هولندا تؤكد محاكمة النائب فيلدرز بتهمة التحريض على الكراهية
١٤ أكتوبر ٢٠١٦
أكدت مصادر قضائية هولندية أنها بدأت إجراءات لمحاكمة النائب اليميني المتطرف غيرت فيلدرز بتهمتي التمييز والتحريض على الكراهية نهاية الشهر الجاري، وقال فيلدرز أمام أنصاره إنه يريد "مغاربة أقل".
إعلان
أعلن القضاء الهولندي الجمعة (14تشرين أول/ أكتوبر 2016) أنه سيحاكم النائب اليميني المتطرف غيرت فيلدرز بتهمتي التمييز والتحريض على الكراهية بعدما صرح قبل عامين أنه يريد "مغاربة أقل" في هولندا. وقال القاضي هندريك ستنهوس إن "المحكمة ترفض كل الاعتراضات التي قدمها الدفاع". والشهر الماضي، طلب الدفاع خلال جلسة استماع في المحكمة تحت حراسة مشددة إسقاط التهم ضد السياسي المثير للجدل، منددا ب"محاكمة سياسية".
لكن القاضي اعتبر في قراره الجمعة أن محاكمة غيرت فيلدرز "لن تؤثر على حريته السياسية أو حرية حزبه". وتتمحور المحاكمة التي ستبدأ في 31 تشرين الأول/أكتوبر، حول تصريحات أدلى بها بعد الانتخابات البلدية في آذار/ مارس 2014 في لاهاي. وكان فيلدرز سأل أنصاره ما اذا كانوا يريدون "مغاربة أكثر أو أقل في مدينتكم وفي هولندا". وردا على الحشد الذي هتف "أقل" أجاب السياسي مبتسما: "سنعمل على ذلك". وبحسب محاميه، فإن النائب "لم يفعل من خلال كلماته سوى تسليط الضوء على برنامج حزبه".
وكتب فيلدرز في تغريدة على تويتر الجمعة أنه يحاكم "لما يفكر فيه الملايين من الناس. هولندا أصبحت مثل تركيا، يتم إسكات الآراء السياسية في المحكمة". وكان رئيس الوزراء مارك روتي قد قال في مقابلة تلفزيونية إن المواطنين من أصول تركية ومغربية الذين لا يقبلون معايير البلاد ومنظومة قيمها بإمكانهم العودة إلى بلدانهم.
وآنذاك، أدت تصريحات فيلدرز إلى استقالات داخل حزبه وتقديم مواطنين ومنظمات أكثر من 6400 شكوى. ووافق القضاة الجمعة على أربعين من الشكاوى وحددوا المطالبة بالتعويض بمبلغ 500 يورو حدا أقصى.
وفي حال إدانته، يواجه فيلدرز عقوبة أقصاها السجن عامين أو دفع غرامة بقيمة عشرين ألف يورو.
ع.أ.ج / ع ش (أ ف ب)
رموز عديدة ومتنوعة - ومناهضة الإسلام القاسم المشترك
لئن تميزت أغلبية الألمان بالانفتاح وحب التنوع الثقافي، إلا أن البعض يرى في التعددية الثقافية والدينية وخاصة في الإسلام تهديدا يجب وقفه. جولة في الرموز التي تستخدمها الحركات اليمينية المتطرفة للتعبير عن مناهضتها للإسلام.
صورة من: picture-alliance/Ralph Goldmann
استغلت الحركات المعادية للإسلام على غرار حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) توافد مئات الآلاف من اللاجئين وأغلبهم من سوريا والعراق وأفغانستان لإثارة الخوف من "غزو المسلمين لألمانيا"، حيث اختارت صورة للمستشارة أنغيلا ميركل يحيط بها السواد وأسفلها شباب ذوو ملامح شرقية يصرخون: "قادمون يا أماه". وفي نهاية كلمة "Mutti" - التي تعني أمي - رُسم بدل نقطة هلال في إشارة إلى الإسلام.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
اليمينيون المتطرفون يرفضون التعددية الثقافية ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية، حيث يحمل أحد المتظاهرين هنا ضمن الاحتجاجات التي نظمتها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) في مدينة دريسدن الألمانية لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
"سكان ولاية سارلاند ضد السلفيين" - شعار يحمله متظاهرون ينتمون إلى حركة "هوليغانز ضد السلفيين"، وهي حركة تأسست من قبل "مثيري الشغب في الملاعب" ضد السلفيين، على حد قولهم، فيما يتهمها مراقبون بأنها مناهضة للإسلام والمسلمين ككل. هذه الحركة التي ذاع صيتها خلال مشاركتها في احتجاجات يمينية متطرفة في مدينة كولونيا عندما اشتبكت مع الشرطة يصنفها بعض المراقبين بأنها حركة عنيفة وذات ميول يمينية متطرفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Roberto Pfeil
مناهضة الإسلام في ألمانيا تتجلى أيضا في رفض البعض لبناء دور عبادة إسلامية مبررين ذلك بخوفهم من اندثار الثقافة الألمانية المسيحية. وما انفكت حركة "من أجل ألمانيا" (برو كولونيا) اليمينية المتطرفة، التي ظهرت منتصف التسعينات، تنظم احتجاجات ضد بناء المساجد، كانت أكبرها خلال عامي 2007 و2008 ضد بناء الجالية التركية لمسجد كبير على الطراز العثماني في مدينة كولونيا الألمانية.
صورة من: picture-alliance/Ralph Goldmann
الشعارات المناهضة للإسلام لم تقتصر على الاحتجاجات اليمينية المتطرفة بل استخدمت أيضا خلال الحملات الانتخابية في الانتخابات المحلية التي شهدتها بعض الولايات الألمانية في مارس/آذار. هذ الملصق الانتخابي للحزب الألماني القومي (النازيون الجدد) يصور ثلاثة أفراد ذوي ملامح أجنبية: إفريقي على اليمين وامرأة محجبة في الوسط ورجل شرقي بعمامة وشارب طويل على بساط من الريح وكتب عليه "رحلة طيبة إلى أوطانكم".
صورة من: DW/M. El-Maziani
معاداة المسلمين من قبل اليمينيين المتطرفين في ألمانيا ليست جديدة وإن كانت ضمن معاداة الأجانب بمختلف انتماءاتهم العرقية والدينية. وقد كان الأتراك - أكبر جالية أجنبية ومسلمة بألمانيا - هدف الاعتداءات العنصرية، على ما تظهر هذه الرسوم والكتابات على أحد الجدران التي يعود تاريخها إلى عام 1992: حيث يصور ثلاثة أشخاص، أحدهم يمسك بعصا أو آلة حادة وهو يلاحق الآخرين وقد كتب عليها: "ارحلوا أيها الأتراك".
صورة من: Imago/Sommer
بعض أنصار حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" فضل خلال أحد الاحتجاجات التي شهدتها مدينة دريسدن الألمانية رفع الصليب في إشارة إلى المسيحية، الدين الذي تنتمي إليه الأغلبية في ألمانيا - للتعبير عن رفضهم للإسلام والمسلمين.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
كثيرا ما يحمل أنصار الحركات المناهضة للإسلام والمسلمين على غرار "برو كولونيا" أو "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) العلم الألماني لتأكيد رفضهم لكل ما لا ينتمي لألمانيا - متناسين أن هناك ألمانا من أصول عربية وتركية وغيرها وذوي انتماءات دينية متعددة يدينون أيضا بالولاء لألمانيا.