قال التحالف العسكري لمحاربة "داعش" بقيادة الولايات المتحدة إنه بدأ عملية سحب قواته من سوريا. في نفس الوقت تواصل تركيا تعزيز تواجدها العسكري على الحدود تمهيدا لهجومها المرتقب على أكراد سوريا حلفاء واشنطن.
إعلان
أكد متحدث باسم التحالف العسكري الدولي لمحاربة "داعش" بقيادة الولايات المتحدة بدء انسحاب القوات الأمريكية من سوريا. لكنه رفض ولأسباب أمنية الإفصاح عن مزيد من التفاصيل بشأن جدول حركة القوات أثناء انسحابها. وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" قد صرح قبل ذلك بأن عملية سحب القوات الأمريكية قد بدأت فعلا الجمعة (11 كانون ثان/يناير 2019).
وقال الكولونيل شون رايان إن التحالف "بدأ عملية انسحابنا المدروس من سوريا. حرصا على أمن العمليات، لن نعلن جداول زمنية أو مواقع أو تحركات محددة للقوات".
من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض اليوم الجمعة، أن القوات الأمريكية نفذت أول عملية انسحاب لها من الأراضي السورية ليلة أمس الخميس. ونقل المرصد السوري، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، عن مصادر موثوقة قولها إن "نحو 10 مدرعات بالإضافة لآليات هندسية عمدت إلى الانسحاب مساءاً من القاعدة الأمريكية في منطقة الرميلان بمحافظة الحسكة، في إطار أول تطبيق للقرار الذي صدر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الـ 19 من شهر كانون أول/ ديسمبر الماضي".
وتابع المرصد أن "جهات عليا أمريكية أبلغت قيادات رفيعة المستوى من قوات سورية الديمقراطية (قسد)، أن القيادة الأمريكية تعتزم سحب قواتها من كامل منطقة شرق الفرات ومنبج، الأمر الذي شكل حالة من الصدمة الكبيرة لدى قيادة قوات قسد".
وأضاف أن القرار "يتناقض مع الواقع حيث وصلت تعزيزات خلال الـ 48 ساعة الأخيرة، إلى منطقة شرق الفرات، من وقود ومعدات عسكرية ولوجستية وآليات، كما أن هناك تعزيزات عسكرية وصلت إلى القواعد العسكرية في منبج وحقل العمر".
وذكر المرصد أن الجهات القيادية الكردية اعتبرت أن "انسحاب القوات الأمريكية في حال جرى، هو خنجر في ظهر قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردي ... وخيانة لدماء آلاف المقاتلين التي نزفت لقتال تنظيم الدولة الإسلامية/داعش/ وخصومهم".
ويخشى الأكراد المتحالفون مع الولايات المتحدة في شمال سوريا أن يفتح الانسحاب المجال لتركيا لشن هجوم تهدد به أنقرة منذ وقت طويل على مناطقهم. وتعتبر تركيا الجماعات الكردية السورية تهديدا أمنيا لها. فيما تواصل تركيا تعزيز قواتها على الحدود مع البمناطق الكردية في سوريا تمهيدا لشن هجومها المرتقب.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد اعلن أمس الخميس في كلمة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن سحب قوات بلاده من سوريا لن يؤثر على التزام الولايات المتحدة بالقضاء على داعش ومحاربة الإرهاب. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمس الخميس إن الانسحاب لن يتعثر برغم التهديدات التركية.
ح.ع.ح/ه.د(د.ب.ا/رويترز)
جنود أمريكيون يحملون شعار الوحدات الكردية بالرقة وتركيا تحتج
ظهرت صور لقوات أميريكية خاصة في شمال الرقة السورية بجانب قوات وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا جماعة إرهابية. وظهر على أكتف هؤلاء الجنود شعار الوحدات وهو ما دفع أنقرة إلى اتهام واشنطن بالكيل بمكيالين.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أثارت صور نشرت لجنود أمريكيين يضعون شعار قوات وحدات حماية الشعب الكردية حفيظة تركيا. حيث ظهرت صور لجنود أميريكيين جنبا إلى جنب مع جنود تابعين لتلك الوحدات في منطقة شمال الرقة حيث بدأ الهجوم على معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينة الرقة.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وقال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي (الجمعة 27 مايو/ أيار 2016) إنه "من غير المقبول" أن يضع جنود أمريكيون شعار الوحدات على ملابسهم. واتهم الوزير التركي الولايات المتحدة بأنها "تكيل بمكيالين"؛ لرفضها اعتبار وحدات حماية الشعب الكردية السورية منظمة إرهابية.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وحدات حماية الشعب الكردية هي أبرز فصائل قوات سوريا الديمقراطية. وقوات سوريا الديمقراطية عبارة عن تحالف فصائل كردية وأخرى عربية. وقد بدأت هجوما شمال الرقة الثلاثاء (24 مايو/ أيار) غداة إعلان السلطات العراقية إطلاق عملية "تحرير" الفلوجة من أيدي مقاتلي "تنظيم داعش"، المتمدد بين سوريا والعراق.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وتدعم الولايات المتحدة تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" في معركتها مع التنظيم المتطرف. وبإسناد جوي لطائرات التحالف الذي تقوده واشنطن استطاعت وحدات حماية الشعب الكردية طرد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" من مناطق واسعة في شمال سوريا على مدى العام الماضي.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وكان تنظيم داعش قد أستولى على محافظة الرقة في شمال سوريا بعد انسحاب قوات النظام السوري من آخر معاقلها هناك في آب/ أغسطس عام 2014، ليعلن التنظيم بعدها الرقة عاصمة "لدولة الخلافة الإسلامية"، التي خضعت لها مساحات شاسعة مترابطة من العراق وسوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
ومنذ هجوم الثلاثاء يعيش 300 ألف شخص في مدينة الرقة ظروفا صعبة، خصوصا بعدما توقف التنظيم عن إعطاء "تصاريح خروج للسكان الراغبين بمغادرة الرقة، وفق ما ذكر المركز السوري لحقوق الإنسان. رغم ذلك تمكنت عائلات من الهروب باتجاه محافظة إدلب (شمال غرب سوريا)، الخاضعة لسيطرة تحالف "جيش الفتح" الذي يضم فصائل إسلامية أبرزها جبهة النصرة.
صورة من: Reuters
وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية كمنظمة إرهابية. وقال تشاووش أوغلو خلال قمة للأمم المتحدة في منتجع أنطاليا بتركيا: "إن من غير المقبول أن يستخدم جنود أمريكيون شعار وحدات حماية الشعب وهي جماعة إرهابية".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وتصنف واشنطن حزب العمال الكردستاني، الذي هو في حرب مع تركيا منذ سنوات طويلة، كمنظمة إرهابية، لكنها تدعم وحدات حماية الشعب في معركتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وكان بيتر كوك السكرتير الصحفي بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد رفض التعليق على تلك الصور وقال خلال مؤتمر صحفي الخميس: عندما تعمل القوات الخاصة في منطقة ما فإنها تبذل كل ما في وسعها للاندماج مع المجتمع لتعزيز أمنها. ص.ش/و.ب (رويترز، أ ف ب)