القضاء الألماني يتحرّك ضد بيلاروسيا والسعودية وسوريا
١٣ مايو ٢٠٢١
استنادا على مبدأ "الاختصاص القضائي العالمي"، ينظر القضاء الألماني حالياً في شكاوى ضد بيلاروسيا والسعودية، عقب انطلاق محاكمات متعلقة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك في سابقة دولية لا تخلو من تحديات قانونية.
إعلان
لجأ عشرة معارضين من بيلاروس إلى مكتب المدعي العام الاتحادي الألماني، متهمين نظام ألكسندر لوكاشينكو بتعذيب منهجي خلال قمع الشرطة للاحتجاجات التي بدأت صيف 2020 بعد إعادة انتخابه المتنازع عليها.
وجاء الادعاء بعد فترة وجيزة من شكوى مماثلة قدّمها مجتمع الميم الشيشاني ضد نظام رمضان قديروف، وشكوى ثانية من منظمة "مراسلون بلا حدود" ضد ولي العهد السعودي لـ "مسؤوليته" في اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بتركيا.
السند القانوني
وتعتمد المنظمات غير الحكومية والضحايا الذين توجهوا الى القضاء الألماني على مبدأ "الاختصاص القضائي العالمي" الذي مكّن ألمانيا منذ 2002 من محاكمة أي شخص على أخطر الجرائم، على غرار جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب مرتكبة في أي مكان في العالم.
ورغم أن دولاً أوروبية أخرى تملك هذا السلاح القانوني، إلا أنّ "كل الآمال توجّهت حالياً الى ألمانيا"، وفق ما تقول المسؤولة عن لجنة العدل الدولية في منظمة العفو الدولية جين سولزر لوكالة فرانس برس.
وتوضح المحامية الفرنسية أنه بخلاف النظام الفرنسي على سبيل المثال، يتيح قانون العقوبات في القانون الدولي الألماني "إمكانية تقديم الشكاوى دون شرط وجود الجاني المفترض" في ألمانيا.
مراسلون - تعذيب السوريين أمام القضاء الألماني
12:36
بين عامي 2017 و2019، أجرى ضباط الشرطة في الوحدة المتخصصة بجرائم الحرب 105 تحقيقات تتعلق بجرائم مرتكبة في سوريا أو العراق، وكذلك في ساحل العاج أو جمهورية الكونغو الديموقراطية أو جنوب السودان أو مالي، وفقًا لوثيقة عن هيئة التشريع الاتحادية.
وتشرح ماريا إيلينا فينيولي من منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، أنه ما من داعٍ لوجود صلة بين القضية وألمانيا لرفع الدعوى، وبالتالي يوفّر ذلك فرصة "لتحقيق العدالة لضحايا ليس لديهم مكان يلجؤون إليه".
مقاضاة مسؤولين عن انتهاكات في سوريا
على وقع شلل الهيئات القضائية الدولية، تلعب ألمانيا اليوم دوراً طليعياً في ملاحقة الانتهاكات المنسوبة إلى النظام السوري، خصوصاً مع وجود 800 ألف لاجئ سوري لديها. وأصدرت محكمة كوبلنز الإقليمية العليا حكماً تاريخياً في شباط/ فبراير الماضي، دانت فيه للمرة الأولى في العالم عضواً سابقاً في الاستخبارات السورية بتهمة "التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية".
ومن المتوقع أن يصدر القضاء في الخريف المقبل حكماً آخر بحق عقيد سوري يُحاكم حالياً بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بالمشاركة في قتل 58 شخصاً وتعذيب أربعة آلاف معتقل.
ومن المقرر أن يمثل قريباً أمام القضاء طبيب سوري يُشتبه بإقدامه على تعذيب جرحى داخل مستشفى عسكري في حمص في وسط سوريا.
تحرك ضد مقاتلي "الدولة الإسلامية"
ويتحرّك القضاء الألماني كذلك على خط الانتهاكات التي ارتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية" بحق الأقلية الأيزيدية عام 2014. وتجري في فرانكفورت منذ أكثر من عام محاكمة غير مسبوقة لعراقي متهم بجريمة "الإبادة الجماعية". كما تتخذ اجراءات عدّة متصلة بمصير هذه الأقلية، خصوصاً منذ عودة شابات ألمانيات التحقن بتنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي. رغم ذلك كله، فإن "الولاية القضائية العالمية" تدرك حدودها، بدءاً من العوائق السياسية التي قد تنشأ.
ويشير المحامي باتريك كروكر، الذي يمثل الأطراف المدنية في محاكمة كوبلنز، إلى أن سوريا التي وضعها المجتمع الدولي على منصة المحاكمة، تشكل "أرضية سياسية آمنة للمدعين العامين الأوروبيين". لكنّه يتعيّن على القضاء الألماني، وفق ما يقول المحامي ولفانغ كاليك رئيس المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان، أن "تطبّق المعايير ذاتها على المشتبه بهم من الدول الصديقة".
التحديات القانونية
ورفض الادعاء الألماني في 2005 شكوى رفعتها المنظمة غير الحكومية، ومقرها برلين، ضد وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد بتهمة ارتكاب جرائم حرب في العراق. ومن بين العوائق الرئيسية أيضاً "صعوبة التوجّه للتحقيق في الميدان"، وفق سولزر. ومن هنا، ضرورة أن تكون الشرطة خلاقة عبر استخدام صور الأقمار الصناعية أو مطالبة الضحايا برسم الأماكن التي تم احتجازهم فيها.
كما يمكن لهذه المحاكمات أن تكون طويلة ومكلفة، على غرار محاكمة اثنين من قادة جماعة مسلحة رواندية، عقد خلالها 320 جلسة استماع في معدّل قياسي، مع فاتورة بلغت قرابة خمسة ملايين يورو. أكثر من ذلك، فقد جرى إلغاء الحكم الصادر في أيلول/ سبتمبر 2015 جزئياً.
و.ب/ ع.غ (أ ف ب)
مشاهد لا تُنسى من عشر سنوات من الحرب والدمار في سوريا
إنها شواهد مهمة من التاريخ المعاصر، فقد وثق مصورون سوريون محليون الحياة اليومية في بلدهم الذي مزقته الحرب على مدار عشر سنوات. والآن قام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بتجميع تلك الوثائق المؤلمة والمهمة.
صورة من: Muzaffar Salman/OCHA
صورة حزن لا ينتهي
إدلب في 2020: شابان يبكيان والدتهما، بعد تعرض منزلهما لهجوم جوي. كان المصور غيث السيد نفسه في السابعة عشرة من عمره عندما اندلعت الحرب. كما قتل شقيقه في هجوم بالقنابل أيضا، ويقول: "عندما التقطت الصورة، عادت إليَّ كل مشاعر الرعب التي شعرت بها عندما مات أخي. وفجأة بدأت أبكي أنا بنفسي".
صورة من: Ghaith Alsayed/OCHA
ذكريات مدمرة في الرقة
الرقة في عام 2019. امرأة تدفع عربة أطفال عبر مدينة مدمرة المعالم. ويقول المصور عبود همام: "في عام 2017 بدأت ألتقط صوراً لمدينتي. الذكريات تتواصل مع كل زاوية هنا. لقد دمروا كل ذلك. ستصبح صوري يوماً ما وثائق تاريخية".
صورة من: Abood Hamam/OCHA
ضائعون وسط الأنقاض
بنش (إدلب)، أبريل/ نيسان 2020. امرأة وابنتها. في لقطة سجلها مهند الزيات، إنهما تظهران وكأنهما كائنين صغيرين في صحراء من الأنقاض لا نهاية لها. لقد وجدتا الحماية في مدرسة مدمرة. مأوى خطير، لكنه أفضل من لا شيء. فالمخيم القريب للنازحين لم يعد به مكان شاغر.
صورة من: Mohannad Zayat/OCHA
الشرب من حفرة ناجمة عن القنابل
حلب في يونيو/ حزيران 2013: تدمير خط مياه في هجوم، ويبدأ الصبي على الفور بالشرب من الحفرة الناتجة عن القنابل والتي امتلأت بالمياه. ويقول المصور مظفر سلمان: "في ذلك الوقت، قال بعض الناس إن الصورة غير واقعية، وأنه كان علي من الأفضل أن أعطيه ماءً نظيفاً. لكني أعتقد أنه من أجل تغيير الواقع، من المهم أولاً تصويره كما هو".
صورة من: Muzaffar Salman/OCHA
الهروب من الغوطة
عند الهروب من الغوطة في مارس/ آذار 2018، رجل يحمل طفلته في حقيبة سفر إلى نقطة الخروج، والتي من المفترض أن تمهد الطريق للحرية. وكتب المصور عمر صناديقي: "الحرب في سوريا لم تغير البلد فحسب. لقد غيرتنا أيضًا. وغيرت طريقة نظرتنا إلى الناس وكيف نلتقط الصور وبالتالي نرسل رسائل إنسانية إلى العالم".
صورة من: Omar Sanadiki/OCHA
مواصلة العيش والمثابرة
إحدى ضواحي دمشق في 2017: أم محمد وزوجها يجلسان في منزلهما المدمر وكأن شيئًا لم يحدث. يقول المصور سمير الدومي: "هذه المرأة من أكثر الأشخاص الذين قابلتهم إثارة للإعجاب. لقد أصيبت بجروح بالغة وبعد ذلك بقليل أصيب زوجها أيضًا، فبقيت في المنزل لتعتني به. وصمودها يعكس الوجه الحقيقي للسوريين".
صورة من: Sameer Al-Doumy/OCHA/AFP
أم تبكي ولدها في عيد الفطر
منطقة درعا في 2017. ليس هناك شيء للاحتفال به في عيد الفطر. يقول المصور محمد أبازيد: "في عام 2017، رافقت هذه المرأة وهي تزور قبر ابنها في أول أيام عيد الفطر. وأنا نفسي عندها غلبني البكاء، لكني مسحت دموعي حتى يكون بمقدوري التقاط الصور".
صورة من: Mohamad Abazeed/OCHA
طفولة في الكرسي المتحرك
دمشق ، يناير/ كانون الأول 2013. الطفلة آية البالغة من العمر خمس سنوات تنتظر على كرسي متحرك بينما والدها يحضر لها وجبتها الغذائية. كانت في طريقها إلى المدرسة عندما أصابتها قنبلة، وتقول: "كنت أرتدي حذائي البني في ذلك اليوم. وفي البداية رأيت الحذاء يطير في الهواء، ثم رأيت ساقي تتطاير معه".
صورة من: Carole Alfarah/OCHA
ألعاب بهلوانية سورية
في كفر نوران بالقرب من حلب، حوَّل رياضيون سوريون مشهد الأنقاض إلى أماكن لممارسة "الباركور" (حركات الوثب) البهلوانية الجريئة. وعلى ما يبدو تظهر لقطة المصور أنس الخربوطلي أن رياضات الحركة في المدن والحركات المثيرة تصلح ممارستها أيضًا وسط الأنقاض الخرسانية.
صورة من: Anas Alkharboutli/OCHA/picture alliance/dpa
أمل في بداية جديدة
بعد توقيع وقف إطلاق النار، تعود عائلة إلى موطنها جنوب إدلب عام 2020. التقط علي الحاج سليمان الصورة بمشاعر مختلطة ويقول: "أنا سعيد بالناس القادرين على العودة إلى قريتهم الأصلية. وحزنت لأنني طردت أنا أيضا ولا أستطيع العودة".
صورة من: Ali Haj Suleiman/OCHA
تراث روماني
هذه هي سوريا أيضًا في حالة الحرب: المسرح الروماني في بصرى في منطقة درعا. في عام 2018، غمرته الأمطار الغزيرة.
ملحوظة: قدم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA) جميع الصور في هذه الجولة المصور، لكنه لا يضمن دقة المعلومات المقدمة من أطراف ثالثة. والتعاون مع هؤلاء لا يعني وجود اتفاق من قبل الأمم المتحدة. إعداد: فريدل تاوبه/ غوران كوتانوسكي/ص.ش