القوات العراقية تقترب من مطار الموصل وتضيق الخناق على "داعش"
٢٠ فبراير ٢٠١٧
وصلت القوات العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة إلى محيط مطار الموصل بعد طرد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" من تلة قريبة، في إطار عمليات استعادة الجانب الغربي من الموصل بعد تحرير الجزء الشرقي من المدينة.
إعلان
اقتربت القوات العراقية المدعومة من طائرات ومروحيات اليوم الاثنين (20 شباط/ فبراير) من الضاحية الجنوبية لمطار الموصل رغم المقاومة التي يبديها الجهاديون في تنظيم "الدولة الإسلامية". وهذه العملية الواسعة النطاق التي أطلقت أمس الأحد حظيت بدعم وزير الدفاع الأمريكي الجديد جيمس ماتيس الذي قام بأول زيارة إلى بغداد منذ توليه مهامه في إدارة ترامب.
وبعد استعادة 15 بلدة وصلت قوات الشرطة الاتحادية إلى حاجز العقرب على الطريق السريع المؤدي إلى جنوب الموصل. وصرح ضابط كبير في الشرطة التي تشارك في العملية لوكالة فرانس برس "إنه أمر مهم جدا لأنه يعتبر المنفذ إلى جنوب الموصل". واأوضح أن قواته باتت على مسافة كيلومترين من ضاحية المدينة رغم هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) كالعمليات الانتحارية والسيارات المفخخة.
واليوم قال مسؤول أمريكي في الاستخبارات إنه "لم يبق سوى ألفي جهادي" في القسم الغربي من المدينة. وكان عددهم يقدر بما بين خمسة إلى سبعة آلاف قبل بدء الهجوم الواسع النطاق في 17 تشرين الاول/أكتوبر لاستعادة آخر أكبر معقل للتنظيم الإرهابي في العراق. كما ضمنت القوات العراقية اليوم الاثنين أمن منطقة استراتيجية على التلال المطلة على مطار الموصل.
والسيطرة على هذا المطار الذي لم يعد عملانيا وقاعدة عسكرية سابقة قريبة سيفسح المجال أمام هجوم على الضاحية الجنوبية الغربية للموصل قرب نهر دجلة.
وإلى الغرب تقدمت وحدات الحشد الشعبي للوصول إلى الطريق الذي يربط بين الموصل وتل عفر المدينة التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم "داعش". وبات الطوق شديد الأحكام على الجهاديين الذين يدافعون عن القسم الغربي من الموصل. وفي نهاية كانون الثاني/يناير أعلن عن تحرير القسم الشرقي من المدينة "بشكل تام" بعد ثلاثة اأشهر على بدء معركة الموصل.
واستعادة مدينة الموصل ستشكل ضربة قاسية لما يسمى "الخلافة" التي أعلنها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في حزيران/يونيو 2014 وباتت مساحاتها تتقلص منذ عامين مع تقدم القوات العراقية. ويتوقع خبراء ان يقاوم الجهاديون بشراسة في آخر أبرز معاقلهم في العراق.
ويمكن للقوات العراقية ان تعتمد على ضربات التحالف الدولي الذي استخدم أكثر من 12 ألف ذخيرة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ بدء الهجوم على الموصل.
وألمح قائد قوات التحالف الجنرال ستيفن تاونسند إلى أنها ستبقى في العراق بعد معركة الموصل. وصرح في ختام زيارة ماتيس "لا أتوقع أن تطلب منا الحكومة العراقية الرحيل فورا بعد معركة الموصل". وأضاف "أعتقد أن السلطات العراقية تدرك بأنها معركة في غاية التعقيد وإنها ستحتاج إلى دعم التحالف حتى بعد المعركة".
ع.ج/ ع.ش (أ ف ب، رويترز)
أسلحة "داعش" في حرب الموصل..دروع بشرية ومذابح وكيماوي
ما الذي حدث على الأرض منذ بدء عملية استعادة الموصل من تنظيم "داعش" في شهر أكتوبر/ تشرين الأول؟
صورة من: picture alliance / AP Photo
أثناء تقدم الجيش العراقي لاستعادة السيطرة على الموصل من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي، تم العثور على مقبرة جماعية فيها حوالي 100 جثة، العديد منها مقطوعة الرأس. وتظهر صوراً عرضتها وكالة "الاسوشيتد برس" عظاماً وجثثاً متحللة أخرجت بواسطة جرافة، وفي الصورة ضابط من الشرطة العراقية يحمل لعبة أطفال على شكل حيوان محشو وجدت بين الجثث.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
المقبرة الجماعية وجدت قرب "حمام العليل" البلدة التابعة للموصل، وتبرهن على وحشية تنظيم "الدولة الإسلامية". حيث لا تعد هذه أول مجزرة يرتكبها التنظيم إذ نفذ سلسلة مجازر منذ استيلائه على مناطق واسعة من جنوب ووسط العراق في عام 2014. وتظهر هذه الصورة عنصر من قوات الأمن العراقية يتفقد مبنى كان يستخدم كسجن من قبل مسلحي "تنظيم الدولة الإسلامية" في حمام العليل.
صورة من: Reuters/T. Al-Sudani
رجال عراقيون من منطقة حمام العليل يحتفلون عند عودتهم إلى منازلهم التي نزحوا منها بعد استعادة السيطرة على القرية من قبل القوات العراقية وتحريرها من "تنظيم الدولة الإسلامية".
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
قام "تنظيم الدولة الإسلامية" بإحراق حقول النفط كرد فعل على الهجوم العسكري العراقي لطرد التنظيم من شمال العراق. وقال قائد عسكري إنه تم إجلاء أكثر من 5000 مدني من مناطق شرق الموصل حيث نقلوا إلى مخيمات. ويتبين من الهجوم المفاجئ أن تنظيم الدولة لا يزال يزرع الفوضى في مناطق حتى بعيدة عن قاعدته في الموصل كرد فعل على الحصار المضروب عليه من قبل القوات العراقية.
صورة من: Reuters/A. Al-Marjani
في بداية الأمر حاول "داعش" السيطرة على الموصل لإقامة "الخلافة"، فيما بعد أصبحت المنطقة رمزاً لقوة وسيطرة التنظيم ومصدراً للموارد، وتقول الأمم المتحدة ان التنظيم الإرهابي يستخدم المنطقة كمركز لتصنيع أسلحة كيميائية. كما شكلت المدينة الآشورية القديمة مصدرا حيويا لعائدات الضرائب وأعمال السخرة التي يقوم بها التنظيم. في الصورة دخان جراء اشتباكات عنيفة بين البيشمركة وداعش في بلدة بعشيقة شرق الموصل.
صورة من: Reuters/A. Lashkari
يقاتل الجيش العراقي في الموصل إلى جانب البيشمركة الكردية والميليشيات الشيعية في حرب استعادة السيطرة من "داعش"، وفي الآونة الأخيرة كثفت القوات العراقية عملياتها البرية في مناطق المدنيين دون غطاء جوي من قوات التحالف، التي تقودها الولايات المتحدة، تخفيفاً من ضرر المعارك على المواطنين. في الصورة تظهر القوات العراقية الخاصة وهي تقوم بعملية تغطية درءاً من رصاص قناصة "داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Drobnjakovic)
تركز البيشمركة الكردية في قتالها ضمن معركة الموصل على المناطق الكردية بشكل عام، وخاصة على مدينة كركوك التي تطالب بها حكومة كردستان العراق، والتي بدأ "تنظيم الدولة الإسلامية" بشن حملة عنيفة على السكان فيها ردا على التقدم من الجيش العراقي نحو الموصل.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Dicenzo
تقدر الأمم المتحدة عدد النازحين من الموصل بحوالي 34 ألف شخص وذلك منذ بدء عملية تحرير الموصل يوم 17 أكتوبر/ تشرين الأول، وتشير الأمم المتحدة إلى أن نحو ثلاثة أرباع النازحين استقروا في مخيمات قريبة بينما نزح الباقي إلى مناطق أخرى واستقروا ضمن مجتمعات مضيفة. نادين بيرغهاوسن/ ر.ج