ألمانيا ـ محكمة تلزم وزيرة بالرد على أسئلة أحد الصحفيين
٢٤ أغسطس ٢٠٢٢
بعد رفض وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبريشت الرد على أسئلته بدعوى أنها تمسها بشكل شخصي، لجأ أحد الصحفيين إلى القضاء، الذي إلزام الوزيرة بالرد على الأسئلة عن رحلتها بمروحية حكومية اصطحبت خلالها ابنها.
بذلك تكون المحكمة قد قبلت بشكل جزئي الطلب العاجل الذي قدمه الصحفي، غير أن الحكم الصادر لا يزال غير ساري المفعول بعد.
كانت لامبريشت المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي، اصطحبت ابنها البالغ من العمر 21 عاما منتصف نيسان/ أبريل الماضي على متن مروحية حكومية متجهة إلى ولاية شلزفيغ-هولشتياين شمالي ألمانيا لزيارة جنود ألمان هناك دون أن يشارك الابن في الزيارة. وفي اليوم التالي وبعد قضاء ليلة في فندق، توجهت الوزيرة بالسيارة مع حراس شخصيين من المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة إلى جزيرة زيلت القريبة.
وأشارت وزارة الدفاع إلى أن لامبريشت طلبت مشاركة ابنها في الرحلة بما يتوافق مع القانون وأنها تحملت التكاليف بالكامل.
وكان الابن قد نشر صورة للرحلة على ملفه الشخصي في انستغرام.
كان الصحفي يريد أن يعرف مقدار الفاصل الزمني بين الحجز في الفندق الواقع في جزيرة زيلت وتحديد موعد زيارة القوات، كما أراد أن يعرف معلومات الوزيرة عن التقاط الصورة ونشرها فضلا عن أنه أراد أن يعرف على نحو خاص ما إذا كانت هي التي التقطت بنفسها الصورة للابن على متن المروحية.
وكانت لامبريشت قد رفضت الرد على هذه الأسئلة بدعوى أنها تمسها بشكل شخصي، وفي أعقاب ذلك تقدم الصحفي بطلبه العاجل إلى المحكمة الإدارية في كولونيا، وقد نجح الطلب بشكل كبير لكن المحكمة ذكرت أن الوزيرة ليست ملزمة بالرد على السؤال عن وقت الحجز في الفندق قائلة إن هذا شأن خاص بالوزيرة.
في المقابل، رأت المحكمة أن الأمر مختلف فيما يتعلق بالأسئلة عن التقاط الصورة ونشرها مشيرة إلى أن هناك علاقة رسمية بالجيش لأن الرحلة تمت بمروحية تابعة له.
ع.ج.م/ ع.غ (د ب أ)
سبعون عاماً على تأسيس مجلة دير شبيغل الألمانية الشهيرة
شفافة ومزعجة ومنفتحة. إنها مجلة "دير شبيغل" الألمانية الشهيرة. رافقت هذه المجلة ألمانيا الاتحادية منذ عام 1947. ولطالما سهرت على نقل الخبر بأسلوبها الانتقادي، ولطالما راقبت الحكومات المتتالية واصطادت أخطاءها.
صورة من: picture alliance/dpa/D.Kalker
الصحفي رودولف أوغشتاين أدارَ لعقود من الزمن مجلة "دير شبيغل" التي تأسست عام 1947. في مجال عمله المهني لم يفرِّق أوغشتاين بين الأصدقاء والأعداء. وكَشَفَ عن كل حدث يستحق الكشف عنه. لقد كان هذا بديهياً في مهنته الصحفية. وأصبح بذلك حارساً للأخلاق السياسية في بلاده.
صورة من: picture alliance/dpa/H.Pflaum
نشرت مجلة "دير شبيغل" عام 1962 قصة انتقدت فيها سياسة الدفاع في جمهورية ألمانيا الاتحادية. و نتيجةً لذلك، مارسَ وزير الدفاع الألماني الاتحادي السابق فرانتس يوزيف شتراوس ضغطاً هائلاً على طاقم المجلة. بيد أن مجلة "دير شبيغل" دافعت عن نفسها، واضطر شتراوس إلى الاستقالة في نهاية المطاف.
صورة من: picture alliance/dpa/A.Warmuth
خلال قضية انتقادهم سياسة الدفاع الألمانية الاتحادية، وجد العاملون في المجلة أنفسهم لمدة أسابيع تحت ضغط وتوتر كبيرين. فاعتُقِل العديد من موظفي المجلة وقُبِضَ على مديرها أوغشتاين نفسه، ووُجِّهَت إليه تهمة "خيانة الوطن". ولكن بعد بضعة أسابيع قررت النيابة العامة السماح بإعادة فتح مكاتب تحرير المجلة. وبذلك أثبتت "دير شبيغل" أهمية الإعلام الحر.
صورة من: picture-alliance/dpa
في عام 1977، شهدت ألمانيا الاتحادية إحدى أشد أزماتها. فقد اختطف أعضاء من "فصيل الجيش الأحمر/ RAF" اليساري المتطرف رئيس رابطة أرباب العمل هانس مارتين شلايَر، واغتالوه بعد بضعة أسابيع من اختطافه. ووصفت مجلة "دير شبيغل" الإرهابيين بوصفهم الفعلي وبأنهم: قَتَلة.
صورة من: Der Spiegel
من الناحية السياسية كان مدير المجلة أوغشتاين مقرباً من الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وفي وقت لاحق كانت علاقته وثيقة بالمستشار الألماني الأسبق فيلي براندت (على يمين الصورة). تعرف بعضهما على بعض عام 1948. وكانا يتبادلان وجهات النظر عبر المراسلة. وهنا في الصورة يتحادثان عام 1972 في إحدى الفعاليات في ألمانيا التي دُعي إليها سياسيون واقتصاديون وصحفيون.
صورة من: Imago
يتمتع مطعم دار النشر "دير شبيغل" بنمط أسطوري صممه المهندس المعماري الدنماركي فيرنَر بانتون. ويجتمع في المطعم العاملون في المجلة لتناول الطعام وتبادل الأفكار الصحفية. كان تصميم هذه الدار ثورياً من الناحية الجمالية في ذلك الوقت، كونه يوثق انطلاقة ألمانيا نحو قمة الحداثة، وهذا التصميم معروض في متحف حالياً.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Bimmer
أصبحت مجلة "دير شبيغل" على مر السنين المجلة الرائدة والأكثر مبيعاً في ألمانيا، وكان لها قصة نجاح طويلة من الناحية الاقتصادية، وهذا ما يمكن رؤيته أيضاً على المبنى الجديد لدار نشر المجلة في مدينة هامبورغ الساحلية. أما في الوقت الحالي فتعاني أيضاً مجلة "دير شبيغل" -مثل غيرها من الصحف والمجلات- من هجرة القُرّاء إلى الإنترنت.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Marks
توفي مدير المجلة رودولف أوغشتاين في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2002. وها هو قسم التحرير في المجلة يحافظ على تركته الصحفية الصعبة. وحتى اليوم يُعتَبر الباحثون الصحفيون في مجلة "دير شبيغل" من أفضل المختصين في مجالهم. إعداد: كيرستن كنيب / علي المخلافي