من: picture alliance/abaca/A. Al Bushy
عائلات مشردة
موت الأطفال والنساء كما الرجال في الغوطة الشرقية ساهم في تشرد الكثير من العائلات السورية هناك. وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوغاريك أن "نحو 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية قد تعرضوا لضربات جوية وقصف بالمدفعية". وهو ما أثارقلق وكالات الإغاثة على نحو متزايد.
صورة من: picture alliance/AA/A. Al-Bushy
تدمير المستشفيات والمدارس
المستشفيات، المدارس، دور العبادة... لم تسلم من الهجوم الذي تتعرض له الغوطة. فقد تعرضت ست مستشفيات للقصف خلال 48 ساعة فقط، إذ خرج ثلاثة منها عن الخدمة، فيما بقي مستشفيان يعملان جزئيا. وهو ما وصفته الأمم المتحدة بالهجوم غير المقبول وحذرت من أن يصل إلى حد جرائم الحرب.
صورة من: Reuters/B. Khabieh
في انتظار الموت
تجاوز عدد القتلى في الغوطة الشرقية 250 قتيلا خلال يومين فقط. ويتسبب القصف إلى جانب نقص الغذاء والدواء وغيرهما من الضرورات الأساسية في المعاناة والمرض والموت أيضا. وقال سكان في الغوطة الشرقية بسوريا إنهم "ينتظرون دورهم في الموت" بعد كل ها القصف الذي يستهدف منطقتهم في الفترة الأخيرة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Almohibany
من المسؤول؟
يمتد الحصار على الغوطة الشرقية منذ 2013، وتقول الحكومة السورية وحليفتها روسيا التي تدعم الأسد بالقوة الجوية منذ 2015 إنهما لا تستهدفان المدنيين. كما ينفي الجانبان استخدام البراميل المتفجرة التي تسقط من طائرات هليكوبتر وتدين الأمم المتحدة استخدامها. في المقابل قالت وسائل إعلام رسمية إن مقاتلي المعارضة يطلقون أيضا قذائف المورتر على أحياء في دمشق قرب الغوطة الشرقية.
صورة من: AFP/Getty Images/A. Almohibany
منظمات دولية تندد
الوضع بالغوطة الشرقية، يثير غضب الكثير من المنظمات الدولية التي ترفض ما يجري بسوريا. وكانت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات التابعة لها قد حذرت من أن تصير الغوطة الشرقية المحاصرة "حلبا ثانية"، ومن أن يتطور الأمر ليصبح "جرائم حرب" في حالة تصعيد القتال فيها. كما نددت بالهجوم الذي أصيبت فيه مستشفيات وبنيات أساسية مدنية أخرى، ووصفته بأنه غير مقبول. إعداد: مريم مرغيش
صورة من: picture alliance/abaca/A. Al Bushy
7 صورة1 | 7
وقال ينس لايركه، المتحدث باسم الأمم المتحدة في الشؤون الانسانية، خلال إفادة في جنيف "وردت إلينا تقارير هذا الصباح تفيد باستمرار القتال في الغوطة الشرقية"، موضحا أنه و"من الواضح أن الوضع على الأرض في حالة لا تسمح بدخول القوافل أو خروج حالات الإجلاء الطبي".
وكان مركز المصالحة الروسي في سوريا قد أعلن، أمس الاثنين، أن "المركز اتخذ بالتعاون مع الحكومة السورية، قراراً بإجراء تدابير لازمة لضمان خروج مدنيين وإجلاء مرضى وجرحى من الغوطة الشرقية"، وأوضح أن "هدنة إنسانية ستعلن يوميا، بدءاً من اليوم، في منطقة بلدتي دوما وعربين، في الفترة ما بين الساعة التاسعة صباحا حتى الثانية ظهرا".
وأمر المكتب الروسي في سوريا بفتح "ممر إنساني" للسماح للمدنيين بمغادرة المنطقة وهي آخر معقل للمعارضة قرب دمشق. وحسب الأمم المتحدة يعيش هناك أكثر من 400 آلاف شخص تعرضوا للحصار منذ سنوات.
إلا أن موسكو صرحت اليوم بأن تشغيل ممر الإجلاء، يعتمد على قوات المعارضة المتهمة باحتجاز المدنيين رهائن وتخريب الممر.
وفي هذا الشأن قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر عبر الهاتف إن روسيا تأسف للوضع في الغوطة وإن موسكو ستواصل العمل على مساعدة المدنيين على مغادرة المنطقة رغم ما وصفه "باستفزازات" المعارضة.
وأعلنت "الهدنة الروسية" بعد يومين من إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا يطالب بوقف إطلاق النار في عموم سوريا لمدة 30 يوما. ولا تشمل هذه الهدنة بعض الجماعات المتشددة التي تقول دمشق إن قواتها تحاربها في الغوطة الشرقية.