1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

القمة العربية - حديث عن فلسطين للتغطية على فشلها؟

علاء جمعة
٢٩ مارس ٢٠١٧

فيما رأى مراقبون أن القمة العربية الأخيرة كانت بمثابة "حفلة للعلاقات العامة"، اعتبر عبد الباري عطوان أن عودة الزعماء العرب للحديث عن المربع الفلسطيني يشكل دليلاً على فشلهم في حل قضايا الواقع العربي.

Arabischer Gipfel Jordanien
صورة من: Getty Images/K.Mazraawi

سلطت وسائل الإعلام العربية الضوء على تعثر بعض القادة العرب وسقوطهم أرضا أثناء المشاركة في فعاليات القمة العربية المنعقدة على ضفاف البحر الميت في الأردن، والتي باتت مادة للتندر في مواقع التواصل الاجتماعي. لكن السؤال الذي يمكن طرحه هنا هو إن كان هذا هو التعثر الهام للقادة العرب أم أن وسائل الإعلام تكتمت عن السقوط الأكبر لهم والمتمثل في فشلهم في حل القضايا المركزية العالقة، وعدم تبني مواقف جدية وآليات عمل من أجل حل قضايا مهمة مثل البطالة والتعليم ووضع الأجيال العربية الناشئة في ظل الحروب الدائرة في المنطقة وتمزق الجسم العربي. وهي القضايا التي كان من المفروض أن يتم تسليط الضوء عليها وكشفها.

جدول أعمال القمة التي اختتمت أعمالها اليوم الأربعاء29 مارس /آذار، 17 شمل تقرير رئاسة القمة السابقة والتقرير الختامي لهيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات وتقرير الأمين العام لجامعة الدول العربية عن العمل العربي المشترك، إضافة إلى القضية الفلسطينية، ودعم موازنة فلسطين، وهضبة الجولان السوري المحتلة من إسرائيل، ودعم لبنان.


كما شملت بنودا خاصة بالأزمة السورية، وقضية لجوء السوريين، والأوضاع في ليبيا واليمن، وسبل دعم السلام والتنمية في السودان والصومال، وقضية احتلال إيران لجزر الإمارات الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) وكذلك التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، واتخاذ موقف عربي إزاء الوجود التركي في العراق، وصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، واقتراح تنظيم قمة عربية أوروبية بشكل دوري، وتطوير جامعة الدول العربية، والعمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك، ومشروع إعلان عمّان (البيان الختامي).

 

رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم اللندنية عبد الباري عطوان صورة من: picture alliance/Photoshot

العرب والقضايا المركزية

غير أن ما قد يميز هذه القمة عن غيرها من القمم هو تسابق الزعماء العرب بالتصريح بأنها ستشهد قرارات مهمة، وذلك بالنسبة للقضايا المركزية مثل فلسطين وسوريا، وهو ما أكد عليه العديد من القادة العرب في كلماتهم حيث دعوا إلى رفض التدخل الأجنبي في القضايا العربية والعمل من أجل تنسيق المواقف العربية ومواجهة التحديات بشكل مشترك.

إلا أن رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم اللندنية عبد الباري عطوان لا يبدو متفائلا من هذه التصريحات.الإعلامي والكاتب الفلسطيني اعتبر في حوار مع DW عربية أن القمم العربية "تم استخدامها عادة من أجل شرعنة الغطاء الغربي في المنطقة العربية". فهي التي طلبت وشرعت التدخل في سوريا وكذلك في ليبيا، واصفا القمم العربية بأنها "عبارة عن حفلة علاقات عامة، يحدد مساراتها المعسكر الأقوى".

وأكد عطوان  أنه لدى مقارنة هذه القمة مع القمم العربية الأخرى، نجد عدة فوارق أساسية وهي أن الهيمنة الخليجية تراجعت، فقبل خمسة أو ست سنوات سيطرت دول الخليج على المشهد العربي وكانت هناك توقعات عربية بحدوث تغييرات، إلا أن شيئا لم يحدث. وهو ما ساهم في ضعف الموقف الخليجي بشكل عام. فحرب اليمن لم تحسم ، كما إن هناك تهميش كبير للقضية العربية في سوريا وكذلك في ليبيا.

الخلافات العربية أفشلت الجامعة

من جانبه يرى الباحث والخبير في الشؤون العربية يوهانس غونترماير في حوار مع DW عربية أن الجامعة العربية بوضعها الحالي غير قادرة على التأثير والتغييرفي القضايا التي تحيط بها، وقال الخبير الألماني "إن اختلاف الاهتمامات والتوجهات السياسية بين الدول العربية أضعف من العمل المؤسساتي"، وهو ما ظهر جليا لدى فشلها في إيجاد حلول  للمشاكل في الدول الأعضاء مثل سوريا واليمن وليبيا وغيرها بالإضافة إلى القضية الفلسطينية والتي تعتبر من القضايا المصيرية. وأوضح أن "السعودية وقطر مثلا، أيدت المعارضة السورية في حين فضل السيسي بقاء الأسد، وقس على ذلك العديد من المشاكل العربية الأخرى"

وقال غونترماير "لا اعتقد أن ترحيل المشاكل دوليا كان أمرا موفقا، عوض حلها عربيا ، كان من الأفضل بالتأكيد وضع حل عربي لهذه المشاكل،  إلا أنه بسبب عدم وجود رؤيا موحدة واهتمامات موحدة تم نقل القضايا إلى الأمم المتحدة ".

ويبدي الخبير الألماني  تشاؤمه تجاه حل الدولتين فيما يخص القضية الفلسطينية، وذلك بالرغم من تأكيدات المجتمعين العرب على تمسكهم بها. وأكد غونترماير أن ترامب صرح أكثر من مرة بأن "حل الدولتين ليس هو الحل الوحيد". ويرى الخبير أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر قربا للموقف السياسي الإسرائيلي بشكل لم يسبق له مثيل، وأنه بصرف النظر عن بعض الانتقادات الطفيفة للإدارة الأمريكية، فإن الدعم الذي تبديه واشنطن لإسرائيل يبدو كبيرا. وقال غونترماير "تستطيع أوروبا أن تبني المزيد من المشاريع الداعمة للفلسطينيين إلا أن هذا لا يخيف نتنياهو" مؤكدا انه من غير الممكن لأوروبا لعب دور أكبر أمام الهيمنة الأمريكية.

وتضمن البيان الختامي للقمة التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة العربية جمعاء، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة عاصمة دولة فلسطين، وإعادة التأكيد على دولة فلسطين بالسيادة على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية ومجالها الجوي ومياهها الإقليمية وحدودها مع دول الجوار. ورفضت القمة ترشيح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن الدولي لمدة عامين.

ويرى الإعلامي الفلسطيني عطوان أن تمسك القادة العرب بالقضية الفلسطينية هي بمثابة تهرب من المشاكل القائمة، وقال  إنه "لايوجد للقادة العرب ما يمكنهم الاتفاق عليه ولذلك فإنهم  يلجأون إلى ما هو غير قابل للاختلاف". وقال عطوان "العودة للتركيز على القضية الفلسطينية هو دليل إفلاس. فهي القضية الوحيدة التي عليها اتفاق. ويتم الرجوع لها هربا من القضايا الأخرى. فليس للمجتمعين لديهم القدرة على حسم الأمور الأخرى، ولذلك فإنهم هربوا من هذه الأمور من خلال التركيز على القضية الفلسطينية".

الباحث والخبير في الشؤون العربية يوهانس غونترماير صورة من: Privat

العرب يستخدمون إيران كبش فداء

واعتبر الكاتب الصحفي عطوان  أن إيران يتم استخدامها كبش فداء من قبل القادة العرب لتبرير فشلهم في  رسم سياسات المنطقة. ويتابع الإعلامي الفلسطيني. " إيران غير موجودة في ليبيا لماذا فشل العرب في حل المشكلة الليبية، أيضا هناك مبالغة في الدور الإيراني في اليمن. إيران لم تخرج طائراتها من أجل مواجهة التحالف العربي، وذلك بالرغم من مشاركة أحدث الأسلحة العربية في الحرب. ويرى عطوان أن الحل يكمن في الحوار مع إيران: فالعرب غير قادرين بوضعهم الحالي على حرب جديدة. ويؤكد عطوان أن الجامعة العربية لم توجد من أجل حل خلافات عربية ومناقشة الوضع العربي الداخلي. فهي لا تملك سلطة تنفيذية، بل أخلاقية فقط. لذلك غابت قضايا المشاكل الداخلية التي يواجهها العرب مثل تفشي البطالة وازدياد التطرف والنقص في التعليم. أما الخبير الألماني غونتر ماير فيقول "قد يكون العرب قد ناقشوا هذه القضايا في قممهم، إلا أن حل هذه المشاكل يستلزم آليات وتفعيل مؤسسات الجامعة العربية كما تحتاج إلى تمويل أكبر من قبل الدول العربية الغنية وهو أمر غير قائم حاليا.

الكاتب: علاء جمعة

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW