القضاء الألماني يعلق مؤقتاً قرار وضع حزب البديل تحت المراقبة
٥ مارس ٢٠٢١
أصدرت المحكمة الإدارية في كولونيا قراراً بعدم جواز تصنيف حزب "البديل" الألماني الشعبوي كحالة اشتباه تتعلق بالتطرف اليميني بشكل مؤقت، ما يعني عدم قانونية وضعه تحت المراقبة الاستخباراتية. فما هي خلفيات هذا القرار؟
إعلان
قضت محكمة ألمانية بعدم جواز الهيئة الاتحادية لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية في ألمانيا) بتصنيف حزب "البديل من أجل ألمانيا" كحالة اشتباه تتعلق بالتطرف اليميني لحين إتمام الإجراءات العاجلة المنظورة أمام المحكمة الإدارية في مدينة كولونيا. وأصدرت المحكمة الإدارية في كولونيا هذا القرار وأبلغته لأطراف القضية اليوم الجمعة (الخامس من مارس/آذار 2021).
ووفقا لمعلومات وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أبلغ رئيس الهيئة توماس هالدنفانغ المكاتب الإقليمية للهيئة في الولايات أول أمس الأربعاء بهذا القرار في مؤتمر داخلي عبر الفيديو. وكان الحزب تقدم في وقت سابق بطلب عاجل أمام محكمة كولونيا لمنع الاستخبارات الداخلية من وضعه رسميا قيد المراقبة وإعلان هذه الخطوة للرأي العام.
ويقول الحزب إن هذا الإجراء يقوض حقه في تكافؤ الفرص فيما يتعلق بالأحزاب السياسية الأخرى. وبسبب الإجراءات القضائية الجارية، لا تدل الهيئة حاليا بتصريحات علنية حول مسألة تقييم حزب "البديل من أجل ألمانيا". وقالت الهيئة في كولونيا، ردا على استفسار: "في ضوء الإجراءات الجارية واحتراما للمحكمة، لا تتحدث الهيئة الاتحادية لحماية الدستور علنا في هذه المسألة".
وواجه الحزب، وهو أقوى قوة معارضة داخل البرلمان الاتحادي (بوندستاغ)، اتهامات متكررة بعلاقته بمتطرفين يمينيين. وقد لفتت أجزاء من حزب "البديل من أجل ألمانيا" - بما في ذلك مجموعة "فلوغل" (الجناح) المتطرفة وقسم الشباب في الحزب - انتباه هيئة حماية الدستور، ما دفع الهيئة إلى وضع "فلوغل" تحت المراقبة الكاملة العام الماضي بعد أن أعلنت الهيئة أن أعضاءها من المتطرفين اليمينيين.
ع.ش/خ.س (د ب أ، أ ف ب)
كيف تمول الأحزاب الألمانية حملاتها الانتخابية؟
لوحات الدعاية للمرشحين في الشوارع والمؤتمرات الانتخابية والشرح المفصل لبرامج الأحزاب، كلها أمور تكلف الأحزاب مبالغ طائلة. فمن أين تأتي الأحزاب الألمانية بالمال اللازم لتمويل حملاتها الانتخابية؟
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
اعتماد كبير على التبرعات
تلعب التبرعات –بالإضافة لدعم الدولة الذي تحصل عليه جميع الأحزاب الأخرى- دوراً مهماً في تمويل حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي ترأسه المستشارة أنغيلا ميركل. وبلغت التبرعات التي حصل عليها الحزب في عام 2017 وحده، أكثر من مليوني يورو. أما تكاليف الحملة الانتخابية للحزب لانتخابات 2017 فقدرت بنحو 20 مليون يورو، وفقا لبيانات الحزب نفسه.
صورة من: Reuters/F. Bensch
سرية تكاليف الحملة الانتخابية
أما حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي (الحزب البافاري)، الشقيق الأصغر للحزب المسيحي الديمقراطي، والذي يشكل معه ما يعرف بـ"الاتحاد المسيحي"، فلم يكشف عن تكلفة حملته الانتخابية لأسباب استراتيجية داخله. لكن توقعات الخبراء، التي تعتمد على حملة الحزب الأخيرة في عام 2013، تشير إلى أن تكلفة الحملة الانتخابية هذا العام تقدر بنحو تسعة ملايين يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
الحزب الاشتراكي يكسب أموالاً بنفسه
تكلفة الحملة الانتخابية للحزب الاشتراكي الديمقراطي خلال انتخابات عام 2013، تفوقت على كافة الأحزاب الأخرى وبلغت تحديداً 23 مليون يورو. وارتفعت إلى 24 مليون يورو خلال الحملة الانتخابية الحالية. وبدلا من الاعتماد بشكل كبير على التبرعات، يكسب الحزب الاشتراكي بنفسه أموالاً من خلال المشاركة في مؤسسات مختلفة، وهو ما يدر على الحزب سنوياً نحو مليوني يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
اعتماد أساسي على التبرعات
الحزب الديمقراطي الحر هو الآخر يعتمد بشكل كبير على التبرعات مثل الحزب المسيحي الديمقراطي، وتلقى الحزب خلال العام الجاري وحده، أكثر من 1.5 مليون يورو من كبار المتبرعين. ورغم قلة ميزانية الحملة الانتخابية للحزب مقارنة بالأحزاب الأخرى، والتي بلغت نحو خمسة ملايين يورو، إلا أن حملة الحزب هذا العام جذبت الاهتمام بشكل واضح.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Gollnow
حملة انتخابية بأقل تكلفة ممكنة
ميزانية الحملة الانتخابية لحزب الخضر كانت ضئيلة أيضا مقارنة بأحزاب أخرى، إذ بلغت هذا العام، بناء على أقوال الحزب ذاته، نحو 5.5 مليون يورو، مقارنة بنحو خمسة ملايين يورو خلال انتخابات 2013.
صورة من: picture alliance / dpa
أعضاء الحزب يمولون حملته الانتخابية
اختلاف واضح في طريقة تمويل حزب "اليسار"، الذي لا يعتمد على التبرعات وإنما على مساهمات الأعضاء، والتي تشكل نحو 34 بالمئة من مصادر دخل الحزب. وأنفق "اليسار" نحو 6.5 مليون يورو على الحملة الانتخابية لهذا العام، مقارنة بنحو 4.5 مليون يورو خلال انتخابات 2013.
صورة من: DW/P. Böll
حيلة مذهلة- بيع الذهب لأجل المال!
ابتكر حزب البديل من أجل ألمانيا، طريقة جديدة لتمويل نفسه، تعتمد على بيع الذهب للأعضاء بالحزب؛ بحجة أن الذهب أكثر أمناً من اليورو، الذي يعارضه الحزب أصلاً. وحصل الحزب من خلال عمليات البيع – التي تم منعها مؤخراً- على نحو مليوني يورو، تستخدم في تمويل الحملة الانتخابية، التي تشير تقديرات إلى أنها بلغت نحو ثلاثة ملايين يورو.
صورة من: DW/M. Sileshi Siyoum
تبرع غير مباشر
في الوقت نفسه يحقق الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، مكاسب أيضا من خلال "الرعاية". فعن طريقها تحصل أحزاب على دعم مالي من شركات ومؤسسات، يتمثل في توفير مساحات للوحات الدعاية والإعلان للحزب. ينتقد الكثيرون غياب الشفافية في هذه الطريقة. ويتخلى حزب "اليسار" تماماً عن فكرة "الرعاية"، التي تلعب دورا محدودا بالنسبة لأحزاب أخرى مثل الخضر والديمقراطي الحر (الليبرالي).
صورة من: picture-alliance/F. May
مبلغ مقابل كل صوت!
تشارك الدولة أيضا في تمويل الحملات الانتخابية، لكن بعد انتهاء الانتخابات، إذ يحصل كل حزب على مبلغ معين (83 سنتاً) مقابل كل صوت يحصل عليه في الانتخابات. وهي طريقة يمكن للأحزاب من خلالها تعويض تكلفة الحملات الانتخابية. اعداد: تابيا برونته/ ابتسام فوزي