1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

القمة الأوروبية بين طموحات بروكسل والمصالح الوطنية

٢٣ مارس ٢٠٠٦

يحاول القادة الأوروبيون خلال قمتهم التي تبدأ اليوم التوصل إلى سياسة مشتركة للطاقة. المفوض الأوروبي باروزو شدد على ضرورة تبني حلول موحدة لمشكل الطاقة، غير أن غلبة المصالح الوطنية على تفكير الأعضاء يقف عائقا في الطريق.

تأمين الطاقة يستلزم تبني سياسة أوروبية موحدةصورة من: AP

ينتظر القادة الأوروبيون جولة من المفاوضات الشاقة في بروكسيل حيث تنعقد القمة الأوروبية اليوم تنتهي غدا الجمعة(24 مارس/آذار). وسيناقش القادة الأوروبيون، على مدى يومين، مجموعة من القضايا الاقتصادية الشائكة التي يعتبرها الكثير من المراقبين حجر عثرة أمام النمو الاقتصادي داخل دول الإتحاد وعبأ على حكوماته. ومن بين تلك القضايا يشكل مستقبل سياسة أوروبية موحدة للطاقة والتخفيف من الاعتماد القوي لدول الإتحاد على النفط كمصدر للطاقة أهم محاور النقاش التي سيتطرق إليها المشاركون خلال أعمال القمة. ومن أجل ضمان نجاح القمة دعت المفوضية الأوروبية الزعماء الاوروبين إلى تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن سياسة أوروبية موحدة للطاقة وتفعيل المبادرات الأوروبية بدلا من السياسات الوطنية وذالك استجابةً لتحديات العولمة وتطورات الاقتصادية الدولية. كما دعت المفوضية الأوروبية إلى التوصل إلى صيغ لتنظيم سوق الطاقة.

سياسة أوروبية موحدة ضرورة اقتصادية

رئيس المفوضية الأوروبية باروسيو يدعو إلى توحيد الجهود الاوروبيةصورة من: AP

يحتل موضوع الطاقة حيزا مهما في جدول أعمال القمة الأوروبية. ولعل أهم القضايا التي ستُناقش في هذا المضمار ضرورة احترام قواعد السوق الحرة مما يعزز المنافسة الاقتصادية داخل السوق الأوروبية. فسياسة الحماية الاقتصادية التي التجأت إليها بعض الدول الأوروبية مؤخرا لعرقلة صفقة شراء شركات الطاقة المحلية من قبل شركات أوروبية أخرى يهدد التطور الاقتصادي داخل القارة الأوروبية. وهو ما اعتبرته دول أوروبية أخرى خرقا واضحا للقواعد المنظمة للتجارة في السوق الداخلي الأوروبي. على ضوء ذالك وجد الإتحاد الأوروبي نفسه يبتعد تدريجيا عن الأهداف الاقتصادية في لقاء لشبونة قبل ستة سنوات، حيث تم الاتفاق على جعل الإتحاد الأوروبي منطقة اقتصادية مثالية على الصعيد العالمي للديناميكية الاقتصادية بحلول العام 2010. و أعزى رئيس المفوضية الأوروبية، خوسي منويل باروسو، أسباب هذا التطور السلبي إلى الفكر الوطني الذي أصبح يطغى على السياسة الاقتصادية في بعض دول الإتحاد. مؤكدا في نفس الوقت أن مواجهة تحديات العولمة تستدعي توحيد الجهود وتنسيق السياسات الأوروبية. واعتبر المسئول الأوروبي ان الدول الأوروبية مهما كانت قوية فلن تقوى لوحدها على التغلب على التحديات الاقتصاد المعولم ما لم تتعاون مع باقي الدول الأخرى. وقال في هذا الصدد: "الاقتصاد القومي لم يكن قط حلا ولن يكون حتى في الوقت الحاضر السبيل الأنجع".

المصالح الوطنية في مواجهة المصالح الاوروبية

أوروبا بحاجة إلى استراتيجية جديدة لتأمين حاجياتها من الطاقةصورة من: AP

وسبق لرئيس المفوضية الأوروبية، باروسو، أن دعا كافة الأطراف الأوروبية إلى توحيد مواقف الدول الأعضاء خصوصا فيما يتعلق بسياسة الطاقة. واعتبر أن المزيد من المواقف الأوروبية الموحدة هو الجواب الصحيح عن التحديات التي تواجه اقتصاد القارة. وتسائل المفوض الأوروبي عن ما إذا كانت توجد إرادة سياسية فعلية للتوصل إلى حلول أوروبية للمشاكل المشتركة. فالظروف الاقتصادية الراهنة أصبحت تحتم، في نظر عدد من الخبراء، على الساسة الأوروبيين خلق وتبني استراتيجية أوروبية جديدة للطاقة لتأمين حاجيات الإتحاد وشعوبه وإعطاء صورة مشرفة للنموذج الاقتصادي الأوروبي التي بات مهددا في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة. غير أن الخلافات في وجهات نظر الأعضاء لا تنبأ بإمكانية الوصول إلى اتفاق موحد، فبريطانيا مثلا لا تريد على إي نحو التخلي عن مزيد من الصلاحيات الاقتصادية الوطنية ليتم الحسم فيها في بروكسيل. كذالك الشأن بالنسبة لألمانيا التي تتجنب هي الأخرى أن يتم الحسم في تلك القضايا في بروكسيل.

محاربة البطالة أولوية اقتصادية

المستشارة الالمانية، أنجيلا ميركل، خلال لقائها مع رئيس المفوضية الاوربية باروسوصورة من: AP

أما ألمانيا فتنتظر خلافا لذالك من القمة الأوروبية أن تتطرق إلى المشكل الداخلي الأكثر إلحاحا والذي يعد في نفس الوقت مشكلا أوروبيا ألا وهو مشكل البطالة المتفاقم. ففي الاجتماع التحضيري للقمة الذي عقدته المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، مع باروسو في برلين أكدت ميركل ضرورة مناقشة المشاكل التي يعاني منها الناس والتوصل إلى حلول لها. وقالت في هذا الجانب:" هذا يعني بأننا سنتطرق بالأخص إلى موضوع البطالة وديناميكية الاقتصاد." إلا أن فرص التوصل إلى توافق فيما يخص سوق العمل يبقى مستبعدا نظرا للاختلاف الحاد في وجهات النظر الأوروبية التي تتأرجح بين مؤيدي تحرير واسع لسوق العمل وبين تلك التي تميل إلى حماية أسواق العمل الوطنية.

طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW