القضاء يحسم في مستقبل تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة
٢٧ سبتمبر ٢٠٢٠
يحسم القضاء الأمريكي اليوم مصير قرار إدارة ترامب بشأن حظر تيك توك في الولايات المتحدة، فيما أكدت واشنطن أن فرض قيود جديدة على بيع التكنولوجيا الأمريكية لأكبر مصنّع للأجهزة شبه الموصولة في الصين.
إعلان
تعقد اليوم الأحد (27 سبتمبر/ أيلول 2020) جلسة استجابة لالتماس عاجل قدمه تطبيق تيك توك أمام القضاء الأمريكي. وستلقى الجلسة متابعة من أوساط الأعمال ومن بكين التي تعلق أهمية كبرى على التطبيق وتحديداً خوارزميته. وإذا أكد القاضي قرار ترامب بحظر تيك توك، فلن يعود من الممكن تنزيله في الولايات المتحدة اعتباراً من مساء اليوم الأحد، فيما يصبح من المستحيل على المستخدمين الحاليين تحديثه. وبإمكان القاضي أيضاً منح مهلة إضافية لتطبيق تسجيلات الفيديو القصيرة الواسع الرواج والذي يحظى بقرابة 100 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، على غرار ما حصل قبل أسبوع لتطبيق "وي تشات" الصيني.
ومن غير المستبعد التوصل إلى اتفاق بين إدارة ترامب والشركة الأم لتيك توك مجموعة "بايت دانس" الصينية. وقدمت "بايت دانس" هذا الأسبوع التماساً عاجلاً إلى المحكمة الفدرالية في واشنطن مؤكدة أن حظر التطبيق مخالف للدستور الأمريكي. وأوضحت الشركة أن حظر التنزيل سيكبدها أضراراً فادحة بينما كان التطبيق يكسب نحو 424 ألف مستخدم أمريكي جديد يومياً في مطلع الصيف.
"مخاوف على المن القومي الأمريكي"
ووقع ترامب في مطلع آب/ أغسطس الماضي مرسوماً يرغم بايت دانس على بيع التطبيق لشركة أمريكية معتبراً أن تيك توك يشكل خطراً على "الأمن القومي" إذ يتهمه منذ فترة بالتجسس على مستخدميه لحساب بكين، من غير أن يورد أي دليل على ذلك.
وينص آخر مشروع اتفاق أعلن عنه في نهاية الأسبوع الماضي على إنشاء شركة جديدة "تيك توك غلوبال" تضم شركة أوراكل الأمريكية بصفتها شريكاً تكنولوجياً في الولايات المتحدة وشركة وولمارت الأمريكية كشريك تجاري.
وبموجب الاتفاق، ستملك أوراكل 12.5% من رأسمال تيك توك فيما تمتلك وولمارت 7.5%، كما سيشغل أمريكيون، أربعة من مقاعد مجلس الإدارة الخمسة. لكن إتمام هذا المشروع يتوقف على إرادة الرئيس الأمريكي والحكومة الصينية وسط حرب تجارية متصاعدة بين واشنطن وبكين. فالتطبيق بات آخر رمز للمعركة الجارية بين الولايات المتحدة والصين للهيمنة على مجال التكنولوجيا المتطورة.
وردد الرئيس الأمريكي الاثنين أنه لن يعطي مواقفته على الاتفاق إذا استمرت الشركة الأمّ الصينية "بايتدانس" في "السيطرة" على المجموعة الجديدة، مؤكداً في الوقت نفسه أن أوراكل ووولمارت ستمتلكان غالبية رأسمال المجموعة الجديدة بموجب الصفقة.
ووصفت "بايتدانس" التي تضم مستثمرين أمريكيين هذه المعلومات بأنها "شائعات خاطئة". وحذرت الخزانة الأمريكية بأنه في حال لم تفض المحادثات الجارية إلى نتيجة، فقد يحظر نشاط تيك توك بالكامل على الأراضي الأمريكية اعتباراً من 12 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
لكن المجموعة الصينية أعلنت الخميس أنها تقدمت بـ "طلب إذن" لتصدير تكنولوجيا، من دون أن توضح موضوع طلبها. وقد تكون هذه البادرة تتعلق بالخوارزمية التي حققت نجاح تيك توك، وتسمح بتوجيه المحتويات بحسب أذواق المستخدمين فتعرض على كل شخص مضامين يمكن أن تهمه، ما يحمله على قضاء أكبر وقت ممكن في تصفح الفيديوهات على المنصة. وترفض الصين أن ينتقل هذا النظام المعلوماتي الثمين إلى الأمريكيين. وأدرجت بكين في 28 آب/ أغسطس الماضي الخوارزميات في قائمة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي لا يمكن تصديرها بدون إذن.
قيود جديدة على بيع التكنولوجيات الأمريكية للصين
في سياق متصل، أمرت واشنطن الشركات الأمريكية بطلب الإذن قبل بيعها تكنولوجياتها إلى شركة "سميك" الصينية العملاقة لصناعة الأجهزة شبه الموصولة، في خطوة تندرج في إطار صراع مع الصين للهيمنة على قطاع التكنولوجيا، وفق ما أفادت السبت صحيفة وول ستريت جورنال.
وأوردت الصحيفة أن وزارة التجارة "أبلغت شركات الرقاقات الحاسوبية الأمريكية بوجوب أن تتحصل على تراخيص قبل تصدير تكنولوجيات معيّنة إلى أكبر مصنّع للأجهزة شبه الموصولة في الصين".
وتم الإعلان عن القواعد الجديدة في رسالة وُجّهت الجمعة إلى القيّمين على القطاع، جاء فيها أن "الصادرات إلى الشركة الدولية لصناعة الأجهزة شبه الموصولة (سميك) أو الشركات التابعة لها يمكن أن تستخدم في أنشطة عسكرية صينية". وأفادت الصحيفة أن لدى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "مخاوف متزايدة حول اعتماد الصين على الشركات الخاصة للمضي قدما في تحقيق أهدافها العسكرية".
ورفضت وزارة التجارة الإدلاء بأي تعليق حول هذه المسألة، لكن متحدثاً باسم مكتب الصناعة والأمن في الوزارة قال إن المكتب "يواصل رصد وتقييم أي تهديد محتمل للأمن القومي ولمصالح السياسة الخارجية"، و"سيتّخذ الإجراءات المناسبة. وتعتمد بكين بشكل كبير على شركة "سميك" في إطار سعيها لتحقيق اكتفاء ذاتي على صعيد الأجهزة شبه الموصولة. ويقول محللون إن اعتماد الصين على مصادر خارجية للرقاقات الحاسوبية، بما فيها الصناعات الأمريكية، يعيق تحقيق هذا الهدف.
ح.ز/ ع.غ (أ.ف.ب)
فيسبوك - من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
جعل العالم "قرية صغيرة" لم يعد هدف "فيسبوك" الوحيد. فمع السنين، صار الموقع الأشهر سلاحاً ذا حدين؛ يسمح بحرية التعبير، ولكنه يثير مخاوف خاصة فيما يخص البيانات الشخصية التي بات اختراقها ممكناً وتحويلها إلى أداة قمع وارداً.
صورة من: picture alliance/NurPhoto/J. Arriens
البداية من هارفارد
لم تكن نية مارك زوكربرغ ورفاقه في أول الأمر سوى إطلاق شبكة اجتماعية خاصة بتبادل المعلومات والصور والآراء بين طلاب جامعتهم هارفارد. أطلقوا على تلك الشبكة اسم: فيسبوك. وفي الرابع من فبراير/ شباط 2004 تم تأسيس الشبكة رسمياً، ليتوافد عليها طلبة من جامعات أخرى وتلقى رواجاً ونجاحاً مهمين. هذا النجاح دفع مؤسسي "فيسبوك" إلى فتح باب العضوية للجميع ابتداءً من نهاية عام 2006.
صورة من: Reuters/B. Snyder
إقبال متزايد
كان لـ"فيسبوك" قدرة خارقة على اختصار المسافات والربط بين أطراف العالم بضغطة زر، حيث زاد المقبلون على استخدامه إلى الملايين منذ إنشائه. وقد تجاوز مستخدموه الآن ربع سكان العالم، كان مارك زوكربرغ قد كتب في تدوينة له السنة الماضية (2017) على "فيسبوك" أن عدد المشتركين وصل إلى ملياري شخص، في حين كان عددهم مليون شخص عام تأسيسه (2004).
صورة من: Reuters/D. Ruvic
كوكب مواز
اختراق "فيسبوك" للعالم وحيازته لمساحة مهمة من حياة الناس لم يكن بمحض الصدفة. فقد أتاح لمستخدميه فرصة التواصل مع العالم الخارجي والتعارف كما التعرف على أشخاص وأماكن جديدة، بالإضافة إلى الانفتاح وتبادل المعلومات والإدلاء بالآراء والمواقف الشخصية، سواءً عن طريق نشر تدوينات أو صور أو حتى مقاطع فيديو. هذه الميزات والتقدم الذي عرفه الموقع جعل كثيرين يطلقون عليه "الكوكب الموازي".
صورة من: picture-alliance/dpa/J.W.Alker
"استحواذ" وشراكات
استطاع "فيسبوك" أن يكتسب شهرة عالمية ويعقد بذلك شراكات مع مؤسسات معروفة. كما مكنته الأموال التي حصل عليها عن طريق الإعلانات من "الاستحواذ" على برامج أخرى. وتعتبر شركة "مايكروسوفت" من بين الذين قدموا عرضاً لشراء "فيسبوك" عام 2007 بشراء حوالي خمسة في المائة من أسهم "فيسبوك". أما بالنسبة للمواقع التي ضمها إليه، فقد كان تطبيق "إنستغرام" أولها عام 2012، تلاها "واتساب" عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Becker
"نافذة للرقابة والقمع"
اعترفت بعض المحاكم بـ"فيسبوك" منذ 2008. كما عوقب كثيرون بسبب نشرهم لمحتوى "لم يرق" لدولهم أو جهات أخرى. وكانت وزارة الداخلية المصرية عام 2014، مثلاً، قد ألقت القبض على سبعة أشخاص يستخدمون موقع "فيسبوك" "للتحريض" ضد قوات الأمن، حسب ما نقلت رويترز آنذاك. كما حُظر الموقع في بعض الدول كسوريا وإيران. لكن سرعان ما رُفع هذا الحظر. المنع لا يخص الدول، بل يشمل بعض الإدارات التي منعت موظفيها من استعماله.
صورة من: picture-alliance/empics/D. Lipinski
أفيون الثورات؟
شكل "فيسبوك" مساحة للإدلاء بوجهات النظر دون أي قيد قد يواجه المستخدم على أرض الواقع. الثورة في مصر عرفت طريقها نحو الواقع من "فيسبوك"، الذي لعب دوراً مهماً في تحويل قضية الشاب خالد سعيد إلى شرارة لإطلاق ثورة 25 يناير/ كانون الثاني، وهو ما أشار إليه الناشط المصري وائل غانم في كتابه "ثورة 2.0". لكن الحرية بدأت تتراجع حين اعترفت المحاكم بالموقع وصارت الجرائم الإلكترونية ضمن ما تعاقب عليه هناك.
صورة من: picture alliance/AP Photo/M. Deghati
منصة للجيوش الإلكترونية
خلق "فيسبوك" أرضاً خصبة لمجموعة من الأنظمة التي سخرته لخدمة مصالحها السياسية. وكان الجيش السوري الإلكتروني، الذي ظهر إبان الثورة السورية (2011-2012) واحداً من أبرز هؤلاء، حسب ما ذكر بعض المراقبين. فقد شن انطلاقاً من الموقع حرباً إلكترونية، وذلك باختراقات أو إغراق الصفحات بتعليقات مؤيدة لنظام الأسد أو اتهامات بالخيانة للمعارضين. بالإضافة إلى إرسال بلاغات لـ"فيسبوك" بإغلاق حسابات لمعارضين.
صورة من: Vernon Manlapaz
انتقادات متكررة!
"انتهاكات خصوصية المستخدمين، تسريب البيانات وإمكانية استغلالها من طرف الاستخبارات، فضلاً عن نشر مواد تدعو إلى العنف والكراهية والتمييز..." كلها انتقادات وجهت لـ"فيسبوك". لكن كريس هيوز، المتحدث الرسمي باسم الشركة سابقاً، رد على هذه الانتقادات بقوله: "لم نقم من قبل مطلقاً بتزويد أطراف آخرين بالبيانات الخاصة بمستخدمي الموقع، ولا نعتزم القيام بذلك على الإطلاق"، حسب ما تناقلته عدة مواقع إلكترونية.
صورة من: picture alliance/dpa/epa/R. Khan
دعاوى قضائية متعددة
رفعت العديد من الدعاوى القضائية ضد "فيسبوك"، كما رفع هو الآخر ضد مستخدمين. كان أول الدعاوى ضد الشبكة عام 2004، إذ اتهمت شركة "كونكت يو" مارك زوكربرغ بسرقة الأفكار التي وضعوها حول الموقع واستخدام الكود الرئيسي الخاص بهم. كما رفع الموقع هو الآخر دعوة ضد ضد آدم جوربوز، وحصل على تعويض قيمته 873 مليون دولار.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Reinhardt
"إخفاق كارثي"
مسألة الحصول على بيانات المستخدمين جعلت "فيسبوك" محط محاسبة في مرات كثيرة؛ آخرها يوم 20 مارس/ آذار 2018. فقد دعت لجنة من المشرعين البريطانيين من مختلف الأحزاب رئيس "فيسبوك" إلى تقديم تفسير بخصوص "إخفاق شركته الكارثي" في حفظ البيانات الشخصية. كما قررت السلطات البريطانية التحقيق بشأن شركة "كامبريدج أناليتيكا" البريطانية، التي اتهمت بحيازة غير قانونية لمعطيات مستخدمي الشبكة. إعداد: مريم مرغيش