هناك فكرة شائعة بأن القهوة تُسبب الجفاف، غير أن دراسات عديدة تشير إلى أنها قد تساهم في ترطيب الجسم كما يفعل الماء، الأمر الذي يفتح المجال لإعادة النظر في دورها ضمن استهلاك السوائل اليومي.
هل تكفي القهوة لترطيب جسمك كالماء؟صورة من: Andres Victorero/Zoonar/picture alliance
إعلان
هناك سؤال متكرر حول ما إذا يمكن اعتبار القهوة جزءًا من كمية الماء اليومية التي يحتاجها الجسم. فعلى الرغم من شعبيتها الكبيرة حول العالم، إلا أن هناك اعتقادا شائعا بأنها تسبب الجفاف بسبب ما تحتويه من الكافيين. لكن الدراسات الحديثة تُقدّم صورة مختلفة.
ووفقاً لدراسة أمريكية أجرتها كلية هارفارد للصحة العامة في بوسطن، فإن القهوة لا تُسبب الجفاف كما يُشاع، بل يمكن اعتبارها مصدرا جيدا للسوائل عند تناولها باعتدال. فالكافيين الموجود فيها له تأثير مدر خفيف للبول، لكنه ليس كافيا لإحداث نقص في الترطيب، خاصة لدى من اعتادوا على شربها بانتظام.
كما أكدت نتائج دراسة نُشرت في موقع (فيري ويل هليث) أن القهوة، التي تتكوّن بنسبة تفوق 95 في المائة من الماء، تُساهم في ترطيب الجسم ولا تُسبب الجفاف عند استهلاكها باعتدال، مما يجعلها خيارًا مقبولًا ضمن إجمالي السوائل اليومية التي يحتاجها الجسم.
ويُعلق الدكتور دان فريدمان، أستاذ التغذية في كلية هارفارد، بالقول: "القهوة تتكوّن أساسًا من الماء، وهي بالتالي تساهم في ترطيب الجسم، خصوصًا إذا كانت بدون إضافات كالسكر أو الكريمة".
مرغوبة ومهددة: القهوة في زمن تغير المناخ
05:53
This browser does not support the video element.
الاعتدال لتجنب تأثيرات سلبية
ومع ذلك، يشير الخبراء، بمن فيهم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) إلى ضرورة الاعتدال. فالاستهلاك المفرط للكافيين أي ما يزيد عن 500 ملغ يوميا، ما يعادل تقريبًا خمس أكواب قهوة، قد يؤدي إلى تأثيرات جانبية مثل الأرق، التوتر، وزيادة التبول، دون أن يصل ذلك بالضرورة إلى حالة من الجفاف الخطير.
من ناحية أخرى، القهوة تُوفّر فوائد صحية إضافية، إذ تحتوي على مضادات أكسدة مثل البوليفينولات، التي تُساهم في تقليل الالتهابات وتحسين صحة القلب. وتشير جمعية القلب الأمريكية إلى أن تناول القهوة باعتدال قد يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب و السكري من النوع الثاني.
وفي النهاية، تُعد القهوة مشروبًا يمكن إدراجه ضمن كمية السوائل اليومية، ولكن يُفضّل التنويع بين مصادر الترطيب مثل الماء، والشاي، والعصائر الطبيعية. الاعتدال هو الخيار الأفضل دائما، كما يعتبر الانتبا إلى إشارات الجسم أهم من الالتزام الصارم بعدد الأكواب.
8 مواد غذائية بديلة عن القهوة تمنح النشاط والسعادة
غالبا ما يبادر الناس إلى شرب القهوة عند الشعور بالخمول والرغبة بالنوم، إلا هناك ثمانية مواد غذائية بديلة عن المشروبات الغنية بالكافيين تمنح الجسم الكثير من النشاط والطاقة والسعادة. تعرف عليها في ألبوم الصور التالي:
صورة من: Andres Victorero/Zoonar/picture alliance
اللوز والبندق والجوز هي مكسرات تحتوي على المغنسيوم وفيتامين بي والحمض الدهني أوميغا – 3. هذه المكونات الثلاث لها تأثير منشط على الجسم، فهي تبعد التعب والتوتر والإرهاق. "مخلوطة مكسرات" مع حبات من الزبيب تمنح أيضا الجسد طاقة كبيرة، حسبما نقل موقع بريغيتا.
صورة من: Colourbox
الموز هي غلال لذيذة وصحية وخفيفة. يحتوى الموز على منبهات صحية، وذلك يعود لنسبة السكريات التي تمنح الجسم طاقة. بالإضافة إلى حمض الفوليك والمغنيسيوم، المسؤوليّن عن بناء الخلايا الحمراء في الدم وعن تغذية الجسم. يقلل الموز من التعب، ويمنح مزاجا جيدا، لأنه يحتوي على الحمض الأميني "التربتوفان"، وهو حمض يحوله الدماغ إلى "سيروتونين"، المعروف أيضا بهرمون السعادة.
صورة من: Saul Loeb/AFP/Getty Images
الطرخشقون هي نبتة برية تقتات منها الأرانب. لكنها أيضا مفيدة لجسم الإنسان. يحتوي الطرخشقون على البوتاسيوم، وهو يساهم في تنشيط الجسم ويزيد من اليقظة. ينصح بإضافة الماء الساخن إلى أوراق وزهرة الطرخشقون اليابسة وتناوله كشاي . نبتة الحريقة أو القراص لها أيضا فوائد مشابهة.
صورة من: picture alliance/ZB/M. Bein
وينقل موقع بريغيتا أن الطعم الحار لجذور الزنجبيل تنشط عملية "الأيض" أي تحول الغذاء إلى طاقة. هذا ما يسهل عملية حرق الدهون في الجسم، ويبطئ من التعب. من يريد أن يستفيق بسرعة، عليه شرب الدرنة الحارة للزنجبيل في شكل شاي أو عن طريق إضافة الماء إلى عصير الليمون مع الزنجبيل وقليل من السكر وخلطهم جميعا.
صورة من: Fotolia/kostrez
للفليفلة الحمراء الحارة تأثير مشابه للزنجبيل، فهي تنشط عملية "الأيض" والدورة الدموية على الفور. جسم الإنسان يشعر في دقائق بالتوازن والنشاط. كما تحتوي الفليفلة الحمراء الحارة على المركب النشط "كابسيسين"، المسؤول عن الطعم الحارق، وهو يساهم في تدفئة الجسم، بالإضافة إلى حرق الدهون.
صورة من: picture-alliance/McPHOTOs
الحمضيات لها تأثير مشابه للمواد الغذائية الحارة. يساهم الفيتامين سي في تنشيط الجسم ويمنح الجسم طاقة كبيرة. وينصح بتناول قطعة من المندلينا أو الكيوي، أو تفاحة أو فاكهة الزنباع، وخاصة بعد استراحة الغداء. إذ أن الجسم دوما ما يشعر بالخمول في وقت الظهيرة.
صورة من: Shaun Dunphy / CC BY-SA 2.0
تعتبر الشوكلاته مادة منبهة للجسم، فـكل مائة غرام من الشوكلاته الداكنة يحتوي مثلا على 50 ميليغراما من مادة "الكافيين" المنشطة. في حين تحتوي 100 غرام من الشوكلاته البيضاء على 20 ميليغراما فقط من "الكافيين". لا تمنح الشوكلاته الداكنة الجسم النشاط فقط بل السعادة أيضا. وذلك يعود لمادة "الكاكاو"، وللمركب الكيميائي "ثيوبرومين" وهرمون السعادة "سيروتونين".
صورة من: Fotolia/PhotoSG
عصير براعم القمح هو مشروب متكون من أعشاب نبات القمح في بداية نموه. العصير غني بالفيتامينات أ و إي و بي 12 وهو يحتوي على مضاد للأكسدة وعلى مادة "الكلوريفيل" المنشطة للجسم. ينصح بخلط أعشاب نبات القمح مع عصير فواكه وذلك للتمتع بفوائده. لمن لا يحبذ طعم البراعم الخضراء ينصح بتناول جرعات صغيرة مع العصير. كما ينصح بعدم الإكثار منه لأنه قد يسبب الغثيان. س.ع/ ع.خ (DW)