دخل القمر في خسوف القرن لابساً ثوبا أحمرا، إذ أمكن مشاهدته في بلدان عدة حول العالم. فيما ظهر كوكب المريخ قريباً منه في حدث نادر من نوعه.
صورة من: picture-alliance/dpa/K.-J. Hildenbrand
إعلان
أبهر قمر دموي اللون مراقبي النجوم في كثير من أنحاء العالم اليوم الجمعة (27 تموز/ يوليو 2018) وهو يدخل رويدا في ظل الأرض في أطول خسوف في القرن الحادي والعشرين.
ومن رأس الرجاء الصالح حتى الشرق الأوسط ومن الكرملين إلى ميناء سيدني شخصت أبصار الآلاف نحو السماء لرؤية القمر الذي أعتم ثم تحول لونه إلى البرتقالي والبني والقرمزي لدى توغله في ظل الأرض.
وتقول إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) إن الخسوف الكلي سيستغرق ساعة و42 دقيقة و57 ثانية لكن سيسبقه ويليه خسوف جزئي مما يعني أن القمر سيقبع ثلاث ساعات و54 دقيقة في الجزء المعتم من ظل الأرض.
وحدث الخسوف التام في الساعة الثامنة و22 دقيقة بتوقيت غرينتش وأمكن رؤيته في أوروبا وروسيا وأفريقيا والشرق الأوسط ومعظم أنحاء آسيا وأستراليا، رغم أن السحب حجبت القمر في بعض الأماكن.
صورة من: picture-alliance/KEYSTON/C. Merz
ودفع المئات في استراليا بالفعل مقابل مشاهدة الخسوف من مرصد سيدني قبل شروق الشمس.
في الوقت نفسه يقترب المريخ من الأرض أكثر مما حدث في عام 2003 ، لذلك قد يشاهد بعض المتابعين ما يبدو أنه نجم يتراوح لونه بين الأحمر والبرتقالي الذي سيكون في الواقع الكوكب الأحمر (المريخ).
وقال روبرت ماسي نائب المدير التنفيذي للجمعية الملكية البريطانية لعلماء الفلك "إنها مصادفة غير مألوفة بالمرة أن يحدث خسوف كامل للقمر بينما يكون المريخ في الجانب المقابل خلال نفس الليلة".
ومنذ آلاف السنين يجول الإنسان بنظره في السماء بحثا عن بشير خير أو نذير شؤوم. لكن علماء الفلك قالوا إنه لا يوجد ما يستدعي القلق. ولن يتسنى مشاهدة الخسوف في أمريكا الشمالية ومعظم أنحاء المحيط الهادي. ومن المتوقع أن يحدث خسوف القمر المقبل لنفس الفترة الزمنية عام 2123.
ع.خ/ (رويترز)
"القمر الدموي" – ظاهرة فلكية ارتبطت بأساطير
"خسوف القرن" كما يصفه العلماء ظاهرة فلكية فريدة يترقبها العالم اليوم حين يظهر الـ "القمر الدموي" بلونه الأحمر الوردي في كل أرجاء العالم. ظاهرة ارتبطت على مر الزمان بأساطير تركت بصماتها في الفن والأدب والشعر.
صورة من: picture-alliance/dpa
قمر غامض
سيشهد العالم الجمعة (27 يوليو/تموز 2018) أطول خسوف للقمر في القرن الحادي والعشرين، إذ سيظهر قمر دموي (أحمر اللون) في كل أرجاء العالم، بينما يتحرك القمر نحو ظل الأرض. وتُذكر هذه الظاهرة بـ"القمر العملاق" (الصورة 2015)، الذي ظهر بشكل أكبر وأكثر توهجا من المعتاد.
صورة من: Getty Images/Phil Walter
رمزية دينية وعلم فلك
في العصور الأولى تم تكريم قوة القمر، فقد رُبطت زيادة وتقلص حجم القمر بالأنشطة البشرية. فضلا على ذلك، تم حساب الوقت بالاعتماد على القمر بدلا من الأيام والشهور الرومانية. ويرمز قرص الشمس الأثري البرونزي، الذي تم اكتشافه في بلدة نبرا الألمانية إلى كلا الجانبين: الفلك والروحانية، فيما يتراوح عمر هذا القرص الثمين بين 3700 و4100 سنة.
صورة من: picture-alliance/dpa
مُفعم بالمعاني
في الفنون الجميلة، يرمز القمر إلى أشياء مختلفة كثيرة: البراءة، مريم العذراء...بيد أن ذروة الاهتمام بالقمر ارتبطت بالرومانسية، حيث أراد الفنانون من خلال أعمالهم الفنية إرجاع السحر إلى القمر على غرار هذه الصورة، التي تعود إلى سنة 1820، وتحمل عنوان "رجلان يتأملان القمر" للرسام والرومانسي الألماني كاسبر ديفيد فريدريك.
صورة من: picture alliance/Heritage Images/Fine Art Images
مُلهم الشعراء
في عالم الآدب يلعب القمر منذ مدة طويلة دورا رئيسيا وخاصة في الشعر، إذ يُستخدم من أجل التعبير عن الكآبة والشوق، فضلا عن المُواساة. مثل قصيدة الشاعر الألماني الكبير فولفغانغ فون غوته "إلى القمر".
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Edelmann/Städel Museum/ARTOTHEK/The British Museum(Ausschnitt)
غناء للقمر
لا يُحمس القمر فقط الذئاب على الغناء، بل أيضا الإنسان الذي تغنى منذ زمن قديم بالأجرام السماوية. وأبرز أمثلة على ذلك في العصر الحديث هو الفيس بريسلي "قمر أزرق"، و ألبوم الفرقة الموسيقية البريطانية الشهيرة بينك فلويد "الجانب المُظلم في القمر".
صورة من: picture alliance/AP Images
رعب ورومانسية
قال الكاتب الأمريكي المعروف مارك توين "كل واحد منا كالقمر، لديه جانب مُظلم لا أحد يراه". ومنذ العصور القديمة هناك أساطير عن أشخاص، يتحولون إلى ذئاب عند اكتمال القمر. كما أن السينما تُشير مرارا وتكرار إلى أسطورة المستئذبين. هنا مثلا صورة من فيلم "الرجل الذئب" سنة 1941. زيادة على ذلك، ظهرت أفلام كوميدية يلعب فيها القمر دورا أساسيا على غرار "مجذوبة القمر" سنة 1987.
صورة من: picture alliance/United Archives/IFTN
حدث كبير
مع أول هبوط مأهول على سطح القمر سنة 1969، خسر القمر آخر أسراره وفقد بالتالي جاذبيته. وفجأة بدأ الناس في السفر إلى القمر والتقاط صور هناك، فيما يبدو أخيرا أن العلم غزا القمر.
صورة من: Getty Images/Nasa
جاذبية دون انقطاع
رغم غزو القمر إلا أن هذا الأخير لم يفقد سحره وجاذبيته. ففي سنة 2013 أطلق الفنان الصيني آي ويوي وصديقه الدنماركي أولافور إيلياسون مشروع "قمر". كما بإمكان كل شخص الدخول إلى موقع هذا المشروع "www.moonmoonmoonmoon.com". ووضع رسم أو إشارة تُخلد القمر. إعداد: فيليب يديك/ ر.م